اشتهر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة التعصّب اليهودي الصهيوني، بصداقته المميّزة مع ألدّ أعداء اليهود ما داموا يعادون العرب والمسلمين بما يفوق عداءهم لليهود، بحيث يؤيّدون الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وسائر أخصامها من العرب والمسلمين. هكذا نجد بين الذين يتباهى نتنياهو بصداقتهم العديد من كارهي اليهود الذين يرسو تأييدهم لدولة إسرائيل على رغبتهم في تخليص بلدانهم من اليهود. وفي ذلك يواصل نتنياهو تقليداً عريقاً لدى الحركة الصهيونية التي رحّبت باستيلاء أدولف هتلر على الحكم في ألمانيا وتعاونت معه طيلة سنين عندما كان المشروع النازي «التطهيري» يقوم على ترحيل اليهود الألمان إلى فلسطين (وليس سواها، إذ لم يرغب هتلر بأن يساهموا في التحريض ضده في أوروبا وأمريكا) قبل أن ينتقل إلى إبادتهم وسائر اليهود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الثانية.
فالانتهازية القصوى طالما كانت إحدى سمات الحركة الصهيونية التي لم تكن لديها مبادئ تحترمها، بل جعلت تحقيق حلمها بالدولة غاية سامية تسخّر لها كافة الاعتبارات، بما فيها مصلحة اليهود خارج المشروع الصهيوني. وإذ تستنكر الأخلاق النبيلة ويستنكر الضمير الإنساني تلك الانتهازية الصهيونية البشعة، يعترف لها العقل بالحنكة والفعّالية لأنّها تمكّنت من تأسيس دولتها ومن تدعيمها. وهي في ذلك نموذج فذّ لما يُطلق عليه تسمية «المَكيافيلية»، وفحواها تغليب الغاية على طهارة الوسيلة بحيث يتمّ اللجوء إلى كل ما يخدم بلوغ المرمى مهما كان منافياً للأخلاق المتعارف عليها.
ويبدو أن سياسة المملكة السعودية بقيادة «متولّ العهد» (وهو لقب أنسب من «وليّ العهد» في حالته)، محمد بن سلمان، تسير بوحي من تلك «المَكيافيلية» في نسج علاقات الصداقة السياسية والمشاركة الاقتصادية مع ألدّ أعداء الإسلام والمسلمين، بالرغم من تنصيب السعوديين لأنفسهم أوصياءً على الإسلام العالمي. فبعد نسج علاقة حميمة مع رئيس أمريكي وضع في رأس برنامجه الانتخابي تحريم دخول الولايات المتّحدة على المسلمين، وتميّز حكمه حتى الآن بدعم يكاد يكون غير مشروط لأقصى اليمين الصهيوني بما لم يسبقه عليه أي رئيس أمريكي، وبعد التوقيع على بيان مؤيّد لسياسة اضطهاد المسلمين الشنيعة والمقزّزة التي تمارسها الصين في شن جيانغ (وردت التفاصيل في مقال «لا تنصر أخاك مظلوماً إن كان ظالمه شريكك» بتاريخ 16/7/2019)، ها إن المملكة تخطو خطوة هامة على درب تدعيم علاقتها بحاكم الهند الحالي، رئيس الوزراء ناريندرا مودي، قائد «حزب الشعب الهندي» (المعروف بأحرفه اللاتينينة الأولى BJP) الذي تقوم أيديولوجيته على التعصّب الهندوسي والعداء للمسلمين. وكما هو معلوم يشكّل الإسلام ديانة الهند الثانية، وهي ثالث أكبر بلدان المسلمين في العالم من حيث تعدادهم بعد إندونيسيا وباكستان.
يبدو أن سياسة المملكة السعودية، محمد بن سلمان، تسير بوحي من تلك «المَكيافيلية» في نسج علاقات الصداقة السياسية والمشاركة الاقتصادية مع ألدّ أعداء الإسلام والمسلمين، بالرغم من تنصيب السعوديين لأنفسهم أوصياءً على الإسلام العالمي
فبعد أن صرّح متولّ العهد عند زيارته للهند قبل ستة أشهر بإعجابه برئيس الوزراء الهندي واعتباره له «أخاً أكبر» (كذا)، ها إن شركة «أرامكو» السعودية التي تملكها الدولة ويتحكّم بن سلمان بالتالي بمصيرها، تعلن عن عزمها شراء خُمس أسهم شركة «ريلاينس للصناعات المحدودة» (Reliance Industries Ltd) لصاحبها موكيش أمباني، أحد أثرى رجال العالم وهو مشهور بالصداقة الحميمة التي تربطه بمودي. ويأتي ذلك في وقت تشهد حملة رئيس الوزراء الهندي المعادية للمسلمين تصعيداً خطيراً تمثّل قبل أيام بإلغائه الحكم الذاتي الذي كانت تتمتّع به ولاية جامو وكشمير في شمال الهند، وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات أغلبية سكّانية مسلمة. وقد جاء الوضع الدستوري الخاص الذي كانت الولاية تتميّز به تعويضاً عن ضمّها من قِبَل الدولة الهندية عند تقسيم شبه القارة بينها وباكستان في عام 1947.
فما كان من أمباني الذي يتطلّع متولّ العهد إلى شراكته سوى أن أعلن يوم الإثنين الماضي أن «ريلاينس»، التي ستمولّها المملكة في وقت حرج تواجه فيه الشركة عجزاً مالياً كبيراً، تعزم على إجراء استثمارات في جامو وكشمير تدعيماً لقرار إلغاء الحكم الذاتي. ويحصل ذلك بينما تجتاح الهند حملة مسعورة من العداء الهندوسي للمسلمين يؤجّجها حزب مودي وبينما ينتفض الشعب الكشميري ضد القرار، بعد أن أقرّه البرلمان الهندي الذي يسيطر عليه الحزب المذكور ودخل حيّز التنفيذ وسط اجتياح عسكري للولاية.
يا تُرى، هل نشهد لبن سلمان بفعّالية مَكيافيلية لا أخلاقية تضاهي ما عرفناه من القادة الصهاينة؟ يجرّ هذا السؤال إلى آخر حول غاية متولّ العهد التي يمكن قياس فعّالية سياسته بها. فليست هناك سوى غايتين ممكنتين، تخصّ الأولى معاداة إيران التي باتت أولوية مطلقة لدى الحكم السعودي وتخصّ الثانية مستقبل المملكة بوجه عام. بالنسبة للموضوع الأول، فإن سياسة بن سلمان تعزّز تصوير إيران لنفسها حاملة لراية الإسلام في وجه آل سعود، وهو ما سعت وراءه «الجمهورية الإسلامية» منذ نشوئها قبل أربعين عاماً. وأياً تكن بالتالي المنافع التي قد تجنيها المملكة في تعارضها مع إيران (والحال أن الصين والهند على حد سواء تربطهما علاقة وطيدة مع طهران)، فإن مسلك متولّ العهد قصير النظر، مثلما كانت حتى الآن شتى أفعاله، من شأنه أن يؤدّي إلى ترجيح كفة إيران بما يهدّد أمن العرش السعودي ويقوّي توسّع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
ولا ينفصل مستقبل المملكة عن أمنها بالطبع، بل إن هذا الاعتبار الأخير محوري تماماً في هذا الصدد، والحال أن أموال المملكة كفيلة بأن تفتح لها شتى الأبواب الاقتصادية. فبدل أن توظّف وزنها المالي في التوفيق بين مصلحتها الاقتصادية ونصرة الشعوب المسلمة، مثلما فعلت في الماضي بما في ذلك نصرة القضية الفلسطينية، حتى ولو جرت سياستها دوماً ضمن حدود الوصاية الأمريكية عليها، بدل أن تقوم بذلك وتجمع بالتالي بين المنفعة الاقتصادية والنفوذ السياسي بما يعزّزها، تسير المملكة اليوم على درب هلاكها. وإن شهد التاريخ في المستقبل لبن سلمان بفضل واحد وحيد، فقد يكون تسريع انهيار نظام بلاده الذي طالما كان قلعة الرجعية الرئيسية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
*كاتب وأكاديمي من لبنان
لم يحارب أحد الإسلام في الخمس السنوات الأخيرة كما حاربت السعودية الإسلام بقيادة محمد بن سلمان!
ندعوا الله أن يسرع في انهيار النظام السعودي المتهالك وأن يحرر أهل نجد والطائف وأن يرزقهم بحكام يليقون ومكانة الحجاز التاريخي.
نعم لقد باع الحكام في معظم الدويلات العربية ضمائرهم ولكن آل سعود وآل نهيان زادوا على ذلك. اللهم أهلك كل من خان دين محمد وكل من خان أصله وفصله. اللهم ارينا فيهم عجائبك يارب العالمين. آمين.
متول العهد ابن ابيه مبس يتلقى الهزائم هزيمة تلو الهزيمة هذه “ميكيافيلية” الجهل والغطرسة الفارغة، والتخلي عن القيم الأخلاقية والانسانية
متول العهد هذا لن يصبح ولي عهد ولا خادم الحرمين
Ignorance money and power= A toxic mix
You hit it on the nail
Finally Hypocritical UN- Islamic behavior of Saudi family is now the open-overt
As evident in : voting at UN for China against prosecuted Kyrgyzstan Muslims, investing in pro-fascist India who prosecuting Cashmere Muslims
Putting pressure on Jordan to accept Trump Kushner Israel deal of century selling Palestinian rights & conspiring to over throw king Abdalla of Jordan
Supporting Military coup by Al Sisi against democratically elected government
Who will forget Saudi Bandar Bin Saltan in back stabbing Iraq in 2003 & helping Bush- Shaney in destroying Iraq, indeed Bandar and Saudi rulers their hands are stained by victims blood majority of Iraqi- Sunni, Saudi family they did many evil acts against citizens of all Arab countries by interfering in their domestic affair Ribera of crook politicians and supporting dictators, it is coming home to roost
Saudi family are in big swamp in Yemen up to their knees . In spiral downhill and majority of Arab masses are laughing at them till their end
After all it is the rise and fall of everything
Ignorance by itself is not so dangerous , but when it is mixed with money and power it become. a toxic mix, self poisoning
اكاد اجزم انه لو لم تكن في موسم الحج منفعة اقتصادية غالية لمملكة سلمان و ابنه
–
ابي منشار لأمروا بالتوقف عنه بقوة السيف او بفتوى سلطانية
–
تحياتي
مقال جديد رائع استاذنا الجليل جلبير الأشقر ما ار وعك
كل شئ إنكشف وبان . كانت هذه العلاقات تحت الطاولة والآن ينشرون المواطن ويعذبوا ويدفعون الجزيه صاغرين لترامب ويفسدون في الأرض أكثر من اليهود.. وعلي الشعوب التخلص من هؤلآء الصهاينه القتله .
الحقيقية هي أن التهديد الحقيقي الذي تمثله إيران هو لإسرائيل وبإعتراف إسرائيل نفسها بذلك. والحقيقة هي أن النظام السعودي بدء في شن عدائه ضد إيران لاحقاً لشن إسرائيل عدائها وحملتها التي تدعي فيها محاولة إيران تطوير السلاح النووي وتحريضها الدولي ضدها. وهل ننسى حرب هذا النظام ضد كل نظام عربي تقدمي معادي لإسرائيل وضد الوحدة العربية وضد زرع القومية العربية في العالم العربي؟ مئآت المليارات من الدولارات وظفها هذا النظام ضد مصالح العرب والمسلمين، وما يقدمه من فتات لهم بشكل مساعدات ليست سوى ذر الرماد في عيون العرب وشعب الجزيرة العربية. أمريكا لوحدها تستفيد من أموال هذا النظام في عام واحد أضعاف أضعاف ما يستفيد منه كل العالم العربي والإسلامي لعشرات السنين. وهاهو يتحالف ويدعم كل الأنظمة العنصرية المعادية والحاقدة على العرب والمسلمين من إسرائيل إلى النظام الهندي. العار كل العار على هذا النظام السعودي الخائن.
من حق جلبير الأشقر أن ينهِ مقال بعبارة (فقد يكون تسريع انهيار نظام بلاده الذي طالما كان قلعة الرجعية الرئيسية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.) بعنوان مقال (المملكة السعودية والعداء للإسلام) نشره في جريدة القدس العربي، لو كان مُمثّل لليسار، الذي يعتبر الدين رجعية وأفيون للشعوب، فلا تناقض فكري في تلك الحالة،
ولكن هذا لا يعني أنّ زاوية رؤيته، ولأي نصف من القدح، كانت صحيحة، وهو حر بتقييمه وما خرج به من تأويلات.
فدولة الكيان الصهيونية، تم إصدار شهادة ميلاد له كدولة زورا وظلما وعدوانا بواسطة ممثلي اليسار فرنسا وروسيا، بحجة أنها تمثل دولة الكيبوتسات كوحدة اقتصادية مستقلة تمثل العدالة الإنسانية،
ولكن انتفاضة يهود أثيوبيا (الفلاشا) في 2019 نسفت كل هذه الأحلام التي نشرها أهل اليسار بعد الحرب العالمية الثانية،
فإن كان جلبير الأشقر يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم.
أبدعت وتألقت في تعليقك هذا يا سيد ص. ص. عبد الله هذه المرة ؛
ملاحظة مصيبة فعلا لا نرى فيها أيا من ترديدك المتكرر لنفس الكلام مدى سنوات !!؟؟
الى الاخ س. س. عبد الله، الكاتب ينتقد الرجعية الدينية (التطرف الاسلامي والوهابي بصفة خاصة) وليس الدين أو الاسلام بحد ذاته، ارجو عدم الخلط بين الامور.