المغاربة غاضبون من نتائج المشاركة الرياضية في باريس.. والألعاب الأولمبية صارت “أولمبياد التسوق”- (تدوينات)

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”:

انضم المنتخب الأولمبي المغربي، إلى قائمة المبعدين عن التتويج بالذهب، واكتفائه بالمنافسة على برونزية في نزال عربي خالص يجمعه بالمنتخب الأولمبي المصري، وكلاهما انهزم في نصف النهائي، الأول أمام إسبانيا والثاني أمام فرنسا.

هزيمة المنتخب المغربي أججت حدة الغضب الشعبي، والبعض وضعها في خانة العادي جدا، وتلك سنّة المنافسة الرياضة رابح وخاسر، والبعض الآخر لم يهضم النتيجة بحجة أن “أسود الأطلس” كان لهم حضور وازن وسيطرة على جل أطوار المباراة خاصة في شوطها الأول، بينما في الثاني مالت تشكيلة طارق السكتيوي إلى الدفاع.

وعن ذلك تناسلت التدوينات التي هاجمت مدرب المنتخب المغربي للكبار وليد الركراكي، بحجة أنه تدخل في عمل زميله طارق. وتبقى تلك مجرد تأويلات لظهوره في مستودع الملابس وحديثه مع بعض اللاعبين، ليطرح بعض رواد فيسبوك سؤالا محرجا: “ماذا لو تدخل مدرب آخر في عمل الركراكي، هل كان سيرضى بذلك؟

بينما في جهة الدفاع عن الركراكي، ظهرت تدوينات تؤكد أنه يعرف ما يفعل وهو محترف ومهني ولا يمكنه التدخل في عمل زميله، وأن الغيرة الوطنية هي التي حركته.

قبل خسارة نصف نهائي كرة القدم في أولمبياد باريس، توالت سقطات الرياضيين المغاربة، ولم يتمكن أي واحد منهم إلى حدود كتابة هذا التقرير، من نيل “ولو نصف ميدالية نحاسية”.

مرارة الإقصاء يتجرعها المغاربة ويحولونها إلى سخرية، خاصة بعد سقوط لاعبة كان الكل ينتظر منها التتويج، ويتعلق الأمر بخديجة المرضي، الملاكِمة التي سقطت من ربع نهائي فئتها، ناهيك عن سقوط متتابع لعداءات وعدائين في ميدان ألعاب القوى، بعضهم انتهت مسيرته في الأدوار الأولى دون شرف التأهل حتى للأدوار نصف النهائية، وبعضهم صمد ليصل إلى ما قبل الدور الأخير.

المغاربة قالوا إننا “كسبنا جمهورا كبيرا بخيبات أكبر”، وأطلق الصحافي الحسن أيت بيهي لقب “أولمبياد التسوق” على مشاركة الرياضيين المغاربة في هذا المحفل الرياضي العالمي الكبير، وذلك بعد أن “توالت عملية الإقصاء” مؤكدا أن “سفيان البقالي فقط من يمكنه اسماع النشيد الوطني هناك” لذلك “لا داعي للحلم”.

الإعلامي عبد الرحيم أريري، مدير نشر أسبوعية “الوطن الآن” وموقع “أنفاس برس”، اعتبر أن “أحسن ميدالية ينتظرها الشعب المغربي هي إقالة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الرياضي. وكتب على “فيسبوك” أن “من المفارقات أن المغرب يتوفر على 3500 كلم من السواحل، و39 نهرا، و20 بحيرة، (من عند الله)، دون احتساب البحيرات الخاصة بالسدود لما يكون الموسم ماطرا (بالمغرب 150 سدا من مختلف الأحجام)، ومع ذلك، لم نفلح في إنجاب رياضيين في المستوى بالرياضات المائية بشكل يشرف المغرب، ويرفعون راية البلاد في الأعالي، ويسوقون صورة إيجابية ورمزية عن البلاد”.

الخيبة الممزوجة بالغضب هي الصفة الطاغية على مختلف التدوينات المغربية في “فيسبوك” أو “إنستغرام” أو “إكس” وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، لا أحد حاول تجميل الصورة، وتلك هي عادة المغاربة في كل مناسبة يقولون الحق ولو على أنفسهم، وفق ما أكد محلل رياضي مغربي، بقوله إن المغاربة معروف عنهم عدم مجاملتهم لفرقهم الرياضية ولا يحاولون التستر على الهزائم أو الخيبات، وذلك ما هو ظاهر وبارز بخصوص المشاركة المغربية في أولمبياد باريس.

“بداية كارثية للرياضة المغربية في أولمبياد باريس”، تبعتها سقطات جديدة إلى حدود اليوم، ولا مغربي موجود في منصة التتويج، حتى الملاكمة المرضي سقطت في دور الربع، بعد فشلها وهي بطلة العالم في بلوغ دور نصف النهائي وخسارتها أمام الأسترالية باركر، لتنضم إلى مواطنتيها في أوزان أخرى وهما وداد برطال وياسمين متقي، في حين غابت المشاركة الرجالية بشكل كلي مع العلم أن هناك أبطالا يستحقون المشاركة.

“غياب” أو “تغييب” الأبطال الذكور أولا، ثم الإقصاء ثانيا، والاقتصار على المشاركة النسائية، أجج موجة الغضب من المسؤولين على رياضة الملاكمة، وتساءل المغاربة عن مصير الملاكمين الذكور، و”هل انتهى زمن القبضة الرجالية في القفاز المغربي” كما كتب مدون على فيسبوك، فيما آخر زاد موضحا: “لن نحلم مرة أخرى بميدالية في الملاكمة إلا عندما تتغير العقليات المتحكمة في التسيير الإداري لهذه الرياضة محليا، وتغيير الأسماء أيضا”.

السؤال الكبير الذي اعتلى منصات التواصل الاجتماعي بعد إقصاء معظم المشاركين المغاربة في أولمبياد باريس من الأدوار التمهيدية، يتمثل في “ما هو السبب وراء هذه الإخفاقات المتتالية للرياضة المغربية في الأولمبياد؟”. بعض الردود تحدثت عن عدم الجاهزية والتأخر في الاستعداد، لكن الكثير من التعليقات كانت مباشرة وقاسية أكدت أن السبب هو “باك صاحبي” وتعني بالدارجة المغربية “الزبونية والمحسوبية”، وبعضهم الآخر أكد أن الرياضي الذي يستحق لا مكان له في الوفد المغربي. لكن تدوينات أخرى كانت أكثر رفقا، وهي تشير إلى قوة الرياضيين وعلو كعبهم في رياضات هي جديدة لدينا، مثل التجديف وركوب الأمواج وكرة السلة الشاطئية.

بعض المدونين المغاربة قالوها بصراحة: “لا يجب أن نحلم بميدالية في رياضات مثل الجيدو أو المصارعة”، رغم أن لدينا ممارسين كثرا، لكن في المقابل، هناك رياضات تنال نصيب الأسد من الاهتمام الرسمي والشعبي، مثل ألعاب القوى، التي لم تفرح المغاربة في باريس إلى حدود كتابة هذا التقرير، ويبقى الأمل معقودا على العداء البطل سفيان البقالي.

السخرية من المشاركة المغربية في أولمبياد باريس، شملت حتى المواكبة الإعلامية التي خصصت الحيز الأكبر للجماهير المغربية وهي تلهب الملاعب، وعن ذلك اقترح مدون جعل الجمهور يخوض ما تبقى من المنافسات بدل رياضيين “غير جاهزين”، كما قال آخر إن “الوجه المشرق في المشاركة المغربية يتمثل في الجمهور فقط، أما الرياضة فهي غير مستعدة للبوديوم مطلقا”.

السخرية نفسها طالت تركيز بعض المواقع الإلكترونية، على خبر يؤكد أن اللباس الموحد للوفد الرياضي المغربي المشارك في باريس، جاء في قائمة العشرة الأوائل، كأحسن لباس، ليقول بعضهم “المهم الأناقة أما الفوز فلا علاقة”، ويختم مغربي حلمه بالإشارة إلى أن “آمال المغاربة أصبحت معلقة فقط على سفيان بقالي بعد إقصاء جميع المشاركين في أولمبياد باريس 2024″، و”ستبقى تلك البدلات رغم أناقتها، تحمل ذكرى غير جيدة بإخفاق آخر للرياضة المغربية في محفل كبير مثل الأولمبياد”.

فيما اعتبرت صفحة على فيسبوك “الإقصاء الجماعي لكل المشاركين المغاربة في أولمبياد باريس”، هو “تبذير للمال العام في السراب”، بينما كتبت مدونة بسخرية قاسية “بالتوفيق للأبطال المغاربة في الاستحقاقات القادمة”.

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية