بينما الجميع منشغلون في قتال بعضهم البعض، نرى هنا من يسقطون على الارض فرحا في الوقت الذي يلعبون به بالاوراق فلعبة الاوراق هذه شيء خاص يمارسونه متى ارادوا، وللتمتع باللعبة نجدهم يتابعون الاحداث اولا بأول دون تعليق منهم او حتى لفت انتباه لما يحصل. تنتهي اللعبة فيعود الهدوء الى الارض، وفي يوم تأتي اخبار من الارض لا تسر، فإن سكانها يخرجون للمطالبه بحقوقهم واصلاح انظمتهم، لا تطول مدة خروجهم حتى يحل المساء وتنطلق لعبه جديدة من الاوراق طبعا هذه المرة اوراق مختلفة عن سابقتها، فهم يصنعون الاوراق وعلى اشكال يحبها صغارهم ويعشقها كبارهم. ان النظام الاردني يملك اوراقا عديدة لتفرقة القاعدة الشعبية متى انحرفت عن خط التمجيد والولاء، او عندما تخرج مطالبة بحقوقها. ان القاعدة الشعبية متماسكة بشكل هش وإن اللغة والدين وبعض العادات والتقاليد هي اكثر ما يميز تماسكهم لكن يبقى هشا، يأتي النظام ويستخدم ورقة العنصرية فترى القاعدة الشعبية تنقسم ويكون انقسامها شديد، تجده يستخدم ورقة المناطقية او الاقليمية او العشائرية او الطائفية او .. او .. او .. او …. الخ من الاوراق التي يتأثر بها البعض واصحاب العواطف فتجدهم يساعدون على التقسيم بشكل يؤثر على الحياة اليومية، فينقسم الشعب الى جزيئات صغيرة جدا حتى تصل الى باب منزل كل واحد منكم. في هذه الايام استفاد النظام كثيرا مما يدور حولنا من ثورات ادت الى تقسيم من يُسمون انفسهم بالنخب التي كانت تحارب بكل ما لديها من قوة جميع انواع التقسيمات – مما ذكر سابقا – سيقول بعضهم انها اراء وكلٌ يحمل فكر معين، انتم تساعدون على تعميق الانقسامات. الان اصبح النظام من جمهور المشاهدين على ما يدور من احداث داخلية تزيد اعداد المنقسمين تحت مسميات مختلفة، وخارجية تساعد على تخويف الشعب وارهابه من اي خروج عن امر الحاكم. المهندس مراد جلامدة – الاردن – الكرك [email protected]