تعز-“القدس العربي”: تعذّر انعقاد مجلس النواب اليمني (البرلمان)، جناح الحكومة الشرعية، بالمحافظات الجنوبية منذ أكثر من سنتين، إثر التهديدات الأمنية من قبل مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي أعاقت عملية انعقاده خلال الفترة الماضية، ويعكف رئيس المجلس النيابي حاليا على البحث عن مكان آمن لانعقاد جلسات المجلس في محافظة حضرموت التي تحظى بوجود قوي للسلطات الحكومية.
وعاد رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني وأعضاء هيئة رئاسة المجلس النيابي الثلاثاء الماضي إلى مدينة سيئون، بمحافظة حضرموت لبحث إمكانية انعقاد دورة جديدة لمجلس النواب بعد تعثر دام أكثر من سنتين، بسبب الوضع الأمني غير المساعد لانعقاد جلسات مجلس النواب، إثر التهديدات المستمرة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي والتحذير من مغبة انعقاد جلسات البرلمان في المحافظات الجنوبية، التي يعتبرها خارجة عن إطار الحكومة الشرعية التي يمثلها مجلس النواب.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، عن رفضه انعقاد دورة جديدة لمجلس النواب اليمني في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وتوعد بعرقلة ذلك من خلال أدواته الأمنية المحلية التي يستخدمها لعرقلة أنشطة السلطة الشرعية في البلاد.
وقال الانتقالي الجنوبي في اجتماع قيادته العليا في عدن برئاسة عيدروس الزبيدي، أمس الخميس، إنها تقف “مع أبناء حضرموت عامة، وأبناء سيئون خاصة، في رفضهم لانعقاد جلسات مجلس النواب اليمني في سيئون”، في دعوة غير مباشرة لأبناء محافظة حضرموت لإثارة الوضع الأمني هناك بقصد إعاقة انعقاد جلسات مجلس النواب.
وطالب الانتقالي بضرورة “المضي قدمًا في استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، تنفيذًا كاملًا من دون أي انتقائية”، وقال إنه في مقدمة ذلك “تشكيل الوفد التفاوضي المشترك” مع جماعة الحوثي في الشمال لوقف الحرب في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
وتعرض الانتقالي الجنوبي لانتقادات حادة واتهامات مباشرة من قبل الحكومة الشرعية بعدم التزامه ببنود اتفاق الرياض والذي يتضمن انسحاب مليشياته من العاصمة الحكومية المؤقتة عدن وتمكين السلطات الحكومية من أداء مهامها في عدن، بعيدا عن سلطة الأمر الواقع التي يفرضها المجلس الانتقالي هناك عبر مليشياته المدعومة ماديا وعسكريا من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدد سلامة وأمن الحضور الحكومي في عدن، والتي اضطرت إلى مغادرة عدن والانتقال إلى العاصمة السعودية الرياض لممارسة عملها من هناك، إثر اقتحام مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي عدة مرات للقصر الرئاسي في حي معاشيق بمحافظة عدن، حيث تقطن رئاسة وأعضاء الحكومة عند تواجدهم في عدن.
إلى ذلك أعلن رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، أمس الأول، استجابة الحكومة الشرعية لكافة الطلبات والخيارات والمساعي الداعية للسلام وإيقاف الحرب في البلاد.
وقال البركاني في اجتماع له بقيادات محافظة حضرموت بمدينة سيئون “حرصنا على أن نكون هنا بينكم في سيئون، لما لهذه المدينة من مكانة خاصة، التأمت فيها مؤسسات الدولة الدستورية كاملة بفروعها الثلاثة، رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة”.
وأوضح أن مجلس النواب “سيعمل من خلال السلطة التنفيذية على تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه أبناء حضرموت في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القضية الرئيسية المتمثلة بالجانب الأمني، والأوضاع السياسية، في ظل استمرار الحرب”.
وجاء هذا اللقاء بعد إقرار هيئة رئاسة مجلس النواب الأربعاء الماضي استئناف عمل الأمانة العامة لمجلس النواب، من مدينة سيئون، فيما لم تتخذ قرارا بعد بموعد ومكان انعقاد الدورة المقبلة لمجلس النواب، نظرا للتحديات الأمنية التي تواجه المجلس النيابي، والتي لم يستطع بسببها رئيس وأعضاء البرلمان من زيارة مدينة سيئون واليمن عموما، منذ انعقاد دورة مجلس النواب الوحيدة في مدينة سيئون في نيسان (أبريل) 2019، والتي انعقدت لأول مرة منذ اندلاع الحرب في البلاد نهاية العام 2014.
وكان اجتماع هيئة رئاسة مجلس النواب بحث “الترتيبات اللازمة لانعقاد المجلس، في أقرب وقت ممكن بما يحقق التئام مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به اليمن”.
ويواجه مجلس النواب اليمني تحديات الحصول على النصاب المطلوب من أعضائه لانعقاد جلساته، حيث استأثرت جماعة الحوثي في الشمال ببعض الأعضاء الذين احتجزتهم في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها ومنعتهم من مغادرة البلاد، بالإضافة الى التحديات الأمنية التي يواجهها المجلس في الجنوب من قبل الانتقالي الجنوبي الذي يعمل على عرقلة انعقاد جلسات البرلمان في المحافظات الجنوبية.