بيروت – من ريا شرتوني: تدابير أقرها لبنان لمنع تفشي فيروس كورونا، أربكت خارطة الدراما الرمضانية لهذا العام، وأجبرت صناع المسلسلات على تعليق أو إرجاء أعمالهم. لكن إجمالا، توقف تصوير العديد من الأعمال الدرامية تنفيذًاً للإجراءات الاحترازيّة التي فرضتها السلطات حمايةً للجميع، بينما تمّ تأجيل التصوير في أعمالٍ أخرى إلى وقتٍ لاحقٍ. كما سجل الموسم الرمضاني الحالي غياب بعض شركات الإنتاج التي اعتادت المشاركة بقوّة في المواسم الدراميّة الرمضانيّة الماضية، بسبب الأزمات الماليّة والاقتصاديّة التي تُخيّم على البلاد. ولا تزال القنوات المحليّة مرتبكة وتدرس ما يُمكن أن تقدّمه لمتابعيها في شبكة برامجها خلال الشهر الفضيل. أقصى درجات الوقاية
تصوير الأعمال الرمضانيّة
وقال المنتج اللبناني جمال سنان إنّ «تصوير الأعمال الرمضانيّة يجري بشكلٍ مكثّف لإنجازها قُبيل انطلاق الموسم». وتابع: «تُشارك الممثلات اللبنانيات ماغي بو غصن، سيرين عبد النور، ودانييلا رحمة والمُمثل السوري مكسيم خليل في هذا الموسم». وحول الإجراءات المتخذة خلال التصوير، أكد أن «فريق العمل من الممثلين إلى المصورين من دون أي استثناء، يتخذون أقصى درجات الوقاية من خلال التعقيم والتباعد، كما نحرص على أن يكون فريق العمل بعدد قليل». ولم ينكر «شعور فريق العمل بالتعب والإرهاق، خصوصًا وأنّه تم توقيف التصوير لمدّة 20 يومًا بسبب كورونا، إلّى أنّ الهدف يبقى أن تنال هذه الأعمال إعجاب جميع الأذواق».
وأكّد أنّ «شركته ستُنتج 5 أعمال لهذا العام، 3 منها ستدخل السباق الرمضاني وهي «أولاد آدم» و«مليار ريال» و«الحرملك». ولفت في ختام حديثه إلى أنّ «المسلسلات ستكون من 30 حلقة للشهر الفضيل». التدابير توقف التصوير التدابير الاحترازيّة من تفشي جائحة كورونا أدت إلى توقف تصوير المسلسلات الدراميّة، وهذا ما شكّل أزمة عند صانعي الدراما الذين اعتادوا على دخول المنافسة الرمضانيّة بقوّة، ووضع القنوات المحليّة في حيرة خصوصًا وأنّ شبكة البرامج تتوقف عادة في الشهر الكريم. وفي إطار ذلك، طالبت النقابة الفنية في لبنان صناع المسلسلات والأعمال الفنية في الوقت الحالي باتباع الإجراءات الوقائية المعلنة من منظمة الصحة العالمية لمنع انتشار فيروس كورونا. وصدر قرار من وزيري الثقافة والسياحة اللبنانيين بمنع التجمعات والحفلات، وإيقاف تصوير المسلسلات باعتبارها تفرض تجمعاً كبيراً من قبل فريق العمل، ويدفع إلى تجمعات جماهيرية أثناء التصوير في الأماكن العامة. خارطة دراميّة غامضة وغير مكتملة في السياق ذاته، كشف جوزيف الحسيني، مدير البرامج في قناة «أم تي في» اللبنانية، أنّ الأخيرة لا تزال تعمل على شبكة البرامج الرمضانيّة. وأوضح أن «معظم الأعمال لم تنتهِ بعد، ولا يوجد أي قرار محسوم حتى الساعة، إلّا أنّ مسلسل «بردانة أنا» سيكون حاضرًا على الشاشة وهو للكاتبة كلوديا مرشليان». وتابع الحسيني: «كورونا لعبت دورًا في تأخير إقرار شبكة البرامج، لكنّ بطبيعة الحال نعمل كلّ ما بوسعنا لتقديم الأفضل لمتابعينا». مسلسلات خارج رمضان
الصحافيّة والناقدة الفنيّة اللبنانية زكية الديراني، رأت أنّه «بالرغم من توقف عدد من الأعمال التي اعتدنا عليها، إلّا أنّ المنافسة لا تزال قائمة ولكنّ ستبقى محصورة». وبشأن حدوث تغييرات على خارطة الدراما الرمضانيّة، أجابت: «واجهت مسلسلات «الهيبة» و«من الآخر» و«أسود فاتح» عراقيل عدّة بسبب الجائحة، وللأسف لن تكون حاضرة». ولفتت إلى أن «غالبيّة هذه الأعمال صوّر جزء كبير منها، إلّا أنها تجمّدت بسبب انتشار الفيروس والظروف الصعبة في التصوير، خصوصًا وأنّ هناك ممثلين من الخارج وتحديدا من سوريا ومصر، بالإضافة إلى أماكن التصوير التي تفرض شوارع مكتظة وشعبيّة». وحول العقود المبرمة بين شركات الإنتاج والقنوات المحليّة، قالت: «حسب معلوماتي، فإنّ العقود قابلة للتعديل بسبب الظروف الطارئة التي أصابت العالم كله بسبب كورونا، علمًا أنّ هذه الأعمال خرجت من دائرة الموسم الرمضاني لكنّها ستُعرض في وقتٍ لاحقٍ».
توقف عن التصوير
وبخصوص مسلسل «أسود فاتح» الذي تلعب بطولته النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، أوضحت أنه من بطو لة وهبي وروجينا وأحمد فهمي ومعتصم الـــنهار. وأضافت أنه توقف عن التصوير لمدّة أسبوعين وذلك بسبب تواجد بعض أبطال العمل في مصر وصعوبة سفرهم إلى لبنان بسبب إغلاق المجال الجوي.
وبشأن الخطط المحتملة التي قد تضعها القنوات لتعويض هذا الغياب، قالت الديراني إن القنوات تبحث في خطوة الإبقاء على عدد قليل من البرامج على شاشتها، لتعوّض الغياب مع العلم أنّ المحطات المحليّة تمرّ بأزمات ماليّة بسبب تردّي الأوضاع الاقتصاديّة.
وأعلن لبنان أول إصابة بالفيروس، لسيدة قادمة من إيران في 21 فبراير/ شباط الماضي، فيما بلغ عدد المصابين حتى الاثنين 677 بينها 21 وفاة. ووسعت الحكومة اللبنانية نطاق قيود التعبئة العامة، وفرضت على المواطنين حظرا للتجوال لمدّة 10 ساعات يوميًا حتى 26 أبريل/ نيسان الجاري، وكلفت القوى العسكريّة والأمنيّة بتنفيذ القرار. كما أغلقت جميع المرافق البحريّة والبريّة والجويّة أنشطتها، بما في ذلك المطاعم والأسواق التجاريّة والمؤسّسات الخاصّة والعامّة والمدارس والجامعات، ضمن إجراءات احترازيّة من كورونا.