المنصة الزرقاء تعاقب مستخدميها المتعاطفين مع الحق الفلسطيني… ورؤية البحر والاستمتاع به حق للفقراء بموجب الدستور

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أن توارى أجساد ضحايا كنيسة أبو سيفين الثرى، تسبب رجل الأعمال الملياردير القبطي نجيب ساويرس في دوي هائل، وكشف عن غضب مكتوم في صدره، إذ أعلن إنه لم يرِد كتابة تعزية في الضحايا قبل معرفة تفاصيل الحادث، الذي أسفر عن 41 حالة وفاة و14 مصابا. وتابع نجيب «في صعيد مصر لا نقبل العزاء قبل أن نعرف التفاصيل، وأن نعرف الفاعل، الله هو المنتقم وهو الذي سيأتي بحق الضحايا.. عزائي لمصر كلها بكل المسلمين والمسيحيين، لأن كل من يعبدالله حزين». وعلق الإعلامي عمرو أديب، على تدوينة رجل الأعمال نجيب ساويرس بشأن حريق كنيسة أبي سيفين في إمبابة، قائلا: «نحن نقدر مشاعر كل المصريين وخاصة إخوننا المسحيين، لكن المهندس نجيب ساويرس أطلق تصريحات لا أستطيع فهمها، لكن الواضح أن القصد مش سهل».. وأضاف أديب، أن تدوينة نجيب ساويرس تقول إنه “غاضب” وتساءل هل هو يعلم شيئا نحن لا نعلمه، وفي كل الأحوال نحن في انتظار تقرير النائب العام وتقرير المعمل الجنائي ولن نستبق الأحداث”.
ومن أخبار التنسيق للجامعات العسكرية: صدق الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على تخفيض نسب القبول في الأكاديمية العسكرية المصرية والكليات العسكرية للحاصلين على الثانوية العامة والأزهرية والشهادات المعادلة، في ضوء دراسة وتحليل نتائج الثانوية العامة لهذا العام. ويضم تنسيق الكليات العسكرية، الأكاديمية العسكرية المصرية، المنشأة حديثا بقرار الرئيس السيسي، وتضم كليات: «الحربية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي»، كما تضم الكليات العسكرية أيضا: الكلية الفنية العسكرية، وكلية الطب في القوات المسلحة، والكلية العسكرية التكنولوجية.. ومن تصريحات الوزراء: أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، تقديره واعتزازه بتجديد ثقة الرئيس السيسىي، التي ضاعفت المسؤولية الوطنية، وتعهد بأنه سيبذل أقصى جهد من أجل تحسين معيشة المواطنين، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة إليهم. ومن التقارير الطبية : أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم خدمات التثقيف الصحي والدعم والمشورة لـ 7 ملايين و141 ألفا من خلال عيادات صديقة الشباب والمراهقين في منشأت الرعاية الصحية الأولية، منذ بدء البرنامج في يناير/كانون الثاني 2018. وأشار الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى زيادة أعداد العيادات المقدمة لخدمات الشباب والمراهقين إلى 2048 عيادة موزعة على منشآت الرعاية الصحية الاولية في جميع محافظات الجمهورية.
ومن أخبار العلماء: كشف الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء المصري، عن أنه في رحلة «أبوللو 15» كان رواد الفضاء خائفين، لكنه أعطاهم سورة الفاتحة من القرآن الكريم مكتوبة باللغة العربية والإنكليزية وكانت مطبوعة في باكستان. وأضاف طلبت منهم أن يأخذوا معهم سورة الفاتحة حتى تحميهم، خاصة أن الرحلة كانت صعبة للغاية، وكانوا يحملون معهم معدات ضخمة وكان حجم الكاميرا 7 أقدام، بالإضافة إلى سيارة قمرية. وتابع: الجميع كان خائفا من حدوث شيء يعوق الرحلة، وأنا قلت لهم سوف أعطيكم شيئا يحميكم وهي فاتحة القرآن الكريم.
أشقاؤنا في الوطن

«حزن تمدد في المدينة كاللص في جوف السكينة كالأفعوان بلا فحيح».
جسد طيب الذكر، الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، في مقطع من قصيدة «الحزن»، حالتنا، أمس، ونحن نشاهد صورا مؤلمة لحريق كنيسة «أبوسيفين» العريقة في إمبابة.. أضاف حمدي رزق في “المصري اليوم”: حزن شفيف، ألم بنا جميعا، صرنا في الطرقات حزانى عليهم، لا يكفكف لنا دمع، يعزي بعضنا بعضا، ونتشاطر الأحزان، أحزانك يا وطن. والرئيس متألم محتسب يصلي ويعزي ويغرد حزينا: «وأتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء، الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها». المصاب جلل، والحزن عميق، والمصلون حاصرتهم النيران، منهم من قضى نحبه متعبدا، ومنهم من يعالج جروحه بدموع تترقرق متضرعا إلى الله «كيرياليسون».. و(كيري) اختصار (كيريوس) أي «الرب» أو «يا رب». وكلمة (إليسون) أي «ارحم»، أي «يا رب ارحم». كيرياليسون، يارب بلسم جروح القلوب بلطفك، وطبب النفوس برحمتك، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت. فراق الأحباب سقام للألباب، وسبحان من له الدوام، هكذا تجسدت لحمة الشعب المصري في إمبابة، المسلمون يغيثون المسيحيين، نفروا جماعات نحو الكنيسة المنكوبة يسابقون الموت لإنقاذ إخوتهم من نار محدقة، مشهد مصري وطني بامتياز، مهما كتبت الأقلام لا تعبر عن بلاغة الصورة. المصريون يبدعون في الأزمات، ويجتمعون في الملمات، ويتنادون في الأزمات، ورغم الحزن الساكن فينا، ورغم الحريق وألسنة النار، سيبقى الحب الذي يجمع بيننا ليل نهار.

دموع مشتركة

نبقى مع الأحزان على ضحايا الكنيسة في صحبة سما سعيد في “اليوم السابع”: عاش المصريون أمس يوما حزينا، اختفت ضحكاتهم، وتوارت ابتساماتهم وأوجع الألم قلوبهم، بعد أن خطف الموت عددا من المصريين كانوا يؤدون صلاتهم بين جدران كنيسة الشهيد أبو سيفين في إمبابة، أغلبهم كانوا أطفالا في عمر الزهور، اختنقوا من دخان حريق نتج من خلل كهربائي أدى لاشتعال النيران في الدور السفلي للكنيسة بالكامل، ورغم المحاولات الحثيثة من الأهالي، وجيران الكنيسة، لإنقاذهم، ولكن التقسيم الهندسي للمبنى، الذي يتكون من عدة أدوار، حال دون ذلك. كلها صور توجع القلوب، ما شاهده الجميع من بكاء ونحيب أهالي الضحايا، خاصة الأمهات المكلومات، اللاتي فقدن فلذات أكبادهن، آلامهم كانت آلام مصر جميعا، وحرقتهم على من فقدوا وانكسار قلوبهم على فراق أحبائهم كان هو شعور كل مصري يشاهد الحادث الجلل. ولكن رغم الوجع والألم الذي شعر به كل مصري جراء ما حدث، إلا أن التعامل الإنساني والحكومي والشعبي مع الحدث، كان موضع إشادة من الجميع، حيث أثلجت التوجيهات الفورية من الرئيس السيسي لأجهزة ومؤسسات الدولة المعنية كافة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحريق وآثاره وتقديم كل أوجه الرعاية الصحية للمصابين، صدور المصريين. بعض الألم لا يمكن وصفه، فهي مشاعر مليئة بالحزن والحسرة والخسارة، وعندما تتعاظم في داخلنا نسميها فاجعة، لأنها تتسبب في مزيج من المشاعر المتجمعة معا، كالحزن والغضب وعدم الاستطاعة على القيام بشيء، وكأن أيدينا مكبلة، هذا الحريق الأليم الذي هز أركان المجتمع المصري، كان صعبا لأن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا أطفالا، كما أن الحريق حدث في إحدى دور العبادة، فكانت المشاعر جياشة والحزن كبيرا. التلاحم والتآخي الذي شاهدناه، وصور المشاركة المجتمعية والإنسانية، كانت نقاطا فاصلة رغم ضخامة المصاب، ومرارة الحزن، فمهما كان الألم، إلا أن الكف التي تربت على الكتف وتؤازر وتساند، قد تخفف كثيرا من أنهار الدموع المتدفقة، والألم الذي يعتصر القلوب.

الهواء للأثرياء

يمثل الحق في رؤية البحر والتمتع بالشواطئ، أحد أبرز المكتسبات البسيطة لأي مواطن، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تضييقا على الأغلبية الفقيرة حيث باتت الشواطئ حكرا على من يملك القدرة على دفع المال، وهي الظاهرة التي حذر من تبعاتها الكثير من الكتاب من بينهم محمود عبد المنعم القيسونى في “الشروق”: كاتب السطور التالية البالغ من العمر ثمانين عاما، خلالها جاب معظم أرض مصر التي وهبها الله عز وجل موقعا جغرافيا فريدا ورائعا، حيث تقع على الركن الشمالي الشرقي للقارة الافريقية بسواحل طولها ألفان وستمئة كيلومتر على البحر الأحمر شرقا والمتوسط شمالا، وتضم ثلاث صحارى بالغة الثراء الجيولوجي والجمالي في الغربية، وست واحات رائعة الجمال واثني عشر منخفضا منها أكبر منخفض على مستوى العالم، وتعاملات مع تنوع أبناء محافظات مصر. منذ نعومة أظفاري رافقت والدي ــ رحمه الله ــ في رحلات كثيفة لصحارى مصر ومحافظاتها على جانبي النيل وعلى سواحل مصر، وهنا أركز على سواحل مصر؛ فطوال سنين حياتي وحتى عام 1962 قبل دخولي الكلية الحربية كنت أتجول على معظم شواطئ مصر البحرية، سواء مع الأسرة أو بمفردي وفي خيمتي. هي شواطئ تميزت بالجمال والنقاء؛ حيث كنت أستمتع بمشاهدة كنوز البحر من أصداف وقواقع بالغة الجمال، من حيث الأشكال والأحجام والألوان والرسومات الهندسية المذهلة الدقة، وأستمتع بمراقبة شروق الشمس وغروبها وكانت كامل سواحلنا مفتوحة لجميع طبقات الشعب، حيث لم تكن هناك حواجز أو أسوار أو موانع تقيد حركة المواطنين حيال الاستمتاع بما وهبه الله لنا.

السباحة للجميع

الفضل في حماية حق المواطنين حسب رأي الكاتب محمود عبد المنعم القيسوني، كان يرجع في الماضي لقوانين “حرم الشاطئ”، التي صدرت منذ عهد الملك فؤاد وهي قوانين ومنظومة مطبق مثلها في معظم دول العالم وأقربها تونس حيث سواحلها بالكامل مفتوحة للشعب مع انتشار الفنادق والقرى السياحية، التي تبعد جميعها حوالي مئتي متر من حد مياه البحر منها، مئة متر من الرمال ملاصقة وتدخل ضمن حرم الفنادق والقرى، وأمامها مئة متر حتى مياه البحر مفتوحة محظور تماما البناء عليها أو وضع أي نوع من الأسوار والموانع، وبالتالي لا منع ولا عرقلة لأي مشاريع بناء للفنادق والقرى السياحية طالما هناك احترام لحرم الشاطئ وهو ما شاهدته في إندونيسيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وإسبانيا. كلها تحترم حق الشعب في الاستمتاع وبحرية بالسواحل البحرية. للأسف ابتداء من عام 1963 وببطء وزحف مؤسفين خالفت أجهزة الدولة ومحافظاتها الساحلية كامل قوانين حرم الشاطئ، مع السماح للقطاع الخاص تحت مفهوم تشجيع المشاريع الاستثمارية من قرى وفنادق ونوادي الوزارات والأجهزة ومحطات الكهرباء بابتلاع رمال سواحلنا وبناء الحواجز والأسوار بهدف حظر وتقييد حرية حركة المواطنين على سواحل وطنهم (أي بناء مستعمرات)، تمر ستون سنة على بدء هذه المخالفات الجسيمة لتكون النتيجة القبيحة المؤسفة، انفراد مصر بحرمان الشعب من ثمانين في المئة من السواحل، مع السماح بظواهر بالغة القبح والمبالغة والسفه وفرض أسعار لا يقدر عليها غير أموال العرب، وواحد في المئة من شعب مصر. اليوم هناك مصريون يولدون ويموتون دون الاستمتاع بمشاهدة البحر وسواحل مصر الجميلة. أليست هذه دعوة عامة للحقد؟

قربان للناخب

لم تنتهِ الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، بل قد تكون وفق رأي جيهان فوزي في “الوطن” بدأت للتو، مع شعور إسرائيل بالزهو والانتصار الذي حققته في الاعتداء الأخير على قطاع غزة، ونجاحها في اغتيال قائدين مهمين في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، هما تيسير الجعبري المسؤول عن المنطقة الشمالية، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية، الذي اغتالته في رفح. انتصار حسبته إسرائيل كنزا ثمينا، سيزيد ارتفاع أسهم رئيس الوزراء المؤقت يائير لبيد الذي يطمع في فوز محقّق في انتخابات الكنيست المقبلة لاختيار رئيس وزراء وحكومة جديدة، المقرر إجراؤها بعد ثلاثة أشهر، بعد أن تم حل الكنيست منذ شهر تقريبا. تعود كل مرشح لرئاسة الوزراء في إسرائيل أن يقدم قربانا من دماء الفلسطينيين للناخب الإسرائيلي، حتى تصعد أسهمه ويضمن أعلى أصوات للناخبين، ولبيد ليس بعيدا عن هذه العقيدة التي مارسها من قبله رؤساء الحكومات المتعاقبة، لذا كان قرار الحرب على حركة الجهاد الإسلامي وتصفية قادتها جزءا من هذا المخطط، ولم يكن لبيد عبقريا في اختيار الزمان والمكان، للفت النظر فقط، بل كانت الظروف مواتية بالنسبة له، فالتوتر في مناطق الاشتباك بين الفلسطينيين وإسرائيل على أشده، خاصة في جنين والقدس، وبالطبع قطاع غزة، وكان طبيعيا أن يركب «لبيد» الموجة العالية لأخطر ملف يشغل بال الإسرائيليين، وهو ملف «الأمن»، ليطرح نفسه كرئيس وزراء قوي لهم. إسرائيل رغم الهدنة الهشّة التي تم الاتفاق عليها مع حركة الجهاد في غزة بوساطة مصرية لم تُنهِ ضرباتها للمقاومة الفلسطينية، بل قامت بتوسيعها، باغتيال قائد كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح مع اثنين من رفاقه في مدينة نابلس، فضلا عن أن التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان على أشده، بعد أن حشدت إسرائيل قوات من جيشها على الحدود، في تلويح مباشر لضربة عسكرية إذا ما فشلت المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

عناصر قوتنا

يائير لبيد، كما أكدت جيهان فوزي لم يكن بعيدا عن هذه السياسة، فبعد عقد من الزمان في الخدمة العامة على رأس حزب “يش عتيد”، استطاع صنع سيرة ذاتية قوية في الداخل الإسرائيلي، خاصة في المناصب الوزارية وفنون الحكم، بعد أن أصبح رئيسا للوزراء في حكومة انتقالية، بعدما حل البرلمان نفسه في 30 يونيو/حزيران الماضي. وقد يضطر لبيد لأن يمد حبال الود لمسافات أبعد من أجل الحفاظ على حكومة مستقرة والفوز بالانتخابات فقد قامر لبيد، رئيس وزراء تصريف الأعمال، حين نفّذ ضربته الاستباقية على حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات العامة، التي ينوي خوضها من أجل الحفاظ على منصبه، وقد كسب الجولة، خاصة حين راهن على حياد حركة حماس وبقائها بعيدا عن المواجهة، كجزء من استراتيجية تقوم على أساسها إسرائيل بمنح غزة تسهيلات بإعطاء تصاريح لـ12 ألف عامل لدخول أراضيها، فضلا عن تسهيل حركة المعابر وإمداد غزة بالمواد الغذائية والبترولية ومواد البناء، لذا فإن لبيد، أصبح في موقف أقوى وحقق مكاسب سياسية في الداخل الإسرائيلي، الذي انتقده من قبل بأنه لا يمتلك الخبرة الأمنية الكافية، خاصة أن الإسرائيليين دائما يشغلهم البحث عن قادة ذوي خبرات متميزة أمنيا، وهذا ما كان ينقص لبيد الوسطي، مقدم البرامج السابق. ويعتبر الإسرائيليون ذلك نقطة ضعف لديه، بعكس رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي يقدم نفسه لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني كـ«أحد الصقور» القادرين على ضمان أمن الإسرائيليين. ويبدو أن لبيد قد نجح في التخلص من هذه الصورة، والقول إنه قادر أيضا على الردّ سريعا، واستباق ضربات وشيكة تخطط لها الحركات الفلسطينية، وحتى على الساحة اللبنانية. أخطر ما في المشهد السياسي الداخلي الإسرائيلي، هو تحول المجتمع الإسرائيلي كافة إلى يمين متطرف يسعى لتدمير ما تبقى من عناصر القوة الفلسطينية.

في انتظار الفجر

نبقى مع القضية بصحبة سناء السعيد في “الوفد”: انتصرت إرادة مصر لفلسطين، وأمكنها وضع حد للهجمة الشرسة التي أطلقتها إسرائيل منذ الخامس من الشهر الجاري من خلال العملية التي سمتها «بزوغ الفجر». كان الرئيس السيسي حريصا على بث الأمل لدى الشعب الفلسطيني، ولهذا بادر إلى الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي وطالبه بوجوب قطع الطريق على الاستمرار في توتير الأوضاع في الضفة وغزة، بل أعرب عن تطلعاته بتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطيني ليتم بموجبه تخفيف إسرائيل للحصار المفروض على القطاع. بيد أن إسرائيل حادت عن الحق، وقامت بخرق وقف إطلاق النار، وتعاملت معه وكأنه لم يكن. ومن ثم واصل جيش الاحتلال عملياته الإجرامية في الضفة مع التركيز على نابلس وجنين والخليل. وهكذا مضت إسرائيل في توجيه الهجمات وشن حرب شاملة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته ومقدراته. وأكثر من هذا قامت بتوظيف عمليات القتل والاستيطان لأغراض انتخابية على حساب الدم الفلسطيني. وبالتالي لم يعد في إمكان الفلسطينيين سوى الدفاع عن أنفسهم من خلال استمرار المقاومة الشعبية. لقد بات الوضع خطيرا للغاية في الأراضي المحتلة في ظل الفراغ السياسي، وانشغال العالم بقضايا أخرى، وغياب المحاسبة والمساءلة لدولة الاحتلال عن جرائمها وانتهاكاتها المستمرة. كان يتعين على المجتمع الدولي ـ إثر ما قامت به مصر من جهد حققت من خلاله وقفا لإطلاق النار ـ أن يسعى لترسيخ دوره، فيعمل على كبح جماح إسرائيل، وعلى تقديم الدعم للفلسطينيين من أجل إحلال الاستقرار والسلام وتخفيف المعاناة الاقتصادية، والعمل بعد ذلك على الشروع في مفاوضات جادة بين إسرائيل والفلسطينيين تحقيقا للسلام العادل والشامل، وهو الدور المناط بالأساس بالولايات المتحدة التي ادعت في يوم من الأيام بأنها الدولة الراعية للسلام الشريف النزيه الأمين، والتي تسعى لتنفيذ حل الدولتين. وهو ما طالب به الرئيس الأمريكي في محاولة لمنع الدخول في موجة أخرى من العنف.

سلاح إسرائيلي

فى الوقت الذي سمحت فيه منصة «فيسبوك» للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بنشر محتوى يعترف فيه بأن قوات جيشه نجحت في قصف بنايات فلسطينية في غزة والضفة الغربية بالصواريخ، ما أدى إلى اغتيال عشرات الفلسطينيين ـ عاقبت المنصة الزرقاء كما يقول محمد سعد عبد الحفيظ في “الشروق”، مستخدميها المتعاطفين مع الحق الفلسطيني والداعين إلى محاسبة الكيان العنصري الغاصب بتقييد حساباتهم أو حظرها أو حذفها كلية. بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال تصفية الشهيد إبراهيم النابلسي واثنين من رفاقه نشر صاحب هذا المقال تغريدة على حسابه بـ«فيسبوك» ينعى فيها البطل المقاوم الذي رفض تسليم نفسه ودعا الشباب في كلماته الأخيرة إلى «عدم ترك السلاح والحفاظ على الوطن». في اليوم التالي لنشر التغريدة وصلتني من إدارة «فيسبوك» رسالة تفيد بحذف المنشور ومنعي من إجراء بث مباشر أو الإعلان لمدة 30 يوما، بدعوى نشري محتوى لا يتوافق مع معايير مجتمعهم. قبلها بأيام نشرت تغريدة أخرى عن أطفال غزة الذين قضوا في القصف الإسرائيلي للقطاع، وعلمت أن «فيسبوك» قيدت الوصول للمنشور كما غيره من المنشورات التي تهاجم إسرائيل وتفضح جرائمها. في كل مرة يتعرض فيها الشعب الفلسطيني للإبادة على أيدي جيش الاحتلال الصهيوني، تنشط عمليات حذف الحسابات وإخفاء المنشورات من قبل منصات التواصل التي لا تخفى انحيازها إلى إسرائيل، رغم ادعائها أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأنها تدعم الحق في حرية الرأي والتعبير. تسمح تلك المنصات بنشر خطاب الكراهية والتحريض الإسرائيلي، وتروج لعمليات القتل والقصف واستهداف المنازل والمزارع حتى تشيع الخوف وترهب أبناء فلسطين ليقبلوا بالواقع المفروض عليهم، وفي الوقت ذاته تصادر حق الفلسطينيين والعرب وكل من يناصر القضية في التعبير عن مواقفهم بالانتصار للطرف الأضعف الأعزل في مواجهة آلة القتل العنصرية البغيضة.
اعتذار وهمي

تنفي منصات التواصل الاجتماعي، كما أوضح محمد سعد عبد الحفيظ اعتمادها سياسة الكيل بمكيالين، وعندما تتم محاصرتها بأدلة وبراهين، تعلن عن فتحها تحقيقا في «ادعاءات الانحياز»، كما جرى العام الماضي بعد حذفها وتقييدها لمئات الحسابات، إبان اقتحام جيش الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى، في ديسمبر/كانون الأول 2020 أصدرت مؤسسة «الشبكة» المهتمة بالقضية الفلسطينية ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تقريرا يرصد انحياز شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير ضد القضية الفلسطينية و«هذا ليس بالأمر الجديد عليهم». وأشار التقرير إلى أن «فيسبوك» و«تويتر» حذفتا مئات الحسابات لصحافيين وناشطين ووكالات إعلام فلسطينية بتهمة التحريض على العنف والقتل، في حين أنها تجاهلت ومررت فيديوهات ومنشورات تحرض على قتل الفلسطينيين واعتقال الأطفال. وحسب التقرير نفسه، فإن هذه الحملات الشرسة تأتي وفق مصالح سياسية ومالية بين شركات التواصل الاجتماعي ودولة الاحتلال، معتبرا هذه المنصات «أداة تجسس قوية بيد إسرائيل تحركها كيفما تشاء». وأشار تقرير حقوقي آخر إلى أن «فيسبوك» لا تكتفي بالرقابة على الحسابات لصالح إسرائيل، وإزالة المنشورات بناء على طلب من حكومة الاحتلال فقط، بل تزودها بمعلومات من أجل الوصول إلى أصحاب المنشورات واعتقالهم بتهمة التحريض. قد يحتاج الأمر إلى وقفة مع تلك المنصات، حتى لا تفرض معاييرها علينا، أو تظل على سياسة الكيل بمكيالين في ما يخص قضايانا، لقد أثرت حملات سابقة ضد شركة «ميتا» سواء بوقف النشر على منصاتها لساعات، أو خفض تقييم تلك المنصات في متجر التطبيقات إلى إجبار مسؤولي الشركة على الاعتذار والتعهد بإجراء مراجعة بشأن التحيز في تعاملها مع المحتوى المؤيد للحق الفلسطيني، ويبدو أننا بحاجة إلى وقفة جديدة لوضع استراتيجية واضحة للتعامل مع انحياز تلك المنصات الدائم لدولة الاحتلال.

ارعوا أولادكم

وكتب محمد أمين في “المصري اليوم” أن يهمس في أذن كل أب وكل أم.. بما يلي: “قولوا لأولادكم لا”.. علموهم أن كلمة “لا” لا تعني الكراهية ولا تعني نهاية العالم.. علموهم أنك كما تقول حاضر تقول لا.. وأنك كما تخطب الفتاة هي أيضا من حقها أن تخطبك، ولا يعني عدم قبولها لك نهاية العالم.. كل هذه أفكار طائشة، وأنك سوف تجد من تصلح لك مستقبلا، حين تستطيع أن تصرف على نفسك.. علموهم ألا يتصرفوا مثل المافيا. كان البعض يتصور أن جريمة قاتل نيرة أشرف ستكون فرامل قوية لشباب كثيرين ماركة الطائشين.. المفاجأة أن قاتل سلمى لا يقل شيئا عن محمد عادل.. كان بالنسبة له “أيقونة”، لأن الإعلام الموازي جعل منه بطلا يتعاطف معه الناس.. المؤسف أن القاتل يجد من يدافع عنه إعلاميّا، بينما القتيل لا يرثي له أحد. رأينا من يمزق ثياب نيرة وينشر لها صورا كأنها فتاة متسيبة، وكأنها هي التي قتلت الشاب وليس هو من قتلها.. قلبنا الآيات.. ووجدنا من تعاطف مع القاتل بحجة أنه “يتيم”.. وهذا شاب جديد يقتل سلمى، البنت البريئة، فما حجتكم اليوم؟ فتاة شاطرة متفوقة لا تقبل أسرتها شابّا طائشا تقدم لخطبتها وحياته كلها ملخبطة، يتعاطى الخمور ويرسم تاتو على جسده، ويكتب على صدره اسم الفتاة.. فمن أعطاه هذا الحق؟ كيف يقول حبيبتي ويعتبرها من حقه؟ وكيف تصور أن عائلتها لن ترفضه؟ من قال لكم أن هذا هو الحب؟ حب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟ يعني فاشل وطائش ومجنون فمن يقبل هذا الزواج؟ الفيديوهات التي سجلها إسلام إدانة له في حد ذاتها، وكان الشباب يخشون زمان أن يعرف أبوهم أو أخوهم الكبير أنه يدخن سجائر، كانوا يعملون حسابا للأب أو العم والخال.. عندما كانت هناك تربية ومجتمع يحاسب ويراقب ويقيّم.. هل التربية كانت فقط من أجل البنات، أما الأولاد فمعهم “إعفاء” من التربية؟ وكيف يذهب الأب والأم مع ابنهما لخطبة فتاة بينما هو ما زال طالبا تصرف عليه أمه؟

لعلهم استراحوا

التغيير الوزاري الأخير الذي اهتم به الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”، شمل 13 وزيرا من إجمالي الوزراء البالغ عددهم 31 وزيرا، أي أن التغيير كان بنسبة نحو 42%، حيث بقي 18 وزيرا في مواقعهم. وبالنسبة لي فإنني أعتقد ـ فيمن رحل من الوزراء ـ أن بعضهم يستحق أن نشكره على أدائه المتميز، منهم ثلاثة وزراء: خالد العناني، وإيناس عبدالدايم، ونبيلة مكرم. خالد العناني بتعليمه الراقي وثقافته الواسعة وخبرته العميقة، فضلا عن نشاطه وحركته السريعة كان وزيرا للسياحة والآثار، كما ينبغي أن يكون، ولذلك فإن نموذج العناني سوف يكون تحديا قويا للوزير الجديد أحمد عيسى طه. والثانية هي إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، الفنانة القديرة التي استطاعت أن تبحر بأمان بسفينة الثقافة الصعبة…فما أصعب قيادة المثقفين في مصر…إنني في الحقيقة لا أعرف نيفين الكيلاني ـ الوزيرة الجديدة ـ شخصيا ولكن تخصصها العلمي في النقد الفني، وخبرتها في صندوق التنمية الثقافية يؤهلانها بجدارة للمنصب. أما الوزير الثالث من الراحلين عن المنصب ويستحق كل الشكر فهو السفيرة القديرة نبيلة مكرم التي تألقت في منصبها الذي حرصت فيه بإصرار على رعاية المصريين في الخارج، على نحو يحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم كاملة. لقد تركت نبيلة مكرم سيرة وتراثا يشكلان أيضا تحديا لخليفتها السفيرة سها جندي. أما أبرز الراحلين عن الوزارة ولم يصادفهم ـ في اعتقادي ـ التوفيق في عملهم فهو الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق. الدكتور طارق يحمل مؤهلات علمية راقية من مصر والولايات المتحدة وله خبرته العميقة الطويلة في اليونسكو، غيرأنه هبط على وزارة التربية والتعليم دون أي خبرة سابقة بها، وبدلا من أن يستوعب المتطلبات الأساسية للعملية التعليمية في مصر من مدارس، ومعلمين، ومناهج.. حلق بنا مناديا بالتابلت والبوكليت، فانفرد أباطرة الدروس الخصوصية والسناتر والكتب الخارجية بالتلاميذ وعائلاتهم، وانصرف التلاميذ تماما عن المدارس التي أضحت خاوية على عروشها.

امنحوهم فرصة

رغم أن الوزارة المعدلة ما زالت في بداية عهدها، حيث لم يمض على إعلان تعديلها سوى يومين فقط، إلا أن الحكومة، كما أشار محمد بركات في “الأخبار” تقوم بمتابعة عملها ومواصلة ما كانت تقوم به من مهام وما كانت تنفذه من مشروعات وأعمال في إطار المخطط العام والبرنامج المكلفة به، دون توقف ودون هوادة. وأقول دون توقف ودون هوادة، نظرا لكون وزيرها الأول – رئيس الوزراء – هو المهندس مصطفى مدبولي الذي لا يعرف للراحة أو الاسترخاء طريقا، ونظرا لأنهم قبل ذلك وبعده يؤدون مهامهم تحت رعاية العين اليقظة للرئيس السيسي، التي تنتظر دائما الدقة في الإنجاز والسرعة في الأداء. ولذلك فإن أمام الوزارة المعدلة العديد من التحديات والكثير من المهام، مطلوب منها مواجهتها والتعامل معها على وجه السرعة، وبأكبر قدر من الجدية، نظرا لأهميتها وتأثيرها على مسيرة التنمية الشاملة للدولة، التي دفعت إلى ضرورة التعديل. حزمة التحديات والمهام التي تفرض نفسها على الحكومة المعدلة، تضم في مجملها العديد من القضايا والموضوعات الاقتصادية والاجتماعية الموضوعة والمحددة في الخطة الشاملة للدولة. ويأتي في مقدمة هذه المهام الالتزام المسبق للحكومة بالإنجاز الكفء والدقيق وتطوير الأداء الحكومي في المجالات كافة، والعمل بالسرعة والجدية الواجبتين لتنفيذ الخطط التنموية الشاملة الملبية لطموحات المواطنين. وعلى رأس الأولويات، التواصل المباشر والحي مع المواطنين، والعمل المكثف لتحسين معيشتهم، والتركيز على تخفيف المعاناة عن الفئات الأكثر فقرا والمهمشة، وتوفير أقصى قدر من الحماية الاجتماعية لهم، في ظل التأثيرات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها علينا. ويتواكب مع ذلك بالضرورة التركيز على استمرار السعي للوفاء بالتنمية الشاملة، والعمل على الارتفاع بمعدلات النمو وزيادة حجم الاستثمارات، بما يحقق زيادة فرص العمل والقضاء على البطالة، وزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتج وزيادة التصدير والحد من الاستيراد وترشيد وضبط الاستهلاك، بهدف المواجهة الشاملة للأزمة الاقتصادية، في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها وتعاني منها البلاد نتيجة لتداعيات وانعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعاني منها العالم كله.

ابتعدوا عن النووي

اللعب بالنار في حرب أوكرانيا دخل مرحلة خطيرة. الكارثة النووية من وجهة نظر جلال عارف في “الأخبار” لم تعد مستبعدة بعد أن أصبحت أكبر محطة نووية في أوروبا وهي محطة «زابوريجيا»، الأوكرانية هدفا للقصف الذي يتبادل أطراف الصراع توجيه الاتهامات حول المسؤولية عنه، وتتصاعد التحذيرات من الهيئات الدولية من خطر وقوع الكارثة النووية. محطة «زابوريجيا» واحدة من أضخم المحطات النووية في العالم. بناها السوفييت عندما كانت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفييتي. واحتلها الروس بعد أيام من اندلاع الحرب في أوكرانيا، واستمر العمل داخل المحطة، واستمر الفنيون الأوكرانيون في تشغيل المحطة تحت إشراف روسي، وظلت المحطة توفر الكهرباء للمنطقة، دون تهديد خاصة بعد أن سيطرت روسيا على المنطقة المحيطة بأكملها. الأيام الماضية شهدت قصفا جوار المحطة امتد بعد ذلك إلى مخازن ملحقة بالمحطة. واضح أن الهدف هو تسليط الأضواء على الخطر النووي، لكن تبادل الاتهامات عن مسؤولية ما حدث بين أوكرانيا وروسيا، وغياب الرقابة الدولية ينذر بخطر حقيقي.. في جلسة مجلس الأمن التي انعقدت بطلب من روسيا قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، إن الوضع حرج وطلب السماح لمراقبي الوكالة بالوصول إليها في أسرع وقت، وهو ما تطالب به روسيا التي تقول إن أوكرانيا تضع العراقيل أمام ذلك.. بينما تضغط أمريكا من أجل إخراج المنطقة من سيطرة روسيا بدعوى الحاجة إلى منطقة منزوعة السلاح مع إعادة المحطة النووية لأوكرانيا واضح أن مركز القتال في حرب أوكرانيا ينتقل إلى جوار المحطة النووية حيث إقليم «كيرسون» حيث تتردد أنباء عن هجوم مضاد أوكراني يتم الإعداد له، كما تتردد تصريحات عن مخططات روسية لاعلان استقلال الإقليم. في غياب أي أفق سياسي للتفاوض من أجل إنهاء الحرب، لا بد من أن يستمر التصعيد حتى لو تعب الجميع من الحرب.. لكن لا شيء يبرر اللعب في الممنوع ووضع العالم قرب كارثة نووية. هذا ملف ينبغى أن يبقى بعيدا عن مغامرات الصغار، وأن يتحمل الكبار مسؤوليتهم على الفور بأن يلعبوا بعيدا عن الرعب النووي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية