اليمن: لماذا تصمت السعودية على انقلاب الإمارات؟

حجم الخط
19

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله، ليل السبت الأحد ما سمّاه «الإدارة الذاتية» في الجنوب، وهي تسمية مخفّفة لإعلان الانفصال عن الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبد ربه هادي منصور، والمدعومة من المملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا الإعلان حلقة جديدة من المسلسل التصعيدي الذي تديره الإمارات للسيطرة على أجزاء من اليمن، عبر مجموعة متنوعة من الميليشيات، يقف «الانتقالي» على رأسها، إضافة إلى إبقاء أوار الحرب الأهليّة والفوضى المسلّحة القائمة.
يقوم مخطط الإمارات على دفع الحكومة لمواجهة عدوّين في وقت واحد، الحوثيون الذين سيطروا في 21 أيلول/سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء، ثم فتحوا طريقا بحريا لاستيراد الدعم العسكري من إيران بالسيطرة على ميناء الحديدة في 14 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، قبل أن يسيطروا على القصر الرئاسي مما دفع الرئيس منصور هادي للفرار إلى مدينة عدن الجنوبية ثم إلى الرياض مع تشكل تحالف عربي تقوده السعودية في آذار/مارس 2015 واجه، مع كتائب موالية للحكومة الشرعية، تقدم الحوثيين باتجاه عدن في الشهر التالي، وتمكن من استرداد المدينة وتعديل الموازين مع استعادة خمس محافظات والسيطرة على باب المندب.
اندفعت الأطراف «المتحالفة» مؤقتا بعد ذلك إلى تصفية «حلفائها»، ولإضعاف موقع الرياض، فقام الحوثيون بتصفية قوات ومؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل لاحقا في كانون أول/ديسمبر 2017، بعد إعلان استعداده لـ»فتح صفحة جديدة» مع السعودية، فيما بدأت وكلاء الإمارات في اليمن طريقا متعرجا للتخلص من الحكومة الشرعية التي تعتبر أيضا حليفة السعودية، فيما وقفت الرياض موقف المتردّد في كيفية التعامل مع أبو ظبي وميليشياتها اليمنية، بل إنها سدّدت ضربة كبيرة للشرعية بجمعها، بشكل متساو، مع الميليشيات المدعومة إماراتيا، وإعلانها اتفاق مصالحة بين الطرفين في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
لا يشكل إعلان «الانتقالي» إنشاء «إدارة ذاتية» انقلابا على الاتفاق المذكور فحسب بل يجب احتسابه إعلانا أيضا عن الفشل الواضح لقرار السعودية بالتدخل في اليمن، ولازدراء أبو ظبي ووكلائها على الأرض لهذا التدخّل الذي اعتقد اليمنيون أنه قادر على تخليصهم من استبداد الحوثيين، وانتهى بأن يصبح السعوديون، والحكومة الشرعيّة نفسها، مجرد طرف ضعيف بين الأطراف الكثيرة التي يعج بها اليمن.
كان إعلان الإمارات خروج قوّاتها من اليمن في شباط/فبراير من هذا العام، ضربة على الرأس لحليفها السعودي المفترض، وتقرّبا غير مباشر من إيران، لأن القوات التي كان يفترض أن تحارب الحوثيين تركت الأرض مفتوحة لحلفائها في الجنوب للتربص بقوات الشرعيّة اليمنية، وبذلك زاد الضغط على الرياض من اتجاهين.
لا يفعل انقلاب الانفصاليين الأخير غير إظهار القيادة السعودية على مراكمة الفشل، وتعميق جراحها الخارجية والداخلية، والأسوأ من كل ذلك، أنها ليست في موقع يسمح لها بالرد عسكريا على خصومها في اليمن، ولا في فك تحالفها السياسي مع الإمارات، التي شجعتها على التدخّل في اليمن ثم تركتها تواجه عواقب كبيرة، وكل ما تستطيع فعله بعد أن فقدت هيبة «أبو الهول» أن تحافظ على صمته!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    على الحكومة الشرعية نسيان ما يجري بعدن, والتركيز على صنعاء! دعوا الجنوب لأهله يقرروا ما يريدون ولا تفتحوا عدة جبهات بوقت واحد!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول .Dinars. #TUN.:

    قيام اليمن من جديد أمر حتمي وذلك بالتزامن مع سقوط حكم كل من آل سعود وأولاد زايد.

  3. يقول علي:

    يبدو والله أعلم أن التحالف لا يعنيه تحرير اليمن من الانقلاب الطائفي الموالي لإيران. الذي يعنيه في البداية والنهاية فتح ممر إلى مياه المحيط الهندي عبر اليمن بالسيطرة على بعض محافظات الجنوب. ثم السيطرة على بترول الجنوب من خلال دويلة في عدن، وتبقى دويلة طائفية في الشمال تحول دون تفكير اليمنيين في الوحدة واستعادة أرض الأدارسةالتي تم ضمها في عهد عبد العزيز.

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    على محافظات جنوب اليمن تقرير مصيرها: إما مع الميليشيات الإنفصالية, أو مع الشرعية! الرئيس هادي من جنوب اليمن!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول سلام عادل(المانيا):

    تحية للجميع
    لم تكن السعودية والامارات يوما مع الشرعية في اليمن او مع وحدتها كبلد كما كان الحال في سوريا فالمهم جار ضعيف وشعب منقسم على نفسه ومرتبط مع الاجنبي الداعم لكل فصيل او فئة منه وبالتالي السيطرة عليه دائما فدول الخليج كنظام حكم عائلي لن يهدا لها بال مع جار يختلف معها في نظام الحكم والصراع كان قائما منذ تكوين هذه الكيانات من قبل بريطانيا مع اي نظام حكم يخالفها فلذلك كانت مع نظام الشاه رغم اطماعه في بعض دولها لكنها لم تعاديه يوما ولكنها كانت دوما على عداء مع نظام عبد الناصر وصدام قبل رحيل الشاه

  6. يقول عبد الوهاب عليوات:

    أصل ضرب الحبيب زي أكل الزبيب.. واللي مالوهش صاحب يشتريلو م.ب.ز. يعلمه فنون الترللي..
    في الحقيقة منذ البداية كانت الإمارات هي التي تدفع بالسعودية وتستعملها لأجل تحقيق مصالحها في المنطقة ختصة وهي تتجه بسرعة الى انهيار اقتصادي رهيب..

  7. يقول خالد مصطفى الجزائر:

    اليمن من سئ الى أسوأ الحكومة الشرعية الأن أمام تحديين أما دور السعودية فهو في تقهقر مستمر وهو راجع الى السياسات التخبطية داخليا وخارجيا سعودية الستينات والسبعينات إنتهت فهي بالكاد تسير أمورها .

  8. يقول سامي مروان:

    اظن ان حكام الامارات والسعودية فشلوا في كل شيىء حتى في ادارة عصابة اجرامية صغيرة لاغتيال وقتل الصحفيين في الداخل والخارج فصاروا اضحوكة ومسخرة في العالم في التعامل مع اتفه الاشياء فما بالكم بشن حرب على دولة كاليمن!!!

  9. يقول مجرد رأي:

    سكوت السعودية سببهمعرفتها التامة أن الأوامر تأتي من تل أبيب عبر واشنطن

  10. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    السعودية فشلت وتفشل فيما يتعلق بتقسيم اليمن، لأن الإمارات قامت بما هو متفق عليه مع النظام آل سعود
    حفظه الله اليمن من شرور ومؤامرات النظام آل سعود ونظام آل النهيان

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية