تونس ـ «القدس العربي»: قال زهير المغزاوي المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية، إنه لن يكون “مجرد ديكور انتخابي” لتمهيد الطريق لفوز الرئيس قيس سعيد بفترة انتخابية جديدة.
وقال في فيديو على صفحته في موقع فيسبوك: ”لم ولن نكون شهود زور”، مؤكّدا أنّ الهدف من ترشّحه ليس لتحقيق مناصب شخصية، وأنّ “من يعرف زهير المغزاوي فهو يعرف أنّه لا يخاف، وعندما يخوض مشروعاً للمصلحة الوطنية فإنّه ملتزم باستكماله للآخر”.
كما نفى المغزاوي ما وصفه بالكذبة الكبرى التي يروّجها البعض عنه بأنّ ترشّحه قد يكون محاولة لإعادة منظومة ما قبل سعيد إلى الحكم، مؤكدا أنّه ”مرشح متحرر من الحسابات الضيقة ومن قيود اللوبيات”.
ولم توافق هيئة الانتخابات حتى الآن سوى على ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية، هم قيس سعيد وزهير المغزاوي والعياشي زمال، مقابل رفضها لـ 14 ملفاً لمرشحين آخرين، ويتوقع أن يتقدم ستة مرشحين تم رفض ملفاتهم بطلب استئناف لطعونهم القضائية بعد رفضها (في حكم ابتدائي) من قبل المحكمة الإدارية.
وأكد المرشح العياشي زمّال، أن “قرار قبول ترشّحنا للانتخابات الرئاسية بعد انقضاء آجال الطعون القانونية صار نهائياً وباتاً. وأن افتعال التتبعات ضدنا وضد بعض أعضاء فريق حملتنا بعد هذا القرار يأتي لتشويه سمعتنا وتعطيل قيامنا بحملتنا الانتخابية، وهو ما يمسّ بمبدأي الحياد والمساواة بين المترشحين على معنى القانون الأساسي للانتخابات والاستفتاء لسنة 2014”.
كما أكد في بيان على موقع فيسبوك، أن “تجميع التزكيات تمّت بهدوء ودون ضجيج وفق عملية منهجية منظمة قائمة على التواصل المباشر مع الشعب، التزمناً فيها وكامل الفريق الذي قام بتجميع التزكيات باحترام القانون والأخلاق”.
وأعلن زمال: “انطلاق الفريق القانوني في القيام بالإجراءات اللازمة في الدفاع على حقوقنا وحقوق فريق حملتنا ضد كل من يقف وراء حملات التشويه المُغرضة وبثّ الإشاعات التي تطالُنا منذ اعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية، خاصة أن هذه الحملات تزامنت مع تضييقات على بعض أعضاء الحملة واتهامات باطلة بطلانا مطلقاً، ولا نستغرب تواصل هذه الادعاءات أو إثارة دعاوى من نوع آخر. ونحن إذ نُجدّد ثقتنا في أعضاء فريقنا، نؤكد أن هذه الحملات لن تُثنينا عن التواصل مع التونسيات والتونسيين وعرض برنامجنا الانتخابي بكل الطرق القانونية المتاحة، وفي التزام تام بمبادئ التنافس السياسي الشريف والنزيه بما يُعيد للسياسة معناها وغاياتها النبيلة في خدمة الناس”.
كما أشاد بما سماه “التفاعل الإيجابي من قبل التونسيين مع ترشّحنا، وتضامنهم معنا، لما لمسوه فينا من صدق ونزاهة وجدية، وهو ما يعكس رغبة طيف واسع منهم في التغيير الشامل وقلب صفحة الصراعات السياسية الهامشية، من أجل الانصراف لبناء المستقبل ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا وتُهدّد سيادتها”.
وقال رياض الشعيبي القيادي في حركة «النهضة» وعضو جبهة الخلاص التونسية، إن الرئيس قيس سعيد اختار “منافسيه” في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه اعتبر أنه في حال فوزه فإن شرعيته ستكون “مهزوزة ومشكوكاً فيها”.
وقال، في تصريح خاص لـ”القدس العربي”: “أصبح واضحا أن السلطة اختارت منافسيها في الانتخابات الرئاسية القادمة، وكان معيارها الوحيد في ذلك هو عدم قدرتهم على منافستها وتسهيل مرور مرشحها (الرئيس سعيد)”.
واستدرك بقوله: “لكننا مازلنا نأمل أن تنصف المحكمة الإدارية في طورها الاستئنافي المرشحين المتبقين، ليكون هناك عرض معقول يمكن الاختيار على أساسه. وكما هو معلوم، فإن جبهة الخلاص لم تقدم مرشحاً من داخلها ولا من خارجها، والأرجح أن تتجه للمقاطعة إذا استمرت الخروقات الجسيمة لشروط الانتخابات الحرة والنزيهة”.
وحول خيارات جبهة الخلاص في حال فوز الرئيس قيس سعيد بفترة رئاسية جدية، قال الشعيبي: “إذا حصل وفاز الرئيس الحالي بالانتخابات الرئاسية فلن يكون فوزاً مستحقاً، لذلك ستكون شرعيته مهزوزة ومشكوكاً فيها، ولن يصدقه أي أحد وهو يتحدث عن أغلبية الناخبين الذين منحوه ثقتهم، أو أن القرارات التي يتخذها هي باسم الشعب التونسي. ولعلها المرة الأولى التي سنواجه فيها أزمة شرعية سياسية وانتخابية منذ ثورة 2011”. وأضاف: “أما عن مستقبل جبهة الخلاص واستمرار نضالها ضد استبداد السلطة، فما دامت لم تستكمل مهمتها فإن استمرارها أمر مفروغ منه، وإن كانت وسائل عملها -لا شك- ستتطور بتطور الظرفية السياسية في البلاد”.