الدوحة: حقق المغرب بقيادة المدرب وليد الركراكي ما عجز عنه عبد الله بليندة في 1994 والفرنسيان الراحل هنري ميشال في 1998 وهيرفيه رونار في 2018، فبلغ ثمن نهائي كأس العالم لكرة القدم بجدارة، متصدراً مجموعة قوية ضمّت كرواتيا وصيفة النسخة الأخيرة وبلجيكا ثالثتها.
انتظر المغاربة 36 عاماً ليكرروا إنجاز التأهل، إلا أن منتخب “أسود الأطلس” سيواجه خصماً من العيار الثقيل يتمثل في إسبانيا الشابة بقيادة المدرب لويس إنريكي.
بين جيل 1986 بقيادة بادو الزاكي وعزيز بودربالة وعبد المجيد الظلمي ومحمد التيمومي وغيرهم، مرّت أجيال عدة كان أبرزها في مونديال فرنسا 1998 بوجود لاعبين مميزين يحترفون في أوروبيا، أبرزهم في تلك الحقبة مصطفى حجي وعبد الجليل هدا “كماتشو” والمدافع الصلب نور الدين النيبت وصلاح الدين بصير.
دفاع متقدّم
حذّر بصير من خطورة منتخب “لا روخا” الذي يمتلك كتيبة من الشبان الناضجين رغم صغر سنّهم “تكمن خصوصية إسبانيا في الاستحواذ، ولاعبوها لا يفقدوا الكرة بسهولة، في الوقت عينه لا يمكن منحهم المساحات في الخلف وهذا سيكون أمراً صعباً على المنتخب المغربي”.
تابع صاحب 27 هدفاً في 59 مباراة دولية “من الناحية التكتيكية، ينبغي على المدرب الوطني الركراكي اللعب بأسلوب الدفاع المتقدّم لغلق المنافذ أمام لاعبي إسبانيا وجعل استحواذهم سلبياً، والاعتماد على المرتدات السريعة التي قد تكون مفتاح الفوز”.
خالٍ من نقاط الضعف
وكان بصير في عداد المنتخب في مونديال 1998 حيث سجل هدفين في مرمى أسكتلندا (3-صفر)، واحترف في الدوري الإسباني مع ديبورتيفو لا كورونيا بين 1997 و2001 ثم لعب لنادي ليل الفرنسي وآريس اليوناني واختتم مسيرته مع الرجاء البيضاوي 2005.
لا يرى بصير أي نقطة ضعف في منتخب بلاده “إكتسب ثقة كبيرة خلال نهائيات قطر، إذ سيخوض مباراته الرابعة، وقدم مستويات كبيرة خلال المباريات السابقة.. الصفوف متكاملة ولا سيما في خط الهجوم حيث تحرّر يوسف النصيري وسجل هدفاً كان حاسماً في الفوز والتأهل”.
ووجّه بصير نصائح إلى زميله السابق الركراكي “ينبغي أن ينتبه من التمريرات القصيرة والثنائيات التي يجيدها المنتخب الإسباني وعدم ترك المساحة لهم لأن هذا سلاحهم الناجع تقنياً، ويحاول تنويم الخصم من خلال الاستحواذ أولاً عبر الأطراف، وبالتالي يجب أن نكون مركّزين”.
خبرة الإسبان
وأشار بصير إلى أن ثمة عناصر مهمة في المنتخب المغربي “تتقن الأسلوب الإسباني”، وعنى بذلك الحارس ياسين بونو والمهاجم النصيري لاعبي إشبيلية، وأيضاً جواد الياميق المحترف مع بلد الوليد وعبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة المعار إلى أوساسونا “يمكن أن يسهلوا المهمة ويرفعوا ثقة زملائهم، حتى الظهير أشرف حكيمي اختبر أجواء الليغا مع ريال مدريد.. هذه العناصر ستشكل حافزاً لأصدقاهم في المنتخب”.
وتطرّق بصير إلى تغيير المدرب قبل شهرين من انطلاق البطولة، حيث حلّ الركراكي بدلاً من البوسني وحيد خاليلودجيتش “أي فريق يتم تغيير إدارته الفنية سيشهد تحولاً في كل شيء ولا سيما أسلوب اللعب، وهذا يمنح هامشاً من الحرية للاعبين”.
الركراكي أوجد حالة إيجابية
وعن البوسني الذي عانده الحظ دوماً بقيادة فريق في المونديال، أضاف “تشبث بإبعاد عدد من النجوم مثل حكيم زياش وعبد الرزاق حمدالله وهذه العوامل جعلت الفريق في حالة توتر دائم، مع مجيء وليد وهو ابن البلد وكان لاعباً محترفاً ويعرف كيفية التواصل مع اللاعبين، أوجد حالة إيجابية إذ كان مقرباً من اللاعبين وضحوا معه”.
تابع اللاعب السابق البالغ 50 عاماً “عندما يسجل أي لاعب يذهب للاحتفال معه يعني ارتاحوا معه وهذا يعطي الحافز لكل لاعب لبذل الجهد الكامل”.
ولفت بصير إلى أن الانتقادات ضد الركراكي لا تتوقف حول خياراته “على سبيل المثال النصيري الذي كان مبتعداً عن التسجيل لكن وليد تمسك به لأنه يؤدي أدواراً دفاعية خطيرة، ويمنح الفرص لشركائه في الخط الأمامي”.
أردف قائلاً: “التمجيد أيضاً موجود عندما تكون النتائج إيجابية، وهم أنفسهم ينتقدون في حالة النتائج السلبية وهذه ثقافة رياضية نحتاج إلى وقت لتكون عندنا.. الاحتفال عند الفوز والتعلم من الخسارة عوضاً أن يتم تحطيم اللاعب”.
إعادة الاعتبار
ويعود بصير إلى حقب سابقة، إذ رأى أن “سوء الحظ” حرم “أسود الأطلس” من تكرار هذا الإنجاز سابقاً، وتابع “لا سيما في عام 1998 الكل أجمع على الإقصاء جاء شبه مؤامرة في المباراة الأخيرة بين البرازيل والنرويج”.
وأشار الى أن الجيل الحالي أعاد الاعتبار لهم “رفعوا من قيمة اللاعب المغربي والعربي والإفريقي لأنه تأهل على حساب منتخبات قوية مثل كرواتيا وصيفة بطل مونديال روسيا وبلجيكا الثالثة، نثق بهم بأن يكونوا في المستوى ضد إسبانيا”، وختم “أنا متفائل جداً”.
(أ ف ب)