مدريد-“القدس العربي”:
مولت حركة سياسية معارضة إيرانية، الحملة الانتخابية لحزب فوكس القومي المتطرف في إسبانيا الخاصة بالانتخابات للبرلمان الأوروبي سنة 2014، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول الهدف من التمويل. وهذه هي المرة الثانية التي تتم فيها الإشارة الى مصادر إيرانية بعدما كان قد جرى الحديث عن تمويل دولة إيران لحزب “بوديموس” اليساري في الانتخابات نفسها.
وأوردت جريدة”الباييس” في موقعها الإلكتروني مساء الأحد بتمويل جهات تابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحملة الانتخابية لحزب فوكس المتطرف الخاصة بالبرلمان الأوروبي، حيث قامت شخصيات مرتبطة بالمعارضة الإيرانية بضخ 800 ألف يورو أي قرابة مليون دولار في حساب هذا الحزب الإسباني. وجرت عملية التمويل من خلال هبات وضعت في الحساب البنكي للحزب من طرف 146 شخصا ومصدرها 15 دولة أغلبها دول أوروبية.
وكانت الحملة الانتخابية قد كلفت مليون يورو، وهذا يعني تمويل المعارضة الإيرانية ل 80% من هذه الحملة. ورفض حزب فوكس تقديم تفسيرات لجريدة “الباييس” عندما اتصلت به لمعرفة الأسباب التي تدفع المعارضة الإيرانية الى تمويل حزب سياسي إسباني جديد.
ويسود الاعتقاد أن هذا التمويل يدخل في إطار رهان المعارضة الإيرانية على وصول نواب أوروبيين الى برلمان القارة للدفاع عن أطروحاتها السياسية ومنها تجنيبها أي علاقة بالإرهاب علاوة الضغط على نظام طهران. وكان الزعيم السابق لحزب فوكس فيدال كوادراس من الشخصيات السياسية الإسبانية التي ربطت علاقات متينة بالمعارضة الإيرانية وحضر عدد منأنشطتها السياسية خاصة في باريس.
هذا التمويل المثير للغاية يحمل في طياته مفارقة كبيرة، إذ يعد فوكس حزبا قوميا متطرفا مناهضا للمهاجرين وخاصة المسلمين منهم، وتأسس منذ خمس سنوات، وحقق أكبر نتيجة له في الانتخابات التشريعية الخاصة بحكومة الحكم الذاتي في الأندلس خلال الشهر الماضي، حيث حصل على قرابة 12% من الأصوات، ووفر النصاب القانوني للحزب الشعبي لرئاسة حكومة الأندلس بعد سيطرة للحزب الاشتراكي امتدت طيلة أربعة عقود.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تحضر إيران سواء المعارضة أو النظام الحاكم في الجدل السياسي الإسباني، فقد جرى توجيه الاتهام الى طهران بتمويل حملة حزب “بوديموس” اليساري لانتخابات البرلمان الأوروبي سنة 2014. لكن الشرطة نفت تلك الأخبار بعد تحقيق، ومن المحتمل فتح السلطات تحقيقا في هبات المعارضة الإيرانية لأنها تدخل في إطار الدعم الخارجي المالي للتحكم في الانتخابات وبالتالي التحكم في القرارات السياسية.