لندن – “القدس العربي”:
قال صموئيل رماني، طالب الدراسات العليا بكلية سانت أنطوني بجامعة أوكسفورد، إن السعودية زادت من دورها في ليبيا.
وقال إن الرياض ضاعفت من جهود الدعم المالي للقوات الموالية لأمير الحرب خليفة حفتر وفي الوقت نفسه تحاول تعزيز دورها كعراب في عملية التسوية السياسية في ليبيا. وجاء التدخل السعودي النشط في الحرب الليبية وسط مخاوف من كل المملكة وحليفتها الإمارات العربية المتحدة من تزايد الدور التركي والذي اشتمل على نشر أعداد من المقاتلين السوريين لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
ويرى الكاتب أن الدور السعودي في ليبيا واضح على الجبهة العسكرية والدبلوماسية. ففي 13 كانون الثاني (يناير) سافر وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى الرياض لمناقشة الملف الليبي وعملية السلام. فيما تحدث الممثل الليبي لدى الأمم المتحدة طاهر السني مع السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي في 18 كانون الثاني (يناير) وناقشا عملية حل النزاع.
وفي 24 كانون الثاني (يناير) نشرت الصحيفة الفرنسية “لوموند” تقريرا قالت فيه إن السعودية هي التي تمول مرتزقة شركة “واغنر” الروسية التي نشرت مقاتليها لدعم قوات حفتر.
نشرت “لوموند” تقريرا قالت فيه إن السعودية هي التي تمول مرتزقة شركة “واغنر” الروسية التي نشرت مقاتليها لدعم قوات حفتر.
ولم يتطرق بيان الخارجية السعودية مباشرة لاتهامات لوموند إلا أن تصريحات المسؤولين السعوديين أكدت على أن دور الرياض قائم على تحقيق الحل السياسي. وطالما أكد المسؤولون السعوديون أن بلادهم تقف على مسافة من كل الأطراف المتحاربة وهي ملتزمة بالدعوة لضبط النفس والحوار وفي كل النزاعات الإقليمية. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية عادل الجبير إن بلاده تتواصل مع طرفي النزاع الليبي، حكومة الوفاق وحفتر، وأكدت لهما على أهمية الحل السياسي.
ويرى الكاتب أن الدور السعودي النشط على الساحة الليبية يختلف عن دعمها الحذر لحفتر وعدم اهتمامها بالعملية السياسية في البلاد. وعلى خلاف الدور الإماراتي الذي اتسم بالدعم الفاعل لحفتر عسكريا ودبلوماسيا والمشاركة في المفاوضات لحل النزاع الليبي، فقد ظل الدور السعودي أقل ظهورا، مع أن الرياض تعهدت بدعم ما يطلق عليه بالجيش الوطني الليبي بملايين الدولارات قبل عملية حفتر ضد العاصمة.
ويعتقد الكاتب أن الدور السعودي الفاعل ومحاولة الرياض لعب دور على الصعيد الدبلوماسي يمكن تفسيره بالرغبة لمواجه الدور التركي في دعم حكومة الوفاق الوطني التي يتزعمها فائز السراج، كما أنها تتعامل مع عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط المشتركة كتهديد على المنطقة.
ومن أجل إظهار تضامنها مع مصر التي تعتبر من حلفاء السعودية المهمين قامت الرياض بتعميق تحالفها مع حفتر. وينقل الكاتب عن سلمان الأنصاري مؤسس لجنة الشؤون العامة الأمريكية- السعودية قوله إن السعودية تنظر بقلق لتدخل تركيا في شؤون الدول العربية.
وزعم الأنصاري أن حفتر يسيطر على 90% من ليبيا ويدعمه برلمان منتخب بطريقة ديمقراطية. فيما يرى حمدان الشهري، المحلل السعودي أن طلب حفتر الدعم من السعودية والإمارات يعتبر أمرا إيجابيا على خلاف تقارب السراج من تركيا الدولة غير العربية. ويرى الكاتب أن السعودية لم تقدم الدعم المالي للجيش الوطني الليبي ولا لمرتزقة واغنر، بل وقام الدبلوماسيون السعوديون والمؤسسات الإعلامية التابعة للسعودية بالهجوم على تركيا ومحاولة شجب التدخل التركي في ليبيا.
على خلاف الدور الإماراتي الذي اتسم بالدعم الفاعل لحفتر عسكريا ودبلوماسيا والمشاركة في المفاوضات لحل النزاع الليبي، فقد ظل الدور السعودي أقل ظهورا
ففي 4 كانون الثاني (يناير) قالت وزارة الخارجية السعودية إن التصرف التركي في ليبيا “يخرق مبادئ السيادة الدولية”. وفي 9 كانون الثاني (يناير) زعمت رابطة العالم الإسلامي أن تركيا تستخدم دعمها لحكومة الوفاق الوطني من أجل احتلال ليبيا. وفي تلميح مبطن إلى تركيا، قال المعلمي لمجلس الأمن في 23 كانون الثاني (يناير) إن “التدخل الأجنبي في ليبيا أدى لانتقال المتطرفين إليها” ودعا مجلس الأمن لحماية سلامة وسيادة الأراضي الليبية.
وعكست التغطية الإعلامية السعودية هذه الملامح وأكدت على سلبية السلوك التركي. ففي 4 شباط (فبراير) ربط تقرير في صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية بين تراجع الموارد المالية في غرب ليبيا وما زعمت أنه تهريب تركيا للسلاح والمرتزقة إلى المنطقة. وقارنت التغطية السعودية بين سلوك إيران في سوريا وتركيا في ليبيا. وقال محمد السلامي، مدير المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، إن نشر تركيا من سماهم “مرتزقة العثمانيين الجدد” يشبه نشر إيران الميليشيات الشيعية في سوريا.
ووافق سلمان الدوسري، رئيس تحرير “الشرق الأوسط” السابق، على هذا الرأي حيث قال إن تركيا “تستنسخ الميليشيات الإيرانية” وإن الجماعات التي تدعمها تركيا قد تقوم بأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.
ومع أن زيادة الدور السعودي في ليبيا أمر مرتبط في ظاهره بالدور التركي في البلاد، إلا أن محللين أتراكا وليبيين عبروا عن مخاوفهم من محاولة السعودية بناء مجال تأثير في ليبيا وما تلعبه الجماعة المدخلية، وهي جماعة سلفية مفرطة بالتشدد تابعة لشيخ سعودي من دور في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر.
ويقول تانزوت أوزتاس، المحلل في شؤون الأمن بمركز أبحاث تي أر تي العالمي، إن السعودية تحاول بناء تحالف بين السلفيين في مدينة مصراتة والمداخلة في شرق ليبيا ما سيعطي المملكة دورا مهما في البلاد. ورغم بقاء الإمارات الداعم الحقيقي لحفتر في العالم العربي إلا أن دور السعودية كراعية للجيش الوطني الليبي تنامى في الأسابيع الماضية. ولو وسعت تركيا من دورها العسكري فمن المتوقع أن تزيد السعودية دعمها لحفتر. ومع أننا لم نتبين بعد أثر سياسة السعودية المعادية لتركيا في الوقت الحالي إلا أن السعودية تأمل من تخفيف تركيا لتوسعها في ليبيا وسط المتاعب التي تواجهها في محافظة إدلب السورية.
لا يهمنا لا حفتر ولا السراج..بل الشعب الليبي.عبر التاريخ إلا في حالة ستالينغراد كل مدينة تهاجم عسكريا لفترة طويلة تسقط أمام المهاجم..ومدينة طرابلس ستسقط بالنتيجة أمام قوات حفتر سواء كان مدعوما من س أو ص.نسأل الله السلامة للشعب الليبي.
الظالم لا ينصر الا ظالم
لاءنها فشلت في اليمن وسوريا ودعم الروهينغا والايغور واهل السنة في العراق و……….