تعز – “القدس العربي”:
انقضى الأسبوع الأول على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ذي التوجه الانفصالي بدعم إماراتي، دون تحقيق أول بند فيه وهو عودة الحكومة الشرعية الى العاصمة المؤقتة عدن، وهو الاختبار والمؤشر المحوري لهذا الاتفاق، الذي يخشى كثير من اليمنيين أن يكون مصيره مثل مصير اتفاق ستوكهولم بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين العام الماضي الذي ذهب أدراج الرياح.
وقال مصدر سياسي لـ”القدس العربي”: “على الرغم أن الوقت ما زال باكرا للحديث عن نجاح أو فشل اتفاق الرياض لكن المعطيات الأولية تكشف مؤشرات قوية بأن هذا الاتفاق بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي سيذهب (أدراج الرياض)، كما كان مصير اتفاق ستكوكهولم بين الحكومة والحوثيين الذي ذهب (أدراج الرياح) العام الماضي”.
وأوضح أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إيجابية تعزز القناعات بإمكانية تحقيق اتفاق الرياض على أرض الواقع، نظرا للكثير من المعوقات والعوامل السلبية التي قد تحول دون ذلك، ولم يتضمن الاتفاق أي حلول لها، و”رهن نجاح تطبيق الاتفاق بالإرادة السياسية السعودية فقط دون الاعتبار بأي عوامل محلية يمنية”.
وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني إن اتفاق الرياض جاء ليؤسس لصراعات وحروب مستقبلية في اليمن. وقال إن اتفاق الرياض أعطى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد السيطرة على الموانئ اليمنية وشرعنة تنفيذ مخططات الإمارات عبر المجلس الانتقالي.
وأوضح أن هذا الاتفاق يستهدف إضعاف الدولة اليمنية وتقسيم اليمن مناطقيا وعنصريا ولم يعتمد على ثوابته الوطنية ومخرجات الحوار الوطني.
في غضون ذلك لقي 8 عسكريين حكوميين على الأقل مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في قصف صاورخي حوثي استهدف مقر قيادة الجيش في محافظة مأرب، شرقي اليمن، الأربعاء.
وقال مصدر عسكري لـ”القدس العربي” إن “قصفا بصاروخ متطور استهدف مقر قيادة العمليات المشتركة لقوات الجيش والذي يشمل أيضا مقر وزارة الدفاع، يعتقد أن ميليشيا جماعة الحوثي تقف وراء إطلاق هذا الصاروخ”.
وأكد “مقتل 8 عسكريين بينهم ضابطان برتب رفيعة، وإصابة عشرات آخرين من العسكريين والمدنيين في هذا القصف الصاروخي”.
إلى ذلك قال موقع (مأرب برس) الإخباري المستقل: “قُتل 7 عسكريين يمنيين على الأقل، بينهم ضابط برتبة عميد وجرح آخرون، الأربعاء، في قصف صاروخي من ميليشيا جماعة الحوثي استهدف معسكر (صحن الجن) ومقر قيادات القوات المشتركة في محافظة مأرب”.
وأوضح أن ميليشيا جماعة الحوثي أطلقت صاروخين من مواقع تمركزها في جبل هيلان غربي محافظة مأرب، سقط أحدهما عند المدخل الرئيس للمعسكر، في حين سقط الصاروخ الثاني بالقرب من مبنى مقر قيادة القوات المشتركة الحكومية، مشيرا إلى نجاة قيادات عسكرية رفيعة في الجيش الوطني جراء هذا القصف الصاروخي الحوثي على هذا المقر العسكري الحكومي، الذي يضم مقر وزارة الدفاع والدوائر العسكرية التابعة لها.
ويعد هذا القصف الصاروخي الحوثي الثاني من نوعه الذي يستهدف مقر وزارة الدفاع وقيادة القوات المشتركة خلال أقل من أسبوعين، والذي كشفت مصادر عسكرية أن الصاروخ المستخدم فيه يعد صاورخا متطورا.
وكان صاروخ مماثل استهدف ذات المعسكر في 29 الشهر المنصرم، أثناء اجتماع عسكري رفيع لقيادة وزارة الدفاع وقيادة القوات العسكرية السعودية، حيث كان يضم وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، وقائد قوات التحالف العربي في مأرب قائد القوات السعودية اللواء الركن عبد الحميد بن هادي المزيني، وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل ضابط واحد وإصابة عدد من العكسريين اليمنيين.
وكشف مصدر عسكري يمني، الإثنين الماضي، أن التحقيقات الأولية في الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الدفاع في محافظة مأرب قبل أسبوعين أظهرت أنه تم بـ”صاروخ أمريكي متطور”.
وشككت مصادر سياسية في نوعية الصاروخ المستخدم يوم الأربعاء في قصف مقر وزارة الدفاع والقوات المشتركة بمأرب، في ظل تضارب الأنباء حول إمكانية أن يكون القصف بصاروخ حوثي أو بصاروخ متطور من جهة مجهولة على غرار الصاروخ الذي استهدف ذات المكان وتبين لاحقا أنه صاروخ أمريكي موجه عبر الأقمار الصناعية.
وذهبوا في هذا التشكيك إلى احتمالية أن تكون أيادي وأدوات الإمارات التي زرعتها في مأرب وراء إطلاق هذه الصواريخ على مقر قيادة الجيش الحكومي، لإرباك المشهد العسكري الحكومي وممارسة الضغط على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإجباره على الانصياع للسياسة والمخططات الإماراتية في اليمن والتي يرفضها هادي بشدة ودخل بسببها في صراع مستميت مع أبو ظبي، والتي انتقمت منه الأخيرة بتحريك أدواتها من ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على محافظة عدن والعديد من المحافظات المجاورة لها منتصف آب (أغسطس) الماضي.