دمشق ـ إسطنبول ـ «القدس العربي»: في تزامن «مريب» بين ادعاء النظام السوري، أمس، بأن المعارضة السورية نفذت هجوماً بـ«غازات سامة» على مناطق مدنية تابعة للنظام في حلب، وعودة الحديث عن مصير منطقة تل رفعت، والحراك المتسارع وتطورات الأوضاع في محافظة إدلب شمالي سوريا، نقلت وكالة أنباء النظام (سانا) عما قالت إنها مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة في مدينة حلب: «تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة»، مشيرة إلى أن «الإصابات ناجمة عن استهداف المجموعات الإرهابية أحياء سكنية في حلب بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة».
وفد سعودي – إماراتي استخباري في شرقي الفرات للإشراف على تدريب مجالس عسكرية ومدنية وتمويلها
واستغلت القوات الروسية تلك «المسرحية الجديدة للنظام» التي عرضها في مشفيين لتشن طائراتها هجمات جوية على مواقع عسكرية للمعارضة السورية في المنطقة «منزوعة السلاح»، بعد اتهام المعارضة بالوقوف وراء الهجوم.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي أنه لا يملك أي أدلة على هجوم بالكيميائي في حلب، وسيبحث الأوضاع في سوريا مع الشركاء الأوروبيين والدوليين، مشدداً على أن باريس تدين أي استعمال للأسلحة الكيميائية. بينما أجرى وزيرا الدفاع التركي والروسي مباحثات هاتفية خلال الساعات الماضية لمناقشة الأوضاع التي آلت إليها التطورات في محافظتي إدلب وحلب، إلا أن وكالة «رويترز» نقلت عن نقيب الأطباء في حلب زاهر بطل قوله: «ليس من الممكن أن نعرف ما هي أنواع الغازات، لكن شككنا بغاز الكلور وعالجنا المصابين على هذا الأساس بسبب الأعراض».
ورفضت المعارضة السورية بشكل حاسم الاتهامات الموجهة لها من روسيا والنظام السوري بالوقوف وراء الهجمات السامة على بعض أحياء حلب. ونفى الجيش السوري الحر المزاعم التي يرددها النظام وروسيا.
وقال العقيد في «الحر» فاتح حسون لـ «القدس العربي»: «قياساً على كل الحالات التي استخدم فيها النظام السوري السلاح الكيميائي فإن اتهامه باطل، ولا أساس له، وما هو إلا خطوة تحضيرية لعمل مستقبلي يرمي من خلاله لتخريب اتفاق قمة سوتشي حول إدلب قبيل جولة مباحثات أستانة القادمة، وذلك بإيعاز إيراني ورضا روسي».
وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة «نور الدين الزنكي» على موقع «تويتر» أن «النظام المجرم وبتعليمات من روسيا يحاول اتهام الثوار باستخدام مواد سامة ضد مواقع في مدينة حلب، وهذا محض كذب، فالثوار لا يملكون سلاحاً كيميائياً ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون وسائط استخدامه».
من جهتها تخشى أوساط تركية أن يكون حديث النظام السوري، الأحد، عن وجود هجوم بغازات سامة من قبل المعارضة السورية على مناطق النظام، تمهيداً لإيجاد مبرر من أجل القيام بعمل عسكري أوسع ضد إدلب، حيث حشد النظام قوات هائلة في محيط المحافظة قبيل توقيع اتفاق أستانة الأخيرة الذي منع وقوع هجوم واسع كان يجري الإعداد له من قبل روسيا والنظام ضد إدلب.
من جهة أخرى وعلى الجانب الشرقي، وفي رسالة واضحة موجهة إلى أنقرة وطهران وموسكو في سوريا، وتنفيذاً لمآرب أمريكية بهدف رسم خط جيوسياسي واستراتيجي جديد للتحالف بقيادة واشنطن، دخل وفد عسكري – استخباراتي سعودي – إماراتي مشترك إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرقي سوريا، يضم ضباط استخبارات ومترجمين وإداريين، للإشراف على تدريب القوات التابعة لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي «البي واي دي»، وعلى وجه الخصوص قوات «حرس الحدود» التي تضم عناصر عربية من عشائر لها امتداد في السعودية، إضافة لمهام أخرى أهمها التواصل مع طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وهم ضباط استخبارات للتنسيق في عمليات استلام أسرى ينتمون لتنظيم «الدولة» من الجنسيات السعودية والإماراتية.
وحسب مصدر خاص لـ«القدس العربي» فإن قوام الطاقم الاستخباراتي والعسكري مؤلف من 150 شخصاً، دخل الى منطقة شرقي الفرات، بمهمة الإشراف على الدعم المالي المقدم من السعودية والامارات للمجالس العسكرية والمدنية التابعة لميليشيا «بي واي دي» الكردية، مشيراً الى ان المهمة الإضافية الأكثر حساسية هي الحفاظ على سرية عملية تسليم عناصر تنظيم «الدولة» الأسرى لدى ميليشيا «قسد»، وهو جزء من الاتفاق الذي أبرمه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامرالسبهان، مع ميليشيا الـ»بي واي داي» والذي يقضي بتسليم عناصر «داعش» السعوديين الى ضباط الارتباط المسؤولين عن هذه المهمة. (تفاصيل ص 4)