غزة – “القدس العربي”:
اشتد الهجوم البري على قطاع غزة، مع إدخال جيش الاحتلال مناطق جديدة في نطاق الإخلاء القسري وسط قطاع غزة، بعد يوم واحد من توسيع نطاق الهجوم على خان يونس، وتقليص مساحة “المنطقة الإنسانية”، وذلك على وقع مجازر دامية، وتدمير نفذها الاحتلال في عدة مناطق.
نزوح ومأساة وسط القطاع
واستمرت عملية النزوح القسري من مخيم البريج وسط قطاع غزة، وأطراف مخيم النصيرات المجاور، الذي هدد سكانه بالنزوح أيضا، بعد تلقيهم اتصالات من قبل جيش الاحتلال، وسط مخاوف من توسيع رقعة التهديدات الإسرائيلية لتشمل مناطق أخرى في النصيرات، مما سيزيد الضغط على باقي المناطق المصنفة “مناطق إنسانية” بسبب ضيق تلك المناطق، وعدم قدرتها على استيعاب نازحين جدد.
وكان جيش الاحتلال هدد المواطنين المتواجدين في منطقة البريج والشهداء، وتحديدا في بلوكات 660 و 661 و2220 و2225 و2348 بالإخلاء الفوري والتوجه إلى ما يسميها “المنطقة الإنسانية” في المواصي.
ولليوم الرابع على التوالي تواصلت عملية نزوح المواطنين من مخيم البريج، بعد أن اقتصر النزوح في اليومين الأولين على الأطراف الشرقية، حيث نزح مواطنون جدد من أطراف المخيم الغربية القريبة من مخيم النصيرات، فيما نزح مواطنون من الأطراف الشرقية والشمالية لمخيم النصيرات.
وسقطت قذائف مدفعية وسط مخيم البريج، كما استهدفت قذائف أخرى منطقة المفتي ومحيط شركة الكهرباء ومسجد الدعوة شمال النصيرات، وقال شهود عيان إن الطيران الحربي قصف في تلك المناطق عدة أهداف، في وقت استهدفت فيه الطائرات المروحية المناطق الغربية الشمالية من المخيم بالرصاص الثقيل.
كذلك استهدفت قوات جيش الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، والتي اضطر سكانها لمغادرتها من شدة الهجمات التي بدأتها قوات جيش الاحتلال منذ نهاية الأسبوع الماضي.
الهجوم البري على خان يونس
وجاء ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه هجمات جيش الاحتلال على مدينة خان يونس، التي وسع فيها منذ يوم السبت منطقة الإخلاء القسري، وقلص أيضا مساحة ما يدعي انها “مناطق إنسانية”، رغم أن الأخيرة غير آمنة، خاصة بعد استهدافه الأخير مساء الأحد لمنطقة يوجد فيها نازحون غرب خان يونس.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية العديد من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة خان يونس، وسمعت أصوات انفجارات قوية تهز المنطقة، دوت أصواتها بقوة في مناطق وسط وغرب المدينة.
وشن الاحتلال غارات جوية على شكل “أحزمة نارية” على تلك المناطق، وحسب تقديرات السكان فإن جيش الاحتلال نسف العديد من المباني الجديدة في تلك المناطق التي يقوم بتنفيذ عملية برية فيها، على وقع أيضا عمليات التخريب المتواصلة والتي تشمل حرق منازل أخرى.
كما تخلل عملية التوغل إطلاق قذائف مدفعية بأعداد كثيرة على البلدات الشرقية، حيث تركز القصف على بلدات بني سهيلا وعبسان وخزاعة والقرارة ومنطقة قيزان النجار وجورت اللوت وحي الشيخ ناصر، ومناطق أخرى قريبة، فيما أطلقت الطائرات المسيرة “كواد كابتر” النار على المواطنين.
كما تخلل عملية الهجوم البري على تلك المناطق قيام جنود القناصة باستهدافات عدة، حرمت السكان التنقل حتى في المناطق المجاورة لمناطق التوغل، وأطلق الطيران المروحي الإسرائيلي النار بشكل مكثف على بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.
هذا وبسبب تدافع النازحين إلى مناطق النزوح، ازدادت الأوضاع الإنسانية صعوبة، وبات السكان هناك يصطفون في طوابير طويلة جدا، من أجل الحصول على غالون مياه بسعة لترات قليلة، وهو أمر يشمل أيضا الحصول على كميات قليلة من الطعام.
وفي هذا السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن العائلات في غزة تعيش في “ظروف غير إنسانية”، لافتة إلى أن الوصول إلى المياه والصرف الصحي محدود للغاية، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات الجلدية والأمراض.
وقالت إن غزة تحتاج إلى “زيادة الوصول الإنساني لتوفير الوقود بانتظام لضمان توفير المياه النظيفة، وتوفير لوازم النظافة، بما في ذلك الصابون”.
وكان المفوض العام لـ “الأونروا”، قال في تصريح صحافي “في الوقت الحالي، 14% فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء”، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية تصدر كل يومين أوامر الإخلاء هذه لـ “إجبار الناس على النزوح، مما يخلق حالة من الفوضى والذعر”.
مجازر دامية
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، التي يقترب الهجوم البري عليها من إتمام الشهر الثالث، واصلت قوات الاحتلال هجماتها العنيفة على العديد من المناطق، وقصفت قوات الاحتلال المناطق الغربية بالطيران والمدفعية، وشوهدت طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” وهي تحلق بكثافة فوق أجواء تلك المناطق، كما تعرضت المناطق الشرقية للمدينة والوسطى وتحديدا في مخيم الشابورة لغارات مماثلة.
وقامت الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة وسط مدينة رفح بإطلاق النار بشكل مكثف على العديد من المناطق هناك.
وفي الموازاة شهدت العديد من مناطق شمال غزة هجمات عنيفة لجيش الاحتلال، حيث استهدف الطيران الحربي منزلا في مخيم جباليا.
إلى ذلك فقد شنت قوات الاحتلال عدة هجمات على مدينة غزة.
وقصف الطيران الحربي منزلا لعائلة “الجعل” يقع في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوبي المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين بينهم أطفال أصيبوا بحالات خطرة، وتلا ذلك أن قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق من الحي، مع تقدم لآليات الاحتلال جنوب الحي.
كما قصفت طائرات أخرى منزلا لعائلة دلول في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، فيما تعرضت مناطق الصناعة وشارع المغربي لإطلاق نار من قبل طائرات مسيرة.
وشهدت المناطق الجنوبية في حي تل الهوا قصفا إسرائيليا مكثفا، وقامت قوات الاحتلال المتوغلة في تلك المناطق بنسف عدة مبان هناك، كما شهدت المناطق الشرقية والجنوبية لحي الزيتون لهجمات بقذائف مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال المتواجدة على مقربة من الحدود.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه شن 35 هجوما من الجو على مناطق عدة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية.