المغرب واسبانيا يعتمدان «خريطة طريق» لتعزيز التعاون

 الطاهر الطويل
حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: احتضنت العاصمة الرباط، أمس الخميس، أعمال الاجتماع الثاني عشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، تحت شعار “شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل”، وانتهى الاجتماع بالتوقيع على 19 مذكرة تفاهم تتعلق بمجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، اعتبرت بمثابة خريطة طريق لاستراتيجية العمل المشترك بين البلدين.
وأثنى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، على الدينامية المتجددة التي تشهدها العلاقات بين البلدين، لافتاً الانتباه إلى الحجم الكبير للوفد المرافق لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز. وأوضح أن عملية تعزيز الشراكة بين الرباط ومدريد تتجاوز ما هو ظرفي إلى ما هو هيكلي يفتح آفاقاً مستقبلية، مشيراً إلى أن مذكرات التفاهم الموقّع عليها تجسد تعاوناً وتنسيقاً غير مسبوق بين البلدين الجارين.
كما أعرب عن ارتياحه لموقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء، حيث أكدت مساندتها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب حلاً للنزاع.
وتطرق أخنوش إلى “المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني” الذي انعقد أول أمس الأربعاء، معتبراً أنه فتح شراكات في مجالات متعددة، تشمل الطاقة المتجددة والزراعة والسياحة والصيد البحري.
وأفاد رئيس الحكومة المغربية أن الاجتماع رفيع المستوى ينعقد في ظل سياقات إقليمية ودولية بالغة الدقة، من بينها تداعيات ما بعد جائحة “كوفيد” والحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع مستويات التضخم عالمياً، فضلاً عن تحديات الهجرة والأمن الاجتماعي.
وقال إن المنعطف الإيجابي الجديد للعلاقات الثنائية يتزامن مع ما تشهده المملكة المغربية من تطورات وإصلاحات، ترجمة لترسيخ دولة الحق والقانون وتدشين إصلاحات اقتصادية واجتماعية واعتماد نموذج جديد للتنمية.
وذكّر بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، بما تمخض عن إعلان نيسان/ أبريل المنصرم، عقب زيارته للمغرب ولقائه بالعاهل محمد السادس، من التزام بحسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام كل بلد لسيادة الآخر.
وقال إن الاجتماع الثاني عشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا اعتمد أجندة عمل وآليات للتنفيذ والتتبع من أجل شراكة متطورة تشمل مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والمجتمع.
وأوضح أن الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي وكذلك الرئاسة المرتقبة لإسبانيا لهذا المنتظم القاري سيدفعان في اتجاه تقوية هذا المسار، من أجل كسب رهان المزيد من التواصل والحوار.
والجدير بالذكر أن الاجتماع رفيع المستوى الذي تابعته صحيفة “القدس العربي”، تمخض عن التوقيع على 19 مذكرة تفاهم بين المغرب وإسبانيا، تشمل التعاون الثلاثي مع أفريقيا وإدارة الهجرة وحوكمتها، والبنى التحتية، والتدبير اللامركزي للموارد المائية وحمايتها.
كما تشمل مذكرات التفاهم المجال البيئي والتغير المناخي والتنمية المستدامة، فضلاً عن المجال الصحي والصحة النباتية، وعن التعاون التقني في مجال الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي والسياحة والنقل والبحث والتنمية.
ووقع الطرفان على مذكرات تفاهم أخرى تهم إحداث مسالك مزدوجة بالإسبانية في التعليم المغربي، والتعاون الجامعي والمكتبات الوطنية والأرشيف. كما جرى التوقيع بالأحرف الأولى على البروتوكول المالي.
وعقب إدلاء رئيسي الحكومة المغربية والإسبانية بتصريح صحافي مقتضب، انسحبا من قاعة المؤتمرات الإعلامية، من غير فتح المجال لأسئلة ممثلي مختلف وسائل الإعلام المغربية والإسبانية والدولية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية