القاهرة ـ «القدس العربي»: سينتابك الحزن كالملايين بالتأكيد حينما تقترب من ميدان التحرير وغيره من ميادين العاصمة، لتكتشف أن الظلام هنا في الميدان وغيره من الميادين حل بقرار حكومي، الغرض منه ترشيد الإنفاق، بعد أن عصفت الأزمة الإقتصادية العنيفة بالبلاد. وأمس الخميس 11 أغسطس/آب ولليوم الثاني بدأت الحكومة بنفسها، وعقدت اجتماعا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء دون إضاءة المصابيح داخل قاعة الاجتماع والاكتفاء بالإضاءة الأساسية فقط. وكان رئيس الوزراء قد أعلن أن الحكومة استبقت الجميع في تنفيذ خطة الترشيد، وأرسلت قرارات إلى جميع الوزارات في إطار تنفيذ الخطة الرامية لضغط النفقات، منها الغلق التام للتيار الكهربائي، عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية، عدا المباني الخدمية، وكذا عدم إضاءة أي مبنى حكومي من الخارج، كما سيتم إغلاق الاستادات والصالات المغطاة والملاعب في ساعة محددة، أثناء فترات الليل، وكذا المولات التجارية. كما وجه الدكتور مدبولي بتنفيذ خطة واضحة، بحيث يكون تشغيل أجهزة التكييف في المولات الكبرى، والمباني التي تعمل بالتكييف المركزي، على درجة حرارة 25 فأكثر. ومن بين التقارير التي اهتم بها الرأي العام: أعلنت إثيوبيا، رسميا بدء تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة، الذي من المقرر أن يبدأ توليد الطاقة الكهربائية بمقدار 270 ميجاوات. ونشرت، صورا تعكس جانبا من مراسم تشغيل التوربين. وحضر الحفل كبار المسؤولين الحكوميين الإثيوبيين، بمن فيهم رئيس الوزراء آبي أحمد. ويضم سد النهضة 13 توربينا لتوليد الكهرباء، وتزعم إثيوبيا أن التوربين الأول بدأ في توليد الطاقة الكهربائية، اعتبارا من 13 فبراير/شباط 2014.
ومن أبرز تصريحات رؤساء الأندية: قال مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، إن الحُكم الذي صدر ضده بالحبس لمدة شهر، لن يؤثر في رئاسته للنادي. وأكمل في تصريحات عبر شاشة قناة الزمالك: «الحكم لن يؤثر على أي شيء بل على العكس». وأوضح: «مستعد ألا أتحدث عن محمود الخطيب بشرط أن يخرج للجميع، ويؤكد أنه حصل على 10 ساعات ذهب رولكس من تركي آل الشيخ، بالإضافة إلى 263 مليون جنيه». واختتم متحديا: «الحكم لم يهز شعرة من رأسي، كنت أقوم بقيادة مظاهرات وأنا طالب في الجامعة من أجل الدفاع عن مصر، وتم اعتقالي بسبب مواقفي الوطنية».
الميدان الحزين
انتشرت على كثير من صفحات السوشيال ميديا صورة حزينة لميدان التحرير ليلا وهو مظلم، وذلك في إطار خطة الحكومة لتخفيض إنارة الشوارع والمحاور الرئيسية. وهو أحد المعالم التي تألقت مؤخرا في العاصمة المصرية، بعد أن تمت إضاءته في شكل جمالي متحضر. الصورة حقيقية بالتأكيد، كما أوضح عبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” وفقا لتأكيدات رئيس الوزراء أن الحكومة بدأت بالفعل في تطبيق الأمر، فأوقفت (مثلما قال في تصريحاته) الإنارة الخاصة بميدان التحرير، وكذا بعض المباني العامة، وشدد بيان الحكومة على أنه بدءا من مطلع الأسبوع المقبل سيكون التطبيق الكامل والفعلي لخطة ترشيد استهلاك الكهرباء. وقبل التطبيق الفعلي المنتظر، يرى الكاتب أهمية أن نناقش الحكومة في بعض الأمور الخاصة بخطتها الترشيدية، أولا: إن مسألة تخفيض استهلاك الغاز ليست مصرية، بل بدأ العديد من بلدان العالم، وأولها ألمانيا، تطبيق خططها لتخفيض استهلاكها من الغاز، نظرا لقلة الإمدادات المصدرة إليها وإلى بلدان أوروبا من روسيا، بعد العقوبات التي فرضها الغرب، وبالتالي اتباع موسكو سياسة عقابية بتقليل إمداداتها من الغاز عبر كثير من أنابيب التصدير. ثانيا: أوافق جدا على الترشيد في الأطر المتبعة، ولكن مع ضرورة تطبيق سياسة سعرية جديدة في تصديره، لتعظيم الاستفادة من الغاز. وكان «حرقه» لإنتاج الكهرباء مقبولا في مرحلة ما، لكن كان مهما البحث عن بدائل طوال الفترة الماضية أقلها التوسع في استخدام المازوت، وهو ما حدث مؤخرا، ورفع كفاءة المحطات القديمة. تتم محاسبة وزارة الكهرباء على سعر الغاز بعُشر سعره في السوق العالمية، وبالتالي فإن ما يحدث هو حرق للغاز، ويجب الالتفات إلى البدائل. ثالثا: أوافق جدا على مشروع ترشيد الاستهلاك وإظلام الشوارع، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أهمية بعض المناطق الجاذبة للسائحين، ومنها بالمناسبة ميدان التحرير الذي أظلم ليلة أمس.
خطر على السياحة
يرى عبد اللطيف المناوي أن مثل هذه الصورة للميادين المظلمة سوف تضر السياحة بشكل كبير، لاسيما السياحة العربية، أرى ويرى القاصي والداني حاليا أنها في حالة رواج كبير لم نشهدها في السنوات السابقة، وللأسف أن بعض أصدقائي من الدول العربية أرسل ليسألني عن الصورة المتداولة، وكيف كان رد فعلها سلبيا للغاية على خططهم السياحية في مصر. السائح العربي هو من يدفع أكثر في الخدمات السياحية المباشرة وغير المباشرة. والقاهرة له هي المدينة التي لا تنام، إذن سهر المدينة وإضاءتها وفتح المجال لبعض الأنشطة التجارية شكل من أشكال الاستثمار في صورة مصر سياحيا، لذلك قد يكون من المناسب مراجعة هذا الجزء من القرار، وهو إظلام الميادين الرئيسية وإغلاق المولات والمطاعم وأماكن الجذب السياحي الحادية عشرة مساء؛ لأننا بذلك نشطب بأيدينا جزءا مهما من السياحة العربية. رابعا: أوافق تماما على ما قاله رئيس الوزراء من أنه يريد أن يشعر المواطن بحجم الأزمة الكبيرة، التي يعاني منها العالم أجمع، وكذلك مطالبته المواطنين بالتعاون مع الدولة لتطبيق مختلف الإجراءات التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، وأنه لا مكان لجملة «هى جت عليَّا»، ولكن أود أن يكون هناك إعادة نظر في التطبيق، بحيث يكون منطقيا ومقبولا في مرحلته الأولى، بمعنى أن تبدأ الخطة بتخفيض الإنارة وقطع بعضها عن المصالح الحكومية، ثم تشمل في ما بعد بعض المناطق غير الرئيسية، مع وضع السياحة في الاعتبار. نعم، كلما خفضنا استهلاك الكهرباء، وفّرنا المزيد من العملة الصعبة، وهو ما يستلزم منا جميعا العمل عليه، نظرا لضبابية توقيت انتهاء الأزمة الحالية، ولكن من الضروري ألا تؤثر قراراتنا في صورة مصر أمام العالم، خصوصا أن الصورة الآن مهمة للغاية، لأننا لا نعيش بمعزل عن العالم، فالصورة تؤثر كثيرا في شكل الاستثمارات الأجنبية، وفي ثقة المستثمر في الدولة. لا مانع من الترشيد، ولكن بلا تأثير في قطاع مهم كالسياحة. ليس الترشيد في أن أمتنع عن الإنفاق في أمور نخسر بسببها من ناحية أخرى.
لا يحتمل التأجيل
قرارات ترشيد استهلاك الكهرباء مهمة جدا، كما أكد سليمان جودة في “المصري اليوم”، لأنها توفر في الغاز الذي تعمل به محطات توليد التيار، ومن تصدير الغاز الفائض نستطيع أن نحصل على الدولار.. ولكن ترشيد استهلاك الماء أهم، لأن الإنسان يستطيع العيش دون كهرباء.. أما المياه فهي الحياة نفسها. والشيء الجيد أن الحكومة بدأت بنفسها في ترشيد الكهرباء، فقررت تطبيق قراراتها على المباني الحكومية، وإذا لاحظ المواطن أن حكومته ترشد من استهلاكها، فسوف يرشّد من جانبه تلقائيا، وسوف لا ينتظر دعوة إلى الترشيد في حياته. وليس سرا أن ارتفاعات الأسعار دفعت كل مواطن يكتوي بنارها إلى ترشيد استهلاكه بشكل مباشر.. وهذا ما لم يكن يفعله في وقتٍ لم تكن فيه الأسعار على ما هي عليه الآن. ولكن استهلاك المياه لا يزال في أشد الحاجة إلى قرارات مماثلة لقرارات الكهرباء، سواء كان استهلاكا في الشرب أو في الري.. غير أن الري يبقى الأهم بمراحل، لأن ما نستهلكه في الري أضعاف أضعاف ما نستهلكه في الشرب، ولأننا لا نزال نروي في الغالبية من المساحات المزروعة بالغمر لا بالرش، ولا بالتنقيط، ولا بسائر طرق الري الحديثة التي يعرفها العالم، ويروي أرضه بها من سنين. وهذا لا ينفي أننا إذا كنا نستهلك 8 مليارات متر مكعب من الماء سنويا في الشرب، ففي إمكاننا أن نستهلك نصف هذه الكمية، وربما أقل في سد الحاجات نفسها.. فقط نحن في حاجة إلى إصلاح الحنفيات والمواسير المكسورة في المصالح الحكومية.. وفي حاجة قبل ذلك إلى تعليم الناس أن قطرة الماء الواحدة لها قيمة وثمن، وأن على كل واحد أن يستخدمها في مكانها. مبادئ الدين تقول لنا إن علينا ألا نسرف في استخدام الماء، ولو كان أحدنا يجلس على شاطئ نهر يجري.. ومع ذلك فالإسراف لا يزال هو عنوان الاستخدام، وخصوصا في المصالح الحكومية.. ففيها إسراف يصل إلى حد السفه الذي يراه كل متردد عليها في أي وقت. وإذا كانت الحكومة تنفذ برنامج عمل للري الحديث بالفعل، فتحديات الواقع تقول إن التوسع في هذا البرنامج ضرورة، وإن التأخر في التوسع ترفٌ لا يحتمل الانتظار.
لم تعد أمنا
أصابت هالة فؤاد القراء بالأسى في “المشهد”، إذ بدت مصر”متوحشة” على أبنائها: صحيح مصر هي أمي.. بس إحنا معدناش حاسين بحنيتها.. بقت قاسية أوى علينا.. تعبانين فيها.. كل يوم بيعدي بنحس بأنه جبل انزاح من على كتافنا، ومنلحقش نستريح إلا ونلاقي جبل أكبر منه في انتظارنا لما يطلع علينا النهار.. نهار من غير نور. الظلمة عتمت في قلوبنا.. خلت أيامنا كئيبة.. شايلين الهم وساكتين حتى الضحكة بقت صعبة علينا، والسخرية من الهم معدناش قادرين عليها.. همنا بقى أكبر من الضحك عليه بنكتة تنفس عنا الكرب وتفك الضيقة ولو لحظة.. لكن برضه مصر هي أمي.. واللي مغير حالها معانا ومبدل إحساسنا بيها أن الحكومة بتعاملنا كإنها مراة أبونا أو جوز أمنا.. سيبانا في عز الحر.. لاعارفين نصيف ولا قادرين نفتح التكييف، ولو فتحناه يبقى بحساب.. سايحين في عرقنا وتعبنا والحكومة بتصيف في العلمين.. طيب جالها قلب إزاي تسيبنا في عز أزمتنا وتروح تصيف.. صحيح أنها مخدتش إجازة.. بس كفاية أنها بعد الاجتماعات تنزل تنفس عن نفسها شوية وتبلبط في المية، أو حتى تقعد تشم هواء نظيف وتريح أعصابها تحت الشمسية.. وعلشان محدش يتهمنا بالحقد والحسد، وباننا باصين بعنينا اللي تفلق الحجر في عيشة الحكومة الهنية.. خلينا نبص لنص الكوب المليان ونقول، وماله لما الحكومة تصيف وتنقل مقرها للعلمين كنوع من التغيير.. هو إحنا نطول لو أعصاب الحكومة ارتاحت واستجمت واتخلصت من الضغوط الكبيرة اللي عليها واللي دايما بتخليها تبهرنا بقرارات تشقلب حالنا وتقلب أوضاعنا وتخلينا عمالين نضرب أخماس في أسداس، ونحسب إزاي حنقدر ندبر حالنا بعد كل قرار برفع الأسعار أو غرامات تصالح أو رسوم حكومية أو غيرها من افتكاسات الجباية اللي خربت بيوت كتير ومهددة أكثر بالخراب..
صيف الحكومة
أكيد كل القرارات اللى إحنا شايفينها قاسية جدا علينا ومعدناش قادرين نتحملها على حد رأي هالة فؤاد، خدتها الحكومة زي ما بتبرر دايما تحت ضغوط وظروف وقيود البنك الدولي، وحرب أوكرانيا وداحس والغبراء. إحنا مصدقين ومقدرين عشان كدة متعشمين أن يمكن لما الحكومة تهدي أعصابها في العلمين ترجع لنا بقرارات تهدي أحوالنا وتصب حقيقي في صالحنا وتخفف علينا عيشتنا وتهون لو قليلا الشدة اللي إحنا عايشين فيها، ولأن الحكومة دايما بتخيب ظنوننا وعشمنا فيها زي عشم إبليس في الجنة، بنأمل وليس كل الأمل ذنب، أن ييجي اليوم وتراجع حكومتنا سياستها وتراعي شوية ظروفنا، وتعمل حساب إننا خلاص تعبنا ومعدش فينا قدرة على التحمل.. ولو كان صعب عليها ده فإحنا مستعدين نريحها من عبء مرتباتنا حنتنازل عنها مقابل كوبونات تكفي لإعاشتنا أكل وشرب وفواتير وعلاج ومصاريف مدارس.. لا إحنا طمعانين في كسوة شتا ولا صيف، ولا عايزين تصييف ولا حتى نروح نوادي.. عايزين بس ناكل ونشرب ونعلم ولادنا، ونتعالج من غير تكدير وحسابات وطرح وضرب وقسمة وخنقة لأرواحنا، اللي تعبت من كتر التفكير.. ولو الحل ده مش حيعجب حكومتنا ففيه حل تاني أسهل، إنها تعين خبراء اقتصاديين لكل شريحة متقاربة الدخل مهمتهم تدبير الميزانية ومصالحة دخولنا الهزيلة على أعبائنا الثقيلة، اللي محتاجة لمعجزة مش بس خبير، واللي من المؤكد أنه حيخرج من الحسبة دي بنصف عقل، وإن شئنا الصراحة سيكون أقرب للجنون.. صيفي يا حكومة ولا يهمك.. إحنا كدة كدة تعبانين ومش متعشمين.. بس برضه مصر هي أمي، ومش عاجبها حالي.
لا مفر منه
سياسة “الترشيد” تبدو وفق رأي بيشوي رمزي في “اليوم السابع” السبيل الوحيد الذي باتت يلجأ إليه العديد من الدول حول العالم، باختلاف إمكاناتها، في المرحلة الراهنة، لمواجهة “حزمة” من الأزمات، غير المسبوقة، سواء في طبيعتها، أو تداعياتها أو حتى تزامنها، لتتحول من نطاقها المحدود، سواء جغرافيا أو زمنيا، إلى نطاق غير محدود، يتجاوز مناطق الصراع وأقاليمها، على غرار الأزمة الأوكرانية، لتمتد تداعياتها إلى العالم بأسره، في صورة أزمات كبيرة، وصعبة الاحتواء بالوسائل التقليدية، على غرار أزمتي الغذاء والطاقة، التي تضع دول العالم النامي والمتقدم، على حد سواء، على حافة الخطر، وهو الأمر الذي تكرر، في أزمات سابقة، كالجائحة، أو في ظل مخاوف مستقبلية جراء تداعيات أزمة المناخ وتأثيراتها العميقة على العالم بأسره، دون تمييز أو تصنيف. فلو نظرنا إلى دول أوروبا الغربية، كنموذج لـ”حزمة” الأزمات الفريدة التي يشهدها العالم، نجد أن ثمة تأثيرات مباشرة تتعلق بالحالة الأمنية تعانيها دول القارة العجوز، إثر الأزمة الأوكرانية، باعتبارها جزءا من منطقة الصراع، ناهيك عن تأثيرات أخرى جراء نقص إمدادات الطاقة، وكذلك نقص السلع الغذائية، بالإضافة إلى تداعيات كبيرة باتت تشهدها على خلفية ظاهرة التغير المناخي، تتجلى بوضوح في موجة الحرائق غير التقليدية التي تشهدها الغابات في عدة دول أوروبية، وكذلك مخاوف كبيرة جراء شتاء قارس محتمل مع استمرار نقص الغاز الطبيعي، في الأشهر المقبلة، وهو ما يضع حكومات أوروبا في مأزق حقيقي، لا تجد أمامه سوى التحرك نحو “الترشيد”، في سبيل مواجهة الأوضاع الحالية.
رغما عنا
لعل التوجه نحو سياسة “الترشيد” كما أشار بيشوي رمزي يمثل توجها مصريا بامتياز، في المرحلة الراهنة، بينما يبقى الرهان، في واقع الأمر، ليس فقط على الأداء الحكومي، وإنما أيضا على وعي المواطنين، في ظل إدراك أن الحفاظ على الموارد المصرية، وعدم إهدارها، أصبح بمثابة ضرورة ملحة، جنبا إلى جنب مع العمل الجاد، على زيادة الإنتاج، سواء في المجال الزراعي، أو الصناعي، مع الالتزام بمعايير التنمية المستدامة، ليس فقط لمجابهة التداعيات المحتملة لـ”حزمة” الأزمات الراهنة عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنما أيضا لتحقيق طفرة اقتصادية، عبر التصدير، ناهيك من القيام بدور أكبر للمساهمة في حل بعض الأزمات العالمية. ويعد النجاح المصري منقطع النظير، في مواصلة التنمية الاقتصادية، في ظل أزمة الجائحة، عبر تحقيق معدلات إيجابية، من النمو الاقتصادي، في الوقت الذي شهدت فيه كبرى دول العالم أرقام صفرية أو سلبية، نموذجا يحتذى، حيث يمثل انعكاسا صريحا على قدرة “الجمهورية الجديدة” ليس فقط على “المجابهة”، وإنما في واقع الأمر “التحدي”. وهنا يمكننا القول بأن المواطن يبقى “رأس الحربة” في مواجهة الأزمات الجديدة، بينما “الوعي” هو بمثابة السلاح الحقيقي الذي يملكه لدعم بلاده، في مرحلة حساسة وغير مسبوقة، من خلال ترشيد كل أوجه الاستهلاك، لتخفيف العبء على نفسه، من حيث التكاليف التي يتكبدها من جانب، بالإضافة إلى دعم رؤية بلاده القائمة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي على الأقل، وبالتالي تخفيف الضغوط التي تواجه الاقتصاد، بل مساعدتها لمواصلة العملية التنموية في ظل الأزمات الصعبة.
بسبب وشم
مفاجآت جديدة في جريمة قتل سلمى الطالبة في كلية الإعلام حصلت عليها فاطمة علي في “الشروق”، حيث أكد عبدالله مسعد نقيب المحامين في مدينة أبو حماد، وأمين صندوق نقابة المحامين، أن الجاني كان مترصدا للفتاة منذ الساعة 8 صباحا، أسفل عمارة زيدان في مدينة الزقازيق، وهي البناية التي كانت تتردد عليها المجني عليها لتلقي التدريبات في إحدى الصحف المحلية في المدينة، حتى رآها وعلى الفور سدد لها العديد من الطعنات المتتالية، وعددها 17 طعنة، حتى فارقت الحياة. وتابع أن والد المجني عليها أكد في التحقيقات أن المجني عليها اشتكت لوالدها من مضايقة زميل لها، فذهب معها والدها آخر يوم في الامتحانات حتى يضمن ألا يتعرض لها هذا الشاب مجددا، مؤكدا أنه تفاجأ بالمتهم ووالده ووالدته يطلبون منه يد نجلته، فرفض في الحال بعد أن رأى وجود عدد من الوشوم على يده وذراعه، وأنه لم يتوقع أن يحدث ذلك، خاصة أن الموضوع تم غلقه. وأشار إلى أن النقابة أعلنت تضامنها مع أسرة الفتاة، وأن نقيب المحامين في الشرقية حضر مع الأسرة، التحقيقات، خاصة أن المتهم اعترف بارتكابه للواقعة. وتبين وجود وشم على صدر المتهم يحمل عبارة “سلمى حبيبتي”، وآخر على يده اليمنى يحمل اسمها “سلمى”. وشيع المئات من أهالي بندر أبو حماد في الشرقية، مساء الثلاثاء الماضي، جنازة الطالبة سلمى بهجت، عقب قرار جهات التحقيق بالتصريح بالدفن بعد الانتهاء من الصفة التشريحية لبيان سبب وفاتها، بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بعدة طعنات تلقتها على يد زميل لها في كلية الإعلام جامعة الشروق، داخل مدخل عمارة في محيط محكمة الزقازيق في الشرقية. ونعت أكاديمية الشروق التي كانت تدرس فيها الطالبة سلمى، في بيان رسمي لها قالت فيه إن “الجامعة وأساتذتها ينعون الابنة الغالية سلمى محمد بهجت خريجة المعهد الدولي العالي للإعلام، العام الدراسي الحالي التي قُتلت بيد آثمة وطعنات غادرة”، وأكدت أن “أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة في المعهد تشهد بأنها كانت مثالا للطالبة المجتهدة والمتميزة على المستوى الخلقي والعلمي، طوال الفرق الدراسية الأربع”.
مصر أم الجامعات؟
نتحول نحو طلاب الثانوية ومشوارهم الجامعي بصحبة أسامة سرايا في “الأهرام”: اليوم، تدخل الأسر المصرية في الريف والحضر، التي اجتاز أبناؤها امتحانات الثانوية العامة، نقطة مفصلية في مستقبلهم: اختيار الجامعة، أو الكلية، أو المعهد المناسب لابنهم، أو ابنتهم، لاستكمال دراستهم، بعدما أنهوا تعليمهم الأولِّي، والمتوسط، وهي مناسبة سعيدة، وغالية لا ينساها الطالب، وتعيش في مخيلته طوال عمره، وتسعد بها الأسرة كلها، ويستحق التهنئة عليها كل طالب وطالبة وأسرهم، بل مجتمعهم، بل كل المصريين، فهم أبناؤنا «الغالين»، الذين نتطلع إليهم في مقبل الأيام لحمل الأمانة، والرسالة، وقد استكملوا تعليمهم، وأصبحوا مؤهلين للعصر، وتبعاته. أشعر أمام الجيل الحالي من الطلاب، الذي يقف اليوم أمام مكتب التنسيق، بأنهم من الأجيال المحظوظة، بل أكثر حظا منا، ومن كل الأجيال التي سبقتهم، فلم يعودوا مجبرين على اختيارات التنسيق المحدودة، التي تتم بـ«مسطرة» المجموع وحده، والتي قد لا تتناسب مع رغباتهم، وطموحاتهم، أو تطلعاتهم، أو النظام التعليمي الذي يهدفون إليه، ولا تلبي الاحتياجات التي يريدها المجتمع، وأسرهم. لقد استكملت مصر بنية جامعية كبرى تستحق أن نطلق عليها الآن أم الجامعات، أو التعليم العالي المميز لأبنائها، بل المنطقة العربية التي نعيش فيها، حيث وصل عدد مؤسسات التعليم العالي في مصر إلى 300 مؤسسة متاحة لخريجي الثانوية: 27 جامعة حكومية و30 جامعة خاصة، كما دخلنا عصر الجامعات الأهلية (12 جامعة)، وجامعات تكنولوجية، وفروع جامعات دولية، وأكاديميات عالمية: زويل، والمستقبل، وسلمان.. وغيرها و 189 معهدا خاصا. طاقة التعليم العالي تجعل مصر في مقدمة دول المنطقة في هذا المكان، (كما ونوعا وتميزا)، كما تجعلنا نطلب من أبنائنا أن يغيروا تفكيرهم، وأن يختاروا بثقة ما يتناسب مع مؤهلاتهم، أو قدراتهم، وأن يختاروا ما يتناسب مع سوق العمل، وأن ينظروا إلى الفترة الجامعية نظرة جديدة، لأننا نتغير، ولم نعد نبحث عن الشهادات، حتى لو كانت من كليات القمة، وأن نعرف أن نؤهل أنفسنا لعالم جديد نكون فيه قادرين على الإنتاج، والعمل بروح العلم المتجددة.
صرح ناصر
أخيرا يتحول حلم «معهد ناصر» إلى حقيقة، كما قال عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته بتحويله إلى «مدينة طبية» عالمية لتقديم أحدث الخدمات الصحية للمصريين، والعرب والأفارقة والأجانب. «معهد ناصر» حلم كبير انطلق بقوة، وقت أن كان الدكتور إسماعيل سلام وزيرا للصحة، وتحول إلى قلعة طبية متميزة تضاهي أضخم المستشفيات الخاصة، وكان يستقبل المرضى من الدول العربية والافريقية لتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم. رأيت وزراء، ومحافظين وشخصيات عربية وافريقية يتلقون العلاج في المعهد لجودة الخدمة الصحية فيه، بالإضافة إلى جودة الخدمة الفندقية التي كان يتمتع بها. المعهد يقع في مكان فريد في واجهة مميزة مطلة على النيل مباشرة، وكانت هناك أحلام كثيرة في ما يخص إنشاء «إسعاف نهري» خاص به، و«منطقة استشفاء» للمرضى في جزيرة يملكها المعهد أمامه مباشرة في قلب النيل، بالإضافة إلى «الفندق» «المعطل»، الذي تحولت ملكيته الآن إلى «صندوق مصر السيادي». الرئيس السيسي أصدر توجيهاته للهيئة الهندسية، ووزارة الصحة لتنفيذ مخطط متكامل يتحول بمقتضاه المعهد إلى مدينة طبية متكاملة، لتقدم أفضل الخدمات الطبية في مصر، والعالم العربي، وافريقيا بعد انتهاء أعمال التطوير خلال الفترة المقبلة. أتمنى أن يكون لهذه المدينة الطبية «مجلس أمناء» من خبرات طبية وعلمية، وشخصيات عامة، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق، للحفاظ على ذلك الإنجاز الضخم، وضمان استمرارية نجاحه، وتطويره، حتى لا يتعرض لمشكلات الإهمال، وسوء الإدارة كما حدث قبل ذلك.
محنة ترامب
نتوجه نحو واشنطن حيث المحنة التي يعيشها الرئيس السابق بصحبة الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد”: تصلح واقعة مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لمنزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لأن تكون نموذجا ومثالا جيدا على كيفية التوظيف السياسي للحدث، وأن النظر للحقيقة يمكن أن يتم من زوايا متعددة وليس من زاوية واحدة. كان ترامب وقت المداهمة في مدينة نيويورك، واعتبر من وجهة نظره أن مثل هذا الحدث «يمثل أوقاتا عصيبة لأمتنا، وأن المداهمة المفاجئة لمنزله لم تكن ضرورية أو مناسبة». ربما كان ذلك صحيحا، رغم أن المسألة قد تكون لها أبعاد تتجاوز التناول والشرح في هذا المقال. غير أن ما يهمنا هو زاوية النظر للواقعة ذاتها، فقد راح البعض يشير إلى أنها تكشف عن هشاشة الحريات في الولايات المتحدة، واستند هذا الرأي إلى أنه جاء على خلفية تصريحات لترامب قبيل الحدث بمحاربة الدولة العميقة في الولايات المتحدة، وجوانب أخرى تتعلق بالكونغرس الأمريكي وقضايا فساد. الرؤية التي حاول البعض تسويقها على هذه الخلفية أنه حتى في الولايات المتحدة، وبمجرد أن فتح ترامب فمه تعرض للقمع لكي يسكت، وهو ما يقوض أي دعاوى يرفع لواءها الأمريكيون، أو من يسيرون في ركابهم بشأن أن الولايات المتحدة دولة حريات وما شابه، وقد حاول ترامب نفسه تعزيز هذه النظرة من خلال إشارته في رد فعله على ما حدث بأنه لا يمكن أن يحدث إلا في دول العالم الثالث المنهارة، ما يعني سواء بمنظور البعض المشار إليه أو بمنظور ترامب أن أمريكا وهذا العالم الثالث في «الهم سواء». الرؤية الثانية، على النقيض تماما من الأولى وتملك قدرا من الوجاهة، تقدم منظورا بالغ الاختلاف وتصل إلى نتائج مغايرة تماما. تتمثل هذه الرؤية في أن ما حدث لا يمكن أن تراه سوى في الولايات المتحدة، بما يعني أن أمريكا ليست فقط بلد الحريات، وإنما هي استثناء لا نظير له، الحريات فيها تحلق في السماء والعدالة فيها ناجزة ولو كانت ضد الرئيس.
لن تنتهي بسهولة
نبقى مع محنة الرئيس السابق بصحبة جلال عارف في “الأخبار”: الحقيقة الكبرى في الحياة السياسية الأمريكية، هي أن قصة ترامب لن تنتهي بسهولة، بالأمس دخل التاريخ باعتباره أول رئيس سابق تقتحم المباحث الفيدرالية مسكنه وتقوم بتفتيشه بناء على أمر قضائي. في البداية كان التساؤل هو: عن أي شيء يبحثون.. وفي إطار أي تحقيق جرى الاقتحام؟ فأمام ترامب أكثر من تحقيق.. هناك تحقيق في التهرب الضريبي، وهناك تحقيق في مسؤوليته عن الهجوم على الكونغرس، وهناك أخيرا التحقيق الذي يجري عن استيلائه على وثائق رسمية وسرية من وثائق البيت الأبيض وعدم تسليمها للأرشيف الوطني، كما يقتضي القانون.. وهو ما ثبت أنه كان وراء مداهمة المنزل وتفتيشه والتحفظ على عشرة صناديق من الوثائق الرسمية. أمريكا المنقسمة يتعمق انقسامها على وقع ما حدث.. ترامب وأنصاره يقولون إنها السياسة وليس العدل، وإن الهدف هو منعه من الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة.. والديمقراطيون يؤكدون أن لا أحد فوق القانون، وأن رئيس المباحث الفيدرالية التي اقتحمت منزل ترامب جاء لمنصبه بقرار ترامب نفسه، والمستقلون يرون أن قرار الاقتحام لا يمكن أن يصدر إلا إذا كانت هناك أدلة على مخالفات خطيرة، وإلا كانت العواقب سيئة للغاية على النظام القضائي وعلى الحياة السياسية في أمريكا. ماذا في الصناديق العشرة التي جمعت محتوياتها المباحث الفيدرالية من غرفة نوم ترامب وغرفة مكتبه والخزائن السرية؟ الإجابة قد تحدد مصير ترامب، وقد تفتح الباب لتغييرات سياسية حاسمة. القانون يعاقب ـ إذا ثبتت المخالفات ـ بالغرامة والحبس حتى ثلاث سنوات، ويمنع من الترشح للرئاسة، أو أي مناصب فيدرالية. لكن السياسة لها أحكامها، وفي انتظار ما تبوح به الصناديق، وما تؤكده التحقيقات يبقى ترامب محور الحياة السياسية والصراع الحزبي، وتسير أمريكا إلى المزيد من الانقسام قبل أقل من ثلاثة شهور على انتخابات الكونغرس التي تزداد خطورة مع احتمال أن تجري وترامب في قفص الاتهام.
الحنين
تمر مشاعرنا وقلوبنا كما أوضحت خديجة حمودة في “الوطن” بمحطات عديدة فتنمو من الطفولة إلى المراهقة، ثم الشباب والنضوج إلى الكهولة والشيب والعجز فتختلف وتتشكل وتنتقل من حال إلى آخر، فتؤلمنا وتؤرقنا وتسرق النوم والأحلام والرغبات والأمنيات منا، وتقتل أجمل العلاقات وتدمرها، كما تسعدنا وتطير بنا إلى السماء لنحلق مع الطيور، ونتحدث معها ونهمس لها بأسرارنا، وتدفعنا للعيش وسط بساتين الورود والسحاب والنجوم ونجاور القمر وننتظر ميلاده وضوءه وغناء الصبايا له. وفي كل تلك المراحل يهاجمنا الحنين في نوبات أشبه ما تكون بزخات المطر، حيث يبدأ قطرات متناهية الصغر غير مرئية ولا محسوسة، لتتزايد بالتدريج وتتحول إلى سيول تأخذ كل شيء في طريقها بلا تمييز ولا تفريق فتنجرف معها العربات ومحتويات المحال والبشر والحيوانات، وكل ما له وجود على الأرض، وهكذا يكون الحنين ويلعب معنا الدور نفسه ويختار لنفسه البطولة المطلقة بلا منازع ويكتب حروف اسمه بالضوء الفسفوري والبنط العريض كما لو كان يحفره على أجسادنا وقلوبنا ويخلطه بدمائنا فتتغير فصيلتنا ونتوه، وقد نصبح بلا هوية بعد أن يحتلنا الحنين ويصبح صوته هو الأقوى والأبقى، ونوافقه على أنه الأولى بالرعاية والاهتمام والأجدر على التملك بلا منازع والجلوس على العرش. ونعيش معه في شراكة ممتعة ومقبولة وتدور أيامنا على وقع أقدامه تتحرك حولنا وتتمايل وترقص مع كلمات الشعراء وأغانيهم وآهاتهم وإشاراتهم ورموزه أو صوره المختلفة، إلا أن الحياة برفقة الحنين تتعرض لهجمات وثورات ومحاولات التخلُّص والفرار، كما لو كان محتلا غاشما قاسي القلب يسيطر ويستولي على الثروات والكنوز والآثار والتاريخ والأرض وكل ما يقع تحت يديه.
القبض على الذكريات
لأن الثورات كما تقول خديجة حمودة لها مكونات ومطالب وقدرات لا بد أن تملكها حتى تنجح، فإن ما يحدث يبدو للمراقبين والمحللين وأطباء علم الاجتماع والنفس والمؤرخين، وكأنه ثورة بيضاء لم تلجأ إلى سفك الدماء واستولت على ما تريد وقضت تماما على المدعو (الحنين)، الذي ذكر في وصفه في موسوعة ويكيبيديا بأنه خروج الصوت من الفم، وصوت الناقة إذا حنت، وصوت الأم إلى ولدها، وصوت الذي في فؤاده نزعة ألم، كما أنه صوت الريح والنسيم الرقيق، وصوت آلة العود عند النقر عليها، وصوت المشتاق، كما أنه اسم وادٍ بين مكة والطائف، وعنده حدثت غزوة حنين في سنة ثمانٍ من الهجرة بعد فتح مكة، وقد انتصر فيها المسلمون. في الحقيقة أنه بعد انتصار الثورة وتواري المهزوم تسير بنا الحياة وننتقل لمراحل الانشغال التام، والبحث عن الأمجاد والنجاح والبناء والتعمير ورسم شجرة العائلة وانتشار فروعها في جميع القارات وبناء الأبراج والاتجاه إلى الصحراء والقرى السياحية وإيداع الأرقام المليونية والأرصدة الثابتة والمتغيرة وأوراق البورصة والشهرة وإطلاق لقب العائلة على شركات عابرة للقارات، ومشروعات سكنية وشوارع وسط المدينة وقنوات فضائية وربما يصل الأمر لأقمار صناعية أو سفن تجارية ضخمة، لنفاجأ ببرودة تهاجم القلوب والأجساد والأيام، وعند العرض على الأطباء تكون الصدمة القاسية أن التشخيص هو (فقدان الحنين)، فمن غير الحنين تصيبنا حالة شعورية عند أي مشكلة تواجهنا تجعلنا نشعر بالعجز والانهيار، ولا يكون لها علاج إلا بالعودة للحب والحياة والأشواق واستدعاء الحنين.