استشهاد أسر كاملة بغارات إسرائيلية جديدة على لبنان غداة قصف واسع النطاق خلف نحو 500 شهيد- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
0

بيروت: شنّت إسرائيل ليل وفجر الثلاثاء ضربات جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان بعد قصف واسع النطاق خلف نحو 500 شهيد الاثنين، وزاد المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالي عام من العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتهيمن الخشية من حرب في الشرق الأوسط على الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها الثلاثاء في نيويورك، في وقت يزداد التصعيد العسكري بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله” المدعوم من إيران والمتحالف مع حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف ليلا “عشرات الأهداف العائدة إلى حزب الله في مناطق عدة في جنوب لبنان”.

وقال جيش الاحتلال إن قصف الاثنين، وهو الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، طاول “نحو 1600 هدف” لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع (شرق).

وأعلن “حزب الله” ليلا إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 في اتجاه إسرائيل، فيما زعم جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق عشرين صاروخا.

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، شنت مقاتلات إسرائيلية، الثلاثاء، عدة غارات على مدن وبلدات في محافظة بعلبك الهرمل شرق لبنان؛ ما أسفر عن استشهاد أسر بكامل أفرادها، وتسبب بحركة نزوح للسكان.

وقالت الوكالة اللبنانية إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارات على مدن وبلدات في محافظة بعلبك الهرمل، بينها مدينة بعلبك وبلدات دورس والبزالية وشعت.

ولفتت إلى أن الغارات أودت بحياة “أسر بكامل أفرادها تحت الركام”، وأسفرت عن جرح عدد آخر تم نقلهم للمستشفيات، دون تقديم أرقام محددة.

وذكرت أن هذه الغارات أدت إلى حركة نزوح في محافظة بعلبك الهرمل إلى أحياء وبلدات مجاورة بعيدة من دائرة الاستهداف، لافتا إلى أنه تم فتح قاعات المناسبات الملحقة بالمساجد في المحافظة لاستضافة هؤلاء النازحين.

وقبل ذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجرا غارات على مناطق في جنوب لبنان بينها بلدتا كفردونين والسلطانيه والمنطقة بين بلدتي الحميري وطيرفلسية، ولم يتم تسجيل إصابات جراء تلك الغارات.

وأسفرت ضربات الاثنين عن 492 شهيدا بينهم 15 طفلا و58 امرأة، إضافة إلى 1645 جريحا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استشهاد “عدد كبير” من عناصر حزب الله.

“مجزرة”

وقال جمال بدران الطبيب في مستشفى النجدة الشعبية في مدينة النبطية (جنوب) “إنها كارثة، مجزرة“، مضيفا أن “الضربات لا تتوقف، لقد قصفونا فيما كنا ننتشل جرحى”.

ونزح آلاف اللبنانيين من المناطق التي تتعرض للقصف، وفق وزارة الصحة، باحثين عن ملاذ في بيروت أو صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، وأمضى كثر منهم ليلتهم في سياراتهم لعدم قدرتهم على الوصول إلى بيروت بسبب زحمة السير الخانقة.

وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن عشرات آلاف الأشخاص فروا من العنف في لبنان منذ الإثنين.

لم يغادر حسن بنجك الذي لجأ إلى مدرسة في صيدا، المنطقة منذ بدء الحرب، “ولكن حين تكثفت الضربات وباتت أقرب، خاف الأولاد وقررنا المغادرة”.

وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين من اللبنانيين “الابتعاد من المناطق الخطيرة” في انتظار انتهاء “العملية”.

من جانبه، ندد نظيره اللبناني نجيب ميقاتي بـ”مخطط تدميري” للبنان، حيث أغلقت كل المدارس أبوابها الثلاثاء.

خطر “حرب شاملة”

وعلق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “نحن على حافة حرب شاملة”، فيما طلبت فرنسا انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي هذا الاسبوع لبحث التطورات في لبنان.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الإسرائيلي من “تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر”، معتبرا أن حزب الله يعيش “الأسبوع الأكثر صعوبة منذ إنشائه” العام 1982.

كذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين تنفيذ “ضربة محددة الهدف” في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي، طاولت قائد جبهة الجنوب في الحزب علي كركي، لكنه نجا منها.

واعتبر نتنياهو أن إسرائيل تقوم “بتغيير التوازن الأمني” في شمال البلاد، عازمة على السماح بعودة عشرات الآلاف من سكانه النازحين.

من جهته، تعهد حزب الله الاستمرار في مهاجمة إسرائيل “حتى نهاية العدوان في غزة”، حيث اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في مستوطنات جنوب إسرائيل. ومذاك، يستمر تبادل القصف على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الدولة العبرية وحزب الله بعد تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب يومي 17 و18 ايلول/ سبتمبر، ما أسفر عن استشهاد 39 شخصا بحسب السلطات اللبنانية. ونسب الحزب هذه التفجيرات إلى إسرائيل.

وفي 20 ايلول/ سبتمبر، تعرض الحزب لضربة جديدة تمثلت في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن استشهاد 16 من قادة وعناصر “قوة الرضوان”، وحدة النخبة لديه، أبرزهم قائدها إبراهيم عقيل.

“احتواء التصعيد”

كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين أنه “يعمل على احتواء التصعيد”، علما أنه يلقي كلمة الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلاده تعارض غزوا بريا للبنان وستعرض “أفكارا ملموسة” على شركائها هذا الاسبوع في الأمم المتحدة من أجل التهدئة.

وأعربت دول عدة بينها روسيا وقطر ومصر عن قلقها البالغ. وأكدت مجموعة الدول السبع أن “ما من بلد سيكسب” من التصعيد في الشرق الأوسط، محذرة من خطر “نزاع اقليمي لا يمكن تصور تداعياته”.

وأعربت الصين الثلاثاء عن “صدمتها الكبيرة” لعدد ضحايا القصف الإسرائيلي في لبنان.

ودعا العراق إلى “اجتماع طارئ” لرؤساء الوفود العربية في الأمم المتحدة لـ”وقف سلوك إسرائيل الإجرامي”.

وأكّدت المملكة العربية السعودية أنها تتابع بـ”قلقٍ بالغ” التطورات في لبنان، كما جدّدت تحذيرها من “خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة”.

واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل الاثنين بالسعي إلى “توسيع” النزاع.

وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” تُرجمت من الفارسية إلى الإنكليزية “لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة”.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية