لندن -»القدس العربي» ووكالات: أكدت مصادر طبية يمنية، أمس الأحد، مقتل 53 متمرداً حوثياً خلال 24 ساعة، في معارك وغارات جوية في الحديدة، بينما تقدمت القوات الموالية للحكومة في الساعات الماضية في المدينة الواقعة على البحر الأحمر، فيما أعلن الحوثيون مقتل وإصابة أكثر من 200 عنصرا من «قوات العدو».
وأكد مصدر في القوات الموالية لهادي أن المعارك اشتدت في المدينة وفي محيط جامعتها السبت وصباح الأحد.
وقامت طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بشن غارات جوية لدعم القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر في هذه القوات.
وأوردت وسائل إعلام تابعة للحوثيين الأحد، وقوع غارات جوية في الحديدة، دون مزيد من التفاصيل.
الحوثيون يسمحون لشقيق هادي المعتقل بالتواصل مع أسرته
وقتل 13 عنصرا من القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر طبية في مدينتي المخا وعدن، اللتين نقل الضحايا إليهما.
ودارت الاشتباكات أمس حول محيط جامعة الحديدة التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن ميناء المدينة.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد إعلان الحكومة اليمنية، الخميس، استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين.
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر.
من جهتهم، أعلن مسلحو جماعة أنصار الله الحوثية، مساء أمس الأحد، «مقتل وإصابة 215 عنصراً من قوات العدو (قوات الجيش اليمني)» خلال المعارك التي تشهدها محافظة الحديدة.
ونقلت وكالة الأنباء «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة واللجان الشعبية (التابعة للجماعة) «إنه تم التصدي وكسر زحف العدو ومرتزقته (الجيش الحكومي وقوات التحالف العربي)… باتجاه الكيلو 16 وشرق وغرب مطار الحديدة، المسنودة بغطاء جوي كثيف».
وأضاف سريع أن «قوات العدو منيت خلال الـ 24 ساعة الماضية بهزائم نكراء وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث سقط 215 من مقاتليه بين قتيل وجريح بينهم قيادات».
هذا وأعلنت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون)، أمس الأحد، أنها سمحت لشقيق الرئيس اليمني بالتواصل مع أسرته بعد أكثر من 3 سنوات على اعتقاله.
وقال مصدر، فيما يسمى «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمعتقلين» التابعة للحوثيين، إن اللجنة – وضمن جهودها مع الأمم المتحدة – قامت بـ»تسهيل إجراء تواصل أسير الحرب ناصر منصور هادي مع أحد أولاده»، من دون توضيح طبيعة التواصل بزيارة أو اتصال.
ووصفت الأمم المتحدة الأحد اليمن بـ»جحيم حي»، مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد الذي يشهد موت طفل كل عشر دقائق و30 ألف طفل سنويا.
ويكرر بيانها تحذيرا من الأمم المتحدة بأن نصف سكان اليمن البالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة قد يصبحون قريبا على شفا المجاعة.
وقال خيرت كابالاري المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال مؤتمر صحافي في عمان، إن «اليمن اليوم جحيم حي».
وأضاف أنه «ليس جحيما فقط لـ 50 أو 60% من الأطفال في اليمن، بل جحيم حي لكل ولد أو بنت في هذا البلد».
وقال كابالاري إن «هناك 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون اليوم سوء التغذية الحاد الوخيم، و30 ألف طفل تحت سن الخامسة يموتون كل عام نتيجة أمراض كان يمكن منعها».
وأضاف «في اليمن اليوم يموت طفل كل عشر دقائق من أمراض كان يمكن منعها وبسهولة».
وبحسب الأمم المتحدة هناك أكثر من 6 آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح خطرة منذ بدء الحرب عام 2015.
ورحب كابالاري بإعادة إطلاق محادثات السلام في غضون شهر، داعيا أطراف النزاع إلى «الاجتماع بقيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للاتفاق على وقف إطلاق النار ووضع خطة طريق للسلام في اليمن».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الجمعة لوقف «أعمال العنف» في اليمن والدفع باتّجاه محادثات سلام تضع حداً للحرب الدائرة في البلد الفقير.
وكانت الولايات المتحدة، في تغيّر مفاجئ في موقفها، حضت حليفتها السعودية على إنهاء الحرب في اليمن عبر الدعوة إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات سلام.
وتأتي الدعوات لإنهاء الحرب في خضم قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وتداعيات هذه المسألة على صورة السعودية.
وتتعرض الرياض أيضا لانتقادات كثيرة بسبب حرب اليمن الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ بدء عمليات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل، فيما آلاف السكان مهددون بالجوع حاليا.
ودعت الممثلة أنجلينا جولي، التي تشغل أيضا منصب المبعوثة الخاصة لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت جولي في بيان «شاهدنا الوضع يتدهور إلى درجة أن اليمن أصبح الآن على شفا مجاعة من صنع الإنسان، ويواجه أسوأ وباء كوليرا في العالم منذ عقود». (تفاصيل ص 10)