يرتفع منسوب الغيبيات عموماً خلال الأزمات التي تهدّد حياة الناس، أو استقرارهم النفسي والمادي، مثل الكوارث والأوبئة والحروب والبطالة.
على الصعيد الفردي، هنالك غيبيات تطفو بتلقائية في وعي الإنسان، هي خط دفاعه النفسي الأول.
أما على الصعيد العام، فتطفو خرافات، تستند إلى «أبحاث» حديثة، أو كتب قديمة، تظهر فقط خلال الأزمات، وإلى تنبؤات المنجمين. في الوقت ذاته، هناك من يروّج للغيبيات والخرافات، ويسعى من خلالها لإشغال الناس فيها، وإبعادهم عن واقعهم. من بين هذه الغيبيات، ما بات في وعي الملايين كأنه حقائق، وهو في عقيدة المسيحيين الإنجيليين المتصهينين، الذين يدعمون إسرائيل بهدف بناء الهيكل في مكان المسجد الأقصى، الذي سيؤدي إلى ظهور المسيح المنتظر ومسحنة اليهود، بحسب رأيهم، أي أنهم سيصبحون مسيحيين، ثم معركة هارمجدون – شمال أم الفحم – التي من نتائجها تحوّل المسلمين إلى المسيحية بعد هزيمتهم ليصبح كل البشر مسيحيين.
من الملاحظ أن معركة هارمجدون مُتخيّلة على أساس المواجهة المباشرة بالرماح والسيوف ورماة سهام، وضاربي منجنيق، وعلى ظهور الخيل، وليست حرب صواريخ ولا تخريبا إلكترونيا ولا مُسيّرات ذكيّة. كذلك من اللافت، أن هذه الخرافة اقتصرت على الديانات الإبراهيمية الثلاثة، ولم تعمل حساب بقية البشر من الهندوس والبوذيين والملحدين وغيرهم، ممن يشكلون نصف البشرية.
الإيمان الروحي بالغيب شيء، والتنجيم وصناعة الأوهام لتمرير أجندات سياسية، أو للشهرة وجمع المال شيءٌ آخر
في المقابل، تظهر غيبيات خلال الحروب العربية الإسرائيلية، تتحدث عن قرب ظهور المسيح المنتظر، وتقهقر اليهود، تارة من الشام وتارة من الرملة البيضاء في بيروت، وتارة من جنوب العراق، وتارة من شرق جنوب بحيرة طبريا، وتقهقرهم حتى عكا، حيث ينطق الحجَر، ويقول ورائي يهودي… تفضّل يا مسلم اقتله.
مع بداية حقبة كورونا، ومن قبيل الفضول، عاد البعض ليبحث عن تنبُّؤات المنجمين لسنة 2020، وتبين أن لا أحد من نجوم التنبؤات، الذين يظهرون في نهاية كل عام على الفضائيات، تنبأ بهذا الحدث العالمي، إلا أن بعضهم رفض الهزيمة، فسجّل فيديو بعد الحدث، وكما يبدو استخدم تقنية أظهرت تاريخه وكأنه من السنة الماضية، إلا أن التعقيبات فضحت هذه التسجيلات، فقد كانت كلها تعقيبات جديدة. في الشهرين الأخيرين، تناسلت بسرعة هائلة أخبار تتحدث عن نهاية العالم، فلا يمر أسبوع بدون كويكبات قريبة جداً، وتهدّد الأرض، حتى كسوف الشمس الأخير قبل أيام، اعتبر علامة لاقتراب النهاية. واضح أن الناس في أفقهم الضيّق، إنما يقصدون بالنهاية، هي قدرة عيش البشر على الكرة الأرضية، بمعنى أن العالم بدونهم لن يبقى عالماً، حتى لو كانت فيه مليارات الكواكب والمجرات، وربما أشكال مختلفة من الحياة. في الصرعة الغيبية الأخيرة، انتشرت أشرطة تزعم أن نهاية إسرائيل ستكون في عام 2022، يعني أصبحت في العناية المكثّفة. ويعتمد من يتوقعون هذا، على حساب أحرف وجمل، يجمعونها ويطرحونها من آيات من القرآن الكريم، ذُكر فيها بنو إسرائيل، ويزعم هؤلاء أن حاخامات اليهود، يعرفون بأنهم سيتجمعون كلهم في فلسطين، وستكون نهايتهم هنا.
هذا ليس جديداً، فالمسيحيون الإنجيليون يؤمنون بأن النهاية باتت قريبة جداً، وستبدأ من القدس، وبالذات مما يسمونه جبل الهيكل، وهي البقعة المقام عليها المسجد الأقصى المبارك، وقبّة الصخرة المشرّفة، والرئيس ترامب يساعدهم في تحقيق النبوءة ليكسب ودهم وتأييدهم. بعض الغيبيات، تنشرها جهات رسمية لها مصلحة لإلهاء الناس عن ما تفعله دولة الاحتلال على أرض الواقع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك من ينشرها لإشغال الناس عن تقصير الأنظمة تجاه شعوبها، وتجاه قضيّة الأمة العربية كلها، وذلك أن الحل عند المسيح المنتظر فماذا تريدون منا؟ صحيح أن لدى البعض حاسّة حَدْس أقوى من غيرهم، ولكن ليس لدرجة استكشاف الغيب، أما معظم الغيبيات والتنبؤات فتدخل في خانة الكذب والدّجل.
أعتقد أن المنجّم الذي صدق، هو من تنبأ بأن سنة 2020 ستكون سنة سعادة ورفاه وتقدّم. بالفعل هي سنة سعادة لمليارات من الأحياء البحرية والبريّة، ولطبقة الأوزون، ولمياه البحار والأنهار والأجواف وللهواء. هي سنة البيئة، وهي سنة سعادة لمن حُجروا في بيوتهم، واختلوا بأنفسهم واكتشفوا بأن لهاثهم في الليل والنهار، وإهمال أنفسهم وأسرهم بهدف الربح لتحقيق السعادة، ليس سوى فخٍ من سراب محكم الصنع. معظم الفلاسفة رأوا السعادة، من خلال اكتفاء الإنسان بذاته، وأعتقد أن فئة الفنانين والأدباء، هم أكثر الناس سعادة واستفادة من الحَجر والعزلة، فهي تمنحهم وقتاً كافياً مع مخطوطاتهم وألوانهم وآلاتهم الموسيقية ونغماتهم.
في النهاية، الإيمان في الغيب، يعني الاطمئنان بوجود خالق ومحرّك للكون، وليس الإيمان بالتنجيم، ولا الخوض في تفسيرات وحسابات جمل وأحرف، كما يحلو لهذا أو ذاك، بما يلائم مصلحته أو راحته النفسية، لا بما يزعمه المسيحيون الإنجيليون المتصهينون، ولا في كتاب الجفر، ولا في تنبّؤات نوستراداموس ولا العجوز الهنغارية العمياء، ولا السيّدة الكويتية، ولا نجوم الأبراج عشية كل عام جديد، فالإيمان الروحي بالغيب شيء، والتنجيم وصناعة الأوهام لتمرير أجندات سياسية، أو للشهرة وجمع المال شيءٌ آخر.
*كاتب فلسطيني
*الذي يؤمن بأن الكون بيد الله وحده لا شريك له
ولن يحدث شيء بالكون بدون ارادته سبحانه
يطمئن ويرتاح ويلقي خلفه كل سوالف
الدجالين وتجار الدين من أي ملة كانوا..
والحمدالله رب العالمين.
https://youtu.be/ySJ3pTMoMZM
لمن يُريد التعرّف، على طريقة تفكير ومن ثم التعبير، عند رجال الدولة في جمهورية الصين الشعبية، لينتبه إلى تفاصيل هذا الحوار،
ليفهم الفرق بين أهل عقلية الحكمة، عن أهل عقلية الفلسفة، في إدارة وحوكمة لغتهم في أي حوار إعلامي،
في سياق قتل لواء/جنرال (هندي) مع الحماية الخاصة به من الجانب الهندي في عام 2020،
بواسطة موظف/مذيع (هندي) على قناة إعلامية ألمانية،
السؤال هل كان مكان إلى مفهوم المصداقية في حوارهم هنا، سبحان الله.??
??????
وأخيراً عنوان (المنجّم الذي صدَق) من (سهيل كيوان) إنسان يعيش المتناقضات، كمواطن في دولة، لا تعترف بوجوده كإنسان أصلاً، ولذلك أحببت إضافة ما ورد أعلاه
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. متفق عليه.
للفكاهه و دفاعاً عن ٢٠٢٠
كان نفسكم تقبضوا رواتبكم وانتوا قاعدين فى البيت …..وحصل
كان نفسكم تشتغلوا من البيت ……………وحصل
كان نفسكم تصوموا رمضان فى البيت وماتروحو أشغالكم عشان الحر ……وحصل
كان نفسكم عيالكم ينجحوا ببساطه ومن غير ضغط عصبي ودروس وسناتر ….وحصل
كان نفسكم يارجال حريمكم يبطلوا شوبنج ومولات وكوافيرات ……وحصل
كان نفسكم يا ستات رجالكم يقعدوا معاكم فى البيت ويبطلوا قهاوى …..وحصل
كان نفسكم عيالكم يبطلوا أكل من بره وياكلوا فى البيت ….وحصل
تنعاد عليكم بالخير و البركة
أجمل تعليق!
رحم الله زميلنا القديم كمال التونسي من ألمانيا, ولا حول ولا قوة الا بالله
“سنة 2020 ستكون سنة سعادة ورفاه وتقدّم. بالفعل هي سنة سعادة لمليارات من الأحياء البحرية والبريّة، ولطبقة الأوزون، ولمياه البحار والأنهار والأجواف وللهواء. هي سنة البيئة” ؟؟من كلامك افهم يا صديقي ان سعادة الأنسان تسعادة الطبيعة متناقضتان..وسعادة الأنسان هي سبب تعاسة الطبيعة وتراجعها وتقهقرها, وهذا خطر على الكرة الأرضية وعلينا ايجاد المعادلة والتوزن بين سعادتنا وحفاظنا على كرتنا الأرضية ..اما بالنسبة للمنجمين فاني لا اصدقهم حتى ولو صدقوا ..
صباح الخير حتى لو كان الموعد ظهيرة ..فالصبح قريب ..
بعد عتمات الظلم ..نهاية المقال عجبتني ..وما جاء في مقالك استاذ سهيل هو اننا نفهم التخطيطات التي تحاك ضد القدس وفلسطين ..ككل ..المهم ان المنجمين كذبوا حتى لو صدقوا ..وأن الشيطان مهما كان فإنه لا ينطق الا بقديم ..
التنبؤات بنهاية العالم كانت من تنبؤات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..اننا نعيش فتن اخر الزمان الا اننا حتى هذه اللحظة لا نرى الفتن الكبرى عافانا الله واياكم منها ..
تتمة تعقيب …
ما جاء في مقالك الواضح والصريح كان موضوع جلسة في بيتي قبل ايام ..فسيدنا علي كرم الله وجهه كانت له كثير من المقولات عن نهاية العالم منها وباء كنسبم يهب فيميت الايمان في القلوب فيرتفع القرآن الكريم ولا يبقى مؤمن بالتوحيد احد ..ولا يبقى القران الكريم الا في الصدور ..ربما هذا الوباء كورونا هو تجربة ?????ليختبر الانسان ايمانه بالله ..نحن نؤمن بالمهدي المنتظر وقيل انه ولد ..واليهود يؤمنون بالمسيح الدجال المنقذ المنتظر ..والغيبيات مزعجة مقلقة ..واتمنى ان لا نشغل انفسنا بهؤلاء المنجمين حتى لو صدقوا ..فالله تعالى اكبر مما يظنون ..قيل ..ما دام المؤمن يتحدث عن الدجال ..عن المغفرة والايمان فإن مجيئه بعيد ..اذن فنهاية العالم تنتهي حين ينتهي الايمان بوجود خالق ..وحين ينشغل الانسان فقط بوجوده وايمانه بانه الاقوى ..
عافانا الله واياكم من المنجمين والفتن ما ظهر منها وما بطن ..
اللهم امين
تحية لالاستاذ سهيل وللجميع
الاديان مبنية على الخرافات فلا غرابة بالموضوع ولكن المصيبة بان هذه الخرافات والتنبؤات الدينية سببت كوارث للبشرية واولها مصيبة الفلسطينيين والمصيبة الاكبر ان اغلب الفلسطينيين يؤمنون بزوال اسرائيل بتاريخ محدد بحسب القران وهي سنة 2022 وهم مطمئنون ومعهم اخونا الكروي كذلك
*للأخ سلام عادل حياه الله والجميع.
لماذا تحشر القرآن الكريم بمسألة أول
من طرحها الشيخ (جرار) من فلسطين
وقال (اجتهاد شخصي)..؟؟؟!!!
*القرآن يا عزيزي بريء من هيك قضايا
وهو كلام الله لتنوير البشرية وإخراجها
من الظلمات إلى النور..
والحمدلله رب العالمين.
شكراً أستاذي الكبير سامح
*حياك الله شيخنا العزيز الكروي وجميع
قراء ومعلقي (قدسنا العزيزة).