الوباء يكبد استوديوهات هوليوود 20 مليار دولار ويسحق السينما المستقلة والعاملين فيها

حسام عاصي
حجم الخط
0

لوس أنجليس – «القدس العربي»: أعلن عمدة مدينة لوس أنجليس، إيريك جارسيتي، عن إغلاق المطاعم والحانات والنوادي الليلية وأماكن الترفيه ومراكز اللياقة البدنية، لاحتواء فيروس الكورونا، الذي أصاب المئات من سكان المدينة في الأيام الأخيرة. هذا الاجراء جاء بعد أن أغلقت جميع استوديوهات هوليوود أبوابها وطلبت من موظفيها العمل من بيوتهم. كما أوقفت تصوير كل الأفلام والبرامج التليفزيونية وألغت إطلاق أفلامها في دور السينما المحلية والعالمية.
تلك الإجراءات أثارت نوعا من الهلع بين سكان المدينة، الذين تدفقوا إلى المتاجر الكبرى وأفرغوها من المواد الغذائية، رغم طمأنة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومسؤولين آخرين الجماهير بوجود غذاء كاف للجميع في الولايات المتحدة. فعندما ذهبت لشراء بعض الحاجات من السوبرماركت المحلي، وجدت رفوفه فارغة. فسألت أحد العاملين هناك عن موعد تزويد المحل فأخبرني بأنهم يستقبلون شحنتين كل يوم، لكن الناس يلتهمونها خلال أقل من ساعة.
سيدة في السبعينيات أصابها الاحباط لعدم وجود الرز، قالت لي، إنها لم تشهد مثل هذا الهلع في كاليفورنيا أبدا. وعندما اصطدمت بشخص كان منهكما في جواله، أصابه الذعر وصار يصرخ “كورونا، كورونا” وذهب مسرعاً ليغسل يديه. هذه التصرفات تنبع معظمها من عدم فهم الناس لخطر الفيروس. فكثير منهم يعتقدون أن الاصابة به تعني الموت الحتمي، رغم التصريحات المهدئة من قبل السلطات عبر وسائل الإعلام، ومفادها أن أكثر من 80 في المئة من المصابين لن يتضرروا منه. وأنه يفتك تقريباً بـ 2 في المئة منهم، وهم عادة يكونون من كبار السن أي ما فوق الـ 60 عاما، وتحديدا الذي يعانون مسبقاً من مشاكل صحية.
ولحماية كبار السن، فُرضت عليهم العزلة الاجتماعية في لوس أنجليس ونيويورك. لكن يبدو أن معظم سكان أكبر مدينتين في الولايات المتحدة بصرف النظر عن أجيالهم حجروا أنفسهم طوعا في منازلهم. فشوارعها المعروفة بازدحامها، خلت من السيارات والمشاة. أما الأماكن العامة، التي كانت تعج بالسياح والسكان المحليين، فهي تبدو مهجورة.
عزل الناس في بيوتهم أسفر عن خسائر فادحة في شباك تذاكر دور العرض، التي تم اغلاقها في معظم أقطار العالم. فقد هبط دخلها في الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع الى أدنى معدل منذ عشرين عاما قدره 55 مليون دولار، وهو أقل من دخل نهاية أسبوع ما بعد ضربات الحادي عشر من سبتمر/أيلول عام 2001، الذي كان قدره 65 مليون دولار.
أكثر الأسواق تكبداً للخسارة حتى الآن هو السوق الصيني، وهو ثاني أكبر سوق عالمي، وذلك لأن دور العرض هناك ما زالت مغلقة منذ أكثر من شهرين، فنتج عن ذلك هبوط دخل شباكها بعدة مليارات دولار. وفي حديث مع رئيس شركة “تشاينا إنترناشيونال ميديا” ومخرج ومنتج أفلام جاكي تشان، ستانلي تونغ، قال لي إنه اضطر الى تأجيل إطلاق أفلامه لآخر العام، بالرغم من سيطرة الصين على الفيروس، كما توقع إعادة فتح دور العرض الصينية في منتصف شهر مايو/أيار أو بداية الصيف المقبل.
“عندما أُطلق فيلما وخاصة عندما يكون من بطولة نجم عالمي مثل جاكي تشان، أطلقه عالميا، لهذا تحسن الوضع في الصين غير كاف. لأنني أتوقع أن دور العرض خارج الصين، حيث أزمة الوباء في بدايتها الآن، سوف تبقى مغلقة حتى شهر سبتمبر/أيلول”.
الخبراء يتوقعون أن الوباء سوف يكبد استوديوهات هوليوود خسارة ما يقارب 20 مليار دولار. كما يبدو أنه سوف يسحق السينما المستقلة والعاملين فيها، الذين لا يمكنهم البقاء بدون عمل لفترات طويلة. ومن المتوقع أن تعلن الكثير من شركات الانتاج المستقلة إفلاسها اذا لم تلق دعما من حكومات بلادها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية