الرباط – «القدس العربي» القلق والحزن الذي خيم على مختلف الأوساط المغربية والتعبير عن إدانة الهجوم المسلح الذي استهدف مقر اسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية في باريس وبرقيات التعازي والمواساة والتضامن مع أهالي الضحايا والحكومة الفرنسية، لم يخف «حالة تشف» سادت أوساط مغربية وأعادت جزءا من فشل الأمن الفرنسي من منع وقوع الجريمة إلى توقف التعاون الأمني مع المغرب منذ بداية العام الماضي.
العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد في برقية تعزية وتضامن إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أنه تلقى «بعميق التأثر النبأ المحزن للهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مقر ألاسبوعية وندين بشدة هذا العمل المقيت».
وبعث عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، رسالة تعزية لرئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس قال فيها «لقد علمنا ببالغ الحزن والأسى بنبأ الهجوم الذي وقع على مقر وصحافيي جريدة «شارلي إيبدو» والذي ذهب ضحيته عدد من صحافيي الجريدة والعاملين بها وحولها. وإذ نعبر لكم عن استنكارنا لأي عمل إجرامي أو إرهابي يمس مواطنيكم، لندين هذا العدوان الأليم».
وعبر رئيس الحكومة المغربية عن التضامن المطلق مع الشعب الفرنسي، مؤكدا على أن «ديننا الإسلامي الحنيف دين تعارف وتسامح وسلام وليس دين إجرام وانتقام، ونهنئكم على موقفكم الذي يرفض الخلط بين الإرهاب والإسلام».
وأضاف «وبهذه المناسبة الأليمة، نرجوكم أن تنوبوا عنا في تعزية عائلات الضحايا، آملين للشعب الفرنسي الأمن والسلام، وكذا لكافة شعوب الأرض».
وقال بلاغ لوزارة الخارجية أن المغرب «يدين بقوة الهجوم الإرهابي» الذي استهدف، يوم الأربعاء 7 كانون الثاني/ يناير الجاري، مقر الصحيفة الفرنسية «شارلي إيبدو»، والذي أودى بحياة أبرياء.
وأضاف المصدر أن المملكة تتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا، وتعبر عن تضامنها مع الحكومة والشعب الفرنسيين مجددة تأكيد «إدانتها للإرهاب أيا كانت دوافعه وجذوره وتجلياته».
وإلى جانب بلاغات جمعيات وهيئات وتصريحات شخصيات ومسؤولين، من المقرر ان ينظم اليوم الصحافيون المغاربة وقفة أمام مقر وكالة الفرنسية بالرباط تنديد بالهجوم وتضامن مع الصحافيين الفرنسيين.
وقرأت وسائط إعلام مغربية تصريحات لمسؤول فرنسي ان السلطات الفرنسية ستسعى خلال الأيام المقبلة لإعادة التعاون الإمني مع المغرب، وقالت ان الهجوم الذي تعرضت له الاسبوعية الفرنسية كشف أن تجميد التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين ربما أسهم في فشل الاستخبارات والأجهزة الأمنية الفرنسية في التصدي للهجوم على الجريدة الساخرة.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنها تعمل على حل أزمتها الدبلوماسية مع المغرب، وذكر الناطق الرسمي باسمها أن بلاده تعمل جاهدة لاستئناف السير العادي للتعاون بين البلدين، وقال: «هدفنا استئناف السير العادي للتعاون في مناخ من الثقة والاحترام المتبادل الذي ميز الصداقة الفرنسية المغربية».
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن جمود طال اتفاقيات التعاون الأمني بين البلدين منذ عدة شهور، على خلفية التوتر الذي تشهده العلاقات بينهما، منذ محاولة اعتقال عبداللطيف الحموشي، مدير مراقبة التراب الوطني، في باريس، وما تبعه من أحداث أبرزها قضية المخرج الإسباني باليما، وقضية صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية، وقضية الجنرال بناني.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اتصل هاتفيا بوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، يوم الأربعاء (7 يناير)، للتباحث حول العلاقات بين الجانبين، في اليوم الذي عرفت فيه فرنسا هجوما على جريدة شارلي إيبدو، راح ضحيته 12 شخصا بينهم صحافيون.
وقالت هذه الاوساط ان فرنسا كانت المتضررة من برودة العلاقات الفرنسية المغربية، والإرهاب أول مستفيد. وفق ما قاله شارل باسكوا، وزير الداخلية الفرنسي السابق مؤكدا أن هناك حاجة ضرورية ليتأهب الجميع ولاستنفار كل الطاقات المادية والبشرية. ودعا إلى ضرورة الانكباب على تعزيز العلاقات الدولية» وأن العلاقات مع المغرب الذي كان أحد العناصر الرئيسة للحصول على المعلومات وتقاطعها، تعاني من برودة واضحة، مؤكدا أنه يجهل أسبابها.
وتذكر الاوساط المغربية بمحاولة القضاء الفرنسي في شهر شباط/ فبراير الماضي الاستماع لمدير المخابرات الداخلية المغربية (المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني DST)، في قضية شكاية كان قد تقدم بها مغاربة من أصول فرنسية، يصرحون فيها بأنهم كانوا موضوع اختطاف وتعذيب، قد أشعل فتيل حرب سياسية، وتجميد التعاون الامني والقضائي، لم تنته لحد الآن.
صحيفةِ «لوفيغارُو» الفرنسيَّة، قالت ان تجميد التعاون الامني اضعف القدرات الاستخباراتية الفرنسية يتبدى فِي كون المغرب يتلقَّى معلوماتٍ مهمَّة من أصدقائهِ فِي جنُوب الصحراء، سيما منْ موريتانيا ودول الساحل حيثُ تنشطُ الجماعات المتطرفة بشكلٍ لافت، زيادةً على كون المغرب منْ البلدان التي أمدَّتْ تنظيم «الدولة الإسلاميَّة» الإرهابي 1500 مقاتلًا، موازاةً مع مضيِّ 1200 من فرنسا نحو «داعش».
ونقلت الصحيفة عنْ مسؤولٍ فرنسي كبير، دُون ذكر اسمه، أنَّ التفتيش المهين الذِي تعرضَ له وزير الشؤون الخارجيَّة والتعاون صلاح الدِّين مزوَار، في السَّادس عشر من اذار/ مارس الماضي، حين كان في عبُورٍ لمطَار رواسِي شارْلْ ديغُول، بالُّرغم من توفره على جواز سفر دبلوماسي، جرى تفسيرهُ في الرباط على أنه إهانةٌ جديدة.
ومن التفسيرات التي قدمها المصدر لاستمرار الأزمة مع فرنسا أنَّ المغرب لا يعرضُ عن باريس بسبب حادثتَيْ الحمُّوشِي ومزوَار فحسبْ وإنَّما لكون المغرب يخشى التقارب مع فرنسا، وتحرصُ على مجافاتها خشية من ردُود أفعال لدى جماعاتٍ متطرفة في البلاد.
وتبرزُ أهميَّة التنسيق الأمنِي بين المغرب وفرنسا، بحسب خبيرٍ يتحدث للصحيفة، في حاجة البلدين إلى تبادل المعلومات حول «الدواعش» الذِين قدْ يعُود الكثير منهم منْ ساحات القتال ليقدموا على تنفيذِ هجماتٍ إرهابيَّة.
واضاف المسؤُول الفرنسي الذي نقلت كلامه «لوفيغارو» أنَّ البرودة التي اجتاحت العلاقات بين المغرب وفرنسا دامتْ أكثر من المعتاد، وباتتْ تهددُ التنسيق الأمني الذِي تمتَّنَ بعد الهجوم الإرهابي على فندق أطلس إسنِي في مراكش، سنة 1994، «منذُ أشهر وكلُّ أنشطة سفارتنا في المغرب تزدادُ بطأ».
محمود معروف
نعوذ بك من الذل والهوان الذل , أن يفقد الانسان الاحترام احترامه لذاته، أو يفقد معنى الحياة ذاتها ، فيصبح ب لا وزن أو قيمة بين الآخرين، فيفعلوا به
ما يشاؤون دون ردة فعل منه ويكون مثل قطعه الشطرنج فى ايدى الاخرين .
فعﻻ شئ مضحك فرنسا بكل ثقلها تحتاج لمساعدة امنية و من من المغرب هدا هو جنون العظمة امنو بلدكم اوﻻ .الغرور اﻻمنى ههه.
قتل الصحافيين عمل إرهابي شنيع! ما تقوم به الآلة الإعلامية الصهيو- فرنسية عمل جبان وتحريضي خسيس.
مهزلة في مهزلة دون تعليق