مهما كان الاختلاف السياسي مع نظام الحكم في الجمهورية العربية السورية، فإن من الحكمة والواجب القومي الترحيب بالتطور الجديد المفرح في علاقة سوريا بدولة اتحاد الإمارات العربية. موضوع المقاطعة والإبعاد ما عاد قابلاً للتبريرات العبثية، والمحاجات الصراعية القطرية، التي يقدمها البعض كسبب لإبعاد هذا القطر أو ذاك عن الجامعة العربية، أو المجالس الجهوية مثل، مجلس الاتحاد المغاربي أو مجلس التعاون الخليجي.
المبرر الوحيد المقبول هو، التعاون والتآمر مع عدو من أعداء الأمة العربية ضد المصالح والثوابت القومية العليا، أو ضد المصالح المشروعة لقطر عربي آخر. ما عدا ذلك فهو لا يعدو أن يكون خلافاً في وجهات نظر، أو سوء فهم سياسي يتكرر، أو تجاوز خط أحمر اتفقت أقطار الأمة العربية على تحريم تجاوزه من قبل أية جهة عربية كانت.
لقد ملّت، شعوب الأمة العربية الاستماع إلى الملاسنات والفحش في القول ما بين أنظمة الحكم العربية، أو مفاجأتها بأخبار استدعاء سفراء، أو قطع علاقات يؤدي في الغالب إلى تسميم أجواء العمل القومي المشترك، أو إرباك العلاقات العربية مع هذه الجهة الدولية أو تلك. وما أن ينجلي الغبار وتعرف الحقائق حتى يتبين أن الأسباب كانت واهية، أو شخصية ما بين هذا المسؤول الكبير أو ذاك، أو بإيحاء من هذه الجهة الأجنبية أو تلك، وعلى الأخص من الجهات الخبيثة الراغبة في إبقاء هذه الأمة مجزأة متباعدة متصارعة ليسهل إبقاؤها خارج العصر إلى الأبد.
في اللحظة الحاضرة لا يوجد موضوع أهم، ولا يوجد خطر أكبر من التمزق المرعب الذي تعيشه الأمة العربية وتحترق بنيرانه الشعوب
والواقع أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد وجدت وتكررت وأربكت منذ استقلال وقيام الدول القطرية الوطنية العربية الحديثة، ويعرف القاصي والداني مقدار الدمار الذي عانته هذه الأمة بسبب خيانة هذا النظام، أو ذاك لالتزاماته القومية، أو حتى وصول الأمر إلى التآمر العبثي المجنون ضد هذه الخطوة الوحدوية أو تلك، كما حصل بالنسبة لتدمير قيام الجمهورية العربية المتحدة، كاتحاد في ما بين مصر وسوريا، الذي كان مرشحاً لإيقاف التدهور والاستغلال الاستعماري في الحياة العربية كلها، من المحيط إلى الخليج. وما يجعل هذا الموضوع بالغ الحساسية والخطورة هو تجرؤ حتى الدول الإقليمية على الدخول في لعبة الشد والجذب ما بين الأقطار العربية، بعد أن كان هذا الميدان حكراً على الدول الاستعمارية الكبرى. نقولها رسالة إلى رؤساء الدول العربية الذين سيحضرون مؤتمر القمة العربي المقبل، بأنهم يجب أن يضعوا على جدول أعمالهم هذا البند المفصلي المهم، ويكونوا لجنة من مفكرين وأخصائيين ونشيطين في الحياة السياسية العربية، بالإضافة إلى شخصيات رسمية مشهود لها بالحكمة والتوازن والنضج النفسي، لتتدارس هذا الأمر وتقدم لهم مقترحات تحدد الالتزامات القومية، والخطوط الحمر، ونوع القرارات المرفوضة مبدئياً وقومياً، والتعديلات الضرورية في أنظمة الجامعة العربية، لجعلها قادرة على المبادرات والرقابة القومية الفاعلة المانعة لانتشار العبث والتصرفات الحمقاء. ومن أجل إثبات الجدية يجب أن تحضر أقطار مثل، سوريا واليمن وليبيا مؤتمر القمة، ويجب أن لا يغيب رئيس دولة إلا لأسباب اضطرارية موجبة، ويجب أن تمتد الاجتماعات حسب الحاجة لإنضاج القرارات. في اللحظة الحاضرة لا يوجد موضوع أهم، ولا يوجد خطر أكبر من التمزق المرعب الذي تعيشه هذه الأمة وتحترق بنيرانه الشعوب، وإلا فيا شباب وشابات هذه الأمة تصرفوا كأبطال رفض وتصحيح، وسترعاكم المباركة الإلهية.
كاتب بحريني
“ لقد ملّت، شعوب الأمة العربية الاستماع إلى الملاسنات والفحش في القول ما بين أنظمة الحكم ”
صدقت…
و ملّت أيضاً من رؤوس تضع نفسها في مصاف الآلهة!
تحياتي للكاتب الأستاذ علي فخرو ، ولكل الأحرار في البحرين الشقيق، نعم الجامعة العربية ، من إسمها يجب أن تجمع ولا تفرق ، ولكن للأسف القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية ولا تزال تتخذها تأتيها من وراء البحار ،من العم سام، والعم سام ممتعض من لقاء بن زايد بالرئيس الأسد ، والعم سام لا يريد عودة سوريا إلى الجامعة العربية ما دام الأسد على رأس السلطة في سوريا.