نواكشوط-“القدس العربي”:عمت الاحتجاجات على تصريحات ماكرون التي اعتبرها المسلمون مسيئة لهم ولنبيهم، بلدان العالم الإسلامي، لكن الموريتانيين الذين لديهم أصلا حساسية من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، ضربوا الرقم القياسي في تنوع طرائق الاحتجاج على الرئيس الفرنسي.
ومن غرائب الاحتجاجات التي رصدت، حالات طلاق ذكر مدونون أن أزواجا نفذوها بعد أن شموا روائح عطور فرنسية في ملابس زوجاتهم اللائي لم يحترمن مقاطعة كلما هو فرنسي.
وقضى آلاف الشبان ساعات طويلة وهم يدوسون بأقدامهم صور ماكرون و “مكروه” كما يسمونه، وقام النائب محمد بوي الفاضل بتحضير صورة مكبرة للرئيس ماكرون وحفر لها أخدودا كتب عليه “مزبلة التاريخ” ورمى صورة ماكرون وهي مهشمة داخل الحفرة.
وانتظمت حركات شبابية جانب شوارع المدن الرئيسية لدعوة أصحاب البقالات ومسيري دكاكين الأحياء، للكف عن تسويق أي منتوج فرنسي.
وكانت جبنة البقرة الضاحكة وأختها “كيري” في مقدمة المواد التي اختفت من رفوف البقالات.
وأبدع خالد مولاي إدريس رئيس اتحاد الرسامين الموريتانيين مجموعة رسوم تداولت على نطاق واسع مع أنها كلفته إلغاء عقد عمله مع منظمة حكومية فرنسية لم ترض عن رسومه.
واختار محمد المختار اباه أبرز علماء موريتانيا وصاحب الترجمة المعتمدة للقرآن العظيم باللغة الفرنسية، اللغة الإنكليزية لمخاطبة ماكرون والاحتجاج على تصريحاته.
وكتب ولد اباه “كان على ماكرون أن يوازن بين الدفاع عن انتشار الرسوم المتحركة التشهيرية بشكل خاص والمهينة عمدا، مع علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية مع خمسين دولة ومع قرابة ملياري مسلم، بمن في ذلك عدة ملايين من مواطنيه الذين يشعرون بالإهانة بسبب الاستهزاء بالأغلى والأقدس عندهم”.
هذا ولم تتوقف لحد الساعة احتجاجات الموريتانيين الذين خرجت مسيراتهم في ثاني جمعة داعين لمقاطعة المنتوجات الفرنسية.
وما يزال الأمن الموريتاني مضطرا لتخصيص دوريات كاملة لحراسة السفارة الفرنسية التي يتربص بها المحتجون الغاضبون.
وانتقلت عدوى تعنيف الرئيس ماكرون إلى السنغال المجاورة، حيث تواصلت يوم الجمعة احتجاجات المتظاهرين في مدن كثيرة.
فهل سيضطر الرئيس ماكرون الذي يواجه موجة انتشار لفيروس كورونا، للخضوع لضغوط المحتجين وتقديم اعتذار رسمي للمسلمين؟ أم ستأخذ العزة ؟