النظام السوري وروسيا قتلا 352 مدنياً بينهم 90 طفلاَ وشردا مليون نازح

هبة محمد
حجم الخط
0

لم تتوقف الغارات والهجمات الروسية وتلك التي مصدرها قوات النظام السوري على شمال سوريا، رغم إعلان روسيا دخول المنطقة بمرحلة هدنة، والتي خرجت تركيا لنفي تطبيقها بشكل كامل، ليرتفع معها أعداد الضحايا وتزداد حركة النزوح أكثر من قبل آلاف المدنيين الباحثين عن بقايا مناطق آمنة في مساحات جغرافية ضئيلة المفترض بأنها تخضع لاتفاق خفض تصعيد دولي برعاية روسية-تركية.

في حين أفاد ناشطون محليون، امتناع معظم الأهالي في ريف إدلب الجنوبي عن أداء صلاة الجمعة في المساجد خشية استهدافها من قبل طائرات النظام الحربية.

وقال مدير الدفاع المدني في إدلب شمال سوريا مصطفى الحاج يوسف لـ “القدس العربي”: “الحملة لا تزال مستمرة رغم الإعلان عن الهدنة من الجانب الروسي، فالهجمات لا تزال مستمرة حتى الساعة من القصف حتى التدمير والتهجير، وأن حركة النزوح في اطراد أكثر، حيث كنا نتكلم عن 700 ألف نازح بالأمس، أما اليوم، فقد ارتفع ذلك العدد إلى قرابة المليون نازح”.

كما تتعرض معظم مناطق ريف إدلب الجنوبي لحملة قصف جوي مكثف تنفذه طائرات النظام الحربية، وتشارك المدفعية الثقيلة في قصف الأماكن المدنية، ومواقع تابعة للمعارضة السورية.

وأضاف، ما يجري في الشمال السوري من قبل المقاتلات الحربية التابعة للنظام وروسيا، لا يمكن وصفه إلا بـ “الحرب الشاملة وحرب الإبادة” ولم تعد هناك منطقة آمنة في سوريا.

قلق أممي

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، عن قلق الأمم المتحدة، من القصف على حماة وإدلب، إذ قال “نشعر بالقلق من التأثير الإنساني الواسع للأعمال العدائية التي تتكشف حاليًا في منطقة التصعيد شمال غرب سوريا” كما كشف المسؤول الأممي أنه منذ 29 نيسان/ابريل الماضي تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 231 مدنيًا، بينهم 69 امرأة و81 طفلًا.

إلا أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان “منظمة غير حكومية” كانت قد وثقت منذ 26 نيسان/أبريل الماضي وحتى 10 من الشهر الجاري، مقتل ما لا يقل عن 352 مدنياً، بينهم 90 طفلاً، و68 سيدة، وإصابة ما لا يقل عن 984 مدنياً بجراح، والاعتداء على 29 منشأة طبية و60 مدرسة بالإضافة إلى ضربات استهدفت 38 دارا مخصصة للعبادة، وصولاً إلى استهدف 3 مخيمات تأوي نازحين.

ومنذ نهاية نيسان/أبريل الماضي، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعد ما فروا جراء القصف العنيف.

وتخضع منطقة إدلب لاتفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.

اردوغان يتوعد الأسد

وعلق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الحملة الأخيرة المتواصلة شمالي سوريا، وقال في مؤتمر صحافي عقده الجمعة: “لن نسكت إن واصل النظام السوري هجماته على نقاط المراقبة التركية في إدلب”.

وبين، حسبما نقلته وكالة “الأناضول” أن تركيا ستعطي “ردا واضحا” على ما اعتبره “استفزازات لقوات بشار الأسد” وأضاف “مواصلة النظام السوري الاعتداءات على إدلب وقصفها بقنابل الفوسفور جريمة لا تغتفر ولا يمكننا السكوت عليها”.

واستطرد: “أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي وستأخذ دعوات السكان المحليين بعين الاعتبار”.

جرائم حرب

وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـ “القدس العربي”: بدون أدنى شك الهجمات التي قامت بها القوات الروسية مع النظام السوري على إدلب في الفترة الأخيرة استهدفت المدنيين والبنى التحتية دون أي تمييز بين المدني والمقاتل.

وأشار قائلاً: علاوة على الضربات العشوائية، فقد وثقنا هجمات مركزة استهدفت منشآت حيوية أساسية بشكل متعمد بواسطة الصواريخ الموجهة، وخاصة تلك التي استهدفت المشافي والمدارس، بشكل يمكن وصفه كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما فيها من عمليات قتل، والتي تم ارتكاب العشرات منها على يد النظام السوري والقوات الروسية.

وفاة طبيب الفقراء

وعلى صعيد متصل، أفادت وسائل إعلام محلية، يوم الجمعة، أن الطبيب علي عباس، والذي اشتهر في الشمال السوري باسم “طبيب الفقراء” توفي عن عمر يناهز 63 عاماً في مسقط رأسه في ريف إدلب الشمالي، بعد معاناة طويلة مع مرض السكري الذي تسبب في بتر رجله في وقت سابق.

وأمضى عباس وفق المصادر، 16 عاماً في سجن تدمر الشهير، حيث اعتقل وهو يدرس في كلية الطب إبان حقبة حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، تقاسم خلالها مع رفاقه العذاب الجسدي والنفسي من قبل جلادي الأسد وخرج في عام 1995 ليتابع بعدها دراسته ويتخرج طبيباً، وبدأ بممارسة مهنته في مسقط رأسه كللي.

واشتهر “طبيب الفقراء” بإنسانيته وإصراره على معالجة المرضى والمصابين دون مقابل رغم كونه مقعداً يعتمد على كرسي متحرك للتنقل بعد فقده لإحدى ساقيه متأثراً بمرض السكري.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية