أبتسم بيني وبين نفسي، عندما أقرأ، تهاني بعض الجزائريين لإخوانهم المسيحيين، بمناسبة أعيادهم الدينية، وهي تفيض تسامحا وحبا. أبتسم لأنني أعرف أن هذا الجزائري يهنئ مسيحيا لا يتصور وجوده في الجزائر، فالمسيحي الجيد هو المسيحي البعيد. فلوقت قريب لم يكن يتصور المواطن الجزائري العادي وجود مسيحيين عرب، فما بالك بالمسيحيين الجزائريين الذي مازال يتعامل معهم «كمرتدين».
لم يمنع هذا، كم التسامح الهائل والقبول الذي وجده تقليديا، المسيحيون الأوروبيون أو حتى الجزائريون المسيحيون، من أصول أوروبية، الكاثوليك في الغالب، من قبل فئات واسعة من الشعب الجزائري، احتكوا بهم مباشرة لعقود ولم يسمعوا بهم، كما هو حاصل من قبل جزء كبير من رواد التواصل الاجتماعي هذه الأيام. رغم الصراع الديني الذي ارتبط بالظاهرة الاستعمارية الاستيطانية تاريخيا، وما تعرض له الإسلام كدين، ومؤسسات ونخب من قبل الاستعمار الفرنسي.
منابر التواصل الاجتماعي التي اقتحمها بقوة، أبناء الريف والمداشر الصغيرة، من المتعلمين الجدد، بعد النجاحات التي حققها تعريب المنظومة المدرسية التي استفادت منها فئات شعبية واسعة في الريف والمدينة في وقت قياسي، وسائط تحولت إلى منابر للتعبير عن مواقفهم وآرائهم القريبة جدا من طروحات اليمين الشعبوي المتطرف، الحاضر عالميا في السنوات الأخيرة، داخل أكثر من حالة وطنية. النسخة الجزائرية التي تعتمد كأرضية تفسير لها على ذلك التجانس الديني الكبير للمجتمع، والربط الخاص الذي يعيشه، كما هو حال بلدان المغرب الكبير، بين العروبة والإسلام. يحصل هذا في وقت يعيش فيه التدين الرسمي أزمة فكرية حادة، لعدم قدرته على الإصلاح والتجدد، جراء افتقاده لنخب دينية قادرة على إنجاز مهام الإصلاح الديني المطلوب بقوة، كتحصيل حاصل للفقر الثقافي والديني، الذي عانت منه الحالة الجزائرية تاريخيا، كنتيجة منطقية للحالة الاستعمارية الاستيطانية، التي ابتليت بها الجزائر تاريخيا.
يتم كل هذا في وقت توسعت فيها الخريطة الدينية الوطنية، التي دخلها لاعبون دينيون جدد لم تكن متعودة عليهم من خارج الإسلام، على غرار الكنيسة البروتستانتية، ومن داخل الإسلام كالتشيع والأحمدية وغيرها من الملل والنحل التي زادت في خوف الجزائريين على تجانسهم الديني والثقافي الذي تعودوا عليه واستكانوا له منذ قرون. خوف يعبر عن نفسه بأشكال متعددة استطاع تيار يميني متطرف وشعبوي حاضر لدى بعض النخب من أبناء الريف والمدينة الجزائرية الجدد، من التعبير عنه والدخول في حروب كلامية باسمه عبر الوسائط الاجتماعية تحديدا، التي كان من السهل التعبير داخلها وليس بواسطة الكتاب، أو المقالة العلمية. الفقر الفكري الذي يجعل ممثلي هذا التيار الشعبوي ذي المنحى العنصري، في بعض جوانبه، لا يطمحون إلى أكثر من صفحة الفيسبوك، أو بعض المواقع الإعلامية باللغة العربية، التي استطاعوا اختراقها في السنوات الأخيرة، عندما التقت مصلحة هذه الوسائل الإعلامية، مع ممثلي هذا التيار الذي نجح في الترويج عبرها عن حضوره الغوغائي، بمواضيعه المعروفة كانت قد جُربت ونجحت في حالات وطنية أخرى كالشطط الديني والطرح الثقافوي المغلق والمرأة وبعض الظواهر الاجتماعية العجائبية، إلخ.
استغلت النسخة الجزائرية من اليمين المتطرف، الخوف من آثار التحولات السريعة التي عاشها المجتمع بعد الاستقلال، كانت وراءها الدولة الوطنية، فشل النظام السياسي في تسييرها بنجاح على المستوى الثقافي والفكري لبناء نموذج تعايش مقبول. بعد نجاح هذا التيار في استغلال الانقسامية الثقافية التي تعاني منها الحياة الثقافية والإعلامية والنخب الفكرية الجزائرية عموما. نجاح يعبر عنه أيمانويل تود أحد الأنثروبولوجيين وعلماء الديموغرافيا المعروفين، على شكل استفزاز للعمق الأنثروبولوجي للمجتمع الجزائري، في بعديه الديني والثقافي اللغوي تحديدا. هنا تكمن ميزة ما يمكن أن نسميه بالنسخة الجزائرية لليمين الشعبوي، الذي يستغل بعض الشروخ الثقافية والاجتماعية التي يعرفها المجتمع الجزائري، كغيره من المجتمعات الأخرى، للتهويل منها، ومنحها بعدا دوليا في بعض الأحيان، ترى في التنوع الثقافي واللغوي تهديدا محدقا بالتجانس اللغوي والثقافي للجزائري، عكس التلاحم الكبير الذي عبر عنه الجزائريون تاريخيا، كما كان الحال في ثورة التحرير على سبيل المثال، وأكدوه بمناسبة الحراك الشعبي، رغم العديد من الاستفزازات والاستعمال السياسوي لاختلافاتهم الثقافية والاجتماعية الطبيعية، كأي مجتمع بشري آخر.
لنكون في الشهور الأخيرة، بمناسبة هذا الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر أمام استفزاز للعمق الأنثروبولوجي، تقوم به هذه المرة السلطات العمومية نفسها وأصحاب القرار داخلها. عبّر عن نفسه بأشكال متعددة، كما كان الحال مع منع الراية الأمازيغية وغلق الكنائس البروتسانتية – في منطقة القبائل تحديدا – التي اكتشفت السلطات العمومية فجأة انها تعمل خارج القانون، رغم انها حاضرة على الأرض كفاعل ديني جديد، غير معروف تاريخيا داخل الحقل الديني الوطني، منذ أكثر من عقد من الزمن، سوق دينية زادها مع الوقت العرض والطلب خارج الأطر الرسمية المعروفة. سلطات عمومية خائفة هي الأخرى لا تتورع من اللعب على هذا الوتر الحساس والخطير، بعد أن فشلت في اقتراح البديل السياسي الذي يطالب به المواطنون أسبوعيا، منذ حوالي ثمانية أشهر من عمر الحراك. يساعدها في تبرير غيها، رهط من «الأكاديميين « لم يكتبوا حتى رسائل لزوجاتهم، كما كان يقول أحد الأصدقاء، كل زادهم المعرفي شهادات جامعية مشكوك في مصداقيتها العلمية، وإعلام مغلق عاد بالجزائر إلى سبعينيات القرن الماضي. سيعيد المشاهد والمستمع الجزائري إلى أحضان القنوات الأجنبية بكل تأكيد، في وقت لا يتورع فيه صاحب القرار الكلام عن الخيار الوطني.
يمين شعبوي زادت حظوظه في الحضور، في ظل ما يعانيه اليسار والعائلات السياسية الأخرى من انحسار، بما فيها العائلة الوطنية التي انكمشت حول نفسها وفقدت بريقها الوطني العصري مع الوقت، نتيجة تعثر المشروع الوطني على أكثر من صعيد. وهو ما أدى لاحقا إلى بروز تيارات يمينية متطرفة على المستوى الجهوي هذه المرة ـ منطقة القبائل ـ تطالب بالانفصال عن الجزائر، اعتمادا على قراءة إثنو- ثقافة، لا تاريخية، أنجزتها نخب معزولة عن بعدها الوطني وهي تعيش حالة تشنج مع عقمها الوطني وحتى الجهوي، وصلت دوليا إلى حد الافتتان بنماذج كيانات عنصرية والتبشير لعلاقات متميزة معها- إسرائيل – على حساب العمق الجغرافي والسياسي الطبيعي للجزائر، والزيادة في منسوب الاستفزاز للعمق الأنثروبولوجي للجزائريين.
*كاتب جزائري
1/3 في بلد كان/لايزال إسمياً يحكمه حزب يساري أوحد منذ منتصف الستينات .. بلا رقيب و لا حسيب و هيمنة فعلية ؛ غير مقيّدة لنخبة علمانوية / فرانكفونية التكوين .. ثم أتت سنوات بوتفليقة العجاف بعد خريف تلك النخبة 1988 ، و إنقلابها العسكري الدموي 1991 عبر الفرانكفوني خالد نزار ، إلتفت نفس العصابة من بقايا تلك النخبة التي شابت و شاخت من الفرانكفونيين و البربيست لغير مفارقة ! حول حكم بوتفليقة .. و أستخدمت سلطة الدولة لفرض عملية assimilation = إستيعاب مضادة أو فرض / تعميم هوية بربرية من خلال جهد متدرج إنتهى بمسعى تغيير مناهج التعليم/لغوياً و فرض/تعميم اللغة البربرية في منحى شمولي يفترض بربرية كل الجزائريين دون إستفتائهم أو مشورتهم أو إختيارهم .. وهي مقاربة الشمولية اللينينية البربيست / لويزة حنون ، القابعة حالياَ مع بقية النادي (الخالدنزاري) في السجن العسكري .. ذلك النادي الذي كان يُطلق على نفسه و هو يلتقط صور التضامن مع خالد نزار1991 إسم الجمهوريون = أي حراس الجمهورية .. ممن ؟ من الجلباب الإسلامي القصير و اللحية..!
ان الاعتراف كما يقول القانونيين هو سيد الادلة ان التلون التاريخى للامة الجزائرية هو الكامن غير المتغبر فى الوجود الحاصل اليوم فى التناقضات اللامتناهية بين ما يسمى بالنخب لان هذا المصطلح هو الذى ارخى سدوله على العقل واغشاه فاوقف كل تفكير يجعله ينفض الغبار والرماد الذى غطاه اثناء السير المتهالك والمتنافر للتاريخ ما بعد الموحدين . لسنا فى حاجة الى ادراك الاهتزاز بقدر ما نحن فى نسعى الى ادراك القدرة على تكوين ايمان عقائدى يقر بعدالة التكوينات الاجتماعية دون الالتفات الى المعتقد المبنى على الاستعلاء ( انا ..ونحن) لان مؤتمر الصومام الذى عرج عليه ( الاخ عمار) هو نقطة تحول فى الفهم المطلق لمعنى الثورة والتخلى عن كل ما يكون الزعامة بزعانفها المهلكة . لقد ان الاوان ان نسنتسلم لواقعنا بلا دموع ونبكى على ما فاتنا وان البكاء على ما فات اصله منبوذ الا اننا نريد نقبع بعيدا عنه لنتو قصته اللاصقة فى الصورة . ان الارتكاز على العقل والتدبر يكون اساسا لكل تحول فى المشهد الاجتماعى والفكرى والثقافى المتلون اذا كان هناك من هو يعتقد بالمسيحية فى شكلها الوراثى فهذا امر لا يمكن انكاره او التمرد عليه باى صفة كانت لان التاسمح فى الكليات لا يعنى ابدا زحزحة الامة من جغرافيتها وتاريخها وامتداداتهها فى التاريخ
2/3 . يومئذ قالت في إبتئاس لويزة حنون .. التلميذة الصغيرة الملتصقة سابقاً لكتف خالد نزار ((مستوحى التعبير من صورة تذكارية تضامنيةلها معه 1991)) إنّ الجزائر ((=كل الجزائر /دون تفرقة ، تجزئة ، قسمة عادلة)) لا تنتمي إلى ما يسمى العالم العربي. و إذا سلمنا بصحة المقولة في سياقيتها التاريخية و بتشريح المرجعية /المرجعيات الإجتماعية الكُلية من هذا المنظور السياقي relationality .. فإنها تسقط شيئاً من التحولات transformations , الإستدراكات , الخصوصيات .. الطارئة على التركيب/التركيبات الكلي للمكونات /الهويات الجزائرية ((خمسة أو ستة حسب التوزيع التاريخي الجيو إقليمي لمؤتمر الصومام 1956 Congrès de la Soummam : الأوراس / الشمال القسنطيني /القبائل / الجزائر / وهران .. + الصحراء ،، و ثمة توزيعات / تقسيمات أخرى هوياتية)) بعد الغزو العربي – الهلالي لشمال إفريقيا 1050 ميلاديّة.
2.2/3 . ،، بما في ذلك من نواتج ليت كلها قابلة للتفكيك contesting و إعادة الإنتاج re-productin بالمنظور التطهري الثقافوي الذي تتبناهـ حركة الإستيعاب البربري (المضادة) berberification في أيام بوتفليقة الأخيرة أو بالأحرى كان ناديها السلطوي الفرانكو-بربيست حاكماً بإسمه / من ورائه في عجزهـ المرضي الأخير 2014/2015 ، مثل أو من قبيل نواتج الأسلمة النهائية islamification و التعريب arabization or arabification ومنه نواتج التعريب / الإستعراب الإختياري لما يُقال إنها مكونات عرقية أمازيغية أصيلة و تحول لغوي linguistic change طرأ بلسانها عقب كل تلك ((الألف سنة)) 1050-2000 م .. فلا ينكر أحد أنّ الغزو / الهيمنة كان أحد الطرق التي إنتشر بها الإسلام ((ملاحظة : عملية “الأسلمة” سبقت الغزو الهلالي بفترة)) .. لكن في النهاية نحن أمام محصلة نهاية و هي تجذر “الإسلام” في الوعي الشمال إفريقي و هيمنته بإختيار ضمائر الناس الحاضرة ،، بالشكل الذي لا يمكن تفكيكه (مسائلته) بأدوات الخطاب الإنعزالي العرقي السابق لتاريخ هذا التحول كماضوية الجذور Nystology التي لا تستدرك تحولات الهويات الدائمة و تأثراتها بما في ذلك ((اللغة)) – ((اللسان)).
3/3 . المهم أن تلك المساعي أتت بنتائج مضادة لم تتصورها الحركة المناهضة للتعريب + الأسلمة , التي تشملها النخب العلمانوية القديمة و الفرانكفونية في جيل ثورة جبهة التحرير (جيل الإستقلال) و ليس البربيست فقط ،لم تتصورها تلك النخب مثل زيادة معدلات التدين و الإلتزام و الأسلمة الطوعية الإختيارية من غير توجيه و لا تعبئة سلطوية mobilisation في بلد و أكرر لا يرفع الآذان في تلفازهـ و لا يسمح لللمحجبات بمزاولة الإذاعة في تلفازهـ الرسمي حتى تأريخه .. لكن الحراك / الثورة أفرز حقيقة شيخوخة تلك النخبة.
من النادر جدا ان نقف وقفة المتامل فى صفحات التاريخ لنروى او نستنسخ ما يمكننا من فهم على قدر كبير من الصواب الاجتهادى الى قد يوصلنا الى الايمان العشوائى الذى يختمر العقل فيوحى اليه بصواب كل الافتراضات التى تؤسس لحدود جغرافيا الهوية بمعناها المقيد او المطلق حتى تلتصق بالانسان التصاقا دون فهم لمدلولاتها المكونة لها . اليوم ونحن فى اعز الظروف نبحث فى الاعماق عن انفسنا وفى حيثات اجسادنا اللونية والبيولوجية والجغرافيةبسهولها ورمالها فى نجد الاتحاد فى القول سوى من خلال التمرد المنكر الذى يابى ان يسمى نفسه الاسم المصاحب له
كيف يكون منع كنيسة تعمل خارج القانون و بدون رخصة إستفزاز للجزائريين و للعمق الإنثربولوجي
اتارني فعلا تطرق المقال لأفكار اليمين المتطرف في المجتمع الجزائري .. لأنني اهتممت كثيرا بالأمر كي أفهم بعض الميكانيزمات التي أدت الى هذا الوضع .. و كأن الشعب في سبات عميق ..
.
وجدت أن هناك تطابق بين الخطاب السائد منذ بومدين و خطابات اخرى ترتكز على نفس الاس س اليمينية المتطرفة. تطابق لا نراه بسهولة .. لأن خطاب بومدين كان خطابا في حلة ثورية .. يعني كان ينهل من أدبيات الثورات اليسارية تحديدا .. و هذا ما يعطي لخطاب بومين قوة تاقلمت مع السياق التاريخي .. لكن بتحليل مجرد نجد أن خطابه هو خطاب يمين متطرف.
.
خطاب حددت مرتكزاته في ما يلي “نحن .. نحن و فقط .. و الآخر لا شيئ .. نحن و ما ادراك من نحن .. ”
.
لتمرير هذا الخطاب لا بد من ايجاد استثناء و تفرد عند الشعب المخاطب .. و إن لم نجد فنخلق هذا الاستثناء ..
.
يتبع رجاءا 1
إذا كان الاستثناء في خطاب هيتلر “نحن آريين” .. و اسرائيل “نحن شعب الله المختار” .. فقد اجتهد بومدين في خلق استثناأت عديدة.. ها نحن نرى التابعن يزيدون الطين بلة ب “نحن نوميديا” ..
.
اجتهد بومدين و آله في النفخ في الثورة .لخلق الاستثناء عن العالمين .. و هذا ليس اتنقاصا منها .. لكن ان نتكلم على الثورة الجزائرية على أنها غيرت مجرى تاريخ الانسانية يدخل في نطاق “نحن و فقط” ..
.
كذلك التركيز على المليون و نصف شهيد … و كانه تفرد .. بيد ان قتلى الفيتنام بالملايين .. و اليهود بالملايين ..
.
يحتاج الخطاب المتطرف الى ايقونات تاريخية .. و هكذا تم النفخ في شخصية الأمير عبد القادر .. و العارف يعلم أن الأمير الدي يُتكلم عنه في الجزائر ليس هو نفس الأمير عبد القادرفي الواقع ..
.
هذه مجرد بعض نقاط من كثير لتبيان كيف بني الخطاب .. و كيف يستعمل .. و نحن نرى أن مفعوله لا زال قائما .. لا يحتاج إلا لشرارة صغيرة .. و سينتج مآسي مثل مأسات ام درمان ..
.
يتبع رجاءا 2
و لا زلنا نرى حكام الجزائر يستعملون نفس الخطاب .. الدي يعد من اخطر الخطابات اطلاقا .. و من خلاله يمكن اقتياد الشعوب كالخرفان .. للاسف هذا ما يقوله تاريخ الأمم.
.
حتى إن أخذنا تعليقات من الجزائر في هذا المنبر كعينة لتحليل الافكار السائدة هناك، نلاحظ بصبات واضحة لخطاب اليمين المتطرف .. و أنا لا أتفاجأ حين اقرأ تعليقا يقول يجب على المرأ غسل فمه لينطق بكلمة جزائر .. و نحن هنا الآن في هذا المشهد.
.
خطابات القايد صالح كلها تنهل من نفس الافكار .. فيها نفخ في العزة و الاستثناء عن العالمين .. ثم فيه تذكير بالثورة و الشهداء و هنا يقوم بعملية “المصعد الروحي ascenseur emotionnel” و يضع المتلقي في زمن بومدين .. و الثورة المجيدة .. كل هذا ليمرر رفضه لتحقيق مطالب الحراك .. و طبعا الخوف على الاستثناء من الآخر .. مآمرات كونية طبعا تريد هدم هذا التفرد عن العالمين ..
.
انتهى شكرا 3
مااجده يدعو للتفاؤل الآن ؛ان الشعب خاصة مع الحراك استرجع المعنى الحقيقي لكونه جزائري ؛ فهو سليل اجيال من النضال السياسي الذي لم يتوقف ؛عرف كبوات وانتكاسات وسنين جمر جعلت تجربته السياسية اكثر نضجا واعمق فهما ؛ وهو يستثمر في هذا النضال الطويل ويستمد منه قوته . نزول حميلة بوحيرد وصور ديدوش وعلي لابوانت وعميروش وو … كلها ذات دلالات سياسية عميقة تبعده عن كل سطحية مبدئيا لينطلق في رؤية سياسية بعيدة عن الانفعالات .
وعلينا ان نستثمر في هذا السلوك او الاعتقاد السائد بالتميز ولاانكره ولااجده مشينا اذا ما كان اسما على مسمى .والجزائري يستحق.
امسيتك سعيدة أخي
شكرا استاذنا ناصر جابي على مقالك لليوم ولكل الاخوة المعلقين .
نسأل مُنظر الديمقراطية الجديدة { ديمقراطبة الاستيلاء على الحكم خارج الصندوق: لأن الأقلية لا يناسبها حكم الصندوق كما هو شأن الديمقراطية منذ عرفها الناس } : أيهما اولى بالتنديد غلق مقرات {سكنات وقارجات وغيرهما } سماها أصحابها كنائس ، أنشئت برعاية وإشراف وتشجيع وتحدي من منظمات تنتصيرية اجنبية آخر أهدافها نقل المسلمين من {ضلال الإسلام } إلى هدى {المسيحية}: هذا الانتهاك الصارخ لسيادة بلد والاستثمار المشبوه في ظروف البلاد والعباد لخلق أقلية دينية تُستغل في الأوقات المناسبة لمصالح استعمارية ، صارت لاتخفى على أحد . أهذا أولى بالتنديد من رجل قانون ،أم ممارسة دولة سيادتها في إقليمها
لاخوف على الجزائر المسلمة من التنصير أو التشيع أو العلمانية ، فكل الشعب الجزائري مسلم سني 100% والحمد لله…الخوف كله من إستمرار حكم العسكر الفاشي الإستبدادي الفرونكو إماراتي الذي لايهمه الصراع الإيديولوجي أو الثقافي أو اللغوي بقدر مايهمه الحفاظ على الغنيمة التي تركها له النظام الكولونيالي قيل رحيله من البلاد منذ 60 عاما…الشعب الجزائري المسلم فصل في مشروعه السياسي خلال إنتخابات 90 و91 ، وصفع كل التيارات التغريبية والعلمانية ومعها نظام مليشيات وجدة الذي إستولى على الحكم بقوة الدبابة مدعوما من فرنسا والمغرب ومصر في عام 1962 …الشعب الجزائري يصنع التاريخ مجددا بثورته السلمية المباركة التي لن تتوقف حتى تحقق كل مطالبها برحيل النظام العسكري ورجوع السيادة للشعب .