الرباط –« القدس العربي»: لقي ما لا يقل عن 11 شخصاً من المهاجرين الشرعيين مصرعهم وتم إنقاذ 33 آخرين، بعد غرق قارب صغير كان يحملهم في بحر البوران بين المغرب وإسبانيا، وتم العثور على القارب وعلى متنه 11 جثة، بواسطة سفينة إنقاذ، فيما تم إنقاذ 33 ناجياً في وقت أعلن فيه عن تفكيك أكبر شبكة لتهريب الشباب المغربي نحو أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية «ايفي»عن المتحدثة باسم قوات الإنقاذ البحري الإسباني، أن القارب الذي غرق غادر في الصباح الباكر من يوم الثلاثاء 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري من منطقة «رأس الماء» بالناظور، وتم نقل الناجين وجثث المهاجرين المتوفين إلى ميناء ألميريا بإسبانيا، حوالي الساعة السادسة من صباح أمس الخميس، فيما لم يتم الإعلان عن جنسياتهم بعد. وأفادت تقارير عن حصيلة جديدة لمساعدة البحرية المغربية للمهاجرين في عرض المتوسط وقال مصدر عسكري، أول أمس الأربعاء، إن البحرية الملكية قدمت المساعدة، طوال ليلة الأربعاء في البحر الأبيض المتوسط، لـ 196 مرشحاً للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وأعلنت القيادة العليا للقوات المسلحة المغربية، الأسبوع الماضي، أن البحرية الملكية قدمت المساعدة لما يفوق مئتي مهاجراً بعرض البحر الأبيض المتوسط، في ظرف ثلاثة أيام.
يذكر أن المئات من المهاجرين لا يزالون يغادرون السواحل المغربية في اتجاه النافذة الأوروبية من المتوسط، في ظل استمرار التدخلات المغربية لإنقاذ المهاجرين، أياماً قليلة بعد احتضان المغرب للمنتدى العالمي للهجرة في مراكش، والذي شارك فيه عدد كبير من قادة دول العالم مقرين اتفاقاً جديداً من أجل هجرة آمنة وتوقف المآسي التي يعيشها المهاجرون واللاجئون.
وقادت التحقيقات والأبحاث التي باشرتها الأجهزة الأمنية الإسبانية بتنسيق مع نظيراتها المغربية بشكل مكثف منذ شهر تموز/ يوليو الماضي، بعد تفاقم أكبر أزمة للهجرة السرية بين الشمال المغربي والجنوب الإسباني منذ ظهور ظاهرة “قوارب الموت” سنة 1988.. إلى تفكيك أكبر شبكة لتهجير الشباب المغاربة من منطقة العرائش إلى أوروبا عبر إسبانيا، يتزعمها مواطن مغربي بمساعدة زوجته، ما رجح أن تكون كل منطقة في المملكة يخرج منها المهاجرون تسيطر عليها شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين السريين مقابل مبالغ مالية مهمة.
وقالت مصادر إسبانية إن الحرس المدني الإسباني تمكن من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في تهجير الشباب المغاربة من مدينة العرائش وضواحيها إلى إسبانيا، إذ يشتبه في تهجيرها 600 مغربي خلال هذه السنوات على متن قوارب الموت عبر البوابة الغربية للمتوسط، واعتقال 7 مهربين مشتبه فيهم، كلهم مغاربة في مدن قاديس ومالقة جزيرة مايوركا، يتحركون في إطار منظمة أشبه بـ»وكالة أسفار» سرية.
ومكنت هذه العملية الأمنية التي أطلق عليها «بوكاري» من تحرير وإنقاذ 60 مهاجراً سرياً، من بينهم نساء وأطفال، من قبضة المهربين الذين كانوا يقومون باستقطاب الشباب في المغرب قبل نقلهم في قوارب موت إلى الجنوب الإسباني، حيث يجدون في انتظارهم «سيارات استقبال» تنقلهم بسرعة إلى مناطق يختارونها طوعاً. لكن في الغالب ما يقع اختيار الشباب المغاربة على الإقليمين المستقلين كتالونيا وبلاد الباسك، نظراً للامتيازات التي يحظى بها المهاجرون هناك. ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» المغربية عن مصادر مغربية أن المستجد في العملية الأخيرة هو تركيز المنظمة على تهجير الشباب من مدينة العرائش مقابل 25 ألف درهم (2000 اورو) للمرشح للهجرة، ما سمح لها بتحصيل 15 مليون درهم مقابل تهريب 600 مغربي.
وكشف بلاغ وزارة الداخلية الإسبانية أن تفكيك الشبكة جاء بعد اشتباه عناصر فرقة محاربة الجريمة ضد الأشخاص في قاديس، في استقرار منظمة إجرامية في منطقة «سام فيرناندو»، تقدم الدعم اللوجيستي للمافيا التي تهجر الشباب من المغرب، حيث تنتشر عناصر تابعة للمنظمة تروج وتقدم وسط الشباب في منطقة العرائش صورة وردية مبالغاً فيها عما يسمى الفردوس الأوروبي. وأدت الأبحاث إلى اعتقال زعيم الشبكة (أ. ب.) المقيم بالمغرب، ومنسق عملية التهجير في الوقت نفسه، علاوة على اعتقال مهربين شقيقين مغربيين (ح. ت.) و(ر.ت.) في قاديس ومايوركا مكلفين بالإعداد اللوجيستي لعمليات الحريك.
وتفسر المعطيات نوع الأرقام الأخيرة لوزارة الداخلية، والتي أكدت أنه بين يناير الماضي ونهاية أكتوبر الماضي وصل 10816 مغربياً إلى السواحل الإسبانية مقارنة مع 5391 مغربياً سنة 2017، و1310 مغاربة سنة 2016، مبرزة أن 90 في المئة وصلوا إلى إسبانيا بحراً، سواء عبر قوارب الموت أو الدراجات المائية السريعة أو مختبئين في السفن التي تتنقل بين موانئ البلدين. كما يمثل الحرّاكة المغاربة 22.73 في المئة من مجموع المهاجرين الواصلين إلى السواحل الأندلسية من مختلف الجنسيات.