إدلب – «القدس العربي»: أعلن نائب وزير خارجية كازاخستان مختار تليبيردي أن جولة المفاوضات الجديدة من مسار «أستانة» حول سوريا برعاية روسية – تركية – إيرانية، ستعقد في 25 و26 من شهر نيسان/أبريل الحالي، وفيما يتعلق بالتفاهم الثنائي بين أنقرة وموسكو حول إدلب، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: إدلب تشكل إحدى أهم المناطق السورية، مبيناً أن سكانها سيتوجهون إلى تركيا أمام أي عملية إجلاء بالمنطقة قد تحدث.
مفاوضات «أستانة» حول سوريا في 25 و26 من الشهر الحالي
وبيّن أن وزارتي الدفاع التركية والروسية والمجموعات العاملة تحت مظلتيهما تواصل أعمالها فيما بينها بخصوص إدلب، «في السياق نفسه أيضاً روسيا تبذل جهودها، والنظام (السوري) يقوم بتنفيذ بعض الخطوات حسبما يرى». كما أضاف: «قبل أشهر الوضع في إدلب كان مختلفاً، فالناس كانت قد بدأت بمغادرتها، أما اليوم فبدأت بالعودة إليها مجدداً، وشدد على أن الهدف الرئيسي لتركيا هو حماية وحدة الأراضي السورية».
من جانبها، كشفت جهة في المعارضة السورية لـ «القدس العربي»، عن عقد لقاءات سرية عدة بين الجيش الروسي وقيادة هيئة تحرير الشام على أطراف محافظة إدلب قبيل نشر نقاط المراقبة التركية فيها، وبعد انتشارها.
وقال المتحدث الرسمي لوفد المعارضة في أستانة أيمن العاسمي لـ «القدس العربي»: الجولاني أو من ينوب عنه، كان قد اجتمع مع القوات الروسية على أطراف محافظة إدلب أكثر من ثلاث مرات قبل نشر نقاط المراقبة التركية وبعدها، وأن موسكو تعتبر الهيئة قوة ذات وزن على الأرض وتريد معرفة مطالبها، على اعتبار غالبية أفرادها سوريين، وليسوا جميعهم من الأجانب.
هيئة تحرير الشام وفق المصدر، تعتبر إحدى أبرز النقاط العالقة، إلا أنه عاد ولفت إلى ماهية الخلافات حول هذه النقطة بالذات، إذ قال: ربما الخلاف لا يشمل كل هيئة تحرير الشام، وإنما فقط المقاتلين الأجانب منها «غير السوريين»، معتبراً الملف شائكاً، كونه يحتاج إلى تعاون دولي لاستقبال هؤلاء المقاتلين وعائلاتهم.
وأضاف العاسمي لـ «القدس العربي»: هيئة تحرير الشام والمعارضة السورية في بقعة جغرافية واحدة، يجب أن يكون بينهم حوار أو نقاشات، وهذا يمكن الاستدلال عليه من خلال نشر نقاط المراقبة التركية، التي تم انتشارها دون حصول أي خلافات على الأرض، وفي نهاية المطاف نحن لا نريد معركة لا مع هيئة تحرير الشام ولا مع أي جهة أخرى، والسبب أن أي معركة يدفع المدنيون ثمنها.
واعتبر، أن مشروع هيئة تحرير الشام كذلك الخاص بالنظام السوري مرفوض أمام المشروع الوطني السوري، ولكن في النهاية نحن بحاجة للتوصل إلى حل يحمي المدنيين ولا يجبرهم على التهجير، وفي حال استمرار الخروقات من قبل روسيا وإيران في الشمال السوري، فهذه تحمل دلالات من قبلهم على مساعيهم لتفشيل مسار اتفاق أستانة، وهم يستطيعون الضغط على النظام السوري لايقاف هجماته العشوائية ضد المدنيين.
اتفاق أنقرة وموسكو على تحديد موعد الجلسة المقبلة من المفاوضات في 25 و26 من شهر نيسان/أبريل الجاري، يعد مؤشراً على وجود تطورات جديدة، وما يتعلق في إدلب فهو ايقاف قصف النظام السوري عليها.
الروس حسب المتحدث باسم المعارضة السورية، غير جادين في مسألة وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، ولو كانوا يملكون الرغبة في ذلك لكان بإمكانهم وضع حد لصواريخ الأسد ومدفعيته، بل ما نراه هو نقيض ذلك، حيث هم استخدموا الأسلحة المجنحة من البحر المتوسط لضرب أهداف مدنية في الشمال السوري.
موسكو وصلت وفق العاسمي إلى مرحلة، عنوانها أن العمل العسكري ضد إدلب غير ممكن بسبب ثبات الموقف التركي حول هذا الأمر، وروسيا تحاول ايجاد سبل جديدة لمعالجة قضية إدلب، من ناحية المجموعات الموجودة فيها، ومن ناحية أخرى ما يتعلق بالقصف المستمر، أما سياسياً، فتصريحات الرئيسين التركي والروسي واضحة حول عدم وجود أي معركة ضدها.
وكانت قد وثّقت إحدى المنظمات الإغاثية مقتل مئات المدنيين خلال قصف قوات نظام الأسد وروسيا على مناطق شمال سوريا، مؤكدةً أن العمليات العسكرية «العدائية» مستمرة بحق المدنيين في المنطقة، وأوضح فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري أن تلك العمليات التي تقودها قوات الأسد تسببت بقتل 244 مدنياً في محافظة إدلب وريفي حماة وحلب، منذ 2 شباط الماضي، وتوزع عدد الضحايا على إدلب (195)، محافظة حماة (40)، محافظة حلب (7)، محافظة اللاذقية (2). وسجل الفريق خلال الأسبوع الماضي فقط وفاة 45 مدنياً، بينهم 14 طفلاً نتيجة الهجمات المستمرة على المنطقة.
ورأى المتحدث الرسمي، في التصعيد العسكري على إدلب، مساعي روسية لتحسين شروط التفاوض، بما فيها موضوع المعتقلين في سجون النظام السوري، وفتح الطرق الحيوية والمعابر، وروسيا تدرك أن هذا القصف لن ينتج عنه عمل عسكري ولا تقدمهم نحو مناطق في المحافظة ولكنها تريد ثمناً له، وتمرير رغبات وأهداف معينة لموسكو.
وكانت قوات النظام السوري قد استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً في عمليات القصف على إدلب، وتعرضت مدينة «كفرنبل» في ريف إدلب الجنوبي للقصف بالقنابل الفوسفورية الخميس الماضي، وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط 14 مدنياً بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة العشرات حالة بعضهم خطرة.