نواكشوط – «القدس العربي»: تخلى الموريتانيون عن انشغالاتهم واهتماماتهم ليكرسوا صفحاتهم على الفيسبوك للبكاء على الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة الفضائية، التي اغتالتها الأربعاء آلة البطش الصهيونية بدم بارد. واختار المدونون من شتى المشارب والمذاهب شعار “كلنا شيرين، وشيرين صوت القضية”، وسماً وشعاراً لسيل من التدوينات والتغريدات ما يزال منسكباً على الصفحات والمنصات والمواقع.
وعزت الحكومة الموريتانية في اغتيال مراسلة قناة الجزيرة الفضائية في الضفة الغربية المحتلة، شيرين أبو عاقلة، وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، ماء العينين ولد أييه “أن وفاة أي صحافي حدث يؤسف له ويدان ويشجب”، وأضاف: “حادث اغتيال شيرين لا يمكن فصله عن الاعتداءات الأخيرة التي حدثت في فلسطين المحتلة، وبخاصة الأحداث التي حدثت في رمضان من مضايقات للمصلين في المسجد الأقصى، والتصعيد في محيط المسجد”.
وأكد مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية محمد عبد الله لحبيب، أنه “يجب أن تحصل الأسرة الصحافية على حقيقة مقتل الزميلة شيرين عبر تحقيق شفاف وسريع”، وقال: “أعزي شبكة الجزيرة في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، وهي تحاول نقل حقيقة ما يجري في أرض فلسطين المحتلة”.
وأكد المكتب التنفيذي للجمعية الموريتانية للصحافيين المهنيين في بيان حول الحادثة “أن الأسرة الصحافية العربية، بل والعالمية، توجد اليوم في حالة حزن شديد غير مسبوق بعد استشهاد شيرين أبو عاقلة، الإعلامية الاستثنائية الفائقة الشجاعة، الهادئة كبركان ضد المُحتل، المقتحمة لخطوط النار، الطيبة المحبوبة”.
وأضاف: “لقد استشهدت الزميلة الخالدة شيرين عندما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وذلك لأجل الحقيقة التي نام الضمير العالمي حيالها، ولأجل مهنة شريفة مقدسة”.
وذكرت ثلاث هيئات صحافية موريتانية أخرى، هي نقابة الصحافيين الموريتانيين، واتحاد المؤسسات الصحافية الخاصة، وشبكة الصحافيات الموريتانيات، “أن العملية التي حدثت فجر اليوم تعتبر اغتيالاً جباناً وجريمة حرب ومحاولة جديدة لتغييب الشاهد وإرغام الصحافيين على التخلي عن دورهم في نقل الحقيقة”.
وأعلنت الهيئات عن “انخراطها في الجهد الإعلامي الدولي الحثيث لتقديم الجناة للعدالة الدولية، مشيرة إلى أن “الدم الذي سال في فلسطين اليوم، والروح التي ارتقت في أكناف بيت المقدس ليس دم شيرين وحدها ولا روحها فحسب، بل دم وروح كل صحافي مهني حر ملتزم بكشف الحقيقة بشجاعة ومهنية”.
وكتب القاضي محمد المختار الفقيه: “يريد المتخاذلون المطبعون أن ننسى، لكن آلة القتل الصهيونية تفضحهم؛ فالقتلة الصهاينة لا يفرقون بين محمد الدرة وشيرين أبو عاقلة؛ فبالأمس محمد واليوم شيرين”.
وأعلن سلك المحامين الموريتانيين “عزمه تحريك جميع الآليات القانونية الدولية من أجل معاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية، وتحقيق العدالة لفقيدة الخبر والكلمة الحرة، ولذويها ومحبيها وللشعب الفلسطيني الأبي”.
وعلقت النائبة البرلمانية زينب التقي على حادثة وفاة شيرين قائلة: “وجه أحببناه ونبرة صادقة ظلت تهز الوجدان، وارتباط بأشرف وأنبل قضية ارتبطت قلوبنا وبقلب الراحلة شيرين”.
أما زميلها في قناة الجزيرة الصحافي محمد فال، فقد كتب: “كانت من أكثر المراسلين تميزاً بنبرتها الإنسانية العميقة الهادئة القريبة من القلب، فقد حباها الله بلطف فطري منح تغطياتها قوة تأثير كبيرة في أوساط المشاهدين، وكان إيمانها بالقضية الفلسطينية راسخاً لا تشوبه شائبة من تظاهر، كانت تقول ما تؤمن به وتؤمن بما تقول، ورحيلها بهذه الطريقة الهمجية المستهترة يدين الاحتلال الإسرائيلي إلى أبد الدهر، ويضيف بقعة عار في سجله الحافل بالجرائم، فعلى روحها السلام”.
وكتب الإعلامي البارز محفوظ السالك: “شيرين صوت فلسطين الصادح الذي اخترق كل الحدود ووصل كل الأرجاء، عاش الملايين عبر العالم معها، تفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني على مدى نحو 25 سنة من العمل مراسلة لقناة الجزيرة”.