الرباط ـ «القدس العربي»: كلما وجد حزب “العدالة والتنمية” وجد في مأزق سياسي ما، ظهر زعيمه السابق عبد الإله بن كيران، محاولاً لفت الانتباه بتسجيلات مصوّرة، تتضمن كلاماً ثقيلاً يحاول من خلاله إعادة الكرة في مرمى “الخصوم”، وإعادة خلق نوع من التوازن السياسي عبر هجماته التي يطلقها في كل اتجاه…
الحزب الذي يتخذ من “المصباح” شعاراً، عاش في الهزيع الأخير من الحملة الانتخابية، لحظات لا يمكن إلا أن توصف بالصعبة والعصيبة معاً، بعد استقبال عدد من مرشحيه القياديين بالاحتجاج من طرف ساكنة عدد من المدن المغربية. ولم تسلم حتى حملة الأمين العام للحزب نفسه ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من الاحتجاج والهجوم عليها في دائرة المحيط في العاصمة الرباط.
وإذا كان الحزب لم يجد من نعت لما وقع سوى بـ”بلطجة مأجورة”، فإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ إن تبريره لما تعرض له العثماني في الرباط، لم يجد له صدى في الاحتجاج عليه مجدداً في مدينة أغادير، حيث تكررت الواقعة نفسها في أحد شوارع هذه المدينة، حين واجه مواطنون العثماني بالاحتجاج والصراخ.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق للحظة استقبال العثماني بالاحتجاج من طرف سكان كل من حي “جيت سكن” و”الهدى” بمدينة أكادير.
موازاةً مع ذلك، لم يتم استقبال العثماني وحده بالاحتجاج، بل تعرضت أيضاً حملة للحزب نفسه إلى الطرد، حسب ما أفادت به منابر إعلامية محلية، بسوق معروف اسمه “سوق الأحد” في أغادير.
واقعتا الرباط وأغادير تنضاف إليهما أحداث أخرى في فاس، حيث قوبل مرشح “العدالة والتنمية” إدريس الأزمي، الذي يشغل حالياً منصب عمدة العاصمة العلمية للمملكة، بالرفض والاحتجاج أيضاً، والنصيب نفسه ناله مرشحون آخرون، وهم قياديون في الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي.
ملاسنات مع مرشحي «العدالة»
“وتحت عنوان “شعار ارحل يطارد حملات قادة العدالة والتنمية”، كتبت صحيفة “الأخبار” المغربية على صدر صفحتها الأولى أمس الإثنين، أن مواطنين مغاربة في عدد من الجهات والأقاليم واصلوا التعبير عن امتعاضهم وحنقهم من تجربة “العدالة والتنمية” في التسيير وتدبير الشأن العام، بعد ولايتين حكوميتين من ترؤس الحكومة، حيث قاموا بالدخول في ملاسنات مع أعضاء من الحزب نفسه، كانوا بصدد الترويج لحملتهم الانتخابية وعلى رأسهم رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، ورئيس المجلس الوطني للحزب وعمدة مدينة فاس، إدريس الأزمي الإدريسي، والقيادي في الحزب وعمدة مدينة مكناس، عبد الله بوانو.
وحسب مراقبين، فإن هذه الوقائع تؤكد رفض المغاربة لحزب “العدالة والتنمية”، فيما تشدد آراء أخرى مناصرة لحزب “المصباح” على أنها مدعومة من طرف خصوم الحزب والمنافسين للمرشحين في الدوائر التي شهدت هذه الأحداث.
ويبقى يوم الاقتراع هو الفيصل في هذا الأمر، بين من يقول إن “العدالة والتنمية” مرفوض، وبين من يؤكد أنه يحارب من طرف الخصوم السياسيين؛ وغالباً ما تشير الاتهامات إلى حزب “التجمع الوطني للأحرار”، المشارك في الحكومة المغربية بجانب حزب “المصباح”.
لكن الجديد في المشهد الانتخابي ليوم الأحد، هو التصريح الجديد للأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بن كيران، الذي يضبط مواعيد خرجاته وتصريحاته على زمن الأزمات التي يكون حزبه مارّاً منها.
وعمل بن كيران في تسجيل مصور بثه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على مهاجمة الخصوم وخاصة عزيز أخنوش رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار”، ولم ينس زعيم حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، إدريس لشكر، بل إنه مر في انعطافة حادة على الفنانين “التجمعيين” أيضاً.
ولخص هجومه على إدريس لشكر في وصفه بـ”البلطجي السياسي”، مؤكداً أنه أساء لحزبه إساءة بالغة، بشكل كاد أن يضرب تاريخه في الصفر.
ورغم أن بن كيران لم يذكر زعيم “الاتحاد الاشتراكي” بالاسم، فإن المعنى كان واضحاً أنه يقصد إدريس لشكر، خاصة عندما قال إن عزيز أخنوش استعان بخدمات “البلطجي”، خلال مرحلة العرقلة، مما حال دون أن يترأس الحكومة.
ومر الأمين العام السابق لـ “العدالة والتنمية” إلى الخصم الكبير لحزبه، وهو عزيز أخنوش، رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار”، وخصّه بكلام كثير وهجوم كثيف وقصف أرض جو دون أن ينسى أي شيء.
ويبدو أنه لم ينس لأخنوش تسببه في عرقلة تشكيل الحكومة في ولايته الثانية الذي ذهبت بعد فشله في ذلك إلى سعد الدين العثماني.
وحسب بن كيران، فإن أخنوش ترشح في مدينة أغادير لعجزه عن الترشح في الانتخابات التشريعية، معتبراً أنه ضعيف سياسياً ولا يمكنه الدفاع عن قراراته أو حتى اتخاذها في مواقف صعبة.
ووجه المتحدث كلامه مباشرة لأخنوش، قائلاً: “أنت ومولاي حفيظ وبنشعبون تكونوا وزراء لا مشكلة، وأثني على عملكم، ولكن رئاسة الحكومة تحتاج نوعاً آخر من الناس، تحتاج سياسيين يتحملون المسؤولية، ولهم ماضٍ يدافع عنهم…”.
رئاسة الحكومة تحتاج كاريزما
وبالنسبة لابن كيران، فإن رئاسة الحكومة تحتاج شخصية نزيهة ونظيفة وبـ”كاريزما” ليس حولها شبهات 17 مليار ولا أقلها، ولا شبهات في سبب توسع ثروتها، وأن تقوم بقرارات قد تكون قاسية ولكن فيها مصلحة الشعب والمجتمع، متسائلاً عما إذا كانت لرئيس “الأحرار” القدرة على إزالة صندوق المقاصة، أو إصلاح التقاعد.
وانتقد الداعين إلى مقاطعة الانتخابات، مؤكداً أنهم لا يفهمون، داعياً المغاربة إلى التصويت على من يريدون وليس بالضرورة حزب “العدالة والتنمية”، مؤكداً أنه سيصوت لصالح حزبه، وأن يتحملوا المسؤولية في تحديد رئيس الحكومة المقبل، لأنه في وصول رئيس حكومة غير صالح، لا يمكن التكهن بالمستقبل كيف سيكون.
ولم يفت المتحدث في تصريحاته التي ألهبت المشهد السياسي المغربي، أن يمنح الفنانين نصيباً من هجماته وقصفه على حزب “التجمع الوطني للأحرار”.
واتهم بن كيران الفنانين الملتحقين بحزب عزيز أخنوش، بكونهم تلقوا مبالغ مالية للدعاية، وأنهم يفعلون ذلك “لكل من يدفع لهم”.
وعاد المتحدث إلى عزيز أخنوش، حيث سأله: هل تريد الوصول إلى رئاسة الحكومة عبر إشهار “كوفيتير عيشة”؟ وهو نوع من المربى شهير في المغرب.
والجدير بالذكر أن عدداً من الفنانين المغاربة كانوا قد التحقوا بحزب “التجمع الوطني للأحرار” وأسسوا “فدرالية الفنانين التجمعيين”كما تم تقديم بعض الفنانين كمرشحين، مثل الممثلة فاطمة خير في الدار البيضاء وكليلة بونعيلات في سوس ماسة.
شكرا على الممقال و الحياد القدس العربي لأنني كلما كتبت تعليق في الجرائد الإلكترونية المغربية يتم رفض تعليقي بسبب رأيي في احد المنافسين الأثرياء وهو ما ترفضه الصحافة الإلكترونية في بلدي لحاجة في راس يعقوب شكرا القدس العربي على المهنية وتقبل جميع الاراء التي حرمناا منها في الصحافة المغربية