يتقاطع مفهوم الشعر مع مفهوم الهوية في تمردهما معا على كل تحديد أو تعريف، البحث عن مفهوم جامع مانع لكليهما، أمر أكدت نتائج الدرس والبحث فيه على مرّ التاريخ عدم جدواه. والسبب في ذلك أنهما مرتبطان بروح الكائن الإنساني، قبل أن يزج بهما في سجن الأيديولوجيا والسلطة.
معلوم أن لكل هوية خلفيات أيديولوجية ترتبط بثقافة جماعة ما في مرحلة تاريخية ما، أيديولوجية الهوية نظام وبنية هدفها وضع نموذج نظري وفكري ملائم لواقع المجتمع، هذا الواقع مزيف من المنظور الشعري، وأيديولوجية الشعر تنطلق من هذا النموذج لتفكيكه، يبحث الشعر بجميع اللغات عن أواصر القربى بين المشاعر الإنسانية، إنه يسعى لهوية كونية، بعيدة عن الخصوصية والإقليمية والقومية.
مقولات الشعر القومي، الإقليمي، الوطني، المنغلقة على نفسها، لا ترقى إلى ما يصبو إليه الشعر العالمي على حد وصف غوته الذي يرى أن الأدب عموما يجب أن يدرس على اتساع القارات الخمس، كان حلمه شعرا عالميا واحدا، بدون اعتبار للفوارق اللغوية، لكن ما من شعب أو أمة ترغب في التنازل عن مقومات هويتها الثقافية لتنصهر في ما هو إنساني كوني، خوفا من الهيمنة أو الطمس أو التيه. إن هوية الشعر متعلقة بهوية الكائن الإنساني، وهذه الأخيرة لا تستسلم إلا للغة التي تعكس وجودا من نوع متفرد، ففي اللغة تتجسد الهوية الحقيقية للإنسان بصفة عامة، والشاعر خصوصا، أما الدين والوطن والدولة وغيرها فتضييق وخنق للشعر.
الهوية المسلوبة للشعر هي التي جعلته يبحث عن وجود بديل لعالم مليء بالتناقضات ومظاهر الاستبداد والقتل والعنصرية، سقوطه في مستنقع الهويات والقوميات هي التي أجبرته على العودة إلى الخرافة والرمز والأسطورة.
ما يؤكد نظرتنا إلى تعالي الشعر العالمي عن الهويات القومية، تمرد بعض الشعراء وثورة البعض الآخر على النظم السائدة والحدود والرقابة الدينية والسياسية، منذ أن وضع أفلاطون مشروع مدينته الذي أقصى منه الشعراء، مرورا بالقرآن الكريم الذي نعتهم بأنهم يسيرون على غير هدى، ولا يحكمهم مبدأ محدد، نفتح نافذة هنا لنتأمل مسوغات التفسير الغيبي لعملية الإبداع الشعري عند أمم خلت، ألم تكن تلك التفسيرات نابعة من الرغبة في حرية الاعتقاد، ألم يسأل المتنبي: لماذا تسمي نفسك المتنبي؟ وأنت تعلم الحديث المشهور «لا نبي بعدي، فكان جوابه أنا اسمي «لا»؟ لماذا شبه الشعراء بالأنبياء والكهان على حد سواء (ميخائيل نعيمة)؟ ولم تم الجمع بين الشعر والسحر (لسان الدين ابن الخطيب)، ألم يكتب على قبر جبران عبارة «هذا جبران بيننا» فيقرأها البعض «هذا جبران نبينا»؟
صحيح إن الدين لقح الشعر وأغنى موضوعاته في مختلف الثقافات، وصدحت حناجر الشعراء بالقيم الإنسانية التي تدعو إليها كل الديانات، ولنا في الشعر العربي مثال على ذلك؛ إذ انتزع العصبية من جذور المجتمع العربي، وأخمد نار الفتن، وانتقد الظلم والتمييز ووحّد القبائل، لكنه سلب هويته من جديد ليسخر بعد ذلك وسيلة لإعادة هدم ما بناه من مثل إنسانية، وديوان العرب وتاريخهم الرسمي والشعبي يطفح بأحداث مأساوية تعرض لها الشعراء، بداعي المس بثوابت الهوية، لا لشيء سوى أنهم عبروا عن حقهم في الاختلاف والتنوع السياسي والديني والثقافي. الشعراء الصعاليك، شعراء الخوارج، شعراء الشعوبية، شعراء التصوف، شعراء الفردوس المفقود…
الهوية المسلوبة للشعر هي التي جعلته يبحث عن وجود بديل لعالم مليء بالتناقضات ومظاهر الاستبداد والقتل والعنصرية، سقوطه في مستنقع الهويات والقوميات هي التي أجبرته على العودة إلى الخرافة والرمز والأسطورة، إلى الأنماط الكونية العليا، أجبر الشعر في لحظة احتضار على تجديد أشكاله التقليدية ومعانيه المكرورة، والتجارب الشعرية الحداثية الصحيحة والعليلة هي سليلة رؤية ضاربة جذورها في القدم، في الشعر الغنائي المتلألئ بإشراقات الآلهة وربات الشعر وشياطين الشعراء.
لا يمكن أن يحط الشعر من قيمته ليغدو حارسا لمقبرة، أو مزمارا لصيد الثعابين، أجود الشعر ما تعالى عن الحقيقة وتشبث بمبدأ البحث عن السمو والكمال، للشعر جلال وجمال نافس بهما المقدس من الكلام، فكيف له أن يصبح وثيقة تثبت انتماءه إلى هوية معينة؟ الشعر الخالد هو الذي تذوب فيه الهويات وتنمحي الحدود، وتزول مظاهر الاختلاف.
٭ باحث مغربي
كلمة جد قصيرة بعطر الموسيقى الأصيلة لاالحمقاء لاالمجنونة اي التائه لاقواعد الشعرليس له سبيل واحد وانما سبل كثيرة فلافرارلنامنه هوفي السنتناوفي كل خطوة نخطوهاشعرناام لم نشعر فمنه خرجت الموسيقى وعلى اكثرمن نغمة شرقية غربية آسيوية كدالك نعم الشعريتمتع بعقل واسع ومتفتح غيرمتشدد فهو يكره دالك ومحب للأخلاق العالية والأناقة وله القدرة على حل القضاياالأجتماعية الثي تسببت في الأختلاف بلغة الكلمة العاقلة المصحوبة باالنغمات الموسقية الجدابة فهو خالد بنغماته فأصحاب الحنجرة الدهبية تغنوباالأشعارالجميلة النقية الأنيقة الهادئة كاام كلثوم الحب كده وغيرها