باماكو – د ب أ : تزاحم الناخبون في مالي في مراكز الاقتراع امس الأحد لاختيار رئيس جديد ، حيث تسعى الدولة الفقيرة الواقعة في غرب أفريقيا إلى التعافي من انقلاب عسكري وتمرد إسلامي دفع فرنسا إلى إرسال مهمة عسكرية إلى مستعمرتها السابقة. ووصف المراقبون الازدحام في مراكز الاقتراع بأنه هائل ، حيث اصطف العديد من الناخبين قبل ساعات من بدء التصويت. وقال ناخب يدعى داوددا برتيت عقب الإدلاء بصوته في العاصمة باماكو :’لقد شاركت بالفعل في العديد من الانتخابات ، ولكن لم أر قط مثل هذه الأعداد الكبيرة .. يبدو الأمر وكأن مواطنو مالي أدركوا أن هذا هو الوقت المناسب للتغيير وأن الصوت يمكن أن يحدث فارقا حقا’. ويتنافس 27 مرشحا ، بينهم ثلاثة رؤساء وزراء سابقين وامرأة واحدة ، على قيادة البلاد خلال الخمسة أعوام المقبلة . وقال المنتقدون إنه جرى الترتيب للتصويت في عجالة شديدة وحرم مئات الآلاف من مواطني مالي من حقهم فى التصويت ، ولكن المجتمع الدولي رهن حصول مالي على مساعدات بقيمة 3ر4 مليار دولار بإجراء هذه الانتخابات . ويخشى وقوع هجمات ، حيث هدد متمردون إسلاميون من ‘الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا’ بمهاجمة مراكز الاقتراع في شمال مالي . كما دعت الحركة المسلمين إلى مقاطعة التصويت. ولا تزال الحالة الأمنية غير مستقرة بعد مرور 16 شهرا على انقلاب عسكرى عزل الرئيس المنتخب سابقا فى آذار/مارس 2012 ، ومرور 6 شهور على إرسال فرنسا 4500 جندى للبلاد للمساعدة في قمع تمرد إسلامي . واستمرت الهجمات في المنطقة الشمالية الصحراوية من مالي ، حيث يقاتل الإسلاميون والمتمردون الطوارق منذ شهور من أجل الاستقلال عن مالي . ولا يزال نصف مليون مالي نازحا جراء القتال. ونشر آلاف الجنود من قوات الأمم المتحدة وفرنسا لتأمين الانتخابات. وقال الرئيس المؤقت ديونكوندي تراوري ، المستبعد من المشاركة في السباق الرئاسى لكونه عضو فى الحكومة الانتقالية ، في رسالة لشعب مالي إن الانتخابات تمثل حدثا ‘تاريخيا’ . ومن المتوقع إعلان النتائج يوم الجمعة المقبل. والمرشحون الأوفر حظا هم الأكثر ثراء ويعتقد أنهم رؤساء الوزراء السابقون إبراهيم أبو بكر كيتا ، وسومانا ساكو ، وشيخ موديبو ديارا ، والسياسي المخضرم سوميلة سيز. كما يرجح أن تحقق هيدارا سيسي ، المرأة الوحيدة المرشحة للرئاسة والتي تحظى بدعم معظم المنظمات النسائية النافذة في البلاد ، نتائج قوية.