تستحق المجموعة الثالثة في كأس العالم والتي تضم كلاً من كوت ديفوار واليونان وكولومبيا واليابان لقب المجموعة المنسية، فهي مجموعة تضم 4 فرق لم يسبق لأي منها لعب مباراة واحدة في دور الثمانية، مجموعة وإن ضمت العديد من النجوم فإنها لا تضم الكثير من تاريخ كرة القدم المونديالي.
مجموعة في قمة التنوع، أربع قارات مختلفة حاضرة… كوت ديفوار تمثل أفريقيا وتمثل الفرصة الأخيرة لديديه دروغبا ويايا توري كي يتركوا بصمة وطنية كما فعلوا على مستوى الأندية، منتخب يملك من النجوم ما يكفيه ليجتاز المجموعة لكن التاريخ يقول إنه لم يستفد منهم يوماً، والأمل كله الآن قائم على المدرب صبري لعموشي ليقودهم إلى ما لم يحققوه من قبل، فهو إن لم يملك الخبرة فإنه يملك العقلية الجديدة.
أما المنتخب الكولومبي فغني بالنجوم في كل الخطوط، وحتى لو لم يستطع فالكاو اللحاق بالبطولة، فأسماء مثل جاكسون مارتينز نجم بورتو وكارلوس باكا المتألق مع اشبيلية وغوارين لاعب خط وسط الانتر، إضافة إلى الموهوبين كوادرادو نجم فيورنيتنا وجيمس رودريجز أفضل لاعبي موناكو هذا الموسم يجعلون كولومبيا الفريق الأعلى جودة في هذه المجموعة، والفريق الأقرب للتأهل في قارته.
المنتخب الياباني حسم بدوره مسألة الصراع على سيادة القارة الآسيوية، فاعترف الجميع بريادته وباتت مسألة أنه الأقوى غير قابلة للجدل، لكن الدولة التي تملك حلم الفوز بكأس العالم عام 2030 مطالبة بإثبات تحسن خطواتها في هذا الطريق، وأسماء مثل هوندا وايندو وكاغاوا وأوكازاكي تملك من الخبرة الدولية الكافية لأن لا يكونوا صيدا سهلاً في المجموعة، إضافة إلى اعتبارهم المنتخب الأفضل جماعياً وتقنياً.
ويتفاءل اليونانيون بالسنين التي تبدأ بالرقم 4، فتأهلوا إلى المونديال أول مرة عام 1994 وحصلوا على كأس أمم أوروبا عام 2004، وهم الآن في مونديال 2014، ولا يضم المنتخب اليوناني أسلحة عالية الجودة كنظيريه الكولومبي والإيفواري، لكن صلابة وروح أسماء مثل ساماراس نجم سيلتك ومهاجم فولهام ميتروغلو وترويسوديس لاعب روما تجعلهم قادرين على المفاجأة، إضافة إلى التفوق المعروف عنهم تكتيكياً وتنظيمياً.
النظر إلى المنافسة بين هذه المجموعات لا يبدو سهل التوقع أبداً، فلكل منتخب نقاط قوته ونقاط ضعفه، فمن ناحية المنطق يبدو الكولومبيون الأقرب للصدارة لأنهم يمتلكون النجوم ويمتكلون الشخصية وكذلك يلعبون في قارتهم، لكن تاريخ الكولومبيين المخيب مونديالياً وجماعية اليونان واليابان، وروح الإيفواريين وأملهم بالفرصة الأخيرة لمعظم أبناء هذا الجيل تجعل الأوراق غامضة للغاية.
ويملك الكولومبيون مدرباً محنكاً هو الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، الذي استطاع أن يعيدهم إلى الواجهة بكرة هجومية منظمة، كما أن اليابانيين يملكون المدرب الخبير البيرتو زاكيروني صاحب الفكر الإيطالي المتزن، في حين أن كوت ديفوار يديرها صبري لعموشي المدرب التونسي الاصل قليل الخبرة،أما قيادة اليونان فيتولاها فرناندو سانتوس المدرب الذي لم يفشل معهم حتى الآن في أي مهمة مطلوبة، فتأهل إلى الدور الثاني من يورو 2012، وقادهم إلى كأس العالم 2014.
أداء المنتخبات في التصفيات كان مميزاً، فكلهم تفوقوا على خصومهم وأثبتوا ثباتاً ملفتاً في كل النواحي، وكلهم كشروا عن أنيابهم، فكولومبيا جاءت في المركز الثاني خلف الأرجنتين في تصفيات أمريكا الجنوبية، أما اليابان فتصدرت مجموعتها أمام أستراليا والأردن بكل سهولة، في حين أن اليونان وإن احتلت المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة مع البوسنة فقد اجتازت رومانيا في الملحق من دون مشاكل، أما ساحل العاج أجهزت على السنغال بفارق مستوى واضح، وهو ما يعني أن كل هذه المنتخبات جاهزة فنياً وذهنياً من أجل القتال على المجموعة المنسية.
محمد عواد