إسطنبول-“القدس العربي”:اعتبر المعارض المصري أيمن نور أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أدمن على الفشل وتكراره على كافة الأصعدة، مؤكداً أن “الانفجار الشعبي ضد السيسي مقبل لا محالة” وطالب بتعزيز التنسيق ونقاط الاتفاق بين محاور المعارضة المصرية، وذلك في حوار خاص مع “القدس العربي” بالتزامن مع حلول الذكرى التاسعة لثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر.
وقال أيمن نور زعيم حزب “غد الثورة” والمرشح السابق للرئاسة في مصر: “مصر التي ثارت في 25 يناير من أجل العدالة والحرية والكرامة الإنسانية هي ذاتها مصر الحبلى بثورة جديدة ربما تصادف ذات التوقيت ذات الشهر شهر الثورات شهر الربيع العربي شهر ثورة وانتفاضة 17 و18 يناير 77 في مصر وقد تمتد الموجة الثورية لموعد آخر. مصر حبلى بالتغيير الواجب والمستحق بفعل عدم تحقق استحقاقات ثورة يناير التي قامت منذ تسع سنوات بحكم السيسي الذي تولى السلطة السبع أعوام الماضية”.
وأضاف: “مصر بحاجة لتغيير حقيقي مستحق وواجب وهذا التغيير لم ولن يأتي بالطرق الديمقراطية المرنة حيث أغلق السيسي منافذ التغيير المرن السلمي ولم يعد للشعب المصري غير أن يصون كرامته استرداداً لحقوقه وتمسكاً بمطالبة منذ تسع سنوات” وقال: “كل الإنجازات مهما كانت كبيرة أو عظيمة يمحوها الظلم والاستبداد فما بالك بالوضع المصري الآن ونحن أمام حالة إدمان الفشل وتكراره على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفي الوقت نفسه يقترن هذا الفشل بقدر كبير من الظلم والاجحاف بحق كل من اتخذ موقفا أو أدلى برأي يخالف موقف عبد الفتاح السيسي”.
وتابع: “نحن أمام مستبد من طراز فريد، نحن أمام استبداد خام لم يشهد أي شكل من أشكاله حتى تطور الاستبداد. نحن أمام سلطة لا تعرف حقوق ولا حريات ولا إنجازات. أعتقد أن الشعب المصري الذي خدع قطاع منه في هذا النظام بات يكتشف الحقيقة المرة عارية واضحة، أن هذا النظام لم يحقق حريات وفشل في كل الاتجاهات”.
وحول الحريات في مصر، قال نور: “بتراجع الحريات العامة وترسيخ الحكم العسكري، مصر تعيش مرحلة من الحكم العسكري المباشر، حيث يحكمها رجل أتى بانقلاب عسكري عبر الدبابة، رجل يستمر في حكمه عبر السيطرة العسكرية على مقدرات الأمور في البلاد. المسألة تجاوزت حدود الأمن إلى الاقتصاد، وتجاوزت حدود الاقتصاد إلى الحياة إلى الثقافة إلى الفن إلى الإعلام، نحن نعيش في معسكر، معسكر لا يعرف أي قواعد للحكم المدني أو قواعد لفكرة تداول السلطة”.
وعن احتمالات التحرك الشعبي ضد السيسي، قال نور: “السيسي لا يخشى تحركا شعبيا واسعا، السيسي يخشى أي تحرك سواء واسع أو غير واسع، فهو يخشى من الشعب لأنه يعرف حجم الجرائم التي ارتكبها في حق هذا الشعب وبالتالي يتجه إلى إغلاق منافذ التعبير وإلى إغلاق كل الميادين وكل الشوارع وبالتالي يصدر حالة من حالات الرعب ويصدر حالة من حالات الخوف في جمهورية الخوف والرعب. كيف يمكن كسر حاجز الرعب والتهديد؟ أنا أعتقد إن هذه الضغوط سوف تولد انفجارا شعبيا ولحظة ما ربما بعد أسابيع بعد شهور لكنها أتيه لا محال”.
وحول تشتت المعارضة المصرية في مواجهة النظام، قال نور: “ليس مطلوبا توحيد المعارضة في حزب واحد أو في تيار واحد، لكن المطلوب توسيع دوائر الاتفاق بين تيارات المعارضة المصرية، فليس بالضرورة ان اتفق مع اليساري في توجهه الاقتصادي مثلا ولا العكس بين الإسلامي والناصري وغيره، وأن يكون هناك حد أدنى واسع، يتسع ويحدد المشتركات التي يمكن أن تنطلق من خلالها عملية التغيير سواء في المرحلة الانتقالية التشاركية أو في المرحلة التي تتم من خلال الانتخابات التنافسية. وبالتالي أعتقد أن المعارضة المصرية حققت بوثيقة 20 أيلول/سبتمبر التي أعلن عنها الفنان محمد علي، قدرا كبيرا من التوافق حول مستقبل مصر في المرحلة القادمة، ويبقى ان يتحول هذا التوافق على المبادئ إلى خطة عمل سياسي في المرحلة المقبلة لإسقاط هذا النظام والتخلص من هذا المستبد الذي يحكم مصر”.
وأضاف: “في غياب المعارضة في الداخل نتيجة وجودهم في السجون والمعتقلات أو تحت ضغوط هائلة لا يمكن توقع أي تحرك في الداخل مما يلقي المسؤولية الأكبر على عاتق المعارضة في الخارج وهي جزء من الداخل وفي النهاية لا فرق بين الداخل والخارج. نحن جميعاً نعمل من خلال رؤية واضحة لا فرق بين من يقيم هنا وهناك، وبالتالي المعارضة ما زال عليها دور كبير ربما لم تؤديه بشكل كامل ولم تقصر بشكل كامل، ربما هناك أخطاء وقصور وهذا أمر طبيعي، لكن هناك عملا تراكميا يتم منذ سبع سنوات على الأقل في الخارج وفي تنسيق دائم مع الداخل ونحن أسسنا مؤخرا مجموعة العمل الوطني التي تضم رموزا ونخب سياسية مختلفة وتيارات سياسية مختلفة”.
وختم نور بالقول: “كمواطن مصري أشاطر كل اخواني وأهلي المصريين الأمل في تغيير حقيقي قادم تتخلص مصر من خلال هذا التغيير من هذا الحكم الاستبدادي الفاشل الذي فرط في الأرض وفي الحريات وفي قيمة البشر وأهان صورة مصر والأمل في التغيير الآن والآن بالنسبة لنا الآن”.
اقتباس
مصر بحاجة لتغيير حقيقي وهذا لم ولن يأتي بالطرق الديمقراطية المرنة