الناطق باسم «نداء تونس»: مستعدون لـ«التعايش» مع النهضة والباجي قائد السبسي لا مات ولا ورّث

حجم الخط
1

تونس ـ «القدس العربي»: نفى الناطق باسم حزب «نداء تونس» لزهر العكرمي وجود استقالات داخل قيادات الحزب اعتراضا على تعيين نجل رئيس الحزب على رأس إحدى القائمات، كما نفى تلقي الحزب لأي تمويل من أطراف خارجية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «نداء تونس» يرفض استمرار حكومة مهدي جمعة إلى ما بعد الانتخابات.
وكانت مصادر إعلامية أشارت الخميس إلى أن مستشار رئيس «نداء تونس» محمد الغرياني (الأمين العام السابق لحزب بن علي) قدم استقالته من الحزب بسبب شعوره بالعزلة بعد استبعاده من القائمات الانتخابية وخلافه مع بعض قياداته الحزب.
غير أن العكرمي نفى في حوار خاص مع «القدس العربي» هذا الأمر، لكنه أشار إلى وجود مشكلات داخل الحزب حاليا بسبب تشكيل القائمات الانتخابية، مؤكدا أنها ظاهرة طبيعية وموجودة في جميع الأحزاب التونسية «لكن الفارق الوحيد هو أن مشاكلنا تخرج للعموم بخلاف بقية الأحزاب».
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن القيادي في «نداء تونس» فوزي اللومي قرر تقديم استقالته بعد تجميد عضويته في الحزب إثر اعتراضه على تعيين نجل رئيس الحزب حافظ قائد السبسي على رأس قائمة تونس 1 دون استشارة قيادات الحزب، كما أشارت إلى استقالة أعضاء آخرين من الحزب اعتراضا على هذا القرار.
لكن العكرمي أكد أن ما قُدم من استقالات لا يتعدى اثنتين و»هي على مستوى القاعدات (مكتب محلي ناحية أو معتمدية) وليس القيادات، والباقي كله تهديد فقط، ونحن لا ننفي وجود خلافات في وجهات النظر حول القائمات والأشخاص وتقييم المرحلة».
كما أشار إلى أن تعيين حافظ قائد السبسي على رأس إحدى القوائم الانتخابية لم يسبب أي مشاكل داخل الحزب، لكن «عندما ظهر هذا الاسم حاول البعض من خارج الحزب تسويق هذا الموضوع باعتباره ابن الباجي قائد السبسي، والكلام عن وجود توريث غير ممكن، لأن قيادات الحزب إذا قبلوا التوريث فهم «أغنام» (وهم ليسوا كذلك)، والباجي قائد السبسي لا مات ولا ورّث».
غير أن بعض المراقبين يشير لوجود خلافات عميقة بين القوى اليسارية وبقايا حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (حزب بن علي) تهدد مستقبل «نداء تونس».
فيما يؤكد العكرمي وجود تهويل كبير في هذا الأمر، لكنه لا ينفي وجود صراعات داخل الحزب (بين يساري وآخر وبين تجمعي وآخر) يرى أنها صحية داخل حزب متنوع و»نحن تعهدنا منذ البداية أن نرعى التنوع ونرسخ الديمقراطية».
وكان «نداء تونس» قرر مؤخرا التقدم للانتخابات التشريعية ضمن قائمات منفردة خارج «الاتحاد من أجل تونس»، الامر الذي اعتبره البعض «طعنة في الظهر» منتقدا «تخلي» الحزب عن الاتحاد قبيل الانتخابات.
لكنه يؤكد أنه «من حيث الواقع هناك استحالة مادية للدخول بقائمات مشتركة (داخل الاتحاد)، داخل الأحزاب أحيانا تجد خلافا حول ترتيب الأشخاص فما بالك بين أحزاب بأحجام مختلفة».
ويضيف «ثم إن القانون الانتخابي لا يشجع على تحالف الأحزاب في قائمات مشتركة على الإطلاق، هذا القانون معادي تماما لأن تكون القائمات مشكلة من أحزاب مختلفة».
وحول الفرق بين «الاتحاد من أجل تونس» و»الجبهة الشعبية»، يقول العكرمي «الجبهة الشعبية هي مكونات جمعت بعضها بعضا حتى تصبح رقما، لذلك فيها شخصيات وأحزاب صغيرة جدا، بينما نحن حزب كبير وموجودون في عموم تراب الجمهورية (حوالي 300 ألف عضو ومؤيد للحزب) وبمئات الكوادر والقيادات، والوضعية مختلفة تماما».
وحول اعتماد الحزب على رجال أعمال وبعض المشاهير (رؤساء اتحاد كرة القدم) في رئاسة قوائمه الانتخابية، يبرر العكرمي بقوله «نحن نعتمد على تونسيين تونسيين يمكن أن يقدموا لنا إضافة في الانتخابات، بغض النظر عن صفتهم كرجاء أعمال أو فقراء».
ويؤكد أن «نداء تونس» لن يتحالف مستقبلا مع حركة «النهضة» في حال فوزهما بالانتخابات التشريعية، لكنه مستعد لـ»التعايش» معها ومع غيرها من الأحزاب، مشيرا إلى أن الانتقال الديمقراطي يُبنى أساسا على التسويات والتعايش السلمي بين الأحزاب، ويؤكد في الوقت نفسه أن حظوظ «نداء تونس» في الانتخابات التشريعية كبيرة، كما يستبعد تكرار سيناريو 2011 الذي جاء بالإسلاميين لسدة الحكم بأغلبية كبيرة.
ويشير إلى أن رئيس الحزب الباجي قائد السبسي ما زال الأوفر حظا في الانتخابات المقبلة، رافضا التعليق حول اتهامات القيادي بحزب المؤتمر سمير بن عمر لـ»نداء تونس» باعتماد أسلوب «الاحتيال» في جمع تزكيات لترشيح قائد السبسي، لكنه أشار إلى أن ما تحدث عنه بن عمر ربما عائد لوثائق تعود إلى ما قبل عام 2011.
وكان محسن مرزوق رئيس الحملة الانتخابية لقائد السبسي اعتبر مؤخرا أن ترشح رئيس حزب المبادرة الدستورية كمال مرجان الرئاسية «لن يحمل إضافة سياسية»، مشيرا إلى أن مرجعية قائد السبسي تطغى على مرجعية مرجان.
ويؤكد العكرمي أن ما قاله مرزوق لا يمثل «نداء تونس»، مشيرا إلى أن الحزب يحترم جميع المرشحين ولا يسعى لتقييم أي منهم.
وكانت الهبة التي أرسلتها الإمارات لرئيس «نداء تونس» أثارت جدلا كبيرا في البلاد، حيث طالب البعض الحزب بالكشف عن مصادر تمويله التي قال إنها «مشبوهة».
ويعلق العكرمي بقوله «ليس لدينا أية أموال خارجية تتدفق عليها، لكن لدينا بالمقابل اشتراكات منخرطينا وبعض الدعم من رجال الأعمال التونسيين الذين يأملون فينا خيرا في المستقبل، ونحن منفتحون على كل محاسبة في هذا الشأن».
ويحاول التقليل من تصريحات القيادي بالحزب نور الدين بن تيشة حول وجود «مال فاسد يسبب الخلافات داخل الحزب»، مشيرا إلى أنها معلومات مغلوطة قالها في حالة غضب.
وحول إصرار الحزب على ضرورة اقتران «رفع السر البنكي» بوجود إذن قضائي (وهو ما تم اعتماده لاحقا في قانون المالية التكميلي)، يقول العكرمي «طالبنا بذلك لإيجاد ضمانات للناس ولتشجيع الاستثمار وليس لشيء آخر، ورأس المال يحتاج إلى «الستر» كما يقال، ونخشى أن يستعمل في مسائل أخرى، ونحن نظرتنا قانونية ولها علاقة بالاستثمار وإنتاج الثروة في البلاد».
من جانب آخر، يشيد العكرمي بدور حكومة مهدي جمعة في معالجة ملف مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنها تجاوزت مرحلة الارتباك وتتخذ الآن إجراءات مرضية في هذا المجال.
لكنه يشير إلى أن «نداء تونس» يرفض استمرار حكومة جمعة إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، ويضيف «نحن مع إنتاج الانتخابات لكل آثارها ونتائجها ومفاعيلها».
يذكر أن رئيس مجلس شورى حركة النهضة فتحي العيادي أكد في وقت سابق أن بقاء حكومة مهدي جمعة بعد الانتخابات» أمر وارد، إذا حصل توافق حولها» مشيرا إلى أن هذا الأمر يتعلق بـ»أداء الحكومة و نتائج الانتخابات القادمة والتوافقات السياسية التي ستحدّد بقاءها من عدمه».

حسن سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كمال التونسي ألمانيا:

    عادت الفلول و بقوة !!

    عادت الدكتاتورية ووجوهها القذرة !!
    عادت الأفاعي للواجهة !!
    وغدا يعود ( بن علي أبوهم الحنين ) لتكريمه و يعتذر له الشعب !!
    مرجان أو بجبوج كلوا بصل !! و رؤوس فتن !!
    تذكروا جرائم بجبوج على رأس الداخلية !!
    وتذكروا أن مرجانة كان مرشح بعلول نفسه لخلافته !!
    في مصر جاء الإنقلاب صريحا و في تونس سيأتي الإنقلاب عبر صندوق النكبة ( الإنتحابات وقوانينها التوافقيةــ لتقسيم الكعكة )

إشترك في قائمتنا البريدية