القاهرة ـ «القدس العربي»: أينما وليت بصرك فلن تجد أمامك في الصحف المصرية هذه الأيام، سوى دفاع مستميت عن مؤسسة الرئاسة، وبالتأكيد القوات المسلحة حيث دشن السواد الأعظم من الكتاب حملات ترمي لهزيمة المقاول الهارب إلى إسبانيا، الذي يظهر كل ليلة عبر فيديوهات قصيرة فيصيب السلطة بالصداع، والأجهزة الأمنية بالتوتر، خاصة بعد أن دعا المصريين للتظاهر، وهو الأمر الذي خلف هجوماً حاداً لم تخل منه جريدة.
كما اهتمت صحف أمس الجمعة 20 سبتمبر/أيلول ببدء العام الدراسي الجديد في الجامعات، حيث يتوجه غداً السبت ، ما يقرب من 3 ملايين طالب وطالبة على مستوى الجمهورية للجامعات والمعاهد.
فشل مفاوضات سد النهضة يشبه نكسة 67… السلطة أرادت شنق حرية الإعلام فالتف الحبل حول رقبتها
من بين عناوين الصحف سحب 21 دواءً لشبهة احتوائها على شوائب مسرطنة. حفر 16 بئرا بترولية باستثمارات 56 مليون دولار. صرف 20٪ من عائدات تقنين أراضي الدولة للإنفاق على رفع كفاءة ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. السيسي يتقدم الجنازة العسكرية للفريق إبراهيم العرابي رئيس الأركان الأسبق. التوتر يتصاعد في منطقة الخليج. طهران تهدد بـ«حرب شاملة» وبومبيو يتوعدها بعقوبات. مجلس المحافظين يفتح ملف تنمية القرى ومدبولي: يجب أن يشعر الناس بالتحسن. قصور الرئاسة.. مقتنيات مصر.. ساعات وسيوف وخناجر وأسلحة من الفضة والذهب مطعمة بالأحجار الكريمة ودروع وقلائد من الكريستال.. السادات يحصد ذهبية الكونغرس الأمريكي.
وبالنسبة لمقالات صحف الجمعة حرص أغلب الكتاب على دعوة المواطنين لعدم الانسياق لدعاوى المعارضة، خاصة تلك التي يقوم أطرافها بتشويه صورة مؤسسات الدولة. وقد شبه حمدي رزق في «المصري اليوم» حملات المعارضة والتحريض ضد أجهزة الدولة المصرية، بفيروس مرض شلل الأطفال موضحا، أن يوم ضرب شلل الأطفال البلاد، نفرت الدولة المصرية واحتشدت لمكافحة الوباء، وأن منع العدوى في الصغار ضرورة وطنية، وطالب بتحصين أجيال قادمة من موجبات القضاء على فيروس شلل الإخوان، من خلال تطعيم الصغار بالأمصال الفكرية في المدارس والمعاهد والجامعات والتجمعات الشبابية. فيما ألقى خالد منتصر في «الوطن» الضوء على أهمية القرار الخاص بالإدارة المركزية للشؤون الصيدلية في وزارة الصحة، بسحب دواء «زانتاك»، ووقف تداول كل الأدوية التي تحتوى على المادة الخام «رانيتيدين»، بعد التقارير الدولية التي تحدثت عن شوائب مسرطنة في تلك المادة التي يصنع منها مستحضر «زانتاك». ورأى محمد أمين في «المصري اليوم» أن قدرة الشعب التونسي على التوصل بشكل سريع لمرشحين اثنين سيخوضان جولة الإعادة، وسيجلس أحدهما على الكرسي الرئاسي خلال أيام، يعود إلى أداتين، إحداهما تعليم جيد كان الحبيب بورقيبة قد أدرك ضرورته، فراح يركز عليه ويمنحه اهتمامه، وكان زين العابدين بن علي قد مضى من بعد الحبيب على الطريق ذاته، والأخرى أن في تونس مجتمعًا أهليًا حيًّا وقويًّا ويقظًا. فيما تحدث محمود خليل في «الوطن» عن فكرة تأسيس تنظيم الضباط الأحرار، حيث يشير كبير مؤرخي هذه الفترة – عبدالرحمن الرافعي- إلى أن الفكرة تعود بجذورها إلى نهايات الحرب العالمية الثانية عام 1945.
فتش عن المسؤول
يهتم عمار علي حسن في «المصري اليوم» بالبحث في أسباب حالة الكساد الإعلامي التي تنتاب الصحف والفضائيات: «حين لا يتمكن الإعلام المحلي من ملء الدائرة المركزية هذه، تنفذ وسائل إعلام أجنبية إليها، في ظل التدفق الإخباري الهائل، وسط عالم تحول إلى غرفة صغيرة، وتنوعت فيه مصادر مؤسسية لبث الكلمات والصور، وكل منها يتنافس بضراوة على جذب قطاعات متجددة من الجمهور إليه، إما يربحها من خارج جمهور المنابر التي تنازله، أو يخصم من رصيد هذه المنابر، ويضيف إليه كل يوم أتباعا جددا. ولا يتوقف هذا الأمر عند منابر تقليدية، تتمثل في صحف وفضائيات إقليمية وعالمية، إنما يمتد إلى «الإعلام الجديد» في زمن «المواطن الصحافي»، حيث صار بوسع كل شخص يمتلك هاتفا نقالا متطورا أن يبث أخبارا وآراء، وينقل صورا ومقاطع حية بالصوت والصورة من موقع الأحداث مباشرة. ويؤكد الكاتب على أنه في ركاب هذا قد ينفذ المغرض والكاذب، إلى حين يتم كشف نواياه، وكذلك من يمارس دعاية سوداء وحربا نفسية، إذ أن وجود عدد شحيح من منصات الوعي التي نعرف مصادرها والقائمين عليها، تخلى الأجواء لمواقع التواصل الاجتماعي، الذي لا نعرف، على وجه اليقين، من يتحدث عبرها. والفراغ الإعلامي في الساحة العربية ليس مسألة جديدة علينا، ففي ظل بيئة سياسية مغلقة، وجدت إذاعات وفضائيات أجنبية فرصا سانحة للتسلل إلى البيوت، كي تملأ فراغا، مستغلة إخفاق وسائل الإعلام المحلية في فعل هذا. ويتفق عمار مع ما ذهب إليه طاهر العدوان، بأن السلطة أضرت نفسها بنفسها، حين أجهضت كل محاولة ترمى إلى بناء إعلام دولة لا إعلام حكومة، إعلام مؤمن بمهمته لا إعلاما كل دوره هو تلميع مسؤولين، رغم سطحية خطابهم وتكراره، فمثل هذا الوضع خلق فراغا إعلاميا مزمنا، أدى إلى قيام هوة سحيقة بين خطاب الدولة والرأي العام».
الثمن لا نطيقه
«أعلنت الحكومة رسميا خبر تعثر مفاوضات سد النهضة، ما يعد كما يؤكد يسري عبد العزيز في موقع «الشبكة العربية» كارثة ونكسة كبيرة تتعرض لها مصر، لا تقل عن خسارة مصر وهزيمتها في حرب الأيام الستة في 1967، نعم إنها كارثة ونكسة عندما يتعلق الأمر بالمياه، فالمياه ومصادرها هما من صميم الأمن القومي للدول، ولذلك فالحروب الحديثة والمستقبلية سوف تُنشب من أجل النزاع على المياه. من وجهة نظري أن فشل النظام في إدارة ملف سد النهضة بعد توقيعه على مسودة التفاوض، التي أسقطت حق مصر في اللجوء إلى القضاء الدولي، يعد كارثة كبرى وفشلا ذريعا للحكومة المصرية، ليس في الدفاع عن الأمن القومي المصري وحسب، بل في التفريط في حقوق مصر الثابتة والمسجلة في العقود الدولية القديمة، في أحقية مصر في الحصول على نسبتها من ماء النيل. ويرفض الكاتب تحميل فشل ملف سد النهضة لثورة 25 يناير/كانون الثاني، من أجل تسويق هذا للشعب ومحاولة التنصل من مسؤولياته اتجاه هذا الملف، لعلم النظام بأن مصر مقدمة على مجاعة كبرى بسبب شح المياه، والتي سوف يفقدها القدرة على زراعة المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الأرز والقمح وغيره، ما يضطر مصر إلى الأقدام على زيادة استيراد المواد الغذائية من الخارج قليلة الجودة، والتي قد يكون الكثير منها مسرطنا وغير صالح للاستخدام الآدمي، بعد أن كنا ننتج أجود المحاصيل الزراعية في العالم، في الوقت الذي فيه مصر مكبلة وغارقة في الديون. أسباب هذا الفشل يرجع إلى التنازلات الكبيرة، التي شرع فيها النظام في البحث عن شرعية له من الخارج بعد أن شعر بفقدانها له في الداخل، فأقدم على التنازل عن حقوق مصر في مياه النيل بتوقيعه على مسودة التفاهم لسد النهضة المجحفة لمصر من أجل قبوله في الاتحاد الافريقي مرة أخرى».
المراوغ الإثيوبي
ونبقى مع سد النهضة، حيث أكد جمال طه في «الدستور» أن: «آبي أحمد ردد خلف الرئيس السيسي في القاهرة 10 يونيو/حزيران 2018، قسمًا بالحفاظ على حصة مصر من المياه، وعدم الإضرار بشعبها.. ربما كان صادقًا، لكنه كان قد تبوأ رئاسة الحكومة الإثيوبية أواخر مارس/آذار، مدعومًا بأغلبية الأورومو والأمهرية، مُطيحًا بأقلية التيجراي، التي احتكرت السلطة منذ حكم زيناوي 1991، رغم أنها 6٪ من عدد السكان، وتحوز 95٪ من المناصب الرئيسية في الدولة. بمجرد عودته لبلاده تعرض لمحاولة انقلابية فاشلة 22 يونيو، أعقبها اغتيال سيمجنو بيكيلي مدير مشروع «سد النهضة» 26 يوليو/تموز، ومحاولة أخرى لاغتياله 10 أكتوبر/تشرين الأول.. التيجرانية تحمل كرهًا تاريخيًا لمصر، وتعتبرها العدو المركزي، حتى في كتب التاريخ.. المدافع التي غنموها في معركة «جوندت»، إبان حملة الخديوي إسماعيل، وضعوها تذكارًا في ميدان أكسيوم، وأطلقوا اسم «جوندت» على أرفع وسام عسكري، ومبارك تعرّض للاغتيال في أديس أبابا يونيو/حزيران 1995.. مواقع المسؤولية وصنع القرار تكتظ بقاعدة واسعة من كارهؤ مصر.. تعرقل أي توافق ثنائؤ، وتسعى لإعاقة تنفيذ السد. ويؤكد الكاتب على أن إثيوبيا جمدت عمل «مجموعة الدراسات العلمية» التي تشكلت لتقديم توصيات موضوعية لملء الخزان، وتنمية الموارد المائية.. اندلاع الثورة في السودان وعزل البشير أوجدا مبررات لتجميد المفاوضات. يضيف جمال: القلق دفع مصر لتقديم مقترح فني لحل الأزمة في يوليو الماضي، يقوم على التعاون في ملء وتشغيل السد على مدار سبع سنوات، وزير الري زار الخرطوم وأديس أبابا لعرضه، وطلب التوصل لاتفاق عاجل خلال اجتماع سبتمبر/أيلول، لأن المكتب الفرنسي في حاجة إلى عام بعد الاتفاق، لاستكمال دراساته، بينما يبدأ تشغيل السد وتوليد الكهرباء قبل نهاية 2020، ما يعني أن «المماطلة» الممتدة منذ سبع سنوات، أضحت تشكل خطرًا داهمًا على مصالحنا القومية».
لن يتركوه
«ثقة المصريين في الرئيس عبدالفتاح السيسي في تزايد مستمر بعد كل إنجاز واقعي، تسببت في حالة من الهياج وعدم الاتزان لكثير من الفاشلين والحاقدين والغوغائيين. هذا ما يصر عليه أحمد فتح الباب في «الأهرام» متابعاً، لم تأت هذه الثقة ولم تتزايد مع مرور الوقت بالمصادفة؛ ولكنها نابعة من وعي شعب ناضج، أقسم على أنه لن يتهاون مع من حاول ويحاول إسقاط دولتهم بعد إنقاذها من عصابة الإخوان الإرهابية وأعوانهم؛ فرفع المصريون شعارهم أمام أعين المتربصين «واثقون رغم أنف المغيبين». فيا من تريد نزع ثقة المصريين برئيسهم وجيشهم، إصنع لنفسك قبرًا قبل أن تتكلم معهم في هذه الأمور؛ فهي أمور تتعلق بكرامتهم وقناعتهم الأبدية التي استمدوها من حبهم لتراب هذا البلد، فلن يشفقوا عليك بأنك شخص غير سوي نفسيًا، بحديثك عن قواتهم المسلحة بهذه الطريقة؛ ولكن سيكون ردهم أعنف من طلقات خير أجناد الأرض في صدور الإرهابيين. أما عن ثقة المصريين بالرئيس عبدالفتاح السيسي، فولدت في ثورة 30 يونيو/حزيران المجيدة؛ بتحقيقه حلم شعب كاد أن يفقد الأمل في أن تعود مصر إليه؛ بعد سيطرة جماعة إرهابية عالمية عليها وعلى مؤسساتها، فكان هذا أول وعوده، ووثق الشعب في أنه لن يخلف وعده. وساهم العديد من المشروعات القومية على مرّ السنوات الماضية في زيادة الثقة بين شعب ورئيس فمرورًا بقناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية، وتطوير العشوائيات، وشبكة الطرق، وغيرها من المشروعات التي شاهدها المواطن المصري على أرض الواقع؛ فجعلته على يقين كامل بأن ثقته في محلها، وعلى استعداد كامل لمواجهة أي محاولة فاشلة في إسقاط الدولة أو المساس بأمنها».
بين الهدم والبناء
يعدد عماد رحيم في «الأهرام» إنجازات السيسي ومنها: «حتى نهاية 2018 تم تنفيذ 102 ألف وحدة لتسكين قاطني الوحدات في المناطق العشوائية ذات الخطورة المهددة للحياة بتكلفة 12 مليار جنيه؛ للقضاء على العشوائيات غير الآمنة والخطرة، كما تم تطوير 52 منطقة غير مخططة، تضم 409 آلاف وحدة، بتكلفة 460 مليون جنيه، ومنذ يوليو/تموز 2014 ضخت الدولة ما يفوق الـ 800 مليار جنيه في قطاع الإسكان؛ لنشاهد عددًا كبيرًا من المدن الجيدة بإمكانات تناسب كافة المستويات، وما حدث في هذا المجال أيضًا يعتبر في كل المعايير إعجازًا كبيرًا جدًا. أضف لما سبق ما أنجزته مصر في مجال الصوب الزراعية، وهو إنجاز رائع ومبهر بكل المعايير. ويجب ألا نفوت ما حدث في قطاع البتروكيماويات، فقد أصبحت مصر مركزًا لصناعة الغاز في الشرق الأوسط، كما أصبحنا موردين له بعد أن كنا من كبار مستورديه، وهذا أيضًا ما كان ليحدث إلا بعد ترسيم الحدود البحرية بيننا وبين قبرص واليونان، لتصنع مصر فارقًا تاريخيًا، سيشعر به المصريون قريبًا جدًا. كل ذلك وأكثر حدث ويحدث، في مجالات الصحة والتعليم والبنية الأساسية وغيرها الكثير، جهود ضخمة ومضنية، استغرقت لتنفيذها أيامًا وليالي. ويؤكد الكاتب: هكذا هو البناء مرهق ومضن ومتعب ومجهد.أما الهدم فهو لا يستغرق وقتًا على الإطلاق، كل ما يتطلبه الأمر بضعة أيام، فتخيل ما يستغرقه وقت بناء عمارة سكنية، وما يستغرقه هدمها، فما بالك ببناء دولة. الفرق بين البناء والهدم لا يمكن تخيله، وأنت من تحدد الجهة التي تقف فيها، جهة البناء، أم الهدم، وتذكر أن اختيارك سيعود عليك وعلى أبنائك ففي أي فريق ترغب أن تكون؟».
إنسوا الثورة
الدعوة لثورة ثالثة من قبل بعض الأصوات أثارت غضب الكثيرين من بينهم مجدي سرحان في «الوفد»: «بصرف النظر عن هزلية وعبثية مشهد هؤلاء الأنطاع واللصوص والداعرين والأفاقين الذين يطلون على الناس من داخل حجراتهم المغلقة.. ويدعونهم إلى «ثورة ثالثة».. رغم أن الإخوان أنفسهم ـ عندما كانوا أكثر تنظيما وتوغلا في جسد المجتمع ـ فشلوا كثيرا في ذلك.. حتى تحولت مليونياتهم الوهمية إلى نكتة متكررة، ومبعث سخرية لدى الجميع.. إلا أننا نلاحظ أن البعض ممن نعتبرهم «دراويش العمل الثوري» و«حنجورية مظاهرات الشوارع» مازالوا غارقين في أحلام «الثورة الثالثة» التي تداعب خيالاتهم المريضة في النوم واليقظة.. ويتوهمون بسذاجتهم المفرطة أنهم قادرون على إشعال فتيل هذه الثورة بعزفهم النشاز، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على نغمة «فساد الإدارة» الذي يتوهمونه، أو إخفاق الدولة في تحقيق الإصلاحات المأمولة. العجيب كما يقول سرحان، إن هؤلاء البلهاء مازالوا يتحركون بأساليبهم التقليدية البالية لتحريك الجماهير وتفجير شرارة الثورة المزعومة.. ظنًا منهم أن هذه «الحركات» هى التي فجرت ثورة 25 يناير/كانون الثاني.. التي لم يكتب لها النجاح – من وجهة نظرنا – إلا بتبني المؤسسة العسكرية لها.. لأسباب يطول شرحها، وسوف تتكشف جميع حقائقها في الوقت المناسب. ما يحدث هو حلقة جديدة من حلقات المساعي البائسة لقطيع الحالمين بالثورة الثالثة.. من أجل استغلال الأحوال الاقتصادية والمعيشية الصعبة في ظل إجراءات الإصلاح الجارية.. للوقيعة بين الدولة والشعب».
إلزموا بيوتكم
حرص محمود سيف النصر في «الوفد»على توجيه رسالة لأبناء الوطن هاجم خلالها المقاول محمد علي الذي دعا المصريين للتظاهر: «أيها المصريون جميعًا.. إخوتي وأخواتي أبناء مصر الحبيبة لا تثقوا في هؤلاء الكاذبين خدام الأعداء. إن الصهيونية العالمية وأمريكا وبريطانيا تلعب بكل قوتها بكل مخابراتها لتفتت هذا الوطن بعد أن فشلت كل مخططاتها والفتن، وكل حيلها التي بددها لها هذا الرئيس البطل ورجالنا الأبطال، كل في موقعه، رجال المخابرات ورجال القوات المسلحة والشرطة متكاتفين ملبين نداء الواجب المقدس، ليفدوا مصر بدمائهم وأرواحهم، دفاعًا عن الأرض والعرض. تابع سيف النصر: ها أنتم يا أبناء الشعب الأبي جاء دورنا في أن نظل خلف الدولة المصرية مع قائد عظيم، إنه الرئيس السيسي الشجاع الذي لا يخاف إلا الله، ولأن الرجل يتحمل فوق طاقته من أجل مصر، فجاء هذا الكذاب الأشر ليحاول أن ينقص من قيمة الرجل، وهو لا يعلم أن الرئيس هو جزء لا يتجزأ من هذا الشعب العظيم، ولا نصدق أي كلمة من أفواه أي كاذبين يحاولون أن يزرعوا الفتن والكراهية، وهم لا يعلمون أن حب السيسي في قلوبنا يزداد يومًا بعد يوم، فما يفعله الرئيس يجعلنا نحترمه ونقدره، نعم من أجل الدولة المصرية نقول لهؤلاء التوافه لن تهزوا شعرة واحدة في رؤوسنا، نحن نقول لك قولنا الخالد: نموت نموت وتحيا مصر. إن استطعتم أن تقتلوا مئة مليون حتى تمزقوا مصر وتفتتوها فلن تستطيعوا إن الحرب معكم أصبحت على المكشوف ومهما فعلتم سيرد الله كيدكم في نحركم ونحن جميعًا خلف الرئيس».
أين الثقافة؟
عادل نعمان في «الوطن» يتساءل: «يا وزارة الثقافة، أين الثقافة؟ وفي أي سوق تباع وتشترى؟ أين مسارح الدولة والمكتبات العامة والمتنقلة ودور الثقافة وبيوتها والأمسيات الثقافية والبرامج والأفلام، والترجمات المنتقاة؟ ما هي خطة الوزارة في الحفاظ على اللغة، وعلى الهوية المصرية وعلى القيم والمعارف، وفي الحفاظ على التماسك المعرفي والثقافي والخصائص الاجتماعية؟ الثقافة يا أيها القائمون عليها هي الحضارة غير المادية كلها، التي تحيط بالإنسان من كل جانب، وتحاصره من كل اتجاه، ويراها من كل زاوية تقع عليها عيناه. ولنجعل السؤال أكثر إنصافاً وعدلاً، أين دور الدولة الثقافي على الساحة في ما قرأنا وعرفنا؟ إن غياب ثقافة الاختلاف سبب ما نحن فيه من مصائب وكوارث وشقاق وخصام؟ واختفاء ثقافة احترام الآخر وعقائده وديانته سبب رئيسي في انتشار الفكر التكفيري والإقصائي. هذا المواطن الذي تركناه بلا ثقافة، بلا غطاء فكري، أو حماية مجتمعية كان فريسة سهلة ولقمة سائغة لكل ما جاءونا به من تطرف أو انحراف، وهو معذور ومغلوب على أمره، فلو كنا حافظنا عليه، وعلّمناه وثقفناه ورويناه وأشبعناه، ما باع نفسه للغير وما وقع وما فسد وما عطب، إلا أنه وجدها أبواباً مفتوحة ومدفوعة وسهلة ويسيرة فسمى ودخل، ولو كانت بجوار هذه الأبواب أبواب أخرى وعليها حراسها ومرشدوها ما ضلّ وما تاه. يا وزارة الثقافة، مطلوب خطة مدروسة علمية يشترك فيها علماء مصر الأجلاء من مثقفين وكتّاب وشعراء وخبراء من كل التخصصات، لوضع خطة ثقافية قومية عاجلة، ننتشل فيها شعباً بأكمله على وشك أن ينفد رصيده الثقافي، ويصبح مجهول الاسم والعنوان، ساعتها لن ينفع عض أصابع الندم أو البكاء على ما فرطنا في حق هذا الشعب. ورحم الله يوماً كانت مكتبة المدرسة تحمل على رفوفها أمهات الكتب، وكانت حصة المكتبة من أحب الحصص إلى نفوسنا، وحصص الموسيقى كانت غذاء لأرواحنا الصغيرة المرهفة، وعلى مسرح الدولة والفرق الشعبية والمسارح والمكتبات المتنقلة وقصور الثقافة غيرها كثير، كم كان البناء قوياً وصلباً ومحافظاً، رحمة الله على هذه الأيام».
مقاه افتراضية
«حينما سار عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»، على كوبري عباس الواصل ما بين الجيزة عند مستشفى الرمد، وحي المنيل في القاهرة، اكتشف أن مجموعة من الباعة الجائلين استولوا على رصيفي الكوبري، وحولوهما إلى مقاهٍ مفتوحة. يضيف الكاتب: المحتلون قسموا رصيف الكوبري إلى أربعة أجزاء، لكل جزء بائع يقدم الشاي أو المثلجات، لا يلوم عماد الزبائن، هم يبحثون عن متعة سريعة وغير مكلفة، وبعضهم يبحث عن نسمة من الهواء المنعش، وغالبيتهم لا يملكون ثمن الجلوس في كافتيريا معقولة. السؤال البديهي هل هؤلاء الباعة الذين احتلوا الكوبري يعملون بصورة قانونية، وحصلوا على ترخيص من المحافظة؟ وهل صحيح أن بعض موظفي المحليات وغيرهم من ضعاف الضمير، يحصلون على نسبة ثابتة من أصحاب هذه الأنشطة غير القانونية؟ غادر عماد كوبري عباس، واتجه إلى كورنيش النيل في شارع عبدالعزيز آل سعود، الممتد حتى أول المنيل أو كوبري الجامعة ومسجد صلاح الدين. في الطريق وجد أن المشهد متكرر. شخص يحضر مجموعة من الكراسي، ويقدم مجموعة من المشروبات، والزبائن موجودون وبكثرة، خصوصا في ظل موجة الحر غير المسبوقة التي ضربت مصر في الفترة الأخيرة، ورغبة الناس في شم جزء بسيط من الهواء بعيدا عن «كتمة البيت» أو «نكد الزوجة» أو «إزعاج الأطفال» ومطالبهم التي لا تنتهي! يتابع الكاتب انتهى الشارع واتجهت يمينا بمحاذاة كلية طب أسنان القاهرة، وعند الكوبري الصغير الرابط بالقصر الفرنساوي الجديد، كان هناك أكثر من شخص، قد حولوا الكوبري إلى مكان للنوم، من دون أن يسألهم أحد: ماذا تفعلون هنا؟».
حمالة الأسية
«إسرائيل تنشر أذرعها الأخطبوطية في كل مكان. منظومة صواريخ إسرائيلية تحمي سد النهضة الإثيوبي. وهو ما يعتبره نيوتن في «المصري اليوم» السر في تغير النوايا الإثيوبية في التفاوض مع مصر. الغريب هو موقف السودان في هذه المفاوضات، بذلك هل أصبح الوسيط المفروض بالقوة هو إسرائيل؟ يتابع الكاتب: الرئيس السيسي قال إنه لولا قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني لما أقيم سد النهضة. فمصر كانت لديها العزيمة لتقوم بحرب 1973. رئيس مصر فاجأ الإسرائيليين بحرب لم يتوقعوها. بعدها اقتحم عليهم الكنيست، ليعلن في خطبته التاريخية أن هذه هي آخر الحروب. فكانت فعلًا آخر الحروب لمدة نصف قرن تقريبًا. ثم جاءت اتفاقية سلام. هنا قررت الدول العربية معاقبة مصر بالمقاطعة، فتم إخراجها من جامعة الدول العربية.. الجامعة التي أسستها مصر، فانتقلوا بالمقر إلى تونس. ويرى الكاتب أن كلام نتنياهو مؤخراً بشأن الغنائم التي أحصتها إسرائيل من العالم العربي، نفهم أن التطبيع يتم الآن مع النظم العربية سرًا بدون اتفاقية سلام. إذن فمصر هي التي دفعت الثمن كله، قمنا بالحروب، تحملنا تكلفتها، بعدها تحملنا العقاب بصبر وصمت. واليوم بعض الدول العربية تقرر التطبيع من الباب الخلفي، بل علنًا في بعض الأحيان. هل يتم كل هذا لمجرد أن هذه الدول العربية وإسرائيل يجمعهم الآن موقف واحد، هو اختصام إيران. كل هذا يؤكد أن مصر هي «حمالة الأسية» في كل الأوقات والأزمنة».
حتى لاننسى
أعادت جيهان فوزي في «الوطن» للأذهان سيرة واحدة من أبرز المأسي في التاريخ الإنساني، مذبحة «صابرا وشاتيلا» التي نفذت في مخيمين للاجئين الفلسطينيين حملا اسمها في 16 سبتمبر/أيلول عام 1982 واستمرت ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية، المتمثلة في حزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي، والجيش الإسرائيلي، ولم يعرف بوضوح عدد القتلى، الذين تراوحوا ما بين (3500 – 5000) قتيل أغلبهم من الفلسطينيين، كان المخيم مطوقاً بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيــــش الإسرائيلي، الذي كان تحت قيادة أرييل شارون ورافائيل إيتان، أما قيادة القوات اللبنانية فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ، وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت تنفيذ المجزرة، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلب محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل الضوئية. لقد روى مراسل «واشنطن بوست» جوناثان راندال، في كتاب «حرب الألف سنة»، أن المسلحين استخدموا في وحشيتهم القنابل اليدوية والسكاكين والفؤوس، بقروا بطون الحوامل وقطعوا أجساد الأطفال، ويستشهد الكاتب برؤيته أطراف طفل مقطعة وموضوعة حول رأسه! يقول جوناثان: «روى لي أحد القتلة بطريقة مقززة ومفتخراً، أطلقنا عليهم النار أمام الجدران وذبحناهم في عتمة الليل»، وأكمل القاتل قائلاً: «إن عدد من قتلناهم في المجزرة أكبر بكثير مما سمعتموه من المصادر الرسمية، وستسمعون العدد الحقيقي يوماً ما إذا حفروا نفقاً للمترو في بيروت». وهو ما يؤكده الكاتب الصحافي الفرنسي أمنون كابيلوك في كتابه «صبرا وشاتيلا» حيث قال: «إن مئات من سكان المخيمين شوهــــدوا أثناء اقتيادهم إلى عربات نقل أقلتهم إلى جهة مجهولة، حيث تم العثور في ما بعد على جثث السكان في (كفر شيما والناعمة وعلى طريق المطار) والغريب أن أفراد الميليشيات المسلحة قد تناولوا الحشيش والكحول قبل دخولهم المخيمين بعد أن أضاء لهم اليهود الأنوار الكاشفة».
تونس تستحق الأفضل
نتحول نحو الشأن التونسي بصحبة حسن أبو طالب في «الوطن»: «تعبير «زلزال سياسي» هو الأكثر شيوعاً في تحليل نتائج الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة سابقة الأوان التي جرت في تونس يوم الأحد الماضي. الفكرة هنا أن نتائجها جاءت على عكس أي توقع، ومخالفة لكل اجتهاد سبق يوم الاقتراع.. فقيس سعيد، أستاذ أكاديمي، عرفه التونسيون من خلال مداخلات إعلامية لشرح ما صعب فهمه في الدستور على العامة، هو الرجل الذي قالت استطلاعات الرأي إنه محافظ مستقل غير حزبي، لا فرصة لديه للفوز، فإذا به يأتي في المرتبة الأولى بنسبة تقارب خُمس عدد الذين توافرت لديهم إرادة المشاركة وتحديد من يرونه الأفضل. هذا الفوز، وإن تضمّن دهشة واستغراب البعض، خاصة الإعلام الفرنسي وذوي الميول الغربية في المجتمع التونسي، لا يخلو من درس سياسي وعملي في آن. لقد تغلّب الرجل على مرشحي الأحزاب، سواء القديمة أو تلك التي نشأت في ظل نظام ما بعد عام 2011. منهم من كان في السلطة، ومنهم من سعى إليها ولم يحقق شرعية شعبية تُذكر.هنا تقول النتائج الأولية إن الأحزاب لم تعد مؤثرة في الشارع التونسي، وإن رغبة الانقلاب الشعبي عليها كبيرة للغاية. الأحزاب التونسية بدورها بحاجة إلى قراءة متعمقة لهذا الدرس، درس يتعلق بعدم قدرتها على الحشد، وعدم قدرتها على تقديم ما ينفع الناس، وعدم قدرتها على بلورة حلول ودراسات للمشكلات الضاغطة على كل مواطن تونسي، وعدم قدرتها على إقناع الناخبين بأن قياداتها تسعى بالفعل لخدمة الناس وليس للوصول للسلطة من أجل مصالح قياداتها».
السودان يتغير
«أمر طبيعي كما يقر جلال عارف في «الأخبار» أن تكون القاهرة أول عاصمة عربية يتوجه إليها رئيس حكومة السودان الجديد الدكتور عبدالله حمدوك، وأن يبدأ منها جولته الخارجية المهمة بعد زيارة ناجحة لدولة جنوب السودان، ولقاءات مبشرة هناك مع زعماء دولة الجنوب، ومع فصائل الصراع المسلح في ولايات السودان، من أجل إحلال السلام وإنهاء الخلافات، وبدء العمل المشترك لبناء السودان الجديد.
وما بين مصر والسودان ليس فقط شراكة التاريخ الممتد عبر العصور بين الشعبين الشقيقين، ولكن أيضاً روابط الحاضر وتحدياته وآمال المستقبل وشراكة المصير الواحد. ولا شك أن دعم مصر بلا حدود للأشقاء في السودان وهم يواجهون الأوضاع الصعبة التي ورثوها عن النظام السابق.
ولا شك أن صفحة جديدة من التعاون الكامل في جميع المجالات قد فتحت لتحقق مصالح الشعبين في الأمن والاستقرار، وفي التنمية والتقدم.. يضيف الكاتب علمتنا التجارب أنه لا بديل عن التوافق والشراكة وعبور أي خلافات صغيرة من أجل الحفاظ على المصالح العليا للبلدين.. بدءاً من الحفاظ على الحقوق التاريخية للبلدين في مياه النيل وحتى التعاون بلا حدود من أجل الأمن الواحد والاستقرار».