صنعاء ـ «القدس العربي»: ذكرت المصادر الرسمية في اليمن أمس ان حصيلة القتلى في عمليتين انتحاريتين وصلت الى 66 قتيلا، 19 من القتلى عسكريين في انفجار انتحاري استهدف نقطة عسكرية في المكلا و47 من القتلى سقطوا في عملية انتحارية استهدفت متظاهرين حوثيين ضد الرئيس عبدربه منصور عادي في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء بالاضافة الى وقوع عشرات الجرحى في العمليتين.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الصحة العامة في اليمن أن عدد ضحايا العمل الإرهابي الذي حدث في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء صباح امس بلغ 47 قتيلا و 75 جريحا .
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية سبأ الحكومية ان فرق الإسعاف التابعة لوزارة الصحة هرعت الى موقع الحادث عقب وقوعه وباشرت بنقل جثث الضحايا من القتلى والمصابين الى المستشفيات في أمانة العاصمة صنعاء. موضحا أن المصابين تتراوح إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة والخفيفة .
من جانبه قال مصدر مسؤول في اللجنة الطبية التابعة للجنة المنظمة لمسيرة الحوثيين «إنه نتج عن العمل الإرهابي الغادر والجبان والمتمثل بالتفجير الانتحاري في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء سقوط 45 شهيداً على الأقل وأكثر من 150 جريحاً بينهم 40 في حالة حرجة كحصيلة أولية وأن العدد مرشح للزيادة «.
وأوضحت المصادر أن التفجير الانتحاري في ميدان التحرير في صنعاء استهدف الحزام الأمني للمظاهرة الحوثية التي خرجت صباح امس للتنديد بتكليف مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمدعوض بن مبارك بتشكيل الحكومة الجديدة والذي اعترضت عليه جماعة الحوثي بشدة وألقى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي عشية مظاهرة أمس خطابا ناريا ضد الرئيس هادي ووصفه بــ(الدمية) للمشاريع الخارجية.
ووجه الحوثي في خطابه الذي يعد الأعنف من كافة خطاباته السابقة تهديدا ضمنيا للرئيس هادي وللغرب وتحريضا واضحا ضد الاعلام، وأعطى إشارات ضمنية لتوسيع دائرة النفوذ الحوثي في كل أرجاء اليمن، شماله وجنوبه.
في غضون ذلك قال مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت «إن عناصر إرهابية إجرامية دموية جبانة من تنظيم القاعدة أقدمت فجر الخميس على مهاجمة نقطة الغبر الواقعة غرب مدينة المكلا بسيارة مفخخة تلاها اشتباك مسلح مع جنود النقطة العسكرية».
وقال «ان الهجوم الإرهابي أدى إلى مقتل 19 جنديا وجرح 13 آخرين ومصرع العديد من تلك العناصر الإرهابية».
وقال نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع «ان هذه المجزرة الإرهابية الشنيعة تعد من الجرائم التي اعتادت العناصر الإرهابية على اقترافها بحق أبناء شعبنا وقواته المسلحة والأمن».
وشهدت العاصمة صنعاء أمس حالة استنفار أمني وعسكري قصوى من بقايا القوات الحكومية ومن قبل المسلحين الحوثيين ووقوع العديد من حالات اطلاق الرصاص الحي الخفيف والثقيل في أكثر من منطقة، إثر التوتر الذي عاشته صنعاء عقب إطلاق زعيم الحوثيين تهديداته على الدولة وبالذات التهديد الذي وصف بـ(الزحف الى القصر)، الذي تضمنته دعوة الحوثي لأتباعه الى الخروج الكبير في مظاهرة عارمة في منطقة السبعين الرئاسية، والتي أوصلت رسالة سياسية قوية للرئيس هادي بأنه الهدف من هذه المظاهرة والتي أجبرته على تغيير رئيس الوزراء المكلف حديثا بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئاسة تكليفه بتشكيل الحكومة.
وبدت جماعة الحوثي أمس الطرف الأقوى أمام الرئيس هادي عسكريا وشعبيا، في حين فقد هادي أنصاره ومريديه وحلفائه إثر سياساته الغامضة وتصاعد الاتهامات الشعبية ضده بتسهيل السقوط الكبير للعاصمة صنعاء الشهر الماضي وقبلها بشهرين محافظة عمران القريبة منها والتي كانت الحزام الأمني للعاصمة صنعاء.
ودخل اليمن في فراغ حكومي منذ قرابة أسبوعين، حين سقطت العاصمة صنعاء في أيدي المسلحين الحوثيين في 21 من الشهر الماضي وقدم حينها رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه استقالته من رئاسة الوزراء وعجز الرئيس هادي في إقناع الحوثيين بأي مرشح لرئاسة الوزراء حتى اتخذ الثلاثاء الماضي قرارا بتكليف مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك لتشكيل الحكومة، وهو القرار الذي أدخل السلطة الرئاسية لهادي في أزمة وحشرها في زاوية ضيقة أمام الضغوط الحوثية عليه كأصحاب النفوذ، والذين لم يتورعوا في استخدام الألفاظ النابية ضده وعدم التعامل بدبلوماسية معه عندما وصفه زعيم جماعة الحوثي بـ(الدمية) للسفارات الغربية واتهمه ضمنيا بالعمالة للغرب.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر دبلوماسي أن الرئيس هادي التقى قبيل صدور قراره بتعيين بن مبارك رئيسا للوزارء بالسفير الأمريكي في صنعاء ماثيو تولر والذي أقنعه بضرورة تكليف بن مبارك لتشكيل الحكومة بشكل عاجل قبل أن تطيح به (مؤامرة) تحاك ضده من قبل المسلحين الحوثيين وأتباع النظام السابق برئاسة علي عبدالله صالح.
وأوضح أن «السفير الأمريكي كشف لهادي خيوط هذه المؤامرة والتي تتلخص في أن جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح يخططون لتشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون البلاد للإطاحة بنظام هادي، بمبرر العجز لدى هادي في إعلان تشكيل الحكومة».
وذكر أن هادي ارتعب من المعلومات التي طرحها عليها السفير الأمريكي وبالتالي أصدر قراره الرئاسي مباشرة عقب ذلك بتكليف بن مبارك لتشكيل الحكومة كأحد المقربين الذين يثق بهم، ويحظى بعلاقة جيدة مع الأمريكيين وهي ما أشار إليها زعيم جماعة الحوثي صراحة.
واعتبر محللون سياسيون تراجع الرئيس عن قراره هذا بعد أقل من 24 ساعة تحت ضغط الحوثيين بأنه يضع سلطة الرئيس هادي على المحك أمام النفوذ الكبير لجماعة الحوثي وأن سلطة هادي الرئاسية تتهاوى أمام النفوذ المتصاعد والأقوى للحوثيين في العاصمة صنعاء والذي يمتد بشكل متسارع الى بقية المحافظات اليمنية، والذي ظهر جليا من خلال إجبار هادي على التراجع عن قراره وكذا خطاب عبدالملك الحوثي مساء أمس الأول حين خاطب اليمنيين بقوله (شعبي العظيم) وكأنه رئيس الجمهورية الفعلي. إلى ذلك قال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد لـ«القدس العربي» « لقد بدأت قصة إهانة الدولة مبكرا والرئيس هادي كان أول من أهان قراراته ومعها أهان الدولة من خلال جعل الدوله غنيمة ويعبث بها أولاده واقرباؤه وكأنهم قطاع طريق».
وأضاف «ان الرئيس أهان البلد وهو يرى ميليشيات تتحكم في قرارات الدولة وتمنعه حتى من تعيين مقرب مقبول لهم لقيادة الحكومة».
وقال ان هادي «خذَل اليمنيين حين وضع قدما على قدم وهو يتابع سقوط مؤسسات الدولة ونهب أسلحتها من على شاشات التلفزيون ولم يحرك ساكنا او يبذل 10٪ من مجهود المفاوضات السياسية، ليقدم مع بقية النخبة السياسية الفاشلة انتصارا عسكريا سهلا وبدون أي شروط، بل رعى إتفاق تسليم واستسلام لا يحمل في مدلولاته اي تمييز بين الدولة والميليشيات المسيطرة».
خالد الحمادي
الحل الوحيد لمشاكل اليمن المزمنة هي قيام ثورة يمنية خالصة حيث لم تقم في اليمن أي ثورة (يمنية) سوى ثورة الزرانيق بداية القرن الماضي والذين أشتهر عنهم رفض الخضوع والمقاومة منذ الف سنة تقريباً فخلا تلك الثورة لم تقم أي ثورة ولم تكن معارك الجنوب ضد بريطانياً سوى حروب ضارية لإخراج المحتل وماسمي ثورة سبتمبر لم تكن ثورة بل تغيير في نظام الحكم وبنفس الوجوه.والثورة الأخيرة ليست ثورة بإي مقياس.
الثورة قادمة لا محالة ولكنها لن تنجح مالم تسمو فوق الطوائف والجهات والطبقات ومالم ترفض كل تدخل خارجي سلبي من أي دولة.
بدأ السباق الطويل نحو إيجاد دولة يمنية ومن يركض أسرع أولاً تخور قواه ويفوز ذي الباع الطويل ….ستكون اليمن غداُ غير ما تعهدون فتربصوا .