النيابة تأمر بضبط مرشد الإخوان وعدد من قادة الجماعة واثنين من الجماعة الإسلامية بقضية الهجوم على الحرس الجمهوري

حجم الخط
2

القاهرة – ‘القدس العربي’ نشرت الصحف المصرية الصادرة امس عن احتجاج وزارة الخارجية على تدخل تركيا وطلبها من مجلس الأمن الدولي التدخل ضد الانقلاب العسكري، وفي الحقيقة فلا اعرف لماذا لم يكرر رجب طيب أردوغان، ما فعلوه من قبل عندما أيد خليفة المسلمين العثماني غزو الانكليز لمصر في سبتمبر سنة 1882 للقضاء على ثورة أحمد عرابي ضد الخديوي الخائن توفيق، خاصة وانهم عضو في حلف الأطلنطي كما احتجت الخارجية ايضا على تصريحات بعض المسؤولين التونسيين من حزب حركة النهضة ضد ما حدث، وهم مساكين ولهم العذر لانهيار مخطط أصحابهم في مصر وفشل راشد الغنوشي في محاولاته مع المعارضة وإضاعة الوقت بحجة التوفيق بينها وبين الإخوان، ولوحظ ارتفاع اسعار في سلع رمضان، وبدأ التفاف الناس بعد الإفطار على المسلسلات وبرامج التسلية أكثر من برامج ‘التوك شو’ السياسية، مع ترديد شعارات رمضانية جديدة، مثل، رمضان من غير إخوان، ومثل، حالو، يا حالو، ما فيش إخوان ياحالو، وهو تطوير لـ ‘حلو يا حلو، رمضان كريم ياحلو،. فك الكيس وادينا بقشيش يا حالو’.
وكل عام ونحن جميعا مسلمين سنة شيعة ومسيحيين عرب بخير.

تحذير الجيش للقوى السياسية

كان أبرز حدث في اليومين الماضيين، البيان الذي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة، ونشرته صحف الأربعاء، ولم يلتفت إليه كثيرون رغم أهميته في رأيي بسبب الإشارات المتعمدة التي احتواها، ومما جاء فيه: ‘ان جيش مصر يقف حيث يريد الشعب منه أن يقف بأمانة وصدق، والشعب يثق في قواته المسلحة مطمئنا إلى حسن فهمه لمطالبه وقدرته على تحمل المسؤولية حتى يتمكن الشعب بإرادته الحرة من اختيار طريقه للمستقبل، كما تؤمن بأن الشعب يطلب من كل العناصر المؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية أن تستوعب الضرورات وتقدر عواقبها، وتحافظ على السلم العام مهما كان الثمن وأن الجيش والشعب لا يريدون لأحد أن يتجاوز حد الصواب أو يتخطى حدود الأمن والسلامة، ان رئيس الجمهورية المؤقت وهو الممثل الشرعي لأعلى منصة قضاء في مصر بصفته رئيس المحكمة الدستورية، أصدر إعلاناً دستورياً يغطي المرحلة الانتقالية، وتضمن جدول مواقيت محددة، تحقق وتكفل إرادة الشعب، وأصبحت معالم الطريق واضحة، تكفي لطمأنة الجميع وليس لأي طرف ان يخرج على إرادة الأمة، لأن مصائر الأوطان، أهم وأقرب من أن تكون مجالا للمناورة أو للتعطيل مهما كانت الأعذار والحجج ولن يرضى الشعب ولا الجيش بذلك’ .

الجيش يتمتع بثقة وتأييد الشعب

والواضح من البيان مدى الضيق الشديد الذي بدأ الجيش يحس به بسبب الخلافات والنزاعات حول نقاط يراها شكلية، سواء في الإعلان الدستوري، لأنه لن يكون موجودا بعد اعداد الدستور الدائم، ومن عمليات تعطيل تشكيل الوزارة، والتي يلعب فيها حزب النور السلفي دورا لدرجة ان الشكوك بدأت تحوم حوله بأنه يفعل ذلك باتفاق مع أمريكا، ومن هنا بدأ التلويح بإخراج أسرار عن ذلك.
لكن المهم ان الجيش كان حريصا على التأكيد بأنه لن يصبر على عمليات المحاكمات التي لا ضرورة منها لأنه يريد التفرغ لمواجهة الأمن الداخلي وفي سيناء، مع الشرطة، بحيث لا يكون مشغولا بأمور الوزارة، والعلاقات الدولية، كما لفت انتباه الجميع انه يتمتع بثقة وتأييد الشعب، بما يفوق ثقته في أي قوة أو حزب سياسي، ولوحظ أنه ترافق مع البيان، وبعده عددا من الوقائع، منها انطلاق حملة تحت عنوان – مؤيد – لجمع توقيعات لتأييد الجيش.

محاولة لاغتيال قائد الجيش الثاني في سيناء

كما استمرت العمليات الإرهابية في سيناء لدرجة انه وقعت محاولة لاغتيال قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب أحمد واصفي اثناء تفقده عناصر التأمين في منطقة الشيخ زويد، عندما اندفعت سيارة قادمة من رفح وأطلقت النار لكن قوة التأمين ردت بسرعة، وأصابت السائق واعتقلته وهرب الآخر، كما تعرضت قوات للشرطة والجيش لهجمات إرهابية وواصل الجيش تمشيط مناطق معينة، وأغلق معظم أنفاق التهريب، وأعلن عن فتح منفذ رفح الحدودي يوميا لعدة ساعات، والذي نطالب به، ان لا يكون تورط قيادات في حركة حماس في التدخل في شؤوننا الداخلية وهو ما اعتبره المصريون إهانة وطنية لا بد من ردها لهم بعنف، خاصة انها تضمنت عمليات عسكرية لصالح الإخوان، لو تأكدت بشكل موثق ونهائي، لأصبح واجباً على أي نظام مصري أن لا يدع مرتكبها والمخطط لها يفلتان من العقاب مهما كان منصبه داخل الحركة، لكن أشقاءنا الفلسطينيين في غزة وباقي مناصري حماس لا ذنب لهم، ولا يجب أخذهم بجريرة المتورطين، ولذا نتمنى أن تنتهي عمليات التأمين العسكري بسرعة، ويتم تسهيل المرور عبر منفذ رفح بما يرفع عن أشقائنا أي أذى.

أمر بضبط وإحضار مرشد الإخوان

وأصدر رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور قرارا بتعيين المستشار هشام محمد زكي بركات نائباً عاماً، وأصدرت النيابة أمرا بضبط وإحضار مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع ومحمد البلتاجي ومحمود حسين ومحمود عزت وصديقنا عصام العريان، من الإخوان المسلمين، ومن حازمون عبدالرحمن عز، ومن حزب الوسط صديقنا عصام سلطان ومن الجماعة الإسلامية صفوت عبدالغني وعاصم عبدالماجد الشهير بالحجاج بن يوسف الثقفي، ومينا موحد القطرين وكلفت الشرطة بسرعة ضبطهم لاتهامهم بالتحريض والمساعدة في أحداث الحرس الجمهوري، وأمرت النيابة بحبس مائتين من المتورطين فيها على ذمة التحقيقات لمدة خمسة عشر يوما، والإفراج عن أربعمائة وأربعين آخرين بكفالة الفي جنيه لكل منهم.

سوريون في مصر تحالفوا مع الاخوان

هذا ونشرت القنوات التليفزيونية صورا عن الرقصات من نوع الدبكة قام بها سوريون من الموجودين في مصر، وغناء، إسلامية، إسلامية، لا علمانية، وذلك قبل معركة الحرس، أي انهم فروا هربا من القتال في بلادهم، وجاءوا للجهاد ضدنا في بلادنا وقتل جنودنا وضباطنا وشبابنا، وهم بدورهم، لن يفلتوا من العقاب لا على جرائمهم ضدنا، إهانة وطنيتنا، وإما لإهانتهم لعلاقاتنا مع الشعب السوري، والعروبة التي تجمعنا ويكفي لمعرفة جريمة هؤلاء تذكر ان مصر وسورية كانتا دولة واحدة، وحدثت مؤامرة الانفصال في الثامن والعشرين من سبتمبر 1961، وحدثت مقاومة له وارسل رئيس الجمهورية وقتها، خالد الذكر قوة من الصاعقة المصرية نزلت في اللاذقية، وعندما ظهر انه سيحدث قتال بينها وبين وحدات سورية مؤيدة للانقلاب أمرها بإلقاء السلاح والتسليم لأنه لم يتصور ان يرتفع سلاح عربي في وجه عربي، والمصيبة ان يأتي هاربون من الحرب في بلادهم لمهاجمة قواتنا في بلادنا، هل رأى أحدكم بجاحة أكثر من هذا؟ ولكنهم الإخوان، ولذلك لم يكن غريبا.
ما أخبرتني به زميلتنا الرسامة الجميلة بمجلة ‘صباح الخير’، ياسمين، عما حدث بأبنائنا التلاميذ في المدارس، إذ قالت انها شاهدت قريبا لها يجلس مع زوجته، وفوجىء بخروف معهما، فانزعج، واندهش، فقالت له وهي تضحك: سلامة عينك يا راجل، ده ابنك، بس بعد أخونة التعليم.

اقتراح السفير السابق
إبراهيم يسري للسيسي

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وقد أدهشني السفير السابق بوزارة الخارجية والمحكم الدولي، إبراهيم يسري ورئيس جبهة الضمير التي أنشأها الإخوان وضموا إليها عدداً من المؤلفة قلوبهم، متخلياً بذلك عن تاريخه أقول أدهشني باقتراحه لحل المشكلة، وهي أن يتراجع الجيش عن قراراته ويتم إلغاء كل الإجراءات التي تم اتخاذها، وأن يقلد في ذلك، ما فعله خالد الذكر ومجلس قيادة ثورة يوليو عام 1954، عندما خرجت المظاهرات التي قادها الإخوان وأعادت لرئاسة الجمهورية اللواء محمد نجيب، وقد ذكرني ذلك بعمي الإخواني الحاج إبراهيم كروم – عليه رحمة الله – لأنه الذي قاد مظاهرة الإخوان إلى ميدان عابدين بالقاهرة وهو فوق حصانة وفي يده اليمنى مدفعه الرشاش ولم يهدأ الإخوان إلا بعد أن خطب فيهم المرحوم عبدالقادر عودة – وعادل نجيب، لكن ما حدث بعد ذلك مؤامرة الإخوان لاغتيال عبدالناصر – آسف قصدي خالد الذكر واعتقال عمي مع من اعتقلوا ثم إقالة محمد نجيب من رئاسة الجمهورية، أي انه يطالب بأن يعيد السيسي، مرسي إلى الرئاسة، ثم يحاول الإخوان اغتياله – أي اغتيال السيسي، ويقوم بعزل مرسي مرة ثانية، ولكن المشكلة انه لن يجد عمي ليعتقله، فهل يعتقلني بدلا منه؟ مرة أخرى، شيء مؤسف ان ينتهي رجل في مكانته وما أداه ضد نظام مبارك إلى هذا الموقع الذي لا يليق به ولا بسنه.

‘الشروق’: الذين ظلموا الاخوان ومرسي

أما زميلنا وائل قنديل مدير تحرير ‘الشروق’، وهو الناصري السابق الذي تحول للدفاع عن الإخوان ومرسي، ويعمل بنشاط مع المؤلفة إياهم، في جبهة الضمير، فقال يوم الاثنين: ‘الذين اتهموا التيارات الإسلامية باصطياد المواطن المصري ووضعه في صندوق الانتخابات بزجاجة زيت وكيلو سكر ماذا يقولون عن هذه الحملة الرسمية المنظمة لمخاطبة غرائز الجوع والعطش عقب مزاد التبرعات المالية المنصوب على الهواء مباشرة الذي يبشرهم بأنهار العسل واللبن كي يصفقوا للانقضاض العنيف على أهم مكسب ديمقراطي لثورة يناير وانتخاب الشعب لرئيسه لأول مرة؟ انه المنطق ذاته مقايضة الناس على قيم الديمقراطية والحرية ببحر الخبز واللبن والعسل، سيقال كلام كثير عن أخطاء مرسي وتعثراته وارتباكاته وهذا واقع غير أن المسألة وكما يبدو من مفردات الحالة ‘الثورية’ الجديدة تنبىء بأن جهداً جباراً يبذل لإعادة انتاج وعي جماهيري جديد، وتذكروا أنه في يناير 2011 كانت قناة الجزيرة هي النافذة الوحيدة لثوار مصر كي يطلوا على العالم بينما في يونيو 2013 وما بعده تجري محاولات إخراس القناة ذاتها بملاحقة العاملين فيها بأوامر الاعتقال والضبط والإحضار’.

علاقة الجماعة بالمشروع الامريكي

وما أن انتهى من كلامه حتى قال زميله عماد الغزالي في نفس العدد: ‘على الكذبة الذين يصفون ما جرى بأنه انقلاب والذين تخاذلوا عن نصرة شعبهم بحجة أن الفلول شاركوا في ثورة 30 يونيو أن يخجلوا وأن يتحسسوا مواقع أقدامهم ليكتشفوا أنهم يقفون في الخندق ذاته الذي يقف فيه الأمريكان والصهاينة وأن يوقظوا ما بقي حياً من ضمائرهم كي يروا بوضوح عشرات الشواهد التي برهنت على أن الجماعة هي الراعي الرسمي للمشروع الأمريكي في المنطقة، وأن يسألوا أنفسهم عن دلالات لقاءات خيرت الشاطر السرية بالسفيرة الأمريكية واستغاثة قيادات الإخوان بالأمريكان ودعوتهم للتدخل العسكري في مصر وتمكينهم من السلطة’.

‘الأخبار’: الرئيس اللي ما فلح
في حاجة واحدة!

أما زميلتنا الجميلة والمحجبة بـ’الأخبار’ مديحة عزب فقد استفزها كلام وائل عن مرسي، قالت عنه: ‘اللي ما فلح في حاجة واحدة، كان هذا التعبير العفوي هو السائد على طرف لسان كل مصري حر تجاه الرئيس المعزول، عام كامل قضاه ذلك الرجل، وقضيناه معه جرياً – في فشل متلاحق انعكس بدوره على الحياة اليومية للمواطن البسيط فزاده عذاباً فوق العذاب وغما فوق الغم، لا أفهم معنى أن يظل البعض على تمسكه بحاكم عاجز أثبت فشله في الحكم بكل جدارة ولم يوفق هو أو جماعته في حل أي مشكلة في مصر لا على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، ولم ينجح إلا في شيء واحد، وهو تقسيم البلد إلى نصفين: أهل وعشيرة مسلمين، وشعب معارض كافر، أما الأهل والعشيرة فلهم كل الحقوق وكل المزايا وكل المناصب العليا حتى ولو كانوا يفتقدون الخبرة والدراية، وأما الشعب المعارض الكافر فلا يستحق إلا الإقصاء والفتات، وكمان حلال فيه التعذيب، أليس كافراً فاسقاً’.

‘الشروق’: ‘كان تدخل الجيش حتمياً

ومنعاً لكل ذلك، كان تدخل جيشنا أو كما قال زميلنا وصديقنا عبدالله السناوي في نفس اليوم في ‘الشروق’: ‘كان تدخل الجيش حتمياً للوقوف بجوار الإرادة الشعبية ضد حكم فقد رشده واتزانه واتصاله بالواقع مهدداً باستخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة الصحافيين، قبل أن يتدخل الجيش مباشرة لحسم وحدته الداخلية وأقسم القادة العسكريون على المصحف الشريف بأن يكونوا يداً واحدة وإرادة واحدة وأن يتقدموا بلا تراجع للوقوف بجوار الشعب وإنهاء حكم ظلامي، أثناء المواجهات الدموية ومحاولات جر الجيش الى صدامات للضغط لإعادة ‘مرسي’ الى السلطة بدت المواقف مرة أخرى داخل المؤسسة العسكرية متسقة مع مقدماتها، ‘لن يعود أبداً’ و’لن نتراجع مهما كانت الضغوط والتحديات والأثمان’ على ما قال الفريق أول ‘عبدالفتاح السيسي’ للقادة العسكريين’.

‘اللواء الإسلامي’: شيخ الازهر
منح شرعية لعزل مرسي

وآخر معارك اليوم ستكون لزميلنا وصديقنا في ‘اللواء الإسلامي’، حازم عبده، وقوله: ‘كان وقوف شيخ الأزهر د. أحمد الطيب يوم الثالث من يوليو لمنح صك الشرعية الإسلامية لخطوة عزل الرئيس المنتخب د. محمد مرسي بمثابة رسالة خطأ لبعض العناصر المنحرفة، والمنحرفة هنا ليست من عندي وإنما من عند الأزهر، تدارك شيخ الأزهر الموقف وفطن للرسالة الخاطئة، وهذا يحسب له بحكم انه الرمز الذي يرنو إليه كل مسلمي العالم، وقوله فصل في ما اختلف فيه الناس، واتخذ موقفاً يصحح به الموقف وأصدر بيانه ذا العشر نقاط للخروج من المأزق باسم الأزهر في اليوم التالي مباشرة، حذر فيه من المساس بهوية الدولة ومقوماتها في الدستور وبخاصة المواد التي تتعلق بالشريعة الإسلامية والتي وضعها وصاغها الأزهر بنفسه، كما أكد رفضه القاطع للإقصاء لأي فصيل في العملية السياسية وخص بالذكر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ووصف ضحايا الحرس بالشهداء تحية للأزهر الذي سعى إلى تصويب الرسالة الأولى الخطأ – ولو نسبياً، وأسهم في التخفيف من حدة حرب الاضطهاد والمكايدة ضد أبناء الوطن’.

مجزرة الحرس الجمهوري:
حد فاصل في الثورة

وإلى أبرز ردود الأفعال على ما حدث أمام دار الحرس الجمهوري، حيث لا تزال التحقيقات فيها في بداياتها، بينما تتواصل التعليقات، ومنها قول زميلنا في ‘الشروق’ محمد عصمت يوم الثلاثاء: ‘مجزرة الحرس الجمهوري سيترتب عليها أن تطير بعض الرقاب لأنها ستكون حداً فاصلاً في تاريخ ثورة يناير وسيتحدد بناء عليها مستقبل التيارات الإسلامية فإما أن تكون بريئة من هذه المجزرة وهو ما يرتب لها حقوق لدى الجيش، وإما أن يثبت إدانتها وساعتها ينبغي أن يكون حسابها عسيراً خاصة أن الكثير من قيادات هذه التيارات هددتنا بتكرار النموذج السوري في مصر ودعت الدول الغربية الى التدخل في شؤوننا الداخلية والضغط على قواتنا المسلحة ومنع المساعدات العسكرية لها حتى تعيد مرسي للحكم وهو ما يستوجب محاكمة هذه القيادات بتهمة الخيانة العظمى حتى لو هددت كوادر هذه التيارات بإشعال العنف في مصر!’

فاروق جويدة:
اين اسماء ابناء الاخوان الشهداء؟

وفي اليوم التالي – الأربعاء – لاحظ زميلنا والشاعر الكبير فاروق جويدة، ما هو آت: ‘كنت أبحث بين أسماء شهداء الحرس الجمهوري عن اسم واحد من رموز وقادة جماعة الإخوان المسلمين، ظللت استعيد الأسماء وأشاهد الوجوه رغم بشاعة المشهد، ولم أجد زعيماً واحداً من زعماء التيار الإسلامي بين الضحايا، وشاهدت على شاشات التليفزيون احدى السيدات وهي تحكي قصة أحد الزعماء الهاربين وهو يجري بسيارته المرسيدس ويصيح في الشباب، اثبتوا، ومات الشباب وهرب القائد، حاولت ايضا ان ابحث عن أسماء أبناء قادة الجماعة في ميدان رابعة العدوية، أو أمام الحرس الجمهوري ولم أجد أحدا، وتأكدت ان هؤلاء قوم يحاربون بالحناجر ويتركون الموت للآخرين’.

‘المصريون: لم نتخيل
ان يحدث ذلك في مصر

لكن ما لم يلاحظه فاروق هو أن اختفاء القادة وأبنائهم، كان لسبب وجيه، وهو انهم ارسلوا الملائكة لتكون هناك وتحكي، أو كما قال في نفس اليوم – الأربعاء – زميلنا فراج اسماعيل في ‘المصريون:’ ‘شهدت على المذبحة المروعة الملائكة الأبرار فالضحايا كانوا قد انتهوا من قرآن الفجر المشهود ودخلوا في ركعتهم الثانية حين مسحهم رصاص غادر من الدنيا، لم أتصور في حياتي ان يحدث ذلك في مصر، ولا أن يأتي يوم أبكي من هذا المشهد الدموي في وطني.
وقد بكيت مثله مرات في البوسنة والهرسك عندما كنت مكلفاً بالتغطية الإخبارية لمذابح الصرب’.
وللتذكرة، فان فراج هو نفسه الذي طلب من مرسي عندما كن رئيساً أن يرسل مجموعة من الحرس الجمهوري للقبض على الكتاب والصحافيين الذين يهاجمونه، ومرة ثانية طالب الحرس الجمهوري باعتقاله.
منصور يروي ما حدث
باعتصام رابعة العدوية

ثم نتحول الى أحمد منصور في نفس اليوم وقوله في عموده اليومي بـ’الشروق’: عما شاهده وسمعه في العيادة الطبية في اعتصام رابعة: ‘أما الشهادة القنبلة فكانت من جريح ممدد على سرير تحدث بصعوبة وقال ان اسمه عمرو محمد محروس، فقال ‘في الركعة الثانية أطلقوا علينا بداية قنابل الغاز وحينما سجدنا بدأ إطلاق الرصاص فحدثت فوضى وخرج كثيرون من الصلاة أو سلموا’.
روايات مدهشة، تخيلوا، قوات الجيش تنتظر حتى يركع المصلون، فيطلقوا عليهم القنابل المسيلة للدموع، ومع ذلك لم يخرج المصلون من ركعتهم وتحملوا آثار الغاز على صدورهم وأعينهم وسجدوا، فما كان من الجيش إلا إطلاق الرصاص، عليهم ومع ذلك أصر عدد منهم أن يتحمل ذلك ولا يخرج من الصلاة إلا بعد التسليم.
والذي لم أفهمه هو أن يطلق الجيش الأول قنابل الغاز ما دام سيقتلهم بعدها بالرصاص؟ والذي لم أفهمه ايضا، ان لا يستغل الجيش فرصة سجودهم، وينقض جنوده عليهم ويمسكون بهم؟

‘الرحمة’: أضحى
الانقلاب مكشوفاً شعبياً

وإلى جريدة ‘الرحمة’ الدينية الاسبوعيـــــة التي يملكـــها الداعية الشيخ محمد حسان وقول سكرتير تحريرها زميلنا سمير حسين زعقـــوق: ‘انكشف الغطاء السياسي للانقلاب بسحب الأزهر تأييده للانقلاب، وإعلان شيخ الأزهر إدانته للمذبحة وأنه ضـــــد ما يحـــدث، وقراره بالاعتزال احتجاجا على المذبحة وسحب حزب النور تأييــــده لما تم، وأضحى الانقلاب مكشوفاً شعبياً وانفض عنه معظم من وقفوا معه، وإذا استمر تعنت قادة الانقلاب سينشق الجيش ولن يجدوا من يواصل معهم التصدي للشعب’.

‘العالم اليوم’: لماذا يستقوي الاخوان باميركا؟

أما زميلتنا الجميلة سناء السعيد وهي من سكان المنطقة، قالت في ‘العالم اليوم’ يوم الأربعاء: ‘جماعة الإخوان لا تتورع عن إراقة الدماء واستخدام العنف سلاحاً باتراً ضد خصومها ولذا لم يكن غريبا عليها الجريمة البشعة التي نفذتها ضد مقر الحرس الجمهوري فجر الاثنين، عندما اعتلت مجموعة مسلحة تابعة لها العمارات المجاورة للمقر وقامت بإطلاق النار على قوات التأمين فقتل وأصيب العشرات، ولم تتورع جماعة الإخوان عن إبراز الوجه الخياني لرموزها عندما قاموا بمناشدة القوى الأجنبية للتدخل في مصر وإعادة مرسي إلى مقعده’.

شباب حركة تمرد الذين
حولوا الحلم الى حقيقة

وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ونبدأها من يوم الأربعاء مع زميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد علي وقوله في بروازه – صباح النعناع – ‘يعود فضل انتصار الثورة، بعد الله والجيش إلى شباب حركة تمرد الذين حولوا الحلم الى حقيقة بعد أن تصورنا أن خلع جماعة الإخوان يكاد يكون مستحيلاً، ولابد من إتاحة الفرصة كاملة لهؤلاء الشباب لاكتساب الخبرة التي تؤهلهم للمشاركة الفعالة والحكم، وأكاد أؤكد انه سيظهر من بينهم عبدالناصر جديد، إذا عطس يعقد مجلس الأمن القومي الأمريكي اجتماعاً طارئاً، وتنطلق صفارات الانذار في إسرائيل وتهتف كل الشعوب العربية – يرحمكم الله يا زعيم’.

ما حدث في يناير انقلاب عسكري خشن

وإلى ‘أهرام’ نفس اليوم وزميلنا سيد علي الذي خاض سبع عشرة معركة اخترنا منها خمسا هي: ‘-عشنا الزمن الذي يعتبر البعض فيه ان الخيانة والعمالة والإرهاب وجهتا نظر.
– الحكاية ان الشارع اطلق رصاصة الرحمة على مرسي وتولى الجيش عمليات الدفن والجنازة.
– حان الوقت لبتر الأذرع والأصابع السياسية للجماعات والجمعيات الدينية.
– لو خرج في أمريكا ثلاث وثلاثون مليون غاضب للشوارع لسقط أوباما وحزبه في ساعات.
– إذا كان ما حدث في يونيو انقلابا عسكرياً ناعماً فان ما حدث في يناير انقلاب عسكري خشن’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول العربي سليم الجزائر:

    مصر في طل الدكتاتورية ليست ام الدنيا

  2. يقول محمد عبدالله:

    استاذ حسنين كروم
    كنت ومازلت اقراء رسائلك وتعليقاتك الظريفه من زمن طويل فى جريدة القدس العربى وكنت اتفهم وجهة نظرك واختلافك مع تيار الاسلام السياسى حيث ان الخلاف قديم قدم خمسينات هذا القرن ولكن كنت اعجب البعض من تعليقاتك ولا يعجبنى البعض الاخر ولكن كنت احترم غالبا وجهة نظرك فى الاحداث . ولكن ما حدث فى مصر فى اوائل يوليه وجدتك لا تنحاز الى الحريه واحترام رغبة الجماهير بشكل محترم وديمقراطى مما جعلنى افكر هل التجربه والفكر الناصرى لم يزل يسيطر على العديد من المؤمنين بهذا الفكر بمعنى ان الزعيم عبد الناصر لم يكن يؤمن بالديمقراطيه ولكن كان هذا فى زمن تغير الان وعفا الله عليه وثبت ان هذا الفكر المضاد لحرية المواطن فى ابداء رايه واحترامه هو الذى يخلق شعوب حره
    مما سبق رايت ان اختلافك مع تيار الاسلام السياسى قد اثر عليك كثيرا فى حكمك على تناولك للاخبار وتحليلها وتعليقك عليها واصبحت ترويها من رؤية العسكر الجدد وكذلك الكارهين لتيار الاسلام السياسى لدرجة اننى احس من كتاباتك انك تكرر نفس ما يقولونه فى القنوات التى الله يسامحه الرئيس محمد مرسى لم يغلقها وياليته فعل لكان شعب مصر الجميل الطيب لم يغيب عقله ورايه كما هو حادث هذه الايام
    اننى اطلقها جرس انذاران القادم لشعبنا الطيب الجميل خطر علينا جميعا نحن شعب مصر فالتخوين والاقصاء والفتنه لعن الله من ايقظها واقصد بهم قادة الاستيلاب العسكرى
    استاذ حسنين ارجو منك ان تعيد النظر والتفكير مرة ثانيه فيما حدث بدون ان يؤثر عليك اختلافك ولن اقول عدائك لتيار الاسلام السياسى عامة والاخوان خاصه
    واود بل ارجوك ان تعيد تقييمك للمشهد لان القادم لن يكون فقط على الاخوان وتيار الاسلام السياسى بل سيكون على الشعب المصرى الطيب الجميل
    تمنياتى بالخير لمصر حبنا كلنا

إشترك في قائمتنا البريدية