المعارضة الجزائرية تواصل تقوية عضلاتها والتكتل لمواجهة سلطة تتجاهلها

حجم الخط
7

الجزائر «القدس العربي» التقى أمس الأول أقطاب المعارضة في الجزائر في إطار تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي تضم أحزابا وشخصيات سياسية قاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قبل أن تلتحق بها أحزاب وشخصيات أخرى كانت قد شاركت في تلك الانتخابات التي أسفر عنها حصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على ولاية رئاسية رابعة.
وكان الاجتماع قد انعقد في مقر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ( علماني) وشهد حضور ثلاث رؤساء حكومات سابقين، وهم أحمد بن بيتور، وعلي بن فليس، ومقداد سيفي الذي انضم إلى تكتل المعارضة هذا، علما وأنه كان قد تولى مسؤولية رئاسة الحكومة في تسعينيات القرن الماضي، خلال فترة حكم الرئيس السابق اليامين زروال، وغاب عن اللقاء كل من رئيسي الحكومة السابقين سيد أحمد غزالي الذي انضم بدوره إلى التنسيقية، وذلك لتواجده بالخارج، ومولود حمروش لأسباب خاصة.
كما حضر عدد من قادة الأحزاب الإسلامية مثل عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، ومحمد ذويبي الأمين العام لحركة النهضة، ومحمد جهيد يونسي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، وأحمد الدان الأمين العام لحركة البناء ( قيد التأسيس) كما حضر كل من علي جدي وكمال قمازي القياديان في الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( المحظورة)، وكذا جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد، وعدد من زعماء الأحزاب وشخصيات سياسية وأكاديميين، فضلا عن محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي استقبل الاجتماع في مقر حزبه.
ويعتبر هذا الاجتماع امتدادا لندوة الانتقال الديمقراطي التي انعقدت في حزيران / يونيو الماضي، والتي شهدت حضور والتقاء كل أطياف المعارضة باستثناء حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي يرفض الانضمام إلى هذه المبادرة، رغم الدعوات المتكررة التي وجهها القائمون على هذه المبادرة لقيادة جبهة القوى الاشتراكية التي فضلت إطلاق مبادرتها الخاصة بها، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة للم شتاتها.
واتفق المشاركون في الاجتماع على وضع نظام داخلي لهيئة التشاور والمتابعة التي تم تنصيبها، وكذا وضع خطة عمل للأشهر الثلاث المقبلة، تتم المصادقة عليها خلال اجتماع جديد يعقد بعد حوالي أسبوع، وأكدوا ضرورة النزول بمبادرتهم إلى الشعب من أجل توعيته بالأخطار المحدقة بالبلاد، والتي كانت وراء تأسيس هذا التكتل، الذي يعتبر سابقة في تاريخ العمل السياسي في الجزائر.
وقال علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق والمرشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تصريح لـ«القدس العربي» إن هذا الاجتماع يأتي في وقت تعيش فيه البلاد أزمة خطيرة، زادت في تعقيدها حالة الشغور الذي تعيشه أهم وأكبر مؤسسة في البلاد، في إشارة إلى رئاسة الجمهورية، وكذا عدم قيام الهيئة التي يفترض أن تقر بالشغور بعملها، لأنها هي نفسها مجمدة، فضلا عن عدم قيام البرلمان بالعمل المنوط به.
وأكد على أن البلاد تعاني أزمة شرعية، وأن المعارضة التي قررت التكتل تسعى للقيام بتغيير سلس وسلمي ومتدرج، لتلتحق الجزائر بركب الدول المتطورة ديمقراطيا واقتصاديا، وذلك لن يتأتى ( على حد قوله) إلا من خلال إرجاع الكلمة للشعب الجزائري السيد الأول وصاحب القرار الحقيقي. من جهته أوضح محمد ذويبي الأمين العام لحركة النهضة أن الظرف الحالي فرض على المعارضة أن تتحد وأن تترك خلافاتها السياسية والايديولوجية جانبا، لأن الأولوية هي لإخراج البلاد من أزمتها، وعندما تعود الأمور إلى نصابها، وتكون هناك انتخابات حقيقية، حينئذ يمكن للأحزاب أن تعود للتنافس السياسي والاختلاف الإيديولوجي، وذلك ثراء للحياة السياسية، وليس عيبا أو ظاهرة مرضية.

كمال زايت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زيتوني:

    بوتفليقة لا احد ينافسه

    1. يقول أحمد العربي:

      زيتوني الله ينور بصيرتك انت و بوتفليقة تاعك

  2. يقول Algeria:

    God bless boutaflika

  3. يقول مقهور:

    حررواا لجزائر من عقلية الأعراب الفاسدين الأرهابيين الظلاميين الظلاميين وسنكون جميعا بخير

  4. يقول مسعود بوطلعة:

    واقع مرير و شعب مغلوب على أمره ألا يخجل حكام الجزائر من أنفسهم دولة دخلها السنوي 750 مليار دولار من النفط والغاز و شعب يعيش كالفئران,يأكلون بقرب مكان قضاء حاجتهم!!! حرام ما يقع ألم يشبع جنرالات الجزائر بعد من نهب أموال الشعب لا حول ولا قوة إلابالله اتق الله يا بوتقليقة في شعبك
    لكم من الخيرات لتعيشوا بكرامة …لكن حفنة الجنرالات تستحود على كل شيء.ألحق يطلب و لا يعطى..اطلبوا حقوقكم.فمن قهر الجيوش المجيشة من الإستعمار،قادر على تحييد حفنة من كراكز العسكر.الله معكم
    تذكروا أن الذي طرد الشاذلي وقتل بوضياف وجاء بعلى كافي وطرده ثم زروال وتأمر عليه وأزاحه ثم جاء ببوتفليقة ومدد له العهدات هو نفسه من نصب عاجزا رئاسيا في 2014 .
    على الشعب أن يتحمل مسؤوليته تجاه مصيره و أن لا يكتفي بالتباكي.

  5. يقول مسعود بوطلعة:

    لطالما سخرنا من أشقائنا العرب, لطالما سمعنا كلاما في السنوات الماضية حول سوء حظهم وحسن حظنا. لطالما قلنا أن التوانسة يخافون رئيسهم السابق بن علي وتحكمهم نساؤهم, والليبيين عبيد القذافي الذي جهلهم ونكل بهم تنكيلا, والمصريين الذين فقرهم حسني م…بارك ومرغ كرامتهم في التراب, والمغاربة الذين يكادون يعبدون ملكهم. أما الخليجيين فحدث ولا حرج. هل تعلمون أيها الجزائريون وأيتها الجزائريات بأن بلادنا حاليا فيها كل تلك الصفات والشتائم وأكثر بكثير, بل وأصبحنا مضحكة للعالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فعلا انها دورة الحياة فيوم لك ويوم عليك.

  6. يقول فتح الله:

    المؤسف أن طريق التغيير في عالمنا العربي عموما طويل, و ذلك لكون الفساد أصبح “كلا مركبا” يشمل أهل السلطة و المعارضة, و حتى ما يسمى بالمجتمع المدني كالجمعيات و النقابات

إشترك في قائمتنا البريدية