المقامة اللورنسيّة

حجم الخط
0

إلى أتباع لورنس العرب، وأشياع حمّالة الحطب، من العرب حدثنا علقمة النحوي قال: يممت شطر العرب، فوجدت بلادهم تغلي وتضطرب، من المصائب والنّوب، وثورات أشعل أوارها، ونفخ سعارها، ورفع شعارها أعراب مثل الجرب هم من أهانوا الإسلام والصلاة والسجادة، وحازوا القيادة بالخنا والخيانة، ولاعجب فقد رضعوا حليب العمالة منذ الولادة، فاستحقوا تاج الغباء والحمق والبلادة، آه يا شيخ حمادة لو عشت هذا الزمن لضاعت منك حكمة المشايخ والسادة، ولهجرت مسك الغنائم بالولادة .
عقلهم خفيف، وفكرهم سقيم سخيف، ومكرهم بالليل كم ا بالنهار مخيف، وغدرهم يسري في العروق كم ايجري الدم الشفيف في الشريان الأبهر اللطيف، هم من جعلوا الربيع مثل الخريف، بالكذب والميْن جعلوا القلب وجيف .
كم ظلموك يا إسلام، حين قننوا لشريعة الغاب والقتل والحِمام، وتفننوا في وأد البلابل والحمام، وأعدموا غصن الزيتون وأحرقوا السلام، وسجنوا الليث الضرغام، وباعوه في عيد النحر للأزلام، هنيئا لك يا صدام، ميتة الشهداء الكرام .
كم ظلموك أيها الربيع، حين جعلوك سوقاى للبيع، باعوا فيه السوسن والريحان، ورهنوا شقائق النعمان، وابتاعوا الشوك والسدرة والبونقار، وأتوا باكذوبة تحرير الإنسان من أخيه الإنسان، وأدخلوا غريب الدار، وأهدوه حريم السلطان، ودمروا الإنسان والبنيان، وقطعوا رؤوس الشجعان، وأكلوا قلوب الفتيان، لاكوه بالأنياب والأسنان، فصاروا أضحوكة الزمان، في الهمجية والطغيان، هدوا الاركان، وفتحوا باب الشيطان، بفتاوى ما أنزل الله تعال بها من سلطان .
لقد عرفناك أيها الربيع بالأزهار والنوار، وبشدو الزرزور والهزّار، وبزقزقة الحسون والأطيار، وبشذى الجوري.. وبخرير مياه السواقي والأنهار، وبوشي الثمار.
أما ربيعكم أيها الفجار الأشرار، فقد تسربل بالنار، وتبرقش بالحديد والصديد والدمار، وتوشى بالإعصار، وعزف عرابوه سمفونية القتل والانكسار، والغدر والختل والانتحار، واخرسوا سمفونية موتزارت.
كم ظلموك أيتها الحرية، حين أراق الأعراب الدماء الزكية، وهتكوا عرض كل شريفة تقية، باسم جهاد المناكحة الذي أفتى به بعض شيوخ التطرف.
كم ظلموا حقوق الإنسان، وقد جعلوها الشعار والعنوان، في ثورات ربيع الشيطان، فقتلوا روح الإنسان، ودمروا الأوطان، وأشاعوا الخراب والدمار في كلّ مكان، بمؤامرة بادية للعيان، لا تخفى حتى على العميان، ذكرتنا بقصة لورنس العرب، وما فعله بالأعراب والعرب، حين استجاروا بالأنجليز، وطردوا الأتراك وجلبوا بيريز، وليس عجيبا على أتباع الشريف، حين تحالف مع الإنجليز وأعمل السيف، في إخوانه .. فهدّ الخلافة، ونال الرماد، ومنح العصافة، بعدما باع بغداد والرصافة. وسل لورنس العرب، وسايكس بيكو دعك من زيكو.. فما أشبه الليلة بالبارحة يا عرب. لكن ليس فيكم رجل رشيد، يفهم تخطيط االاعداء .
هو التاريخ يعيد نفسه، ويحفر العربي رمسه بنفسه، ويغيب بدره وشمسه، وينشر بؤسه، ويندب بعدها حظه وتعسه، لكن أعراب العرب كما خبرتم يا ولدي هم الجرب ومنهم كل العطب، لايقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون، فهم كالأنعام بل هم أضل.
لهم عرق دساس، بعيد عن أرومة المهلهل وجسّاس، عرقهم في بني قريظة وهاواي، وسل عن جدهم الأول ‘مردخاي’ … لقد نشروا الفتن، وقسموا الأوطان وزرعوا المحن والإحن، وضيعوا بوصلة تحرير الوطن .
ما لك نكأت جراح غزة، كي تنالي رفعة وعزة، لم ينلها بالتشبيب كثير عزّة، وها قد تفتقت وتهشمت الكوزة، وتسننت الحوزة، فما لك، تأكلين الكيوي وتتعبدين في الحوزة، ثم تكفرين بالجوزة؟ قلت يا صاحبي: دعك من الكيوي، في زمن بني وي وي .
البشير بوكثير
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية