الملء الثالث للسد يقترب… والإنسان قبل الحجر… والتعليم يجب أن يكون أولا… وكتاب يهبون لنجدة ساويرس

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: بين مقارنة الحريق الذي شهده مهرجان “الجونة” السينمائي مؤخرا وتشبيه سينمائي له بالحادث الذي شهدته مكة المكرمة قبل أعوام، أثناء أداء مناسك الحج الأعظم، وما تبعه من استنفار كنسي علماني في الدفاع عن المهرجان وصاحبه الملياردير نجيب ساويرس عثرت صحف أمس الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول على ضالتها في تقديم خلطة مختلفة تحتوي على ما يهم السواد الأعظم من القراء، أولئك الذين باتوا يزهدون في الصحف لكونها مجرد صدى لمواقع التواصل الإجتماعي.
الحدث الأولى بالاهتمام الذي احتفت به الصحف تمثل في ردّ المهندس نجيب ساويرس مؤسس مهرجان الجونة، على بعض الآراء التي تعتبر المهرجان مجرد عرض فساتين الفنانات.. وقال بمناسبة إطلاق النسخة الخامسة من المهرجان: “اللي بيقول كده بيصعب عليا.. دي ناس عايشة في القرون الوسطى، ومش عاوزين يشوفوا جمال أو فرح”. وأضاف: “الناس دي عاوزة ترجعنا للوراء.. أنا باحس إننا كل ما نتقدم للأمام ونعرض الحرية والثقافة بتاعتنا والإبداع بتاعنا، هم يتململوا في مكانهم.. إن شاء الله يموتوا بغيظم”.. لم تمر لحظات حتى جاء الرد مباغتا ضد ساويرس وكذلك عائلة “العدل للإنتاج السينمائي”، حيث انطلقت تظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيها العديد من الناشطين منددين بساويرس والمنتج محمد العدل، الذي بادر إلى تقديم اعتذار للمملكة السعودية حكومة وشعباُ بسبب زلة لسانه، خلال تصريحاته التي أدلى بها عقب الحريق الذي نشب في منطقة الاحتفالات في مهرجان الجونة السينمائي، حيث استشهد بحادثة وقوع رافعة بالحرم المكي الشريف. وسبق أن علق المنتج “قبل ما تنصبوا فرح عشان اللي حصل في الجونة، وأنه انتقام ربنا عشان الفساتين.. تذكروا أن في رافعة وقعت في الحرم المكي وقتل وأصيب الكثير بملابس الإحرام.. والأمثلة كتير اهدوا شويه”. وفوجئ العدل بموجة من الهجوم الواسع والتنديد، لكونه وصف حدث ترتاده العاريات بخير بقاع الأرض.
ومن التقارير الخارجية: أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون، خلال لقاء جمعه مع سامح شكري وزير الخارجية المصري، عن تقديره لدور مصر المتوازن والداعم لتسوية الأزمة في سوريا، وتطلعه لاستمرار وتيرة التنسيق والتشاور مع القاهرة في هذا الشأن. ومن الفتاوي الدينية: قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية،، أن الإسلام حرَّم زواج المُسلِمة من غير المُسلم مُطلقا، بإجماع فقهاء المسلمين في سائر العصور؛ لما استندوا إليه من الأدلة، ومن المعلوم أن المسائل التي انعقد إجماع أهل الاجتهاد على حكم فيها؛ لا تكون محلا للاجتهاد أصلا، حتى ممن لهم القدرة على الاجتهاد، فضلا عن فاقدي أهلية الاجتهاد. ومن أخبار الشباب: أعلنت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، عن فرص عمل للشباب في ألمانيا، في إطار تنفيذ الحكومة المصرية للبرنامج الإقليمي “من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة، وتنقل العمال في شمال افريقيا” (THAMM)، بالشراكة مع وزارات وجهات وطنية ودولية، الذي يهدف إلى تعزيز الهجرة النظامية، وتنقل اليد العاملة بين دول المنشأ والمقصد.. ومن الأخبار الأخرى ودع البوركيني محمد كوفي مدافع الزمالك الأسبق، مصر بعد 16 عاما قضاهم داخل البلاد.. وظهر كوفي في مقطع فيديو وهو داخل طائرة مغادرة ولم يستطع السيطرة على دموعه.
كما رحل عن دنيانا الدكتور فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، وعضو المجلس الأعلى للثقافة.
رهاب فني

أكد الدكتور خالد منتصر في “الوطن” أن ما حدث على وسائل التواصل الاجتماعي من شماتة في حريق قاعة مهرجان الجونة السينمائي، ليس مجرد ضغطات كيبورد عابرة، أو مداعبات و«هزارات» قتل وقت فراغ، إنها عرض لمرض لا بد أن نتوقف عنده بالدرس والقراءة والتحليل. لا أتفق مع من قال إنهم فئة قليلة وصوتها عالٍ، لا بالعكس هذا المزاج العصابي الشامت الشتام الكاره للفن والفنانين، لدرجة تصل إلى الرهاب المرضي، هذا المزاج صار كاسحا وأغلب ممثليه من الشباب للأسف، الشماتة نفسها تعكس خللا نفسيا، وكأننا أمام طائفة من الزومبي الذين إذا لم يجدوا لحم البشر التهموا أنفسهم، كيف ونحن بلد سياحي نطمح إلى منافسة الإسبان والإمارات وفرنسا في عدد السياح، أن تكون لدينا تلك العقليات الكارهة لقمة القوى الناعمة، الفن والفنان، نقرأ ونشاهد كيف صارت قوة الفن والثقافة هي أكبر بضاعة تصدرها كوريا الجنوبية، التي صارت في مصاف الدول الكبرى كتفا بكتف، العقليات قبل الأهرامات يا سادة، السياحة مجتمع مسامه مفتوحة للفن وللآخر، أفراد لا شماتة لديهم ولا كراهية ولا رهاب، الهجوم على بقعة سياحية مثل الجونة، لأنها تحتضن مهرجانا سينمائيا عالميا، كارثة تدل على اضطراب ورؤية قاصرة ممن لديه كل هذا الغل والسواد والقبح الداخلي، ويتحمس لكتابة مثل هذه النفايات على صفحته، كراهية الفن هي كراهية الحياة، من يكره الرسم والنحت والموسيقى والسينما والمسرح، هو مشروع انتحاري تكفيري، عند أول فرصة سيتحول إلى لغم بشري، من لا يتذوق الفن لن يتذوق البهجة ولا الفرحة ولا الإنسانية، والحمد لله أن سارعت إدارة المهرجان ببناء وإصلاح مكان الاحتفال بسرعة وحماس، فعاد أجمل مما كان، وأزهى مما تصورنا، وكان هذا أجمل رد على الشمتانين الشتامين.

لا تشمتوا

ومن بين الداعمين لمهرجان الجونة والملياردير نجيب ساويرس القس رفعت فكري في “المصري اليوم”: قبيل الإعلان عن انطلاق حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، شب حريق هائل، الأربعاء الماضي، في مركز المؤتمرات في مدينة الجونة، ما أسفر عن حالات اختناق بين الموجودين في محيط الحادث، وبعض التلفيات. وكان من اللافت للنظر أن صفحات التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات عدد لا بأس به من المتعصبين الأصوليين الشامتين الشتّامين، أعداء الفن والحياة، الذين لا همَّ لهم سوى الانشغال بملابس النساء، وإعلان عدائهم الواضح تجاه ارتداء الفساتين، آملين أن يتم إلغاء المهرجان، ظنا منهم أن هذا الحريق حدث بمباركة السماء، رفضا لما يعتبرونه فجورا، حسب فكرهم الضيق.. ومما يؤسف له كان من بين هؤلاء الكارهين للفن وللفساتين معلمون ومربون ومديرو مدارس، الأمر الذي يؤكد أن هناك متطرفين ومتعصبين داخل المنظومة التعليمية في مصر. لكن كان من الرائع أن القائمين على المهرجان لم يلتفتوا لتعليقات الشامتين الشتامين، لكنهم استمروا في معالجة آثار الحريق.. وخلال ساعات عادت القاعة إلى ما كانت عليه من جمال قبل الحريق. وما حدث من إدارة مهرجان الجونة، ذكّرنى بما حدث مع توماس إديسون، الذي جعل من الفشل عنوانا للمجد، فعندما سأله صحافا: ماذا كان شعوره عندما فشل 25000 مرة في محاولته لصنع البطارية؟ أجاب: لماذا تسميه فشلا؟ اليوم أعرف 25000 طريقة لأتوصل لصنع بطارية.. فماذا تعرف أنت؟

تتغير رغم فقرها

بدا علاء عريبي أمس في “الوفد” متفائلا على عكس ما عرف عنه: مصر تتغير، وما تم تنفيذه وجارٍ تنفيذه من مشروعات كبيرة وصغيرة، هو نقلة كبيرة في شكل الدولة وقوتها، سوف يعيد رسم الخريطة، وسيعمل على بناء دولة جديدة مغايرة للدولة التي عشنا فيها سنوات طويلة، ما يقدمه السيسي والحكومة الحالية خطوات في بناء مصر جديدة على كل الأصعدة. المفترض أن تقوم الفضائيات يوميا بنشر تقارير مصورة عن المشروعات التي يتم تنفيذها في توشكى، في محافظات الصعيد، في قناة السويس، في سيناء، في محافظات الدلتا، في المحافظات الساحلية، يجب أن يعرف المواطن: ما الذي فعلته الحكومة في مشروع المليون ونصف المليون فدان؟ ما الذي يتم تنفيذه في مشروع محور قناة السويس؟ ما عدد المصانع التي يجرى إنشاؤها؟ وما هي نوعية المنتجات المنتظرة منها؟ الحكومة مطالبة بجانب الجهد الذي تبذله أن تشارك المواطن وتطمئنه. المواطن في مصر تحمل وسيتحمل لأنه يأمل في تغيير الوضع الاقتصادي للبلاد وله هو شخصيا، لكن يجب على الحكومة أن تطمئنه، يعرف ما الذي يتم وليس ما الذي تم بالفعل، المفترض أن نشاركه، يرى ما تقوم الحكومة بتنفيذه في المحافظات، وتكلفة هذه المشروعات، والفائدة التي تعود عليه بعد تنفيذها، الحكومة يجب أن تشارك المواطن في مراحل التنفيذ، بالصورة وبالمعلومة. فيديوهات القرى التي تم أو يجرى تحديثها، على سبيل المثال، مجرد صور ومشاهد مختزلة وسريعة، والمعلومات التي تصاحبها غير كافية، ونعتقد أنها لا تتوافق وحجم ما قامت به الحكومة في القرية، وكنا ننتظر أن تكون هذه الفيديوهات أقرب للفيلم التسجيلي القصير الذي يصور القرية قبل وبعد التحديث والتطوير بشكل مفصل.

قلب الأب

قصة تفيض بالإنسانية يروي فصولها الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار”: الحكاية غريبة بطلها شاب كفيف 28 سنة تاه من والده، واختفى من قريته الكفر الجديد دقهلية. قلب الأب كان يبشره أن ابنه موجود وسيصل إليه عاجلا أم آجلا، وكان قد حرر محضرا في قسم الشرطة بغياب ابنه. الأب لم يفقد الأمل وحتى وقت قريب يتردد الأب على أقسام الشرطة بحثا عن ابنه، مرت السنون ولم ييأس الأب، بل كان يبشر أخوته بأن أخيهم موجود وبإذن الله سيجده، بعد 20 سنة تحقق الحلم كانت إحدى فتيات القرية تتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، فإذا بها تقرأ منشورا يتحدث عن شاب كفيف واسمه محمد حجازي، يبحث عن أسرته وأنه متغيب منذ كان عمره 8 سنوات، وأنه تاه من والده منذ فترة طويلة وذكر أسماء أخوته ومهنة والده وأنه يعمل في بنزينة. أسرعت الفتاة بإبلاغ والدها الذي توجه على الفور لوالد الطفل المتغيب، وأخبره بما قرأته ابنته. أسرع الأب إلى الحاج عوض حجازي ليقف معه في مشوار الوصول إلى ابنه، وتوجها على الفور إلى مركز سيدي سالم في كفر الشيخ، ومنه إلى قرية الورق حيث «جمعية رعاية المكفوفين» التي يعيش فيها الشاب الكفيف. فور مشاهدة الأب لابنه أسرع إليه وأخذه في حضنه وتعرف الشاب على والده، والتأم شمل العائلة بعد 20 سنة ضياع، لكن الحلو ما يكملش، لازم تطش العكننة من الجهات المسؤولة، تعقيدات إدارية.. وطلب تحليل الـ “دي أن إيه” يقول الحاج عوض حجازي حينما طلبنا استلامه فوجئنا بتعقيدات إدارية صعبة وطلبات لا يستطيع الأب المسكين المسن المريض تنفيذها. كل الرجاء ألا نثقل على الأب البائس حتى يستلم ابنه، إلى الآن الأب في الشارع والابن في الجمعية.

ليس رفاهية

يرى الدكتور عمار علي حسن في “المصري اليوم”، أن التعليم أداة المجتمع الناجعة واللينة والطيعة لخلق أفراد أسوياء، قادرين على النهوض ببلادهم، وتحقيق أمن المجتمع بمعناه العميق والشامل، وتمثيل ثقافته والمحافظة عليها وتطويرها، بما يمتلكه التعليم من آليات تمد النشء بالقدرة على الإبداع، والابتكار، والحوار، والتخطيط للمستقبل، وشغل أوقات الفراغ، والتعايش، والتسامح، وقبول الآخر، وتحمل المسؤولية، وتوافر الالتزام بالواجب حيال الجماعة، إلى جانب أنه وسيلة لرفد برامج التنمية بأشخاص مؤهلين لتنفيذها والنهوض بها. لهذا فإن رفعنا شعار «التعليم أولا» ونحن نخطط لمستقبل بلادنا، فيكون ما فعلناه ليست فيه مبالغة، ولا مجازفة ولا انحراف عن المطلوب، ولا تجاوز في ترتيب سُلَّم الأولويات، مثلما يتراءى للبعض ممن يتصورون أن قضية التعليم يمكن إرجاؤها، وأن المباني يجب أن تتقدم على المعاني، وأن كل ما يجب أن يشغل الناس هو ما يملأ بطونهم، ويكسي أجسادهم، ويداوي أسقامهم، ويرفه عن أنفسهم المكدودة، إن وجدوا إلى ذلك سبيلا. وهذه نظرة خاطئة وقاصرة في آنٍ، فمن يعرف ويعي سيمثل أهم عناصر الإنتاج، إن قسنا الأمور بمقاييس مادية بحتة، وهو أمر خاطئ على أي حال.. فالبشر هم عماد التنمية الأساسى ومقصدها النهائي، ومن يعرف يسهل جذبه إلى الأهداف والخطط الوطنية الكبرى والراسخة، إن توافرت، وسعى واضعوها إلى بناء دولة عفية قوية مكتفية فاعلة في محيطها ولها دور ملموس في العالم أجمع.

شرط النجاح

شدد عمار علي حسن على أنه يجب علينا إن أردنا أن نصلح تعليمنا أن نفرّق بشكل واضح وحاسم بين «التعليم» و«التعاليم»، فالأول ينهض به تعليم مدني عصري، لا يضع أمام العلم والمعرفة أي سدود أو قيود. والثاني سقط فيه كثيرون حين حوّلوا «التعليم الديني» إلى محض تلقين وترديد وحفظ وخضوع وتسليم، زاحفين برؤيتهم تلك إلى مؤسسات تعليمنا قاطبة، التي لم تعد الأغلبية الكاسحة من المدرسين والأساتذة فيها يطرحون على تلاميذهم وطلابهم سوى سؤال واحد ممقوت: هل حفظت الدرس؟ الصور التي تداولها الناس من المدارس في أول يوم دراسي، تؤكد صحة موقف من كانوا يصرخون – ولا يزالون- مطالبين ببناء مدارس أكثر وأكثر، وتعيين مدرسين وتدريبهم وتأهيلهم. أتمنى أن ينصرف كل تشييد على مدار شهور مقبلة إلى أبنية التعليم. بلدنا سيتقدم بالتعليم قبل أي شيء غيره. وربط تزاحم فصول الدراسة بالزيادة السكانية مردود عليه: أولا: الدولة يجب أن تسبق المجتمع في التخطيط، وهي تملك أرقام المواليد، وبذا عليها أن تخصص جزءا من الميزانية لبناء المدارس التي تستوعب الداخلين الجدد إلى التعليم، هناك إنفاق مفرط في مجالات أخرى يكفي 3% منها فقط تعليما جيدا.

السد الإثيوبي

اكتشف عمرو هاشم ربيع أن إثيوبيا تضع حاليا المزيد من الدعائم لتعلية الممر الأوسط لسد النهضة، استعدادا للملء الثالث للسد في الصيف المقبل، غير عابئة بمطالب دولتي المصب، وجزء معتبر من المجتمع الدولي، بضرورة الاتفاق الملزم على قواعد تشغيل السد. وفي الأردن طالعتنا الأنباء باتفاق الأردن والكيان الصهيوني هذا الأسبوع، على بيع الأخير للأردن 50 مليون م3 من المياه، كجزء من البروتوكول الموقع بين البلدين عام 2010، والناتج عن اتفاق وادي عربة 1994، وذلك بسعر سنت واحد للمتر المكعب، وذلك كله من مياه بحيرة طبرية التي احتلت إسرائيل ضفتيها عام 1967. في لبنان انقطعت إمدادات المياه عن المنازل نتيجة لتوقف محطات الضخ بسبب أزمة المازوت التي يعاني منها لبنان مع أزمة طاقة كبرى عصفت به، ضمن أزمات عديدة اقتصادية وسياسية، ما جعل لبنان وهو الدولة العربية الوحيدة مع المغرب، التي تعتمد على مصادر مياه تنبع من أراضيها وحدها، تعيش في حالة فقر مائي. كما شحت المياه العذبة في دجلة والفرات، نتيجة سياسات تركيا التي ما برحت تبني سدا بعد سد ما أدى لحالة شح مياه مخيفة تعيشها كل من سوريا والعراق. من كل ما تقدم يتضح أن مشكلة المياه أصبحت الشغل الشاغل في المنطقة، وأن دول الجوار الجغرافي ما زالت تشكل سببا رئيسا لذلك بسبب أطماع تلك الدول في إخضاع الدول العربية. فإسرائيل تبيع مياه بحيرة طبرية التي سرقتها ونهبتها عام1967 مع نهر الأردن، ضمن سرقتها ونهبها لأراضي الغير، باعتبارها كيانا استيطانيا غربيا زرع في المنطقة لتنفيذ أطماع استعمارية، وهى تعتمد على طرد السكان وتشريدهم ونهب الثروات والمقدسات والموارد.

زحمة مدارس

ما شهدته القاهرة وغالبا معظم أنحاء الجمهورية منذ يوم السبت الماضي مزعج؛ لاسيما بعد عودة الدراسة؛ قد يكون الوضع في سياق طبيعي؛ حيث جرت العادة أن يحدث الزحام مع دخول المدارس كل عام. فما الجديد هذا العام؟ أجاب عماد رحيم في “الأهرام”: هذا العام امتد الزحام أيام السبت والأحد والاثنين؛ لمدة أطول على مدار اليوم؛ بشكل مزعج للغاية؛ وبات الناس يتساءلون عن السبب؛ وكأن هذا الزحام ولد من العدم. منذ بضع سنوات ظهرت سلوكيات كانت فردية؛ لشخوص تعاملوا مع قواعد المرور برعونة وتسيب شديد؛ ولم يجدوا ما يردعهم؛ فزاد الوضع سوءا فوق السوء. لذا اعتقد أنه بات من الضروري حسم الموقف بشدة تجعل المخالف يخشى المخالفة؛ لما يواجهه من غرامة لن يتحمل تكلفتها؛ وإلا سيستمر الوضع المزري بما يضيق به صدور الناس. لقد أنفقت الدولة مليارات الجنيهات على تحسين جودة الطرق؛ بخلاف ما أنفقته على تجديدها؛ ولمس الناس بشكل جلي الطفرة الرائعة والمبهرة للطرق في مصر، بما جعلها تتبوء مكانة دولية متقدمة في جودة الطرق على مستوى العالم. لكن تظل تلك الجودة منقوصة؛ ما لم يتبعها تنظيم مروري منضبط؛ يمكن الناس بالاستمتاع بروعة وجمال الطرق؛ لذا أتمنى تفعيل كل وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها مصر؛ ببناء شبكة من الكاميرات الذكية التي تراقب المرور وتنظمه. وحتى يشعر المواطن بجدواها؛ لابد من تفعيل آلية إرسال قيمة المخالفات على الرقم المسجل لدى وحدات المرور فور وقوع المخالفة؛ ليعلم الجميع بأنه لا مجال لإساءة التعامل مع قوانين المرور. وبحساب تكلفة إنشاء ذلك النظام الإلكتروني؛ والعائد المتوقع منه؛ سنجد أن العائد أعظم مما نتخيل؛ ويكفي أن يشعر الناس بجدية الدولة في ضبط إيقاع المرور؛ فيسارع الجميع باحترامه؛ بل وتوقيره أيضا. طالب الكاتب البدء على الفور في عمل خطة الكاميرات على مستوى الجمهورية؛ مع إعلام الناس بتلك الخطة؛ وبأُطرها؛ وآليات التنفيذ؛ وكذلك قيمة الغرامات.

أين الأموال؟

لتحقيق الشفافية طالب صفوت قابل أستاذ الاقتصاد وعميد تجارة المنوفية السابق، أن يتم الإعلان عن المبالغ التي تم صرفها على المشروعات التنموية في المحافظات التي يفترض أن تكون نسبتها 60% من المبالغ المتحصلة من المخالفات التي نص عليها قانون البناء، كما طالب الكاتب في “الشروق” بأن يتم الإعلان أيضا عن ما يتم صرفه للجان والمسؤولين.. كثير من الذين تقدموا بطلبات للتصالح يعانون من ضياع ملفاتهم داخل أجهزة المدن ولجان التصالح، حيث لا يوجد نظام لحفظ وتداول هذه الملفات، وبدلا من مسؤولية الموظفين الذين تسلموا هذه الملفات، يكون المسؤول هو المواطن في البحث عن ملفه أو إعادة إحضار المستندات وانتظار السادة مسؤولى اللجان للتكرم بالموافقة على فحص طلباتهم، وهو ما لا يحدث إلا للمعارف أو الموصى عليهم، فهل هذا تطبيق مقبول للقانون الذي يزيد متاعب المواطن ويجعله يفضل مخالفة القانون وتقديم الرشاوى للتغاضي عن ذلك. وبالطبع تتفنن البيروقراطية في تعقيد وزيادة الإجراءات حيث ضرورة الحصول في كل خطوة على نموذج وصولا إلى نموذج 10 الذي يسمح بإدخال المرافق بعد دفع مقابل التصالح والحصول على نموذج 9، وللحصول على كل نموذج من هذه النماذج وقت طويل ومتاعب أكثر ونقود تبعثر هنا وهناك لتسهيل الحصول على هذه النماذج. هذه نماذج من تطبيق قانون التصالح، وعلى المسؤولين إدراك خطأ ما يحدث، وأنه لا بد من إنقاذ هذا القانون بالتطبيق الواضح والسريع للإجراءات، وعدم التحايل على قرار رئيس الوزراء بل ضرورة تنفيذه بحيث يشمل المدن وكل الريف على حد سواء، فهل هناك من يدرك ذلك؟

جاء متأخرا

أشاد محمد حبوشة في “اليوم السابع” بقرار وزارات (الآثار والسياحة والثقافة والتنمية المحلية) تحويل قرية طماي الزهايرة مسقط رأس أسطورة الغناء العربي أم كلثوم، إلى قرية نموذجية ومقصد للسياحة الداخلية والخارجية. واستشهد الكاتب بقول محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار، فإن هذا المشروع سيكون له أثره البالغ في وضع المحافظة من الناحية السياحية لما تمثله كوكب الشرق للمصريين والعرب، وباعتبارها قسيمة فنية وغنائية خالدة، ما زالت عالقة في الأذهان بفنها الراقي، وما قدمته عبر تاريخها الغنائي، فضلا عن إسهاماتها المعروفة في النضال الوطني. أثمن هذه الخطوة التي جاءت متأخرة (76 عاما) من رحيل هذه الفلاحة المصرية، التي أخلصت لفنها وصنعت أسطورة مجدها، والتي حركت وجدان الملايين حبا وأشواقا وزمنا جميلا، وروت عطش الحيارى والحزانى في دنيا الحب والغرام. وكثيرا ما أسأل نفسي في ليالى الوحشة والصقيع في زمن الزيف الغنائي الحالي: هل يمكن أن يجود الزمن علينا ولو بلحظات من هذا الوهج الخلاق ونعيش زمانا يشبه هذا الذي عشناه؟ هل يمكن أن تطل علينا أم كلثوم أخرى أم أن للزمان أوقاتا يستريح فيها وللأيام مواسم وفصولا.. وأن الحياة حين يطل الخريف تأخذ الأشجار والعصافير إجازة، خاصة أن أم كلثوم استطاعت عبر أغنياتها العاطفية والوطنية أن تعبر عن حبها لكن دون قهر، حتى أنها أصبحت المرأة (العربية الوحيدة) التي تمكنت من أن تمزج بين الحب والقوة. تستحق كوكب الشرق الاحتفاء بها يوميا، وهي التي أضافت للتخت الشرقي معها في حفلاتها مزيجا من الشجن، الأمر الذي شكل نقطة تحول في حياتها المهنية وزاد نجوميتها منذ أن خرجت من قريتها (طماي الزهايرة) متجهة إلى القاهرة، إضافة للأفلام التي شاركت بها والتي عبرت من خلالها عن المرأة العربية أصدق تعبير، كما كانت سفيرة لبلادها والعرب بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967.

بعث من جديد

ما زالت الإشادة بالمنتخب القومي لكرة القدم تتوالى منذ مباراة ليبيا الأخيرة ومن جانبه قال كرم جبر في “الأخبار”: أهم من الأهداف الثلاثة، أننا شاهدنا فريقا محترما، يتسم بالجدية والروح العالية، ويستحق شرف تمثيل مصر، ويبشر بعودة الأمجاد والانتصارات، وتلتف حوله الجماهير بحماس وفخر. لأول مرة منذ سنوات نشعر بالرضا، وتختفي الألوان وتنصهر جميعا في علم مصر واسم مصر، ولو استمر الأداء بالمستوى نفسه، سيكون المستقبل أفضل بإذن الله. استطاع المدير الفني كيروش أن يفرض سيطرته على النجوم، وقال عبارة رائعة بعد المباراة، فالمنتخب مثل البيت، من في داخله يجب أن يحافظ على وجوده، ومن في الخارج عليه أن يبذل الجهد ليكون له مكان. وأن اللاعب الوحيد الذي يستحق الإشادة هو «منتخب مصر»، وهو صادق في ما يقول، لأن المباراة أسفرت عن نجوم كثيرين من حارس المرمى حتى خط الهجوم. الاقتناع بالمدير الفني أولى خطوات النجاح، فهو اسم كبير، ويبدو أنه صاحب شخصية قوية، ولا تهمه الأسماء، سر التفوق هو الانضباط وعدم الخروج عن النص، فلم نر لاعبا يلعب لنفسه، ولم نر سلوكا غريبا، وكان الجميع في منتهى الحرص والجدية. والدروس المستفادة كثيرة: لا يهتم المدير الفني بألوان الفانلات ولا يخضع للضغوط، ولا يلعب بالتوازنات ولا يخاف النقد والنقاد، وينفذ ما يراه صحيحا ويخدم أفكاره. يختار اللاعب الجاهز بدنيا وفنيا، ويحسن توظيف اللاعبين وفق الخطة التي ينفذها، ويحترم اللاعبون أدوارهم في الملعب ولا يخرجون عليها. يحسن إدارة المباراة من خارج الملعب، ولا يقوم بتغيير اللاعبين بشكل عشوائي، وإنما كل لاعب له من يستكمل دوره في المباراة، والجميع ينصهر في قالب واحد. تثبيت التشكيل وليس تغيير نصف الفريق من مباراة لأخرى، وأدى ذلك إلى حفظ الأداء وتقارب اللاعبين وانسجامهم. والمسألة في النهاية قدرات وإمكانيات وخبرات، وليست مجرد فهلوة ومجاملات وعشوائية.

مصنع أكاذيب

الصحافية الفلبينية الحائزة جائزة نوبل للسلام منذ أيام ماريا ريسا شنت هجوما عنيفا علي موقع فيسبوك، واتهمته بأنه تهديد للديمقراطية ومتحيز ضد الحقائق ومزور لها. وأنه أيضا عاجز عن منع خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة. ومن جانبه أكد السيد البابلي في “الجمهورية” أن ماريا في هذا التصريح القوي لم تضف الكثير مما نقوله وقلناه مرارا وتكرارا، عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت بابا وطريقا مفتوحا لكل أنواع الجرائم الفكرية، التي تؤدي إلى حالة من الاضطراب في المفاهيم والعجز عن اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب. ولأن العالم بكل أجهزته الإعلامية والأمنية لم يكن مستعدا للتعامل مع ثورة “الإنترنت” فإن مواقع التواصل الاجتماعي صالت وجالت في بيئة خصبة للانتشار ومتعطشة لأن تكون شريكا في الحوار بعيدا عن الأنماط التقليدية، التي كانت تتلقى منها المعلومات والأخبار. وأدى ضعف الإعلام التقليدي إلى سطوة لا حدود لها لمواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تعتمد على الاحترافية والقيود الأخلاقية والقانونية، فانطلقت هذه المواقع تبث خطابا إعلاميا من نوع جديد، يعتمد على الشائعات والأخبار المجهولة ولا يكترث بالأثر السلبي الذي يمكن أن ينجم عن ذلك. إن الحائزة جائزة نوبل للسلام أوضحت خطورة فيسبوك وتأثيراته المدمرة. لكنها لم تتطرف إلى القضية الأهم والمتعلقة بكيفية مقاومة الدول لانحرافات مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها للعمل على إظهار الحقائق ومنع خطاب الكراهية والعنصرية.. وهي قضية حوارية في حاجة إلى دراسات ودراسات وأفكار تبدأ وتنتهي بضرورة تطوير الإعلام التقليدي حائط الصد أمام الفوضى وغياب الحقيقة.

أغنياء من التعفف

استعان عبد القادر شهيب في “فيتو” بالمثل الشعبي للدفاع عن الفقراء: (إيه رماك على المر قال الأمر منه) هذا المثل ينطبق حرفيا على الأسر التي لا تدفع المصروفات المدرسية لأبنائها وبناتها في المدارس الحكومية.. فهي فعلت ذلك لأنها عجزت عن تدبير هذه المصروفات، رغم أنها تقل كثيرا عن المصروفات المدرسية للمدارس الخاصة، بالطبع المدارس الدولية.. ومع ذلك فإن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم أصدر قرارا بمنع تسليم التلميذ الكتب المدرسية، إذا عجزت أسرته عن دفع المصروفات المدرسية، معللا ذلك بأن هذا قرار معتاد كل سنة دراسية جديدة ـ وأن هناك فئات مستثناة بالفعل من دفع هذه المصروفات، رغم أنه في العام الماضي وبسبب ظروف جائحة كورونا تم الإسراع بتسليم الكتب المدرسية للتلاميذ دون الانتظار لدفع المصروفات المدرسية، والجائحة لم تنته هذا العام، بل إن العام الدراسي الجديد بدأ ونحن في ذروة الموجة الرابعة للفيروس، غير أن محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة رفض ذلك القرار وأصدر تعليماته للمسؤولين عن التعليم في محافظته بتسليم التلاميذ الكتب المدرسية فورا دون انتظار دفع المصروفات المدرسية، وأكد أن المحافظة سوف تدفع المصروفات المدرسية للأسر التي ستعجز عن تدبير هذه المصروفات بنفسها.. وبذلك بدا المحافظ، على عكس الوزير، متفهما لفحوى المثل الشعبي الخاص بالمر والأمر منه.. ونرجو أن يحاكي بقية المحافظين محافظ جنوب سيناء في قراره، خاصة محافظي الصعيد التي تضم النسبة الأكبر من الذين يعيشون تحت خط الفقر، ما دام وزير التعليم ما زال متمسكا بقراره الذي لا يتسق مع الالتزام الدستوري الخاص بمجانية التعليم.. وما دامت الحكومة لم تتدخل أو تقل كلمتها في هذا الأمر المهم، مثلما لم تتدخل في أمور تعليمية أخرى، مثل كثافة الفصول ونقص المدرسين، رغم إنها مسؤولة مع وزير التعليم في كل ما يتعلق بأمور وسياسات ومشاكل التعليم.

تشابه أسماء

وفي “اليوم السابع” اهتم محمود دياب بمعضلة يواجهها العديد من المواطنين: يتعرض الكثير من المواطنين إلى مشاكل كثيرة وصعبة وأحيانا مؤلمة قد تقودهم إلى السجن بسبب تشابه الأسماء بينهم وبين آخرين عليهم أحكام قضائية، وهذه المشكلة يترتب عليها لأصحابها الأبرياء، بداية من تعطل مصالحهم وإهدار وقتهم في إثبات أنهم ليسوا الأشخاص المطلوبين، مرورا بتدمير سمعتهم وسط ذويهم وعائلاتهم ومحيط تعاملهم، خاصة عندما تكون القضايا الجنائية المتهمين فيها نتيجة تشابه الأسماء من القضايا الخطرة أو المخلة بالشرف، وربما يقضون أياما وشهورا في السجون، حتى يثبت أنهم أبرياء ولا علاقة لهم بهذه القضايا، وأنها تخص أشخاصا آخرين. تبرز هذه المشكلة الصعبة نتيجة أنه في بعض الأحيان لا يتم استيفاء كل بيانات المتهم في المحضر، مثل عدم تدوين الاسم رباعيا، وعدم كتابة الرقم القومي، ولا يتم ذكر عنوانه أو وظيفته أو وجود خطأ بالاسم بزيادة حرف أو نقصه، ما يؤدي إلى تغيير الاسم إلى اسم شخص آخر، وكل ذلك يؤدي إلى تعرض الكثير من المواطنين الأبرياء، إلى مواقف إنسانية صعبة ومؤلمة، خاصة أنهم لا يعلمون عنها شيئا إلا عند سفرهم أو التقديم لأولادهم في وظائف حساسة وكليات عسكرية وشرطية، وتأتي التحريات بكم من القضايا نتيجة تشابه الأسماء، وعند حضور وحدة تنفيذ الأحكام لديهم وعلى هؤلاء المواطنين بذل الجهد والوقت والمال لإثبات أن هناك تشابها في الأسماء وبراءة السمعة، مما تعلق بها من اتهامات.
لتلافي هذه المشكلة المؤلمة، لا بد من إصدار التوجيهات بان يكون محضر الاتهام شاملا الاسم الرباعي، وإرفاق صورة ضوئية للمتهم مثل عقد الزواج، وكتابة الرقم القومي ومحل الإقامة والوظيفة تفصيليا، وتكثيف التحريات عن المتهم لبيان صحة البيانات المدونة بالمحضر، مع سرعة ميكنة القضايا كافة وأرشفتها إلكترونيا بدلا من المستندات الورقية المكدسة، التي غالبيتها بالية من التخزين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مسلم:

    في الوقت الذي تلهو فيه مصر فان اتيوبيا تملا السد
    الشباب كما جاء في المقال ليس ضد الفن و انما ضد العفن ففرق كبير بينهما
    مقارنة كوريا بمصر ليس في محله لان اللهو و اللعب ياتيان بعد التعب
    فعندما كنا مثل كوريا و صلنا الى ثخوم فرنسا و لكن عندما فضلنا اللهو عن الجد وصلنا الى ما تحن عليه الان
    لذى اعرضوا بضاعتكم و لكن لا تجبروا الناس على التبضع و خصوصا الشباب

إشترك في قائمتنا البريدية