النظام السوري يسوق المئات من عناصر «المصالحات» للخدمة العسكرية وصورة «المقتادين بالسلاسل» تثير ردود أفعال غاضبة

حجم الخط
0

انطاكيا – ريف دمشق – «القدس العربي»: بعد شيوع صورة المقتادين للخدمة العسكرية مقيدين بالسلاسل، في مشهد أثار ردود أفعال غاضبة، تصاعدت الانتقادات لفصائل الجيش الحر في درعا وريف دمشق الذين انخرطوا في عمليات المصالحة، لتكون نهاية ثقتهم بالضامن الروسي هو الزج بأبنائهم في صفوف قوات النظام، كما أظهرت هذه الحملة المكثفة لاعتقال المطلوبين للخدمة العسكرية عدم إيفاء النظام بوعوده بالعفو الرئاسي عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
فقد نفذت حواجز مخابرات النظام السوري خلال الأيام الماضية، عدة حملات اعتقال طاولت مئات الشبان بهدف زجهم في الخدمة الإلزامية لجيش النظام وتركزت تلك الحملات في منطقة درعا جنوب سوريا، ومدينة دمشق وريفها.

دمشق والغوطة الشرقية

وسائل إعلام محلية، أشارت إلى تركُّز الحملات في مدينة التل بدمشق وحي برزة، وفي الغوطة الشرقية وعدة مناطق بدرعا، حيث تقوم حواجز فجائية للأمن السياسي والعسكري بالنظام، بإجراء عمليات تفتيش للشبان واعتقال المطلوبين منهم للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، وفق قوائم تم تعميمها مسبقا، ليتم نقلهم إلى أفرع الشرطة العسكرية ثم إلى مراكز التجنيد.
وتعيش المناطق المستهدفة، حالة من التوتر الأمني المُستمر، وأثارت الحملات تلك ردود أفعال من قبل الأهالي، رغم خضوع الغوطة ودرعا لاتفاق التسوية بين المعارضة السورية وقوات النظام برعاية روسية، حيث طاولت الحملات أيضا العناصر المصالحة للنظام وتلك التي ساهمت في تسهيل عمليات التسوية والمصالحة لعناصر المعارضة معه. من جانبه، تحدث الناشط الإعلامي أبو اليسر براء رئيس رابطة صحافيي الغوطة الشرقية، لصحيفة «القدس العربي»، عن عمليات الاعتقال التي تجري في الغوطة الشرقية ودمشق من قبل قوات النظام الأمنية، مشيراً إلى حالة التضييق المستمر على الأهالي في الغوطة التي تعرضت لحصار خانق استمر لخمس سنوات.
وأشار الناشط الإعلامي، إلى أن «نظام الأسد خالف اتفاق التسوية مع روسيا منذ اليوم الأول من خروج الثوار من الغوطة الشرقية، حيث أن عمليات الاعتقال منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها قوات الأسد إلى المنطقة طاولت عدداً من الناشطين الثوريين سواء عسكريين أو مدنيين».
وأضاف بأن الكثير من الشباب خاصة من كانوا في صفوف الجيش الحر حاولوا الالتحاق في صفوف ميليشيات النظام كالفرقة الرابعة ليحموا أنفسهم من التجنيد بقطع أخرى.
وأردف أبو اليسر: «بعد عدة شهور من الاتفاق، أصدر النظام السوري عفواً عن المتخلفين عن الخدمة، بيد أنه وفي اليوم الثاني مباشرة تم نصب حواجز طيارة في الكثير من المناطق بالغوطة ودمشق تم من خلالها اقتياد عدد كبير من الشباب إلى الخدمة العسكرية»
ونوه إلى أن عمليات الاعتقال «كانت تتم بشكل شبه انتقامي، وتتم حتى أثناء عمليات متابعة الأهالي في دوائر الدولة بلا استثناء، وحصلت الكثير من عمليات الاعتقال في مبنى النفوس أثناء تسجيل الشباب لأولادهم الجدد كما حدثت عمليات أخرى في إدارة الهجرة والجوازات بعد أن طالب النظام من يريد استخراج شهادة وفاة لمن استشهدوا خلال الثورة، باستخراج ورقة عدم سفر خارج القطر من الإدارة».
وحول الاعتقالات التي حصلت في دمشق، قال الناشط الإعلامي: «مدينة التل لم تتوقف فيها عمليات الاعتقال من لحظة خروج الفصائل منها لكن في الفترة الأخيرة شهدت مدينة التل وحي برزة أكبر عمليات اعتقال طاولت الكثير من عناصر المصالحة ، الشبان الذين قاموا بتسوية أوضاعهم بمن فيهم قياديون طبعا وأيضا تم نصب الكثير من الحواجز الطيارة في دمشق وتم اعتقال عدد كبير من الشبان على إثرها».

الجنوب السور

وفي السياق، تحدث المحامي عدنان مسالمة عضو لجنة المفاوضات مع النظام في الجنوب السوري، لـ»القدس العربي»، عن عمليات الاعتقال التي تتم في الجنوب السوري، قائلا: «بسبب تباين الموقف من اتفاق التسوية من قبل الأجهزة الأمنية هناك جهات تحاول وضع العصي في الدواليب وتعطيل بعض بنود الاتفاق وخاصة لجهة عدم اعتقال أي شخص أجرى تسوية».
وأضاف: «يلجأ بعض الجهات إلى توقيف المراجعين بحجة وجود تعميم أو إذاعة بحث رغم وجود التسوية وخاصة الأمن السياسي والأمن الجنائي».
وأردف الحقوقي: «أما موضوع التجنيد الإلزامي لم يتم على نطاق واسع حتى الآن بسبب الاتفاق الذي يعطي المتخلفين مهلة ستة أشهر للالتحاق بخدمة العلم باستثناء من يذهب بشكل إفرادي». وحول ردود الأفعال من قبل الأهالي على عمليات الاعتقال الأخيرة للنظام قال المحامي: «هناك حالة احتقان لدى الأهالي بسبب حالات الاعتقال».
من جهته، صرح الناطق الإعلامي باسم تجمع أحرار حوران «أبو محمود الحوراني»، بأنه «خلال الثلاثة أيام الماضية تم اعتقال أكثر من مئة شاب بدرعا وتم سوقهم للخدمة الإلزامية والاحتياطية حاليا النظام منذ فترة يرسل تبليغات لمخابر البلدات، وبلغ عدد التبليغات للخدمة الإلزامية قرابة 6 آلاف تبليغ ويتم توزيعها بنسب على قرى وبلدات بدرعا». وتابع: «هناك اعتقالات لعشرات المدنيين، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وثقنا اعتقال أكثرمن 70 مدنياً ومقاتلاً سابقاً، والاعتقالات مستمرة وهي في تزايد كبير».
وأشار إلى وجود حالة من التوتر من قبل الأهالي، وأردف: «الناس متخوفة لأن الشباب يتم اعتقالهم من قبل النظام ولا يعرف عنهم شيء والنظام يزج بهم على الجبهات المشتعلة مع داعش وفي الشمال».
بدوره، قام إعلام النظام السوري بنشر عشرات المواد الإعلامية والترويجية لمئات العناصر الذين تم اعتقالهم أو قاموا طواعية بالالتحاق بمراكز الخدمة الإلزامية بقوات النظام.
وعلى الرغم من الرسائل الإيجابية التي أراد النظام إيصالها عبر تلك المواد رغبة منه بإقناع المزيد من الشباب بالانضمام، إلا أن شريحة واسعة من الشبان ترفض العودة لمناطق النظام مغبَّة الالتحاق بالخدمة الإلزامية وخصوصا اللاجئين والمهجرين والمنشقين منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية