المقدسي متوار و «مناورات» نصرالله تقلق الأردنيين و «نمو» لافت لدعوات التفاهم مع النظام السوري والسؤال: هل نريد «بؤرة طائفية» في خاصرة درعا؟

عمان ـ «القدس العربي» توارى المنظر السلفي الأردني الشهير الشيخ أبو محمد المقدسي عن الأنظار بعد مقابلته الشهيرة التي كشف فيها عن مفاوضاته مع تنظيم الدولة الإسلامية بخصوص الإفراج عن الطيار الشهيد معاذ الكساسبة قبل إعدامه، فيما تقلصت نسبيا مزاجات الحديث العام في الشارع الأردني والنخب عن الحرب على التنظيم المتشدد الذي يثير موجة من اللغط في العالم.
المقدسي يتعرض حاليا لحملة موجهة تشكك به من قبل الجهاز الإعلامي التابع للتنظيم في العراق وسوريا باعتباره من «علماء الضلال» لكن الواضح ان الرجل اختفي عن الأنظار المكشوفة، ولم يكمل ما بدأه إبان أزمة الطيار الأردني معاذ الكساسبة عندما شكك بالأسس الشرعية لدولة الخلافة.
خلافا لبعض التوقعات لم تحصل اعتقالات وتوقيفات لأنصار التيار السلفي الجهادي في الأردن، خصوصا ان تسجيلات «التنظيم» الصوتية الأخيرة بدأت تروج الاتهامات لقادة التيار السلفي الجهادي بالعمالة للسلطات الأردنية وهي اتهامات طالت المقدسي ومحمود الشلبي «أبو سياف».
الحكومة الأردنية أرسلت مبكرا رسالتها للجانب المناصر لـ «جبهة النصرة» السورية في التيار السلفي المحلي على أساس ان حملتها ضد «داعش» لن تشمل إلا المتعاطفين معها وليس أنصار التيار السلفي الجهادي ما داموا ملتزمين بقواعد اللعبة التي ترسمها مصالح واتجاهات الدولة الأردنية.
مثل هذا الترسيم في سياسية عمان لتوحيد الخصم مرحليا على الأقل تطلبت عدم شمول جبهة النصرة بالحرب الأردنية المعلنة على تنظيم داعش والإرهاب.
من هنا حصريا قرأ المراقبون الإفراج عن المقدسي أصلا، لكن المداخلة التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني في خطابه الشامل الشيخ حسن نصر الله مساء الاثنين حول مفارقات السياسة الأردنية تجاه من يسمهيم بـ «التكفريين» قرأت بقلق وهواجس في عمان وعلى أساس سعي الحزب اللبناني لخلط الأوراق.
المخاوف توسعت فورا حتى قبيل خطاب نصر الله الأخير من تمركز «نقطة ساخنة» في درعا تتسبب بمواجهات استنزافية بين حزب الله والحرس الثوري من جهة وقوات «جبهة النصرة» من جهة ثانية على أساس مواجهة طائفية.
هذه المخاوف حصريا عبر عنها رئيس الحكومة عبدالله النسور مرتين على الأقل وهو يسأل أمام «القدس العربي» عن الملاذ الذي سيتوجه إليه المقاتلون في حال اشتداد المعركة جنوب سوريا.
نصر الله قال ان الأردن يحارب «داعش» ويؤيد «جبهة النصرة» ووزير الاتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أعاد في وقت سابق أمام «القدس العربي» التذكير بموقف بلاده المؤيد للحل السياسي في الملف السوري، متقصدا تجنب الرد على الاتهامات التي لا تستوجب التعليق تحت عنوان دعم بعض جبهات المعارضة المسلحة في سوريا.
خلافا لما أعلنه نصر الله بالخصوص يأخذ مقربون من التيار السلفي و «جبهة النصرة» على الحكومة الأردنية سياستها العقابية في مجال اعتقال وسجن كل من يناصر الجهاد في سوريا، حسب محامي التنظيمات الجهادية موسى العبداللات الذي انتقد مرات عدة أمام «القدس العربي» إجراءات حكومة بلاده ضد المتعاطفين الأردنيين مع جبهة النصرة ،خلافا لأشواق وتطلعات موقف الشعب الأردني.
بالنسبة لأوساط التيار السـلفي الجهادي الأردني توقفت كل برامج الدعم والتأهـيل والتدريب لمجموعات من المقاتلين السوريين، وبدأت تتنامى وسط النخب الأردنية بصورة مقلقة ولافتة دعوات «التفاهم» مع النظام السوري وهي مسألة طرحت حتى في اجتماعات مغلقة و «سيادية» في الأردن.
لكن في رأي السلطات المحلية يسعى الشيخ نصر الله لـ «تبرير» وجود رجاله وقواته في محيط منطقة درعا شمال الأردن، كما يخطط لخلط الأوراق عندما يتحدث عن إسناد أردني لـ «جبهة النصرة» فيما يتحدث العبداللات وآخرون عن إجراءات تعسفية ضد المتعاطفين مع «جبهة النصرة». إسلاميون متعددون من بينهم الناطق باسم جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة كانوا قد طرحوا عبر «القدس العربي» السؤال الأهم أردنيا في هذه المرحلة: هل يريد الأردن مشاهدة حزب الله وقواته مع الحرس الثوري في أقرب نقطة لخاصرته الشمالية؟.
مناورات الشيخ نصر الله تقلق المؤسسة الأردنية التي ترحب بوجود قوات النظام السوري بالقرب من درعا، وليس قوات إيرانية أو تابعة لحزب الله لأن تمركز مثل هذه القوات على الحدود الشمالية وعلى أساس «طائفي» ينتج، كما فهمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة في دائرة القرار الأردنية، تحديات أمنية مضاعفة جدا لا وقت للتعاطي معها بسبب الارتياب الشديد والتاريخي في العلاقة بين الأردن وحزب الله.

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا أدري لماذا لا تحاول الحكومة الأردنية بعمل تفاهمات مع جبهة النصرة
    ولماذا تثق بالنظام السوري المتسبب بالمليون ونصف لاجئ سوري بالأردن

    على الأردن بعد تقوية الجبهة الداخلية أن يحمي حدوده من ايران وأتباعها

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح // الامارات:

    من مصلحة ( الأردن ) الوقوف ع ( الحياد ) في أي صراع
    يجري ف الدول العربية .
    * الأردن : عنده من المشاكل ما يكفيه ويزيد وخاصة وضع ( الإقتصاد )
    الضعيف و( البطالة ) العالية جدا والغلاء الفاحش .
    * الحياد .. الحياد .. الحياد يا أردن الكرامة والنشامى وحفظك الله
    من كل الحاقدين والفاسدين .
    شكرا والشكر موصول للأخ الكاتب ( بسام ) .

  3. يقول S as:

    Assad Assad 100♡% Assad
    sac from Danmark

  4. يقول زهير محمود- الاردن:

    نحن في الاردن مهما كانت الظروف ( لسنا عودا اذا اشتد الضغط عليه تكسر ) وبكافه الاطياف لن نكون لقمه سائغه للمعتدي باذن الله.

  5. يقول نورالذين - سوريا:

    الذين يطالبون دولهم بالوقوف على الحياد وعدم مساعدة الشعب السوري في محنته.. يا ليتهم يرشدوني الى ما يدعم موقفهم في شرع الله .. ان وجد

  6. يقول نبيل العلي:

    حياكما الله ألف تحية … ومني مثلها.

  7. يقول محمد اليمن:

    الأردن سياسته واضحه منذ البدايه انه لا يتدخل في شؤم احد ولكن من حق الأردن ان يرد على داعش فدماء الأردنيين لم تجف بعد منذ احداث الفنادق وحزب آلات وغيره لن يكون العقبة الكأود امام الأردن حمى الله الأردن وشعبها ،،،،،،،،،

إشترك في قائمتنا البريدية