دمشق – «القدس العربي» : مرحلة صعبة تعيشها مدن إدلب وحماة في المنطقة العازلة والارياف المتصلة بها على وقع الضربات والصواريخ التي تمطرها قوات النظام السوري بشراكة روسية، على المنطقة، حيث بلغت امس اكثر من 80 ضربة ما بين صاروخ وبرميل متفجر وقذيفة مدفعية، وذلك حسب إحصائية وثقتها «القدس العربي» استناداً إلى تقرير فريق الخوذ البيضاء، فيما توعد النظام السوري على لسان نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، الخميس، المزيد من القصف والتدمير على ادلب، «بشتى السبل لاستعادة أراضيها» ممن وصفهم بالأعداء، معتبراً الولايات المتحدة وتركيا من بينهم.
«تحرير الشام» تعلن قتلها 3 جنود روس ومدير الدفاع المدني يؤكد مقتل عائلة بكاملها
مدير الدفاع المدني مصطفى الحاج يوسف وصف أمس لـ «القدس العربي» التصعيد بانه «غير مسبوق» جراء القصف والغارات المكثفة، مؤكداً مقتل عائلة كاملة «مؤلفة من الأب والأم وطفليهما، وإصابة طفلتهما الثالثة الناجية الوحيدة من عائلتها، جراء قصف جوي بأربع غارات محملة بصواريخ شديدة الانفجار في ساعات الفجر الأولى، حيث تم استهداف مدجنة تحوي نازحين على أطراف بلدة كنصفرة، فيما عمل فريق الإنقاذ على انتشال الشهداء من تحت الأنقاض وإسعاف المصابة».
قصف مدارس
واكد المصدر الخروج الجزئي لمركز الدفاع المدني في بلدة كفرنبودة في ريف حماة الغربي عن الخدمة، نتيجة الدمار الذي لحق به والأضرار التي تعرضت لها الآلات الطبية، واستهدافه بشكل مباشر بأكثر من خمسة صواريخ شديدة الانفجار من قبل قوات النظام بعد منتصف ليلة أمس.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس لرويترز إن مدارس ومنشآت صحية ومناطق سكنية تعرضت للقصف من طائرات هليكوبتر ومقاتلات، والقصف بالبراميل وهو أسوأ ما شهدناه منذ 15 شهراً على الأقل شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وتتعرض مدن وبلدت شمال حماة وجنوب إدلب ضمن المنطقة العازلة والارياف القريبة منها لهجوم كبير، حيث قصفت الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري بالبراميل المتفجرة بلدات بسقلا، ترملا، أرينبة، ومحيط قرية القصابية، وحاس وعابدين في ريف ادلب الجنوبي، ما اسفر عن مقتل طفل واصابة سبعة آخرين، الخميس، في استمرار تصعيد سلاح الجو الروسي والسوري لليوم الخامس على التوالي المنطقة المنزوعة السلاح ومحطيها.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال ان القطاعات الجنوبية من الريف الإدلبي وقطاعات حماة الشمالية والغربية والشمالية الغربية تشهد تحليقاً متواصلاً لأسراب من طائرات النظام الحربية والمروحية، بالتزامن مع استمرار الاستهداف المكثف في سياق التصعيد الأعنف منذ اعلان اتفاق «سوتشي». ووثق المرصد أكثر من 54 برميلاً متفجراً صباح أمس، على المنطقة.
مؤكداً مقتل مدني وإصابة آخرين بجراح جراء البراميل المتفجرة التي طالت بسقلا، على صعيد متصل استهدفت طائرات النظام الحربية بالرشاشات الثقيلة أماكن في تل هواش بريف حماة، والهبيط وعابدين جنوب إدلب، فيما قصفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية مناطق في الحويز بسهل الغاب، والمشيرفة بريف إدلب الشرقي.
رد المعارضة
الجبهة الوطنية للتحرير ردت في محور المغير بريف حماة بالرشاشات الثقيلة على مواقع قوات النظام، كما استهدف «تجمع أحرار الشرقية» التابع للجيش الوطني، نقاط تمركز القوات المهاجمة في قرية «فافين» شمالي حلب، واكد المكتب الإعلامي لتجمع أحرار الشرقية في تصريحات صحافية «استهداف الفيلق الأول في جيش قوات النظام بعدة صواريخ، مدرسة المشاة محققًا إصابات مباشرة» وذلك «لاهميتها الجغرافية وكثرة وجود عناصر قوات النظام فيها مما حقق خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات النظام، رداً على قصف قوات النظام والقوات الروسية لمنازل المدنيين في إدلب وريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي والغربي، وقواتنا سوف تستمر باستهداف تمركز النظام وميلشياته الطائفية».
واعلنت «هيئة تحرير الشام»، الخميس، قصف القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم في اللاذقية بصواريخ غراد، مؤكدة مقتل عدد من الجنود الروس وجرح آخرين، وإعطاب طائرة. ونشرت الهيئة مجموعة من الصور التي تؤكد قصف قاعدة حميميم وأكدت «وقوع قتلى وجرحى، في صفوف المحتل الروسي، وإعطاب طائرة بعد استهداف فوج المدفعية والصواريخ في تحرير الشام لمطار حميميم العسكري بصواريخ الغراد». ونقلت وكالة «إباء» الإعلامية التابعة «للهيئة» عن مصدر عسكري قوله، إن فوج المدفعية والصواريخ في الهيئة استهدف مطار حميميم بـ 35 صاروخ غراد، بشكل مباشر وأدت إلى مقتل 3 جنود وجرح آخرين من قوات الاحتلال الروسي، بالإضافة إلى إعطاب طائرة، واحتراق سيارتين عسكريتين» مشيراً إلى أن ذلك يأتي ردًا على تصعيد طيران النظام وروسيا وقصف مناطق في محافظة إدلب وريف حماة بالقذائف الصاروخية والمدفعية»
نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، صرح الخميس، بأن بلاده تعمل بشتى السبل لاستعادة أراضيها ممن وصفهم بالأعداء، معتبراً الولايات المتحدة وتركيا من بينهم. وقال المقداد لوكالة «سبوتنيك» الروسية عقب لقائه وفداً تضامنياً من جنوب إفريقيا، إن «الدولة السورية ستستخدم كل السبل من أجل إعادة أرضها المحتلة من تركيا وأمريكا وكل أعداء سوريا».
وكشف فريق «منسقو الاستجابة» في بيانٍ لهم يوم أمس، أن ما يزيد عن 9500 مدني نزحوا خلال اليومين الماضيين نتيجة قصف قوات النظام الأسد وروسيا على «المنطقة المنزوعة السلاح» في ريفي محافظتي إدلب وحماة. وذكر بيان «منسقو الاستجابة» أن قوات النظام وروسيا استهدفت أكثر من 73 نقطة في أرياف محافظات حماة وإدلب وحلب، وبالأخص قرى سهل الغاب خلال الـ48 ساعة الفائتة، منها منشآت طبية وتعليمية ومخيمات نازحين وبنى تحتية، ما أدى القصف إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين.
وكان القصف المكثف لقوات الأسد وطائراته قد أسفر عن نزح 90 بالمئة قبل أسبوع من سكان قرية كفرنبودة في ريف حماة، وفق المجلس المحلي للقرية، كما نزح 40 ألف نسمة من بلدة قلعة المضيق، خلال 77 يوماً بسبب القصف.
ودعا بيان «فريق منسقو الاستجابة» المنظمات الإنسانية والإغاثية في المنطقة إلى تقديم الدعم الفوري والمساعدات للمدنيين المتضررين من قصف قوات النظام وروسيا، وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري، قد أكد في بيانٍ له أن الهجوم الذي بدأته قوات النظام مدعومة بطائرات الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية منذ ثلاثة أيام على مناطق ريف حماة الشمالي الغربي، خرق للاتفاق المتعلق بالمنطقة وانتهاك لميثاق جنيف، في ظل غياب كامل للمجتمع الدولي وفشل في تحمل المسؤوليات تجاه حفظ سلامة وأمـن المدنيين.