يهبط النهر من جذور الجبل
ينبوع الطفولة،
ويقبل مسكوناً بغموض الغابات الأولى
والأشجار الأولى،
يندفع النهر من الطفولة
يجرفنا نحو الطفولة،
يظلم النهر ويفيض
يرعد ويضطرب
تدهمه العتمة مرات
ومرات يصفو كقلب مثقل بالحب
يشع بالضياء
يفيض بالشموس،
تعترض النهر، الصخور والسدود والحواجز،
تضعفه الفروع والمنعطفات
لكنه يعرف مصب البحر
فالنهر لا يضل الطريق.
أي حريق يحتل قلب النهر؟
أي بريق يشق صدر النهر وهو يكمل دورته الأخيرة؟
يواصل النشيد
يلتقي بأغنية الطفولة،
ينهض من بئر موحشة
يسقط في بئر موحشة،
خلايا النهر تهمد
خلايا النهر تجمد..
ويمضي النهر منشداً أغنية الأبد،
يسلمنا إلى الينابيع ودهشة الطفولة.
شاعر عراقي