دمشق ـ «القدس العربي»: اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن ربط إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في شمال سوريا مع موافقة النظام السوري يصب في تحكم هذا الأخير بمصير حياة السوريات والسوريين المهجرين والنازحين بسبب الحرب التي شنها بشار الأسد على الشعب السوري.
جاء ذلك على لسان نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، ديما موسى، حيث قالت إن ربط إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في شمال سوريا، مع موافقة نظام الأسد، يصب في وضع مصير وحيوات السوريات والسوريين في الشمال السوري بيد النظام الذي أدت ممارساته إلى تهجيرهم، ومنهم من عاش تحت الحصار والتجويع والقصف بالإضافة إلى انتهاكات أخرى من قبل النظام.
وأشارت موسى في تصريحات خاصة، أمس، إلى أن الأمم المتحدة من خلال ربط قرارها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري مع موافقة النظام، فإنها تعطيه ورقة ابتزاز إضافية تدعم قدرته على الاستمرار بتعطيل العملية السياسية والحل السياسي لإنهاء معاناة الشعب السوري، كما أنها ترقى لمستوى غض النظر عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري على مدى أكثر من 12 عاماً، بما فيها استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيات والمدنيين، وهو ما أكدته العديد من التقارير الصادرة عن هيئات تحقيق دولية مستقلة.
وأضافت موسى أن قرار مجلس الأمن حول المساعدات عبر الحدود كان الآلية الأنسب لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريات والسوريين لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا، لكن مجلس الأمن فشل في تجديد القرار في تموز/ يوليو الماضي بعد استخدام روسيا حق الفيتو على مشروع القرار، الأمر الذي أدى إلى وقف المساعدات الأممية في ظل عدم إيجاد آليات أممية بديلة لا تعتمد على موافقة النظام.
بعثة النظام السوري لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أفادت الأسبوع الجاري، بتمديد استخدام الأمم المتحدة لمعبري باب السلام والراعي. وأعلنت الأمم المتحدة، في الثامن من آب/ أغسطس، أن النظام السوري وافق على تمديد دخول المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة والراعي بريف حلب الشمالي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان له، الثلاثاء، بالسماح بتمديد تسليم المساعدات الأممية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا عبر معبرين حدوديين تركيين لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وأفاد المكتب في بيانه: «لا تزال عملية الأمم المتحدة عبر الحدود بمنزلة شريان الحياة للناس في شمال غربي سوريا، وتقدم الأمم المتحدة وشركاؤها شهرياً المساعدات وخدمات الحماية التي تشتد الحاجة إليها، بحيث تصل وسطياً إلى 2.5 مليون شخص» بحسب وكالة «رويترز».
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) يوم 11 تموز/ يوليو الماضي، ضد قرار مجلس الأمن الدولي لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية، في حين طالبت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية والعديد من أعضاء مجلس الأمن، بتمديد هذه الآلية لمدة عام، أصرت روسيا على تمديدها لـ 6 أشهر فقط، واستخدمت الفيتو ضد حل وسط اقترحته سويسرا والبرازيل -المسؤولتان عن هذا الملف- بتمديد الآلية لـ9 أشهر.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا زيادة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.1 ملايين نسمة، منهم 85 % من النازحين القاطنين ضمن المخيمات.
مدير منظمة منسقو استجابة سوريا، محمد حلاج، قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة يتزامن مع زيادة معدلات البطالة التي وصلت إلى نسبة 85% بشكل وسطي، لافتاً إلى أن المنظمة أجرت استبياناً حول احتياجات النازحين، خلص إلى أن الاحتياجات تركز على تأمين مواد التدفئة وضمان استمرارها خلال أشهر الشتاء، وتأمين دعم المياه داخل المخيمات وزيادة كميات المياه المقدمة بالدرجة الأولى.
ولفت إلى ضرورة استبدال الخيام التالفة نتيجة العوامل الجوية المختلفة، وتأمين عوازل حرارية داخل الخيام، وتأمين معدات إطفاء الحرائق في المخيمات وخاصةً مع زيادة المخاوف من ارتفاع أعداد الحرائق ضمن المخيمات نتيجة التدفئة بمواد غير صالحة للاستخدام، فضلاً عن زيادة المساعدات الإنسانية للنازحين ضمن المخيمات بالتزامن مع انخفاض القدرة الشرائية للنازحين.
وتطالب المنظمة الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا، بتأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً، وحثت المنظمات للعمل على إصلاح الأضرار السابقة، ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.
وكان النظام السوري، أعلن بتاريخ 13 تموز/ يوليو، أنه سيسمح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، لمدة ستة أشهر لإيصال مساعدات إنسانية حيوية لملايين يعيشون في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد.