قال 25 عضوا من مجلس النواب إنهم يتابعون بقلق بالغ التطورات العسكرية الأخيرة للمعركة الوطنية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية المستمرة في هجومها الوحشي على حصن الجمهورية وقلعته المنيعة محافظة مأرب.
تعز-»القدس العربي»: أعلن عشرات الأعضاء في مجلس النواب اليمني (البرلمان) عن مطالبة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بضرور التحرك العاجل لإنقاذ مدينة مأرب من السقوط في أيدي الانقلابيين الحوثيين، فيما اتهم أحد البرلمانيين هادي بالوقوف وراء هذه الانتكاسات الكبيرة للجيش اليمني.
وشددوا في مطالبتهم التي بعثوها الجمعة برسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس هادي على «ضرورة التحرك العاجل لتوفير السلاح والعتاد للجيش الوطني في محافظة مأرب وبقية المحافظات».
وقال 25 عضوا من أعضاء مجلس النواب اليمني إنهم يتابعون «بقلق بالغ التطورات العسكرية الأخيرة للمعركة الوطنية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية المستمرة في هجومها الوحشي على حصن الجمهورية وقلعته المنيعة محافظة مأرب».
وطالبوا الرئيس اليمني هادي بـ»ضرورة التحرك العاجل لتوفير السلاح والعتاد للجيش الوطني من أية جهة كانت» وحمّلوه المسؤولية الكاملة عن حماية محافظة مأرب وبقية المحافظات اليمنية باعتبار ذلك «من صميم واجباته ومسؤولياته في هذه اللحظة الفارقة والخطيرة».
واتهم البرلمانيون اليمنيون الرئيس هادي بـ»اللامبالاة تجاه المعركة من قبل الحكومة، وعجزها عن تلبية احتياجات الجيش الوطني من العتاد والسلاح والمرتبات» وهو ما كان كشفت عنه فروع الأحزاب السياسية في محافظة مأرب، التي أطلقت منتصف الأسبوع المنصرم ما يمكن وصفه بـ»نداء استغاثة» والتي اتهمت الحكومة اليمنية بالفشل في إدارة المعركة والتحالف العربي بقيادة السعودية بالخذلان لجبهات محافظة مأرب.
وأضاف البرلمانيون اليمنيون في خطابهم ان «الجيش الوطني يخوض معركة الجمهورية لسنوات بما توفرت له من إمكانيات شحيحة للغاية». موضحين إن الجندي في الجيش الوطني يخوض معركتنا ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية في ظل رواتب منقطعة وبسلاح لا يمكن مقارنته بسلاح الانقلابيين الحوثيين الذين استولوا عليه من معسكرات ومخازن الدولة إبان انقلابهم المشؤوم قبل نحو سبع سنوات.
وشدد البرلمانيون على أن «واجب اللحظة هو توفير سلاح يكفي ويضمن لجيشنا الوطني حسم المعركة؛ وتحقيق الانتصار الكبير في معركتنا الوجودية لاستعادة الجمهورية والدولة».
وقالوا إن هذا الطلب «لا يعني بأي حال الانتقاص من دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في إسناد المعركة الوطنية والجيش الوطني، فقد بذل الأشقاء جهدهم ولن ينسى لهم الشعب اليمني دورهم الأخوي» في إشارة إلى أن واقع الحال يتطلب المزيد من الدعم بالمال والسلاح ورفع اليد عن تقييد الجيش الوطني اليمني في تعزيز مكامن قوته وتزيده بالمعدات العسكرية الحديثة.
من جانبه قال عضو مجلس النواب شوقي القاضي في منشور له في صفحته الرسمية في موقع فيسبوك «بعون الله وبإرادة الأحرار وبصمود الجيش والمقاومة، لا خوف على مأرب أياً كانت المخاطر فسوف تتجاوزها».
وأضاف بلغة حادّة وغير مسبوقة من مسئول يمني «لا خوف على اليمن والجمهورية فالجذور أعمق وأثبت من أن تهزها رياح الإمامة والكهنوت وخرافات الولاية والوصية، إنما العار، كل العار، على رئيس ونائب خذلا شعبهما وقضيتهما وارتهنا للذل والهوان، وعلى حكومة ورئيسها تتخطفهم ولاءات ومصالح شخصية، وعلى برلمان وهيئة رئاسة تائهة خانعة، وعلى قيادات أحزاب أشبه بصاحبات الرايات الحمراء التي تدّعي كل واحدة منهن أنها الأفضل لإمتاع الزبون».
وشمل القاضي بلعناته الإعلاميين والناشطين والسياسيين الذين انخرطوا في أجندات الرئيس والنائب والحكومة والبرلمان والأحزاب بـ»قصد» أو بـ»جهل» أو بـ»ارتزاق».
وتخوض مدينة مأرب حاليا معارك ضارية وتمر بمرحلة عصيبة إثر التصعيد العسكري الحوثي لمكثّف وتضييق الخناف عليها من كافة الجوانب، خاصة بعد سقوط العديد من المناطق والجبهات المحيطة بمدينة مأرب، والتي تعد المعقل الرئيس للحكومة الشرعية، بحكم وجود مقرات قيادة الجيش الوطني فيها، بالإضافة إلى أنها تعد المركز الرئيس لانتاج النفط والغاز اليمني، حيث توجد في محافظة مأرب أبرز حقول النفط والغاز والمصافي النفطية، والتي تضعها ميليشيا الحوثي الانقلابية هدفا رئيسيا لها في معارك مأرب، رغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها خلال الشهور الثمانية الماضية من المواجهات المسلحة العنيفة مع قوات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية.