“النهضة” التونسية تدعو السبسي والشاهد لتجاوز خلافاتهما الشخصية

حجم الخط
0

تونس- “القدس العربي”- من حسن سلمان:

أشادت حركة النهضة التونسية بخطاب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الأخير، الذي قالت إنه كان منحا للمصلحة الوطنية، وأكد حرصها على العلاقة “المتينة” معه، كما دعت رئيسي الجمهورية والحكومة إلى تجاوز “الخلافات الشخصية” بينهما، وإبعاد عناصر “التشويش” في فضاء قرطاج والقصبة.
وأصدرت الحركة بلاغا أكدت فيه أنها “تقدّر عاليا ما عبّر عنه الرئيس من روح وطنية سامية وجامعة ومتعالية عن صغار الأمور وردود الأفعال وكلّ ضروب الإقصاء. وتثمّن دور رئيس الجمهورية المعهود في احترام الدّستور والسهر على ضمان السير العادي لدواليب الدولة، انطلاقاً من مكانته الاعتباريّة الرفيعة ودوره المحوري في مواصلة إنجاح الانتقال الديمقراطي”.
كما أكدت حرصها على “الحفاظ على العلاقة المتينة بفخامته، والتي أسهمت منذ سنة 2013 في إشاعة أجواء التوافق والتعايش في البلاد في مواجهة مشاريع الفتنة وتقسيم التونسيّين، بما يفتح أبواباً للأمل وجسوراً للتواصل وتعزيزاً لوحدتنا الوطنيّة وجمع الكلمة”.
وقال زبير الشهودي القيادي وعضو مجلس شورى الحركة، في تصريح خاص لـ”القدس العربي”: “أحسب أن خطاب الرئيس البارحة كان منحاز للمصلحة الوطنية وتغليب صوت العقل”.
وحول إشارته في وقت سابق إلى وجود “تشابه” بين موقفي السبسي والجبهة الشعبية من التعديل الوزاري، أوضح الشهودي: “أنا في تصريحي راهنت على تغليب المصلحة الوطنية، ورئيس الدولة لم يخيب الآمال (أما) الجبهة فهي خط سياسي عدمي لا يخدم التوافقات يحرص على خلق الأزمات لذا كنت أخشى أن تتحول مواقف الرئاسة إلى هذا المنطق، والحمد لله أن العقل انتصر. الآن ننطلق في اتجاه رهانات المستقبل بأكثر متفائل رغم الصعوبات المتوقعة”.
وكان النائب عن حزب نداء تونس، رمزي خميّس، اعتبر أن التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، يؤكد أن “حركة النهضة استعملت مع النداء كل الأساليب وأخيرها سعيها بهذه المناورة لعزل رئيس الجمهورية معنويا والتقليل من قيمة مؤسسة رئاسة الجمهورية”.
إلا أن الشهودي نفى هذا الأمر وأوضح بقوله: “احترام موقع الرئاسة تمليه البروتوكولات ومقتضيات الدستور، فرغم الاختلافات في وجهات النظر بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة، فإن الواجب يفرض علينا الحرص على إعطاء المكانة الأساسية لرئيس الدولة، وما وقع من إجراءات غير سلمية في تشكيل الحكومة يستوجب التدارك دون تعطيل المسار، وفي كنف الاحترام المتبادل”.
وحول الاقتراحات التي تقدمها الحركة لحل الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة، قال الشهودي: “المطلوب هو احترام الدستور وتجاوز الخلافات الشخصية وإبعاد عناصر التشويش، في فضاء القصبة وقرطاج”.
وعبر عن ثقته بأن تنال التشكيلة الحكومية الجديدة الثقة بشكل واسع داخل البرلمان “خاصة أن النداء حافظ على وزرائه، وبالتالي لا معنى لعدم التصويت للتحوير الوزاري”.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أكد في خطابه الأخير أمام وسائل الإعلام أنه لم يقص حركة النهضة من المشهد السياسي في تونس ، وأكد أنه لن يفعل ذلك مستقبلاً، مشيراً أنه هو “من ساعد الحركة من أجل أن تكون موجودة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية