الرباط ـ ‘القدس العربي’ من : وأنت سائر بين فضاءات المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تجد نفسك وأن تتفحص كتبها مبحرا في تاربخ البشرية ومشاركا في حوار الأديان. وأكيد ستجد الكثير عن ماهية الوجود والكون وأمهات الكتب من مجلدات في اللغة العربية مثل ‘تاج العروس’ و’صبح الأعشى في صناعة الإنشاء’ لأحمد بن علي القلقشندي، بالإضافة إلى لغات أخرى مثل الفرنسية والإنجليزية وغيرهما، وتعكف على أمهات الكتب في العلوم الحقة وتكتشف أسرار الطب والفلك والفيزياء والكيمياء والهندسة، وللفن نصيب من هذا الصرح الثقافي بما في ذلك الفلكلور العالمي والاستعراض…وغيرها كثير.
وإذا كان الكثيرون راهنوا على اندثار المكتبات بعد التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده مجال الإعلام والاتصال الذي يسر على السائل عن المعلومة الولوج إليها وحتى ابتياعها عن طريق الخدمة الإلكترونية، فإن أعداد الوافدين على المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تقلل من قيمة هذا الرهان. أربعة وعشرون ألفا هو عدد زوار هذه المكتبة شهريا خاصة في فترة الامتحانات، حسب عبد الصمد طوجة، المسؤول عن فضاء القراءة للعموم بنفس المكتبة، ‘وأحيانا قد نضطر إلى استغلال الفضاءات الأخرى، مع العلم أن المقاعد المخصصة للمطالعة هي مائتان وثمان وستون مقعدا’، يضيف المسؤول نفسه.
وحسب إحصائيات قسم فضاء القراءة المتعلقة بمدى الإقبال الشهري على هذا الفضاء في سنة 2012 ، فإن عدد الوافدين من الطلبة ارتفع من تسعة آلاف زائر في كانون الثاني (يناير) ليفوق العشرين ألف في نيسان (أبريل). واستمر في الانخفاض، ليرتفع مجددا في تشرين الثاني (نوفمبر) حيث وصل عشرين ألف وخمسمائة وأربعين طالبا. ونفس الشيء بالنسبة للطلبة الباحثين مع فارق في العدد، حيث وصل عددهم الألف وخمسمائة زائر في نيسان (أبريل) بالمقارنة مع ألف زائر في كانون الثاني (يناير)، وارتفع العدد أيضا في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) ليفوق الألف بعد أن انخفض إلى مائتين وخمسين في أيلول (سبتمبر).
فضاء مثالي للبحث والقراءة
‘المكتبة الوطنية هي الواجهة الثقافية للمغرب وهي أيضا متنفس لطلاب المعرفة، وأكثر ما يروقني هنا هو توفر كل وسائل الراحة للبحث والمطالعة من إنترنت وهدوء ومقاعد مريحة وخدمة النسخ، كما أنني أجد كل المراجع التي أحتاجها هنا’، هكذا تصف أحلام، باحثة في الأدب العربي، المكتبة الوطنية للملكة المغربية أثناء تواجدها في إحدى ردهات المكتبة. وتحوي هذه الأخيرة أكثر من تسعين ألف مرجع في مختلف الميادين موزعة على طابقين، يمكن للزائر أن يبحث فيهما عن طريق البحث الإلكتروني، وتتوفر حواسيب لهذا الغرض في كل أجنحة هذا الفضاء، أو عن طريق البحث اليدوي. ولعل جلسة نادية وأسماء الجميلة على الأرض تصف ارتياح هاتين الطالبتين في العلوم الشرعية، وهما تبحثان عن المراجع وتتحاوران بكل ارتياح. غالبا ما ترتادان المكتبة على الأقل مرتين في الأسبوع، وهما راضيتان جدا عن الخدمات التي توفرها المكتبة، خاصة فيما يخص الدراسات الإسلامية: ‘تجدين هنا كل المراجع الدينية كتفاسير القرآن مثل أبن كثير والصابوني وغيرهما، وكذلك الحديث بجميع شروحه مثل ‘فتح البارئ’ و’صحيح البخاري’ بالإضافة إلى كتب نادرة جدا مخطوطة باليد، إلا أن ما يجذبنا دائما لنعود هو هدوء المكان حيث الجميع منكب على المطالعة مما يحفزنا على القدوم مرة أخرى’ .
وتقول جميلة أيت القاضي، طالبة بشعبة القانون، وهي تتفحص الكتب بين رفوف جناح العلوم القانونية: ‘نادرا ما أرتاد المكتبة، لكنها على العموم تضم كتبا كثيرة و غنية، لكن بالنسبة لنا كباحثين لا نجد أطاريح هنا، كما أن العديد من كتب الأساتذة الذين يدرسوننا ليست متوفرة’. النقص الذي يفسره إبراهيم أغلان، المسؤول عن الأنشطة الثقافية بالمكتبة، أن الأطاريح هي خاصة بمكتبات الجامعات وليست هناك مكتبات عامة تضم هذا النوع من المراجع’. ويعرض هذا الجناح كتبا وموسوعات ومعاجم كثيرة حول القانون الدولي وعلوم السياسة والعلاقات الدولية مثل ‘معجم بلاكويل للعلوم السياسية’ و’قاموس بانغوين للعلاقات الدولية’ و’الفكر العربي وصراع الأضداد’ وكتبا عن القومية العربية مثل ‘القومية العربية وفلسطين والأمن القومي وقضايا التحرر’ و’الأعمال القومية’ لساطع الحصري بأجزائه الثلاثة ومجلد ‘الحكومات الجائرة’ للدكتور أحمد عامر وغيرهم.
وللمكتبة أيضا مرتادوها من باحثي العلوم الدقيقة من طلاب وأساتذة حيث اعتادت ابتسام وأممية، طالبتان بالأقسام التحضيرية العلمية، الجلوس بالطابق العلوي لفضاء القراءة، فأغلب ‘المراجع الأساسية متوفرة، والأهم بالنسبة لنا هو الهدوء والتنظيم الذي تتميز به المكتبة’، كما أن للمكتبة ‘هندسة جميلة’ تضيف إبتسام ‘وهي تستحق أن تكون الواجهة الثقافية لبلادنا’.
بالفعل، للمكتبة هندسة جد متميزة وعصرية، ولعل أكثر ما يميز منظرها الخارجي هو برج على شكل صومعة بلمسة عصرية تصف براعة المعماريين المغاربة في الحفاظ على خصوصية البلد وبشكل عصري يتلاءم والتطور العلمي الذي شكل المسجد في المغرب المدرسة والجامعة والمكتبة لكل طلاب العلم من كل حدب وصوب عبر التاريخ.
إلى جانب الطلبة والباحثين، يتوافد على المكتبة أساتذة ومتقاعدون وهواة المطالعة من جميع مناطق المغرب وكذلك من الخارج، خاصة الطلبة الأفارقة الذين يبدو أنهم غالبا ما يجدون ضالتهم هناك بالإضافة إلى طلبة من بلدان أوروبية وأمريكية وأسيوية.
ولتعميم الاستفادة من العلم والمعرفة على أكبر شريحة ممكنة، خصصت المكتبة الوطنية فضاء خاصا بالمكفوفين وضعاف البصر، وهو عبارة عن ثماني غرف مجهزة بحواسيب خاصة بهذه الفئة وكذلك بأجهزة متطورة للمطالعة بطريقة ‘براين’، ويمكن هذه الفضاء المكفوفين من تفحص جميع الكتب والمراجع المتوفرة بالمكتبة وبمساعدة الطاقم المكلف بخدمتهم وإرشادهم في جو يسوده الهدوء والتعاون.
ويمكن لأي وافد على المكتبة أن ينسخ ما يحتاج من الكتب عن طريق خدمة النسخ التي توفرها شركة خاصة متعاقدة مع إدارة المكتب بثمن لا يتجاوز الثلاثين سنتيما، وهو ثمن كما تقول إحدى العاملات بمصلحة النسخ ‘زهيد من أجل تمكين الطلبة من الاستفادة بعدد أكبر من المراجع، فقد ننسخ في بعض الأحيان مائة كتاب في اليوم الواحد، بينما لا يتجاوز العدد ثلاثين إلى أربعين كتابا في الفترات التي لا تعرف إقبالا كبيرا’. كما تتوفر المكتبة على آلات للنسخ الفردي والتي يتم شحنها حسب الرغبة أو حسب عدد الأوراق التي سيتم نسخها، ويقوم الباحث بطبعها بنفسه وبكل حرية.
العناية بالمخطوطات
عملية النسخ لا تتم بنفس الطريقة حين يتعلق الأمر بالمخطوطات، نظرا لحساسية التعامل مع هذا النوع من المراجع، فهناك قسم خاص بالمخطوطات والمطبوعات الحجرية، يضم فضاء لتصفح هذه المخطوطات عبر آلات قارئة مخصصة لهذا الغرض ومختبر لصيانة هذه المخطوطات ومختبر آخر للنسخ حيث يتوجب على الباحث الراغب في الحصول على نسخة من مخطوط ملء استمارة تضم جميع المعلومات التقنية عن المخطوط ويقدمها للقائمين على القسم ليتكلف عبد الواحد الحدادي، التقني المتخصص في تصوير المخطوطات منذ أزيد من خمس وثلاثين سنة، نسخ المخطوط، وفي حالة أن المخطوط لم يصور بعد ، يقوم عبد الواحد بعد عملية فهرسة المخطوط بتصويره عبر الميكروفيلم الذي يبلغ طوله ثلاثون مترا ويحمل 650 لقطة لأربع أو خمس مخطوطات، لينتقل إلى عملية التحميض التي تتطلب نوعا من الدقة ودراية بكيفية تشغيل الآلات المستعملة وكذا المواد الكيماوية التي تحمي المخطوط من التلف وتعطي وضوحا للصورة. وبعد ذلك يقوم بنسخ الشريط مرتين، واحدة يتم طبعها على الورق وتقديمها للقراء وأخرى يحتفظ بها.
ويتم حفظ المخطوطات في ما يعرف بالبرج في جو لا يتعدى 20 درجة حرارة و 50 لوكسا من الإضاءة، بالإضافة إلى آلات لامتصاص الرطوبة، كما أن الرفوف مصنوعة من الألمنيموم والحديد بما أن الخشب يتعرض للتسوس، مما يعرض المخطوطات للتلف والتي تحفظ في أغلفة ضد الحموضة. ويعمل فريق من التقنيين داخل مختبر الترميم على عمليتي الحفظ والصيانة هاته.
ويتم تثمين هذا التراث المخطوط عبر إقامة معارض ومحاضرات لهذه المخطوطات، كما توضح نزهة بنسعدون، رئيسة قسم المخطوطات بالمكتبة الوطنية، ‘ويعود أقدم مخطوط إلى القرن الثاني الهجري/الثامن ميلادي تحت عنوان ‘حذف من نسب قريش’، ويصل عدد عناوين المخطوطات التي تزخر بها المكتبة إلى 34.000 وعدد مجلداتها 13.486 موزعة إلى مجالات مختلفة، مثلا مصحف يعود إلى القرن الثالث هجري بالخط القيرواني ومكتوب على رق الغزال، بالإضافة إلى كتب علمية مثل ‘أسرار الطب’ لابن زهر ومخطوطات أخرى في الكيمياء والفلك والتنجيم والتي تعرف إقبالا كبيرا خاصة من قبل المستشرقين. وإلى جانب القيمة العلمية لهاته المخطوطات فهي تتميز بزخارف مذهبة ونباتية ورسومات وأشكال هندسية وأغلفة مزخرفة وأركان ومكتوبة بماء الذهب، بخط مغربي ومشرقي وكوفي وأندلسي، لعل أشهرها ‘دلائل الخيرات’ و’ذخيرة الغني والمحتاج’ و كتاب ‘البرصان والعرجان والعميان والحولان’ للجاحظ، وكتاب ‘الشفا بتعريف حقوق المصطفى’ للقاضي عياض، وكتاب ‘المحكم في اللغة’ لابن سيده، وكتاب ‘الجامع الصحيح’ للبخاري.
إيداع قانوني وكتب مهداة وشراكات
يتم تزويد المكتبة الوطنية بالكتب من خلال أربع مصادر، وهي الشراء والإيداع القانوني والإهداء والتبادل. فيما يخص الإيداع القانوني، يجب على كل مؤلف مغربي أن يضع أربع نسخ من مؤلفه بالمكتبة الوطنية، وفي حال عدم قيامه بذلك يؤدي غرامة مالية عن ذلك، بموجب الإيداع القانوني الصادر منذ سنة 1932. عملت إدارة المؤسسة في السنين الأخيرة على جمع كل الرصيد المتعلق بالتراث الوطني، قصد خلق مخزن الإيداع القانوني، والذي يحتوي حاليا على ما يفوق 22.000 عنوان.
أما بالنسبة للإهداء فغالبا ما تقدمه شخصيات وطنية لها صيتها الفكري والثقافي والعلمي، ويمكن الحديث عن المجموعــات التي انضمت إلى مـا كان يسمى الخزانــة العامـــة، منذ تأسيسهــا سنــة 1926، ومن بينها ‘محمد بن جعفر الكتاني’ و’عبد الحي الكتاني’ و’التهامي الكلاوي’ و’إبراهيم الكلاوي’ و’محمد حسن الحجوي’ و’محمد المقري’ ومؤخرا ‘مجموعة محمد أبو طالب’ التي تضم حوالي 14000 كتاب، ومجموعة ‘الدكتور أحمد رمزي’ التي تتألف من حوالي 7.000 كتاب، ومجموعة ‘الدكتور عز الدين العراقي’ وتشمل دفعتها الأولى 600 مؤلف، ومجموعة ‘محمد الحمداوي’ ومجموعة ‘إدمون عمران المالح’ ومجموعة ‘الدكتور عبد الكريم العمري’ ومجموعة أسرة واعزيز ‘الطاهر ومحمد’، ويتم الإهداء في لقاء عمومي حيث يتم التوقيع على وثيقة تثبت هذا النوع من التعاقد والاحتفاظ بهذه الكتب المهداة داخل البرج باعتبارها موروثا ثقافيا مغربيا.
وتجمع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية شراكات مع عدة مكتبات عالمية كمكتبة ‘الإسكوريال’ بمدريد التابعة لمؤسسة التراث الوطني الإسباني، ونظيراتها في مصر وفرنسا وبلجيكا وكندا وكوريا الجنوبية وبلغاريا وبولونيا واليابان والخزانة الصبيحية ومكتبة آل سعود الشهيرة التي تدخل في اتحاد مع هذه المكتبة، لجعلها المصدر الرئيس للكتب في المغرب، حيث يمكن لأي زائر للمكتبة الوطنية أن يحصل على أي مرجع يوجد بمكتبة آل سعود، كما تقام دورات تكوينية ولقاءات لموظفي المكتبة بهذه المكتبات، بالإضافة إلى الدعم الذي تتوصل به المكتبة الوطنية من بعض الوكالات الأجنبية، مثل الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية. وعلى الصعيد المحلي، تجمع المكتبة عدة شراكات مع وزارة الاتصال ووكالة المغرب العربي للأنباء والمندوبية السامية للمقاومة، علاوة على المكتب الشريف للفوسفات الذي يدعم الكثير من الأنشطة الثقافية، وكذا بعض الأشغال داخل المكتبة خاصة فيما يتعلق بالمختبرات وحفظ المخطوطات والمطبوعات الحجرية.
يتميز بناء المكتبة بكونه فضاء منفتح على المدينة، ويشغل بالمكتبة 180 موظفا وهو عدد قليل بالنظر إلى ما تقدمه المكتبة من خدمات، ويعزو إبراهيم أغلان السبب ‘إلى ضعف الميزانية وإهمال الجانب الثقافي في البلاد، لكن لحسن الحظ أن المدير إدريس خروز، رجل اقتصاد وله تكوين ثقافي ومهني عالي ساهم كثيرا في نجاح تسيير الإدارة’.
إضافة إلى فضاء القراءة للعموم وفضاء المكفوفين وضعاف البصر، يوجد ما يسمى فضاء المجموعات المتخصصة وتضم: الخرائط الطبوغرافية، تصاميم التهيئة، أطاليس، بالإضافة إلى أن المجموعة تضم خرائط تاريخية مهمة تهم ميادين ومناطق مختلفة من المغرب، و مجموعة الصور الثابتة لعدة مدن وقرى مغربية، ومعالم أثرية، كما تمثل العادات والتقاليد ‘الحلي، الملابس’، ومجموعة من الأحداث التاريخية والاجتماعية والثقافية.. وأغلبها يعود لفترة الاستعمار الفرنسي بالمغرب، وأخيرا التحف والميداليات واللقى الأركيولوجية، وإسطرلاب، التي تكتسي قيمة تاريخية، إثنولوجية وجمالية مهمة.
كما يضم فضاء الدوريات والجرائد الذي قاعتين، واحدة مخصصة للدوريات و العناوين البارزة لأهم المجلات والجرائد اليومية والأسبوعية الصادرة في المغرب وخارجه والتي تفوق 10.000 عنوان تختص لمجالات تشمل كل الفنون والمعارف الإنسانية وبكل اللغات، خاصة الفرنسية والعربية والإسبانية والإنجليزية، وتتسع لحوالي 30 باحث. أما القاعة الثانية، فتحتوي على الدوريات فقط، ويصل عدد مقاعدها نحو 25 مقعدا.
ويعتبر فضاء السمعي البصري من بين أهم فضاءات المكتبة الوطنية نظرا لأهمية هذه الحوامل في البحث والدراسة، حيث يضم ثلاث قاعات تصل الطاقة الاستيعابية حوالي أربعين مقعدا لكل قاعة. وتخصص القاعة الأولى رفوفا للرصيد الوثائقي الخاص بمجال السمعي البصري، إضافة إلى 20 شاشة خاصة، يتم التحكم فيها من غرفة الصوتيات التي عبرها ثبت الوثيقة السمعية البصرية التي يرغب فيها الباحث أو الزائر. بينما تحتوي القاعة الثانية على رفوف خاصة بالكتب والدوريات ذات العلاقة بالسمعي البصري، لتكون في متناول الباحثين والمشتغلين في هذا القطاع، إضافة إلى غرفة زجاجية في خدمة الباحثين لقراءة الصورة. تضم فضاء لعرض أفلام وثائقية وغيرها، بمتابعة بيداغوجية لأكثر من 20 زائر، كما تحتوي هذه القاعة على طاولة مستديرة لمناقشة القضايا المرتبطة بطبيعة فضاء السمعي البصري.
آفاق ثقافية
فيما يتعلق بالمشاريع التي تشتغل عليها المكتبة، يقول إبراهيم أغلان: ‘نعمل حاليا على إعداد لقاء في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل من أجل إنشاء ما يسمى بـ’الفهرس العربي الموحد’ وهو مشروع للسعودي صالح المسند، وستنظم عدة ورشات خلال هذا اللقاء. ويضيف المسؤول نفسه: ‘نركز في عملنا على ثلاثة محاور وهي: مهن الكتاب وكل القضايا المرتبطة بهذا الأخير من نشر، إيداع قانوني وملكية الفكرية، ونعمل في هذا الصدد على تقديم كتاب كل أسبوع. ويطرح المحور الثاني الأسئلة المتعلقة بالذاكرة أي كل ما يتعلق بالتراث والتاريخ، من جهة أخرى نحن نعمل أيضا على الأسئلة الراهنة المطروحة ثقافيا، مثل قضايا الأديان والتبادل الثقافي والحكامة. وحسب نفس المسؤول، فقد بلغ عدد الأنشطة الثقافية التي نظمت داخل المكتبة سنة 2012 من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو) 125 نشاطا ثقافيا 45′ من تنظيم المكتبة و25′ أنشطة مشتركة مع مؤسسات أخرى و30’ من تنظيم مؤسسات وجمعيات ذات أهداف مشتركة. ووصل عدد الندوات في نفس الفترة 65 ندوة وطنية ودولية، كما تم تقديم ما يزيد عن 26 كتابا وأقيمت 21 أمسية أدبية وفنية وعشرة معارض وأربع ورشات تكوينية.