تونس – «القدس العربي»: شكلت الذكرى الخامسة والثلاثون لثورة الخبز فرصةً جيدة لبعض أقطاب المعارضة التونسية للمطالبة بـ«استكمال الثورة» ضد الائتلاف الحاكم، فيما دعا الباحثون والمؤرخون إلى مراجعة التاريخ الخاص بحقبة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، فضلاً عن تكريم الضحايا الذين سقطوا في أحداث 1984.
وفي ندوة صحافية عقدها في العاصمة التونسية، اعتبر حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية (أكبر تكتل يساري في تونس) أن مطالب الثورة «لم تتحقق بالكامل، بل غاصت تونس في عدة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عمقها الائتلاف الحاكم».
ودعا التونسيين إلى التجمع حول هدف واحد هو «إسقاط الائتلاف الحاكم الذي اعتبره يمثل أقلية في المجتمع التونسي ومن أهم أسباب تواصل الأزمات».
كما أعلن انخراط حزب العمال الذي يرأسه (أحد مكونات الجبهة) في حملة «يزيكم» (يكفيكم) BASTA» التي أطلقها عدد من النشطاء التونسيين، وتقود عدداً من الحركات الاحتجاجية المطالبة بتحسين الأوضاع العامة في البلاد، كما تطالب بـ»إسقاط» الائتلاف الحاكم.
من جانب آخر، استغل عدد من الباحثين التونسيين المناسبة للمطالبة بإعادة قراءة التاريخ، حيث دوّن المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي على موقع «فيسبوك»: «حسب المرحوم رئيس الوزراء محمد مزالي فإن المرحوم الحبيب بورقيبة، رئيس الجمهورية، هو الذي أصدر الأمر بالترفيع في أسعار الخبز والعجين ومشتقاته، مستنداً إلى تصريح أحد المسؤولين آنذاك وهو الباجي قائد السبسي. أما الوزير السابق الهادي البكوش (أدار الحزب الدستوري سنة 1984)، فصرّح بأن محمد مزالي هو من اتخذ قرار الترفيع في أسعار العجين ومشتقاته. مقابل ذلك نص قرار أصدره وزير الاقتصاد الوطني آنداك رشيد صفر بتاريخ 1983/12/28 (الرائد الرسمي بتاريخ 3 جانفي سنة 1984،)، واطلع عليه الوزير الأول محمد مزالي، يتعلق بأسعار بيع أصناف الخبز انطلاقاً من من غرة جانفي 1984…ورشيد صفر هو الذي سيعيّن لتولي الوزارة الأولى بين 8 جويلية 1986 إلى 2 أكتوبر 1987.. ثم يأخذ مكانه زين العابدين بن عليّ. فهل كان ذلك صدفة؟».
وعلّق الكاتب الصغيّر الصالحي على ما دونّه الحناشي بقوله: «بورقيبة في خطاب «نرجعو وين كنا قبل الزيادات» (يوم 6 جانفي/كانون الثاني) قال إن «وزير الزبلة»- حسب تعبيره- والمقصود رئيس البلدية زكرياء بن مصطفى، قال له إن هناك كمية كبيرة من الخبز ترمى في الزبالة . بشير بن سلامة يقول إن رشيد صفر، وزير المالية، كان يشتغل للإطاحة بمزالي من خلال منعه توريد قطع الغيار وتعطيل للإنتاج الصناعي».
فيما دعا الباحث والمحلل السياسي نور الدين العلوي رئيسة بلدية مدينة تونس إلى «تخصيص ساحة عامة تسمى بساحة 3 يناير ويقام فيها نصب تذكاري (مسلة) تنقش عليها أسماء شهداء تلك الثورة، واقترح ساحة برشلونة الحالية، لأنها كانت منطلق مظاهرات كثيرة، وأعتقد أنه قد سقط حولها شهداء (يمكن تمويل الأمر من صندوق الكرامة). برشلونة تسمية فرنسية بمدينة أوروبية، ولكن أولادنا أولى بالتمجيد، خاصة في غياب تخطيط حضري يأخذ بعين الاعتبار الساحات العامة، وهذه إحدى عاهات مدينتنا، لكن ليس هذا موضع نقاشها».
وانطلقت أحداث انتفاضة الخبز عام 1984 من مدينة دوز في الجنوب التونسي بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 كانون الأول/ديسمبر 1983، حيث عبر المحتجون حينها عن رفضهم زيادة أسعار الخبز، في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام، وفي يوم 3 كانون الثاني/يناير، بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، واعترف النظام بسقوط عشرات الضحايا برصاص قوات الأمن والجيش، قبل أن يعلن الحبيب بورقيبة التراجع عن الزيادة، مردداً عبارته المشهورة «نرجعو كيما كنا قبل» (نعود إلى ما كنا عليه قبل الاحتجاجات).
كفانا فتنا ومحنا. لا عودة الى الثورة أبدا. لا عودة الى إراقة الدماء، لا بد من النّداء الى إعمار البلاد وازدهارها، و وقوف المواطنين صفا واحدا متكاتلين متوحدين لبناء تونس المستقبل و إنعاش اقتصادها والنهوض بالتعليم و العلم. كفانا فقرا ومديونية و ازمات. لا نريد عنترة وانزلاقات تؤدي بالبلاد الى الهاوية. الاديبة و الكاتبة والناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية
الخبز هو الحياة .الخبز هو الرحمة . الخبز هو الكرم ..بدون خبز يعني مجاعة . المجاعة تعني الموت . بدون خبز لا كرم ولا كرامة بدون خبز ستأكل الناس بعضها . الخبز هو السلام والسلامة
خبز وماء والديكتاتورية لا
لا خبز لا حرية فماهذه الحياة من يعمل بمقولة جوع الكلب يتبعك فهو سخيف لم يرتقي الى مستوى البشرية
عبود