المعارضة التونسية تستنكر زيارة رئيس الوزراء للرياض… ونشطاء يحذرونه من الاحتجاز

حجم الخط
1

تونس ـ «القدس العربي» : أثارت زيارة رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد إلى السعودية جدلا كبيرا في بلاده، حيث اعتبرت المعارضة أنها تندرج في إطار الصراع المتواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة، فيما حذر بعض النشطاء الشاهد من «الاحتجاز» على غرار بعض المسؤولين السياسيين الذي زاروا السعودية في وقت سابق، مذكّرين بأن ولي العهد السعودي (الذي وجه الدعوة للشاهد) ما زال يُعتبر «متورطا» في قضية اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

ووصل الشاهد، مساء الأربعاء، إلى الرياض في زيارة تأتي بدعوة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتستمر لثلاثة أيام وتندرج «في إطار دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أوسع وأرحب (كما أنها) تأكيد على قوة ومتانة العلاقات المميزة بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة لهما ويحقق تطلع القيادتين، وآمال شعبيهما»، وفق بيان لرئاسة الحكومة التونسية.

بدعوة من وليّ العهد السعودي… وبعد شهرين على اغتيال الصحافي جمال خاشقجي

وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، والذي قوبل بعاصفة استنكار كبيرة وتظاهرات طالبت بطرد «أبي منشار» الذي يُتوقع تورطه بمقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. كما تأتي الزيارة بعد أكثر من شهرين على مقتل خاشقجي.
وكتب طارق الكحلاوي القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة «رئيس حكومتنا الشاب وصاحب مقولة «إحنا الديمقراطيين» في إطار مسابقته مع السبسي «من الأسوأ من الآخر؟» يزور بن سلمان ثلاثة أيام هذا الاسبوع. وسيكون ثاني رئيس حكومة في العالم (بعد باكستان) يزور بن سلمان (وليس السعودية)».
وأضاف على صفحته في موقع فيسبوك «سيمكث الشاهد ثلاثة أيام كاملة حذو بن سلمان. بالمناسبة: بن سلمان سيواجه قريبا مبادرة تشريعية من الكونغرس تحمله رسميا مسؤولية جريمة خاشقجي، بمعنى آخر ليس الشخص الذي يفضل أن ترافقه لثلاثة أيام في السياق الدولي الراهن. ولنكن واضحين سيحصد الشاهد الفتات من الرياض، طائرات «حربية» خردة وبعض البقشيش كالعادة».
وتابع الكحلاوي بقوله «سيرافق الشاهد وزير الاستثمار زياد العذاري، وهو بالمناسبة أمين عام حركة النهضة المكلف بالفريق الحكومي. النهضة نفسها التي وصفت خاشقجي ببوعزيزي السعودية. البعض يردد دائما أن هناك مؤامرة سعودية – إماراتية على تونس لأن النهضة تشارك في الحكم. أعتقد أن التآمر هو حول التجربة الديمقراطية تحديدا وليس على وجود طرف إسلامي في السلطة. ما دامت سلطة متعاونة تساهم في تبييض مجرم دولي فلا بأس من مشاركة النهضة».
وتساءل رياض الشعيبي رئيس حزب البناء الوطني «بعيدا عن الديماغوجيا والأحكام المسبقة: ما جدية الحديث عن مخاطر تتهدد المسار الديمقراطي في تونس؟ وما علاقة هذه المخاطر بتدخل خارجي محتمل في العملية السياسية الداخلية؟ وهل سيستمر الانتقال في إطار من السلمية والديمقراطية؟ وما علاقة كل ذلك بزيارة رئيس الحكومة للمملكة العربية السعودية؟ وهل نسق رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية قبل إجراء هذه الزيارة؟ أم أن التنافس بين الرجلين تحول إلى تناقض سياسي جذري؟ تونس تواجه وحيدة موجات التهديد الخارجي مثلما كانت فرنسا نابليون في مواجهة قوى الرجعية في أوروبا، فهل تنجح ثورة الحرية والكرامة مثلما انتصرت الثورة الفرنسية، ولو بعد حين؟».
من جانب آخر، استغرب نشطاء تونسيون هذه الزيارة، محذرين الشاهد من «الاحتجاز» في السعودية، على غرار مسؤولين عرب وأجانب زاروا السعودية في وقت سابق.
ودوّن الناشط عبد اللطيف سعيد «ألا يعلم الشاهد أن بن سلمان احتَجَزَ سابقا سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، وأجبَره على قراءة بيان الاستقالة؟ (ربما لأن سعد الحريري يمتلك الجنسية السعودية) ألا يعلم بن سلمان أن رئيس الغابون اختفَى قرابة شهر في السعودية مما أدى إلى نقل الحُكم في الغابون إلى ثلاثة أطراف من بينهم أخوه غير الشقيق؟ ألا يكفي ان يُحتَجَزَ يوسف الشاهد أسبوعا واحدا، فيفقِدَ نفوذَه على أتباعه مِن بينهم وزير الداخلية، فتفعل الجبهة والنداء والإمارات ما حلا لهما في هذا الأسبوع الخطير؟».
وتساءل بقوله «وما عسى التونسيين يفعلون لو احتُجز الشاهد في السعودية أسبوعا، او قيل إنه أصيب بِتَوَعّك صحّي، ونُقِل إلى المستشفى، او يُعطونه طعاما مسموما غير قاتل، ليصابَ فعلا بتوعك، ويُنقَل فعلا إلى المستشفَى، ويبقى بعيدا عن تونس طيلة الفوضى التي تنوي الجبهة الإجراميّة والنّداء والإمارات والسعودية إشعالها، حتى يأخذ الرئيس قرارات خطيرة كان ينتظرها بشوق، مثل حل البرلمان أو إقالة الشاهد أو إعادة كل الصلاحيات بيد الرئيس بدل رئيس الحكومة، أو حل حركة النهضة؟».
وتأتي زيارة الشاهد للسعودية، في وقت يتواصل فيه الجدل حول الطرف الذي أعطى الأوامر باغتيال الصحافي جمال خاشقجي، حيث تؤكد أنقرة وبعض الدول الغربية أن التعليمات أُعطيت للقتلة من قبل أعلى سلطة في البلاد (مع استثناء الملك سلمان)، وهو ما يعني عمليا أن ولي العهد السعودي متورط بطريقة أو بأخرى بجريمة الاغتيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل دمق_تونس:

    المواقف غزيرة …
    بحسب الموقع والمسبقات:
    اقدر أن المصالح تقاطعت:

    ابن سلمان يرغب في التحرك ومس قطر وتركيا…
    الشاهد يسعى لإفساد مخططات الماكربن،ازالة فوبيا النهضة وطرق ابواب الاستثمار.

إشترك في قائمتنا البريدية